الرئيسيةعريقبحث

عقبة بن نافع

قائد عسكري وإسلامي بارز في عهد الدولة الأموية

☰ جدول المحتويات


عقبة بن نافع الفهري القرشي (1 ق.هـ - 63 هـ)[1][2] هو قائد من أبرز قادة الفتح الإسلامي الذين فتحوا بلاد المغرب في صدر الإسلام ولقب بفاتح أفريقية.

عقبة بن نافع
Statue de Okba ibn Nafi al Fihri en Algérie.jpg
تمثال لعقبة بن نافع بالجزائر.

معلومات شخصية
اسم الولادة عقبة بن نافع القرشي
الميلاد 1 ق هـ - 622
مكة المكرمة
الوفاة 63 هـ - 683
سيدي عقبة، الجزائر
مواطنة بنو أمية
Umayyad Flag.svg الدولة الأموية 
الحياة العملية
المهنة قائد عسكري 
أعمال بارزة جامع عقبة بن نافع 
الخدمة العسكرية
الولاء  الدولة الأموية
الفرع الجيش العربي 
الرتبة فريق أول 

مولده ونسبه

نسبه

مولده

تورد المصادر قولين عن ولادة عقبة تشير الأولى إلى أن ولادة عقبة كانت في عهد النبي محمد[7]، ويذكر الثاني أن عقبة ولد قبل وفاة النبي محمد بسنة واحدة[8] في 631 م أي سنة 10 هـ ولكن هذه رواية مرجوحة؛ لأنها تتنافى مع الواقع فالثابت تاريخيًّا هو أن عقبة شهد فتح مصر مع عمرو بن العاص واختط بها.[9]

حياته

برز اسم "عقبة" مبكراً في ساحة أحداث حركة الفتح الإسلامي التي بدأت تتسع بقوة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، حيث اشترك هو وأبوه نافع في الجيش الذي توجه لفتح مصر بقيادة عمرو بن العاص، والذي توسم فيه خيرا وشأنا في حركة الفتح، فأرسله إلى بلاد النوبة لفتحها، فلاقى هناك مقاومة شرسة من النوبيين، ولكنه مهد السبيل أمام من جاء بعده لفتح البلاد ــ غير أن بلاد النوبة والسودان عموما لم تفتح حرباً ــ، فأسند إليه مهمة قيادة دورية استطلاعية لدراسة إمكانية فتح الشمال الأفريقي، وتأمين الحدود الغربية والجنوبية لمصر ضد هجمات الروم وحلفائهم الأمازيغ ثم شارك معه في المعارك التي دارت في أفريقية (تونس الحالية)، فولاه عمرو بن العاص برقة بعد فتحها، وعاد إلى مصر.

تعاقب عدة ولاة على مصر بعد عمرو بن العاص، ومنهم عبد الله بن أبي السرح ومحمد بن أبي بكر ومعاوية بن حديج وغيرهم، وأقر جميعهم عقبة بن نافع في منصبه كقائد لحامية برقة، ولكن عمرو بن العاص اختار عقبة في الحروب وقيل بأن ذلك لم يكن لصلة القرابة بينهما بل لأنه يعرف مهارته في المبارزة والقتال.

فتوحاته[10]

مسار فتوحات عقبة بن نافع في شمال أفريقيا

ظل عقبة في منصبه قائدًا للحامية ببرقة خلال عهدي عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، ونأى عن أحداث الفتنة التي وقعت بين المسلمين، وصبَّ اهتمامه على الجهاد ونشر الإسلام بين قبائل البربر ورد غزوات الروم، وبعد أن استقرت الأمور عام 41 هـ وأصبح معاوية بن أبي سفيان خليفة للمسلمين أصبح معاوية بن حديج والياً على مصر، وأُرسل عقبة إلى الشمال الأفريقي في حملة جديدة لمواصلة الفتح الإسلامي الذي توقفت حركته أثناء الفتنة.

كانت هناك عدة بلاد قد خلعت طاعة المسلمين بعد اشتعال الفتنة بين المسلمين، ومنها ودان وأفريقية وجرمة وقصور خاوار، فحارب عقبة تلك القرى وأعادها بالقوة إلى الدولة الإسلامية.

خلف معاوية عقبة أفريقية، وبعث إليه عشرة آلاف فارس، فأوغل بهم في بلاد المغرب حيث تغلغل في الصحراء بقوات قليلة وخفيفة لشن حرب عصابات خاطفة في أرض الصحراء الواسعة ضد القوات الرومية النظامية الكبيرة التي لا تستطيع مجاراة المسلمين في الحرب الصحراوية، واستطاع عقبة وجنوده أن يقضوا على الحاميات الرومية المختلفة في منطقة الشمال الأفريقي حتى أتى وادياً فأعجب بموقعه، وبنى به مدينته المشهورة وسماها القيروان أي محط الجند، ذلك أنها تعتبر قاعدة الجيش الإسلامي المتقدمة والواغلة في المغرب الكبير كما بنى بها جامعاً لا يزال حتى الآن يعرف باسم جامع عقبة، وفي سنة 55 هـ عزله معاوية وولى بدلا منه أبو المهاجر دينار أفريقية، فعاد للمشرق.

بعد وفاة معاوية وفي خلافة ابنه يزيد أعاد عقبة مرة ثانية للولاية سنة 62 هـ فولاه المغرب، فقصد عقبة القيروان وخرج منها بجيش كثيف وغزا حصوناً ومدناً حتى وصل ساحل المحيط الأطلنطي بالسوس الأقصى، وتمكن من طرد البيزنطيين من مناطق واسعة من ساحل أفريقيا الشمالي.

موقعة سبيطلة

  • عقب اغتيال الخليفة عمر بن الخطاب تولي الخلافة عثمان بن عفان وعين عبد الله بن سعد بن أبي السرح علي ولاية مصر بدلا من عمرو بن العاص فأرسل عبد الله بن سعد لـ عثمان بن عفان أنه سوف يستكمل الفتوحات الإسلامية فوافق الخليفة.
  • اجتمع القائدان عبد الله بن سعد وعقبة بن نافع فقال له عقبة:
    «إن المعركة ستكون مع ملك طاغية يبسط نفوذه من طرابلس إلى طنجة والقبائل تظهر له الولاء والطاعة لأنه خلصهم من الحكم البيزنطي وانفصل عن البلاط البيزنطي واسمه جريجوريوس ونحن لن نقاتل هذه القبائل بل سنذهب إلى مقره الذي يمارس فيه ظلمه وطغيانه والتي يتخذها عاصمة له وهي سبيطلة
  • تم تجهيز الجيش وانطلق الجيش إلى العاصمة وكان قبل هذا أن عثمان أرسل له مددا يتكون من 10 آلاف فارس وسمي هذا الجيش الذي أرسله عثمان بجيش العبادلة لكثرة من اسمهم عبد الله في هذا الجيش مثل عبد الله بن عباس وعبد الله بن أبي بكر وعبد الله بن عمرو، وأمد الخليفة عثمان بن عفان الجيش بألف بعير من عنده لنقل العاجزين.
  • كانت أنباء الجيش وصلت إلى مسامع جريجوريوس فجمع ضباطه وجنوده وخطب فيهم أن يجعلوا نهاية العرب علي أيديهم في هذه المعركة، وأعلن جريجوريوس مكافأة لمن يقتل عبد الله بن سعد وهي 1000 دينار ويزوجه ابنته، وسمع عبد الله بن سعد بالمكافأة فضحك ساخراً، وأعلن في الجيش الإسلامي أن من يقتل جريجوريوس له ألف دينار ويزوجه ابنة هذا الملك.
  • دارت اشتباكات بين الفريقين لم تسفر عن نتيجة حاسمة واستبطأ الخليفة عثمان بن عفان النصر فأرسل مددا آخر بقيادة عبد الله بن الزبير لم يلبث أن وصل وانضم إلى الجيش الإسلامي.
  • عقد عبد الله بن سعد وعبد الله بن الزبير اجتماعاً لوضع خطة الغزو وقال عبد الله بن الزبير:
    «مادام الفارق بيننا وبينهم كبير في العدد والعتاد فيجب أن ندبر حيلة لقهرهم وخاصة أن مدينة سبيطلة ذات أسوار عالية ولا يمكن اقتحامها بسهولة والحيلة هي أن نجهز مجموعة من الفرسان الخبراء المهارين بعيدا عن الاشتباكات حتي إذا انتهت الاشتباكات عند الظهر وأراد الأعداء أن يعودوا إلى مواقعهم تنقض عليهم هذه المجموعة فتبيد بعضهم وتأسر البعض الآخر.»
    فوافق ابن سعد على هذه الفكرة.
  • بدأت الاشتباكات في اليوم التالي وعندما انتهت في وقت الظهر كما جرت العادة في الأيام السابقة وعندما تراجع مقاتلوا الروم الأمازيغ فاجأتهم المجموعة التي تم اختيارها بعناية من أبطال المسلمين واقتحمت مدينة سبيطلة وقتلت جريجوريوس وأسرت ابنته وانتهت أخطر قوة كانت تناوئ المسلمين في هذه البلاد.

وفاته

استشهد عقبة بن نافع سنة 63 هـ[11] بعد أن غزا السوس القصوى، وقتله كسيلة بن لمزم القائد العسكري الامازيغي وقتل معه أبا المهاجر دينار ثم قتل زهير بن قيس البلوي كسيلة في ذلك العام أو في العام الذي يليه، ويروي البعض أن عقبة بن نافع كان مستجاب الدعوة.[12] في مكان يعرف حتى الآن باسم سيدي عقبة بالجزائر في معركة مع الملكة الأمازيغية ديهيا والمعروفة باسم الكاهنة وهو الاسم الذي أطلقه عليها الفاتحين العرب.[13][14]

أبناؤه وأحفاده

ومن أحفاد عقبة المشهورين:

مصادر

  1. خبار بلادي | كفر علام | عقبة بن نافع بن عبد القيس بن الحارث بن فهر القرشي - تصفح: نسخة محفوظة 22 يونيو 2015 على موقع واي باك مشين.
  2. الإصابة في تمييز الصحابة، ابن حجر - تصفح: نسخة محفوظة 19 أبريل 2014 على موقع واي باك مشين.
  3. الزبيري، مصعب بن عبد الله (ت 748 هـ/1347 هـ)، تجريد أسماء الصحابة (2ج) تصحيح: صالحة عبد الحكيم شرف الدين، طباعة شرف الدين الكتي، الهند, 1969, جـ1, ص 384.
  4. الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ترجمة رقم 1931
  5. المرجع السابق
  6. الاستيعاب في معرفة الأصحاب. ترجمة رقم 1830. طبعة دار الجيل 1992
  7. ابن الأثير، أسد الغابة، جـ3, ص420-ص421. الباجي، الخلاصة النقية، ص 5.
  8. ابن عذاري، البيان المغرب، جـ1, ص19. ابن خلدون،يحيى بن محمد (ت 780 هـ/1378م), بغية الرواد في ذكر ملوك من بني عبد الواد، تخقيق: عبد الحميد حاجيات، المكتبة الطنية، الجزائر, 1980,ص 165.
  9. ابن عبد الحكم ، فتوح مصر وأخبارها ، ص 92-93, 98-99 . الذهبي سير أعلام النبلاء، جـ3,ص533. الذهبي، تجريد أسماء الصحابة، جـ1,ص384. ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، جـ1, ص20-21. المقريزي، أحمد بن علي (ت845هـ/1441م) المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، المعروف بالخطط المقريزية (ج2), دار صادر،بيروت، دون تاريخ، جـ1, ص295.
  10. الأعلام، الزركلي. [https://web.archive.org/web/20200105223354/http://islamport.com/w/trj/Web/1004/1270.htm?zoom_highlight=+++++ نسخة محفوظة] 5 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  11. الوفيات، ابن قنفذ [https://web.archive.org/web/20200105223400/http://islamport.com/w/trj/Web/277/2.htm?zoom_highlight=++ نسخة محفوظة] 5 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  12. الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ابن عبد البر. [https://web.archive.org/web/20200105203733/http://islamport.com/w/trj/Web/267/331.htm?zoom_highlight=++ نسخة محفوظة] 5 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  13. "ديهيا الأمازيغية.. حاكمة أم كاهنة؟". راديو سوا. مؤرشف من الأصل في 14 أبريل 201911 يناير 2019.
  14. الكاهنة - الموسوعة التونسية - تصفح: نسخة محفوظة 5 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.

انظر أيضاً

مراجع

  • فتوحات مصر والمغرب ابن عبد الحكم، طبعة خامسة، 1955، تحقيق علي محمد عمر، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :