رواية سيرة حمار لحسن أوريد، هي رواية من الحجم المتوسط صدرت عن دار الأمان بالرباط.
ملخص وتحليل الرواية
وتحكي "سيرة حمار" قصة أذربال، ابن بوكود يوليوس، الذي تربى في أحضان مدينته أليلي عاصمة موريتانيا الطنجية، قبل أن ينتقل إلى الحواضر الكبرى ليستكمل تكوينه وينال حظا وافرا من الفلسفة والمعارف اللاتينية ويحتك بكل أساليب الفكر بقرطاج وروما ليعود بعدها إلى بلاده وينخرط في الشأن العام لكن خلفيته الأكاديمية أخذت تصرفه إلى البحث عن الحقيقة ليقع في ارتكاب المحرم ويتحول إلى حمار. هذا التحول، يقول المؤلف، جعل هذه الشخصية تعيش وضعا مضطربا موزعا بين حالة إنسانية تستطيع أن تفكر ووضع حيواني لا يقدر فيه على البوح بما يموج ويدور في فكره، ليعيش مراحل متعددة ومليئة بالمخاطر قبل أن يعود إلى أصله. فهذا السفر، حسب المؤلف، " لم يكن جغرافيا في المكان ولكن سفرا ذاتيا لاكتشاف ذاتنا"، مبرزا أن هذا العمل الأدبي يتضمن تقاطعات مع ثقافات معينة فيما يخص ارتكاب المحرم، وأن "النزوع الحيواني جزء منا فهناك حرب ضروس يتعين خوضها للتغلب على هذا الجانب".
الكتابة على لسان الحيوانات، يضيف الباحث، تعتبر تقليدا قديما والكاتب انخرط في هذا التقليد، كما أن للنص انخراط وحضور قوي في الحاضر، للإجابة عن القضايا الكبرى المطروحة راهنا. أما صاحب الكتاب، فكشف أنه لم يكن في ذهنه يوما كتابة رواية بطلها حمار، قائلا إن إنجاز هذه الرواية لم يستغرق أكثر من أسبوع، " لكني لا أزعم أني كتبتها في أسبوع فقد كانت الفكرة تضطرم في أحشائي لأكثر من عقدين من الزمن وسعيت بعدها أن أرصد اللحظة المفصلية التي بزغت فيها فكرة الكتابة عن حمار والتي تعود إلى 1989 عندما قمت بزيارة للموقع الأثري الروماني تيبازا بضاحية الجزائر العاصمة رفقة سياسي ومثقف جزائري كبير كان مشبعا بالقضية العربية فأردت أن استفزه بالقول إن هذا المكان يذكرني بأفولاي فرد علي أن تاريخنا يبدأ مع عقبة بن نافع". وأضاف أوريد أن "العنصر الأساسي الذي دفعني للكتابة هو ما آلت إليه الأمور في البلدان التي شهدت ما يسمى بالربيع العربي وخاصة مصر، فحاولت أن أذكر أن ثقافتنا لا يمكن أن تختزل في جانب واحد".
وأردف قائلا "في هذا السياق استحضرت سابقة وهي عمل أفولاي الروائي الأمازيغي صاحب أول رواية في تاريخ البشرية والموسومة بالحمار الذهبي لكي اربط الصلة بواحد من أجدادي، فتاريخي أعمق من أن يحصر في فترة، فإذا كان لي أجداد كتبوا باللغة العربية فلي أيضا أجداد كتبوا باللاتينية إنها محاولة لإعادة الاعتبار لهذا الجانب من تاريخنا".
الأسلوب اللغوي للرواية
هذه الرواية رغم قصرها إلا أنها تتميز بأسلوب أدبي سلس وشيق، يحرص على سرد فترة زمنية للملكة المغربية، بالرغم من أن الرواية لا تهتم بحكاية تلك الوقائع التاريخية لذاتها. والملاحظ أيضا في الرواية ذلك الإجمال والسرعة في سرد الوقائع والأحداث، كأنه اتخذ من هذه الرواية وسيلة لعرض قضايا أخرى فكرية وفلسفية.
اقتباس من الرواية
- ماذا جنيت لكي ألقى هذا العذاب وألظى بهذا الشقاء، أهي حوبة الاستمتاع بما ليس لي ؟ أهي الاغتراف من شراب محرم ؟ أهي رغبتي أن أطير وأحلق في الأجواء وكان حريا بي أن أذكر أن ليس على الإنسان أن ينفصل عن الواقع ؟ ألا يكون فيما قاسيت كفارة لي ؟ أيكون قدري أن أظل حمارا يحملني حمال أثقاله، ويسومني العذاب، ويضن على بالأكل، ويتهددني بالخصي، ويعبث بي برابرة في شؤون معتقداتهم.[1]
- بل إن كثيرا من الحماقات مصدرها العقل حين يخضع للهوى تُخكِّمه لتسويغ ما تهوى النفس وتبريره[2].
- كما أن جمال الشمس لا يتبدى إلا أثناء الغروب، فكذلك حياو الإنسان لا يبدو جمالها إلا ساعة الأفول، وكم من حياة يحللها الغيم فلا يظهر جمالها البتة[3].
مراجع
- "مراجعة رواية سيرة حمار من مكتبة السر". مؤرشف من الأصل في 28 نوفمبر 2019.
- سيرة حمار. سيرة حمار (المحرر). رواية سيرة حمار. دار الأمان بالرباط.
- حسن أوريد، رواية سيرة حمار، صفحة 16، طبعة دارا لأمان بالرباط. نسخة محفوظة 28 نوفمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
مصادر خارجية
- مراجعة وتحليل رواية سيرة حمار من موقع مكتبة اليسر.
- كتب PDF مكتبة اليسر على الشبكة العنكبوتية.