الشرق الأدنى أو الشرق القريب مصطلح يستخدمه علماء الآثار والجغرافيون والتاريخيون، ليشير إلى منطقة الأناضول (تركيا الحالية)، والهلال الخصيب الذي يقسم بدوره إلى بلاد الشام وتقسم إلى الأردن وسوريا ولبنان وفلسطين وبلاد الرافدين وهي العراق وشرق سوريا حالياً، ومصر
تاريخ الشرق الأدنى:
بدء العصر البرونزي أولا في الشرق الأدنى بالحضارة السومرية في بلاد الرافدين على نهري دجلة والفرات والفرعونية في مصر على نهر النيل في نهايات الألفية الرابعة قبل الميلاد.
الخريطة السياسية والديمغرافية للشرق الأدنى في العصر البرونزي.
أولاً بلاد الرافدين:
بلاد الرافدين هي الأراضي الواقعة بين نهري دجلة والفرات، واللذان ينبعان من جبال أرمينيا وتغذيهما روافد عديدة ويصبان في الخليج العربي. جنوب بلاد الرافدين استقر السومريّون في دلتا نهري دجلة والفرات في الألف الرابع قبل الميلاد، تحديداً غير معروف من أين أتوا ولكنهم أختلطوا مع العبيدين سكان جنوب العراق. الأكاديين شعب سامي ارتحل من الجزيرة العربية واستقر في وسط العراق، أما شمال العراق فاستقر بها الآشوريون.
غرب بلاد الرافدين عاش الآراميون في بادية الشام وهم من الشعوب السامية الرحل. أما الأموريون والكنعانيون وهم شعوب سامية أرتحلوا من الجزيرة العربية واستقروا بالشام. استقر الأموريون على حواضر سومر في بلاد الرافدين وتأثروا بالحضارة السومرية وأثروا فيها وشكلوا جزءاً أساسياً من سكان مملكة إبلا سنة 3000 ق.م. ومملكة ماري سنة 2900 ق.م في الشام و قضي عليهم الملك سرجون الأكدي في القرن 23 ق.م. بينما استقر الكنعانيون على الساحل الجنوبي للشام (لبنان وفلسطين حاليا) وتأثروا بالحضارة المصرية. أطلق اليونانيين اسم الفينيقيين على الكنعانيين الذين استوطنوا ساحل الشام واسسوا الحضارة الفينيقية نحو 1200 ق.م.
شمال بلاد الرافدين حيث آسيا الصغرى أو الأناضول كان هناك الحثيون والحوريين وهم من الشعوب الهند أوروبية الذين هاجروا من جبال زاغروس. وأسسوا ممالك عظيمة في الألفية الثانية قبل الميلاد.
شرق بلاد الرافدين كان هناك العيلاميين في (الأحواز العربية وإيران حاليا). وبحلول القرن الخامس عشر قبل الميلاد هاجرت قبيلتان رئيسيتان من الآريين من نهر الفولجا شمال بحر قزوين واستقرا في إيران وكانت القبيلتان هما الفارسيين والميديين. أسس الميديون الذين استقروا في الشمال الغربي لمملكة ميديا. وعاشت الأخرى في الجنوب في منطقة أطلق عليها الإغريق فيما بعد اسم بارسيس ومنها اشتق اسم فارس. غير أن الميديين والفرس أطلقوا على بلادهم الجديدة اسم إيران التي تعني "ارض الاريين".
ثانيا مصر الفرعونية:-
مصر القديمة هي حضارة قديمة في الشمال الشرقي لأفريقيا وقد تركزت حضارة القدماء المصريين على ضفاف نهر النيل الذي ينبع من رافدين اساسيان النيل الابيض من بحيرة فيكتوريا والنيل الازرق من بحيرة تانا باثيوبيا.
السومريون:-
أستوطن السومريون جنوب بلاد الرافدين وبنوا مدن رئيسية كأور ونيبور والوركاء ولارسا وكيش وايسن التي أصبحت ممالك مستقلة وفي هذه المدن كانت بدايات التخطيط للسيطرة على الفيضانات، وإنشاء السدود وحفر القنوات والجداول. فبنوا في هذا السهل شبكة قنوات معجزة من معجزات الري. وفي حدود سنة 3200 ق.م.ابتكر السومريون الكتابة المسمارية على الألواح الطينية ونشروها في عدة بلدان.
الديانة وثنية متعددة وكانت كل مدينة لها آلهتها ومعابدها الخاصة ودائما ما يصورون الآلهة على شكل إنسان أكبر حجماً وأكثر قوة وذكاء وقدرة وتتميز عن البشر بالخلود.
نمت الدولة وتطورت في الفنون والعمارة والعلوم والثقافة وشيدوا أول مدارس في التاريخ.
لم يكن للسومريين وحدة إقليمية بل كانت كل مدينة مستقلة تسعي كل منها لبسط نفوذها على المدن الأخرى حتى القرن 25 ق.م. قامت الإمبراطورية السومرية بقيادة لوجلالمند ملك مدينة اداب سنة 2525 ق.م. وكانت تمتد من جبال طوروس حتى جبال زاجروس ومن الخليج العربي حتى البحر الأبيض المتوسط. واستمرت لمدة 25 عام بعدها دخلت سومر فترة اضطرابات داخلية حتى القرن 23 ق.م. وحتى إجتاحها الملك سرجون الأول الأكادي.
مملكة أكد وسومر (2340 - 2159 ق.م.) الأكاديين هم من أقدم الشعوب السامية التي استقرت في بلاد الرافدين في حدود الألف الرابعة قبل الميلاد، وفدوا على شكل قبائل عاش الأكاديون مع السومريين حتى آلت اليــهم السلطــة بقيادة زعيمهم الملك سرجون الأول ظهر سرجون في مدينة كيش في نحو عام 2350 ق.م. أرتقى إلى خدمة الملك لوكال زكيري ملك كيش حتى أستولى أخيرا على العرش سنة 2340 ق.م. وجمع حوله جيشاً فتح به المدن المجاورة لكيش، فأخضع المدن السومرية الأخرى وفرض سيادته على جميع مدنها ووحد منطقة الهلال الخصيب وبسط نفوذه على بلاد بابل وشمال بلاد الرافدين وعيلام وسوريا وأجزاء من الأناضول وأمتد إلى الخليج العربي، حتى دانت له كل المنطقة. وبذلك أسس أول إمبراطورية معروفة في التاريخ عاصمتها أكد.
حكم سرجون 56 سنة جلب خلالها الرخاء للشعب وأستتب الأمان في كل مكان ونشر المعارف والعلوم والفنون والكتابة. وقد وجدت ألواح من الطين مكتوبة بالخط المسماري وباللغة الأكدية في كثير من المستعمرات البعيدة في الأناضول وعيلام. تسلم الملك ريموش الحكم سنة 2284 ق.م. بعد والده سرجون وفي عهده ثارت المدن السومرية عليه وأستقلت بعضها عن السيادة الأكدية. بعد وفاته خلفه أخيه الملك مانيشتوشو سنة 2276 ق.م. وبعد وفاته سنة 2260 ق.م. خلفه إبنه الملك نرام-سن الذي استطاع إعادة فتح الأقطار التي كانت تحت حكم جده سرجون وإخضاعها ثانية وأضاف إليها مقاطعات جبلية كمنطقة اللولوبيين في جبال زاجروس وأخضع العيلاميين وقد خلد نرام-سن فتوحاته هذه في مسلة كبيرة من الحجر تمثله على رأس جيشه في منطقة جبلية وقام نرام-سن بإعمال عمرانية واسعة ونظم الحياة الاجتماعية في البلاد وسار على القوانين الموحدة التي نشرها جده سرجون وجعل اللغة الأكدية لغة رسمية في جميع الهلال الخصيب. وبعد حكم دام 37 سنة تولى بعده إبنه. الملك شر-كلي- شرى سنة 2223 ق.م. الذي بذل كل ما في وسعه للمحافظة على الإمبراطورية الواسعة ولكن مساعيه كانت دون جدوى إذ إن كثيرا من المقاطعات البعيدة انفصلت عن المركز واشتدت هجمات الجوتيين سكان الجبال الشرقية كما كان السومريين يتحينون الفرص في الداخل للإستقلال بمدنهم القديمة. وبعد وفاة شر-كلي-شرى سنة 2198 ق.م. توالى على الحكم بعده ستة من الملوك الضعاف حكموا 39 عاما انفصلت خلال حكمهم أكثر المقاطعات واستقلت بعض المدن السومرية. وأخيرا زحفت أقوام الجوتيين من المناطق الجبلية فغزت بلاد أكاد وسومر وخربت المدن فعم الخوف أذعر في البلاد وكان في ذلك نهاية المملكة الاكدية عام 2159 ق م. بعد أن حكمت زهاء القرنين.
سلالة أور الثالثة (2111 - 2006 ق.م.)
أسرة سومرية أسست في مدينة أور حيث استطاع الملك أور-نامو سنه 2111 ق.م. هزيمه الجوتيين واستعاده حكم سومر وقد بلغ عدد ملوكها خمسة حكموا أكثر من مائة سنة اشتهرت هذه السلالة بتعمير البلاد وإعادة اللغة السومرية بعد أن نافستها اللغة الأكدية، وتقديم الآلهة السومرية القديمة على غيرها من الآلهة وإقامة الشعائر الدينية السومرية القديمة. وقد تقدمت الحضارة في هذا العهد تقدماً محسوساً وانتشرت المعارف بمختلف نواحيها من علوم وآداب وفنون، واصبحت أور قبلة الشرق القديم. تولي الكم بعد اورنامو ابنه الملك شولكي سنه 2092 ق.م فكان عهده زاخرا بالاعمال العمرانية ولا سيما تشييد المعابد إضافة إلى الاعمال العسكرية باخضاعه الاقاليم التي تمردت ضده بعد وفاة ابيه. وبعد وفاته سنه 2045 ق.م. خلفه ابنه الملك امار- سن وفي عهده استمر النشاط العمراني في المدن السومريه والاكديه كما قام ببعض الحملات العسكريه لفرض السيطرة علي الاقاليم التابعه لنفوذ امبراطوريه اور. وتولي بعده ابنه الملك شو- سن سنه 2036 ق.م. الذي بدء في السنة الرابعة من حكمه هجمات الاموريين القادمين من سوريا فبنى سورا دفاعيا ضخما أسماه سور امورو ساعد على ردع هذه القبائل وابعادها عن سومر ولو لفترة قصيرة من الزمن حتي تولى الحكم من بعده ابنه الملك ابي- سن سنه 2027 ق.م. اخر ملوك سلاله اور وفي عهده مرت بلاد سومر بوضع اقتصادي صعب حيث ارتفعت نسبة الملوحة في الأراضي الزرعية وقل إنتاجها وكان لسعة الإمبراطورية السومرية البعيدة الاثر الكبير في عدم القدرة على ادارتها الاقتصادية والسياسية، فشكل هجمات العلاميين من الشرق والاموريين من الغرب نهاية سلالة اور الثالثة ونهاية العصر السومري سنه 2006 ق.م.
العيلاميون (2700 - 539 ق.م.)
في الالفيه الثالثه قبل الميلاد ظهر على الساحة حضارة أون تاش..في اقليم خوزستان غرب إيران بمحاذاة جبال زاجروس شرق بلاد سومر كانت عاصمتهم إوان حتي انتقلت إلى مدينة سوسة. كانت هذه الدولة تتكون من عشرة عشائر وكل عشيرة كانت لها امير وكل هذه الامراء متوحدة في ظل الملك اون تاش. قاموا ببناء حصن أو قلعة سميت بإسم مؤسسهم ملك اون تاش وكثرت غاراتهم على مدن سومر اطلق عليهم اسم ايلام والتي تعني المرعب أو المرهب باللغة السومريه. اما ثقافة الايلاميين فكانت متآثرة بالثقافة السومرية ومنها استخدامهم للخط المسماري فضلاً عن التأثير في المعتقدات الدينية والعادات والتقاليد الاجتماعية.بالإضافة إلى بعض الخصوصيات اللتي تخص المجتمع العيلامي.
فكانت لهم آلهة تختلف اسمائهم اختلافا تاما عن أسماء آلهة سومر. وكانت اللغة العيلاميه هي السائده. وفي بداية الألفية الثانية ق.م. في نهايه عصر اسره اور استولي العيلاميون على أهم مدن سومر كإيزين وسيركا وأور واسروا حاكمها وسيطروا بشكل كامل مكونين حضارة امتدت حتى جاء حمورابي ملك بابل وتغلب علي لعيلاميين عام 1763 ق.م. وأصبح الحاكم الوحيد لبلاد سومر وأكاد بعدما ضمهما لبابل لتظهر الحضارة البابلية.
الاموريين:-
شعوب ساميه بدؤوا منذ نهاية الألف الثالث قبل الميلاد بالانتشار في حواضر بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام على شكل موجات من مناطق البادية العربية.انتشر الأموريون في أواخر العصر الأكدي في مناطق الجزيرة الفراتية شرق سوريا واستمر تسرّبهم في عصر سلالة أور الثالثة إلى مناطق بلاد الرافدين الداخلية على شكل هجرات متتالية، وصاروا يهددون وحدة مملكة أور وحضارتها. مما دفع الملك شولجي ثاني ملوك سلاله اور لإنشاء سور يعرف باسم سور مارتو.
ضعفت مملكة أور في عهد ملكها الأخير إبي-سن فانفصل الملك الاموري أشبي ـ إيرا عن سلطة الحكم المركزي في أور سنه 2017 ق.م. وبعد اجتياح العيلاميين لمملكه اور سنه 2006 ق.م. استطاع التغلب علي العيلاميين وطردهم من اور وضمها لمناطق حكمه وتمكن من تأسيس سلالة حاكمة في أيسن تناوب على الحكم فيها ستة عشر ملكا وقد دام حكمهم مدة زمنية تجاوزت القرنين من الزمن وتمكن الملوك الأربعة الأوائل من توسيع نفوذ هذه المملكة حتى غدت القوة المسيطرة على الجزء الأوسط والجنوبي من العراق القديم .
استطاع القائد الآموري نبلانم تاسيس دويله في مدينه لارسا نحو 2025 ق.م وقد نشأ صراع بين الدويلتين انتهى بعد أكثر من قرنين في نحو 1794ق.م. بقضاء الملك ريم-سن ملك لارسا على حكم سلالة إيسن. ثم خضعت مدينه لارسا للحكم البابلي سنه 1762 ق.م.
ويمكن عدّ العصر البابلي القديم الذي بدء سنه 1894 ق.م. وحتي نهاية الدولة البابلية القديمة على يد الحثيين سنه 1595 ق.م. عصر السيادة الأمورية في الهلال الخصيب. وقد اتسم هذا العصر بنشوء دويلات أو ممالك أمورية عدّة متفاوتة في القوة والنفوذ. وأشهرها مملكة إشنونة ومملكة آشور بدءاً من سيطره الملك الأموري شمشي أدد الأول علي الحكم في دوله اشور سنه 1815ق.م، و حتي خضوعها للملكه البابليه بقياده حمورابي سنه 1760 ق.م. والممالك السورية ومنها مملكة ماري اللتي حكمها اسره اموريه بدء من 1950 ق.م. حتي سقوطها علي يد الملك البابلي حمورابي سنه 1755 ق.م. . ومملكه يمحاض (حلب ) التي أسسها الملك الاموري سومو-إبو سنه 1810 ق.م. وحكمت الشطر الشمالي من سوريا خلال القرنين السابع و الثامن عشر قبل الميلاد. وكان تحالفها مع مملكه ماري والمملكة البابليه سببا لصمودها لمواجهات الاشوريين والحثيين المتواصله حتي خضعت لمملكه ميتاني سنه 1460 ق.م.
ويرجح أن عدداً من القبائل الأمورية كانت تؤلف جزءاً من مجموعة القبائل الآسيوية التي احتلت مصر لمده قرن نحو 1674 ق.م. وقد عرفت تلك القبائل باسم الهكسوس .
الدولة الاشوريه القديمه (2012 -1792 ق.م.) أشور أول دولة قامت في شمال بلاد ما بين النهرين، وتوسعت في الألفية الثانية قبل الميلاد وامتدت شمالا لمدن نينوى نمرود وخورسباد. كان ظهور الارتباط السياسي بالنسبة للآشوريين قد وضح في الخضوع لسيطرة أسرة أور الثالثة والتي ما إن بدأ سلطانها بالزوال، حتى تطلع الملك سوليلي ابن الملك امينو لإعلان الاستقلال والعمل على تأسيس الحكم الآشوري خلال العام 2012 ق.م، ليبدأ التحرك نحو مناطق الحوض الجنوبي من وادي الرافدين .
سبق الملك سوليلي 26 ملكاً على آشور، 16 منهم كانوا يعيشون حياة البدو يسكنون الخيام وعرفوا باسم ملوك الخيام اخرهم الملك أوشبيا الذي قام بتأسيس معبد آشور، حيث أنهى بذلك حياة البدو الرحل للقبائل الآشورية، خلف الملك أوشبيا عشرة ملوك باسم ملوك الاسلاف خلال حوالي 200 سنة حتى جاء الملك سوليلي الذي يعد الأول من بين سلسلة من ستة ملوك خلفوه على حكم آشور. منهم الملك كيكيا سنه 2000 ق.م. الذي بني اسوار مدينه اشور والملك شالم-أخي سنه 1983 ق.م. الذي نشأت في عهده الحركة التجارية الآشورية مع بلاد الاناضول حيث كانت تستورد منها المنسوجات والقصدير وتصدر الفضة والملك ايلوشوما سنه 1962 ق.م. الذي قام بغزو بلاد بابل في عهد سلاله ايسن وخلفه في الحكم ابنه إيريشم الأول سنه 1941 ق.م. وقام هؤلاء الملوك بتشييد جملة معابد منها معابد الآلهة آشور و أدد وعشتار . وخلفهم 5 ملوك اخرهم الملك ايريشم الثاني سنه 1815 ق.م. الذي تمكن الملك الاموري شمشي أدد الأول من الاطاحه به وحكم مكانه سنه 1814 ق.م. استطاع شمشي تكوين مملكة واسعة بعد توحيد سلطته في بلاد آشور حيث شملت منطقة الفرات الأوسط ومركزها مدينة ماري وكان يعاصر الملك حمورابي ملك بابل . وخلفه في الحكم ابنه الملك إشمي داغان الأول الذي انتهي في عهده استقلال بلاد اشور حيث تمكن الملك حمورابي من ضم بلاد آشور سنه 1760 ق.م. ليبتدئ العصر الآشوري في دوره القديم تابعا لبابل زهاء القرنين حتي بداية العصر الآشوري الوسيط .
المملكة البابلية الأولى (1894 - 1531 ق.م.) سلاله اموريه عدد ملوكها احدي عشر ملكا حكموا بابل أكثر من ثلاثة قرون وقد بلغت الحضارة في هذه الفترة أحدة ذراها وازدهارها وعمت اللغة الأكادية بلهجتها البابلية تكلما وكتابة في ذلك الحين بلاد الشرق الادنى قاطبة وارتقت العلوم والمعارف والفنون واتسعت التجارة اتساعا لا مثيل له في تاريخ هذه المنطقة وكانت الإدارة المركزية تحكم البلاد بقانون موحد سنه حمورابي لجميع شعوب هذه البلاد.
أسس هذه السلالة الاموريه الملك سمو آبوم سنه 1894 ق.م. في بابل . بعد سقوط سلالة أور الثالثة وانسحاب العيلاميين من البلاد تألفت عدة دويلات في مدن مختلفة احداها في إيسن والأخرى في لارسا والثالثة في بابل استمر النزاع بين هذه الدويلات نحو قرن حتى انتهى بانتصار مدينة بابل في زمن ملكها السادس حمورابي الذي تولي الحكم سنه 1792 ق.م. واستطاع في السنة السابعة من حكمه فتح مدينة ايسن وضمها إلى ملكة فصار جنوبي بلاد الرافدين كله تحت ملكه. أما الجهات الشرقية فقد كانت تحت حكم العيلاميين وفي الشمال كان شمشي اداد يحكم آشور والمقاطعات الشمالية من سوريا حارب حمورابي أولا المدن المجاورة لبابل وضمها إلى جكمه دون عناء كبير لانحياز الآموريين الذين شكلوا أكثرية سكان هذه المدن . ثم أخذ يخضع المدن السومرية ويحصنها وينظم الإدارة فيها كما قام باصلاحات داخلية كثيرة اجتذبت اليه قلوب الناس فالتفوا حوله وكون منهم جيشا قويا حارب به جموع العلاميين ومملكه لارسا حروباً طاحنة انتهت بهزيمة مملكه لارسا وهروب ملكها ريم-سن إلى بلاد عيلام فأخضع حمورابي لارسا وما كان يتبعها من مدن في الجنوب واخضع العيلاميين سنه 1763 ق.م. ثم اتجه إلى الشمال واخضع دوله آشور القديمة وملكها اشمي داكان سنه 1760 ق.م. ثم التفت إلى مدينة ماري على الفرات الأعلى فانتصر علي اخر ملوكها زمريليم ليقضي نهائيا علي مملكه ماري سنه 1755 ق.م ثم تقدم شمالا على الفرات وافتتح المدن القريبة في غرب الهلال الخصيب .
ومن أهم أعماله التي نالت شهرة عالمية وخلدت اسمه على مدى الدهر هو تقنينه القوانين وسنها في شريعة واحدة دونها على مسلة كبيرة من حجر الديوريت الأسود وما من شك في أن حمورابي جمع قوانينه من مصادر قديمة كانت مدونة على ألواح من الفخار جمعها بدقة ونظمها وجعلها ملائمة للعصر الذي عاش فيه وحمل الناس جميعا على اتباعها . وبعد وفاة حمورابي خلفه الملك سمسو-ايلونا سنه 1749 ق.م. الذي اهتم بحفر الاقنية والترع وصد إحدى غزوات الكشيين ثم خلفه الملك آبي-ايشو سنه 1711 ق.م. الذي قمع عدة فتن من امراء بعض المدن الجنوبية . وبعده خلفه الملك امي ديتاناسنه 1683 ق.م. الذي قمع عدة فتن من امراء بعض المدن الجنوبية ثم خلفه الملك امي-صدوقا سنه1646 ق.م. الذي شيد سورا في الجنوب ليحمي بلاد بابل من الغزو الجنوبي وخلفه الملك سمسو-ديتانا سنه 1625 ق.م. اخر ملوك السلالة وفي عهده هجم الحثيون بقيادة ملكهم مورسليس الأول على بلاد بابل فخربوها وقفلوا راجعين إلى جبال طوروس محملين بالغنائم والكنوز لينهي حكم السلالة البابليه الاولي في عام 1595 ق.م.
المملكة الحثيه القديمه ( 1800 - 1550 ق.م.) الحثيون شعب هندو-أوروبي سكنوا بآسيا الصغرى الاناضول شمال بلاد الشام منذ الالفيه الرابعه قبل الميلاد في نفس الفترة التي سكن جيرانهم السومريون بلاد الرافدين. وكانوا يسمون باسم بلاد خاطى أو حاطى وشملت مملكتهم الأناضول وجزء كبيرا من شمال غرب الهلال الخصيب . كان المجتمع الحثي إقطاعياً وزراعياً في الجوهر لكون أرض الأناضول خصبة. ويعتبر الحثيين أول من استخدم الحديد . الديانة وثنيه متعدده الالهه وشملت ايضا آلهة من الأناضول وسوريا وحرّان . في البداية كانت دوله صغيره ازدهر الحيثيون توسعوا وأسسوا دولة قوية عاصمتها هاتوشا في عهد الملك هاتوسيليس الذي استطاع توسيع مملكته حتي اصطدم بالحوريين في حلب فتراجع بعد اصابته واختار حفيده الملك مورسيليس الأول ليخلفه في الحكم الذي استطاع الانتقام من الحوريين وهزيمتهم هزيمه منكره واتجه نحو بابل اللتي تمكن من تدميرها ونهبها عام 1595 ق.م. لينهي حكم السلالة البابليه الاولي. الا انه تعرض لمؤامره واغتيل علي يد الملك هانتيلي الذي خلفه فالحكم سنه 1595 ق.م. وفي عهده تدهور حال البلاد حتي اغتاله الملك ذيداتنا وخلفه في الحكم سنه 1565 ق.م. الذي حقق استقرار نسبي في المملكة خلال حكمه الذي استمر عشر سنوات الا انه لم يستمر طويلا وبدأت المملكة بالتفكك والسقوط بسبب ازدياد المناطق الثائرة على الحكم .
الكاشيون ( 1580 - 1157 ق.م. )
نزحوا من الجبال الشمالية من منطقة لورستان (شمال غرب إيران الحالية) . تمكن الملك آكوم الثاني في نحو عام 1580 ق م. من النزول من خلوان في إيران الحالية إلى وسط وجنوب بلاد الرافدين واحتل مدينة بابل بعد تراجع الحثيين عنها وأسس فيها سلالة كاشيه ورثت جميع ممتلكات الدولة البابلية القديمة، ولقب نفسه ملك أكاد وبابل إضافة إلى ألقاب أخرى كثيرة. وحكم 36 ملك من هذه السلالة زهاء 576 سنة إلا أن حكمهم في جنوبي العراق دام حوالي 400 سنة فقط. وقد امتد الحكم الكاشي ليس فقط لبابل بل شاملا أيضا جزر الخليج العربي وخصوصا جزر البحرين وجزيرة فيلكا الكويتية، حيث عثر علي مستوطنات بها فخاريات وقبور تعود للحقبه الكاشيه. وفي عهد الملك انليل نادون أخي آخر الملوك الكاشيين ضعفت المملكة الكاشية كثيرا، فهجم القائد العيلامي شوترك ناخنتي على بلاد بابل عام 1157 ق.م. وفتح المدن وخربها وقضى على آخر ملوك الكاشيين . ونقل العيلاميون من بابل والمدن الأخرى غنائم لا تحصى وأسلابا كثيرة من تماثيل الالهة والمسلات وكنوز المعابد .
مملكه ميتاني ( 1500 - 1240 ق.م. )
الحوريون شعوب هندو-اريه توطنت شمال الهلال الخصيب في شرق الأناضول خلال الألف الثاني قبل الميلاد بين جيرانهم الحثيين والاشوريين وقد قاموا بغزوات باتجاه الجنوب في عمق الهلال الخصيب وكذلك غرباً في عمق الأناضول و كانت بداية تحرك الحوريون من وطنهم نحو بلاد آشور في حوالي القرن الثامن عشر قبل الميلاد و قد تمكن الحوريون من قهر بلاد آشور وأسسوا عددا من الإمارات في أجزاء من آسيا الصغرى دون أن ينظموا مملكة موحدة حتي تمكن الملك كيرتا في نحو سنه 1500 ق.م. من تأسيس مملكه ميتاني في شمال سوريا واتخذوا بلدة واشوكاني عاصمة لهم . وخلفه في الحكم ابنه الملك شوتارنا الأول ومن بعده خلفه الملك باراتانا الذي ضم حلب الي مملكه ميتاني ومن بعده خلفه الملك شاوشتاتار سنه 1460 ق.م. الذي استغل فتره حكم الملكة المصريه حتشبثوت اللتي اهتمت بجنوب البلاد في افريقيا واهملت القسم الشمالي حتي انفصل الشام عن مصر فقام شاوشتاتار بتوسيع نفوذه في الشام حتي وصل الي فلسطين . وما ان تولي الفرعون المصري تحتمس الثالث الحكم حتي جهز جيشا قويا لاستعاده نفوذه في الشام قاد الميتانيين تحالفا من الممالك الشاميه ومنها ملك قادش ضد الجيش المصري الا ان النصر كان حليف المصريين الذين استعادوا سيطرتهم علي مدن الشام في معركه مجدو عام 1457 ق.م. .ذاد نفوذ وسلطان مملكه ميتاني الامر الذي ادي الي شن الملك الميتاني شاوشتاتار حربا علي الاشوريين واحتل العاصمة اشور عام 1450 ق.م. واخضعهم لمملكه ميتاني لم يكن سهلاً على الجيش المصري التحكم في كامل غرب وشمال الهلال الخصيب رغم وضعه حاميات عسكرية في بعض المدن إلا أن ذلك لم يحد من ثورة بعض مدن الساحل الكنعاني وكذلك شهدت هذه الفترة زيادة نفوذ ميتاني في شمال الهلال الخصيب مما اضطر تحتمس الثالث لشن 16 حمله علي الشام. في ذلك الوقت كانت مملكة ميتاني تواجه مخاطر الحرب على جبهتَين الحثيين في الشمال ومصر في الجنوب. مما دفع الملك أرتاتاما الأول الذي خلف ابيه شاوشتاتار سنه 1420 ق.م. لتقديم عرضاً لفرعون مصر أمنحوتب الثاني بتقسيم الأراضي المتنازع عليها في سوريا. تحسنت العلاقات السياسية بين الحوريين و المصريين وتطورت أواصر الصداقة بين الميتانيين والمصريين وبالتحديد بين الملك الميتاني أرتاتاما الأول والفرعون المصري تحتمس الرابع الذي تزوج ابنه ارتاتاما وبموجب هذا الزواج رُسمت حدود مناطق النفوذ بين المملكتين ومكنت الميتانيين من إحكام قبضتهم على شمال سوريا . خلف ارتاتاما الأول ابنه الملك شوتارنا الثاني الذي كان حليفا للفرعون المصري امنحتب الثالث وزوجه ابنته و بلغت قوة وازدهار مملكة ميتاني أوجّها في عهده وخلفه ابنه الملك أرتاشومارا الذي قتل بعد فتره قصيره ليتولي اخيه الملك توشراتا سنه 1382 ق.م. ونازعه الحكم اخيه ارتاتاما الثاني. بدأ النفوذ المصري يتقلص تدريجيا في سوريا نتيجه لانشغال الفرعون.المصري امنحوتب الرابع المعروف بأخناتون بنشر ديانته التوحيديه الجديده . بعد اغتيال الملك توشراتا سنه 1342 ق.م. هرب ابنه شاتيوازا ولجأ الي الحثيين طالب الملك ارتاتاما الثاني بالعرش ومن بعده ابنه شوتارنا الثالث استغل الملك الحيثي شوبيلوليوما الصراع علي السلطة في مملكه ميتاني فتوجه إلى عاصمة الميتانيين لاحتلالها. دامت المعارك اثني عشر عاماً حتي سقوط اخر معقل للميتانيين وتم تنصيب الملك شاتيوازا ابن توشراتا ملك علي ميتاني من قبل الحثيين وفي نفس الوقت اغتنم الملك الاشوري اشور اوبلط الأول هذه الفرصة فهجم هو الآخر على الميتانين سنه 1330 ق.م.و استرجع منهم الأراضي الآشورية التي كانوا قد استولوا عليها .
لعب الحوريون دوراً في نقل الحضارة السومرية-الأكادية التي تأثروا بها في أرجاء المشرق، وذلك من خلال حروبهم التي استخدموا بها العربات الحربية التي تجرها الخيول مع الحثيين والاشوريين وفي وسط سوريا. ورغم اصولهم الهند اريه الا انهم استخدموا اللغة الحورية لغه السكان المحليين . ديانه الحوريون كانت عباده. آلهة بأسماء ڤدية كإندرا وأرونا سمحت طبيعة الأراضي التي حكمتها مملكة ميتاني بازدهار الزراعة وقاموا بتربية الحيوانات خاصة الخيول . غزا الملك الاشوري اراد نيراري الأول بلاد ميتاني سنة 1300 ق.م. و تغلغل في أراضيهم حتى الفرات و دمر عاصمتهم واشوكاني وانتقلت تبعيه ميتاني لآشور . ثار الملك الميتاني شاتوارا الثاني علي الاشوريين مما دفع الملك الاشوري شلمنصر الأول علي احتلال ميتاني سنة 1240 ق.م. و ضمها إلى الدولة الآشورية.
المملكة الحثيه الحديثه ( 1344 - 1190 ق.م. ) عُرفت المملكة بهذه الفترة بالامبراطورية الحثية حيث بدأ تاريخها بتولي الملك سوبيلولييوما الأول الحكم سنه 1344 ق.م. حيث قام بالتوسع إلى الجنوب الشرقي فشملت الامبراطوريه أغلب مدن الشمال السوري وتحولت مملكة ميتاني في عهده إلى منطقة تابعة للحثيين بعد تخلي الفرعون المصري امنحتب الرابع عن الميتانيبن توفي سوبيلولييوما بالطاعون الذي انتشر في أنحاء المنطقة ليخلفه ابنه ارنواندالثاني سنه 1322 ق.م. الذي توفي بنفس المرض تاركاً الحكم لأخيه الأصغر مورسيليس الثاني سنه 1318 ق.م. الذي كان طفلاً ولكنه نجح بتأمين حدود المملكة بشكل قوي ثم ركّز على توسيعها شيئا فشيئا. وبعد وفاته خلفه الملك موواتالي الثاني سنه 1293 ق.م. الذي قابل الفرعون المصري رمسيس الثاني في معركة قادش الثانية عام 1274 ق.م. وانتهت المعركة باحتفاظ كل من الطرفين بنفس مكاسبه السابقة وخسائر فادحة لكلا الطرفين وخلفه ابنه مورسيليس الثالث سنه 1271 ق.م. الذي حكم لخمس سنوات فقط وبعدها ظفر بالحكم هاتوسيليس الثالث سنه 1266 ق.م. الذي وقع أول معاهدة سلام في التاريخ معاهدة قادش بين الحثيين والمصريين في عام 1258 ق.م. وتزوج رمسيس الثاني من أميرة حثية بعد ذلك. وخلفه ابنه توداليا الرابع سنه 1236 ق.م. وفي عهده بدأت تظهر قوة الآشوريين وتتعاظُم متحديةً السيادة الحثية في المنطقة. دارت معركة نيهريا في عام 1245 بين القوتين، وقع على أثرها توداليا خاسراً ومعلناً بداية اضمحلال الامبراطورية العظيمة.كان سوبيلولييوما الثاني الذي تولي الحكم سنه 1214 ق.م. آخر ملوك الامبراطورية الحثيه الذي انتصر في أول معركة بحرية في التاريخ عام 1210 ق.م. على القبارصة. ولكنه كان انتصاراً وحيداً بين وابل من الهجمات المتكررة لشعوب البحر الأمر مما أدي الي تفكك الامبراطورية وانهيارها. أحرقت مدينة حاتوشا عام 1190 ق.م. ولقي الملك سوبيلولييوما الثاني حتفه خلال هذه الأحداث
العصر الاشوري الوسيط (1503 - 911 ق.م.) شغل العصر الاشوري الوسيط فترة طويلة جدا زادت عن ستة قرون بدء بحكم الملك بوزر- اشور الثالث سنه 1503 ق.م. وشهدت بلدان الشرق الادنى القديم في هذه الفترة الطويلة احداثا هامه كثيرة . ففي بلاد بابل كان الكشيون قد سيطروا على الوضع فيها واقاموا سلالتهم الحاكمة التي استمرت حتى سنه 1157 ق.م. وكانت علاقتهم مع الاشوريين متارجحة بين الصداقة والعداء اما في بلاد الاناضول فكانت الدولة الحثية القوية . وصادف ايضا مجيء الحوريون وتاسيسهم الدولة الميتانية سنه 1500 ق.م. وكانت بلاد اشور من جملة البلدان التي وقعت تحت نفوذ وسيطرة مملكه ميتاني بعد احتلالها اشور سنه 1450 ق.م. لفترة تزيد عن القرن غير ان الانقسام الداخلي الذي حدث في البلاط الميتاني والذي تسبب في ضعف الدولة الميتانية فسح المجال امام الاشوريين للانسلاخ عن النفوذ الميتاني وتاسيس سلالة وطنية حاكمة وكان ذلك في عهد الملك آشور-أوباليط الأول الذي تولي الحكم سنه 1365 ق.م. حيث تمكن من تقوية الدولة الاشورية الفتية من الداخل ورفع شانها إلى درجة اصبحت فيها من القوى الرئيسة في الشرق الادنى القديم . واقام هذا الملك صداقة وود مع المملكة المصرية كما عقد معاهدة صداقة ومصاهرة مع الكشيين. وتعاقب على عرش الاشوريين بعد ذلك عدد من الملوك الاقوياء منهم شليمنصر الأول الذي تولي الحكم سنه 1274 ق.م الذي قام بتأسيس مدينه النمرود لتكون عاصمه جديده للبلاد بالاضافه لسياستة العسكرية الناجحة وخلفه ابنه الملك توكلتي- ننورتا الأول سنه 1245 ق.م. الذي تمكن من السيطرة علي اراضي واسعه في الاناضول والشام وبعدها تمكن من الانتصار علي الكشيين وإنهاء سلالتهم وضم بابل إلى حكمه، ليكون أول ملك آشوري يلقب نفسه بملك بابل . غير ان قوة الدولة الاشورية لم تستمر طويلا حيث عادت وانكمشت ثانية وتقلص نفوذها وتدهور الوضع العام فيها وظلت كذلك حتى مجيء الملك تجلات بلاصر الأول سنه 1115 ق.م وهو من أعظم ملوك آشور حيث تمكن من إعادة هيمنة آشور على الشرق الأدنى القديم وتمكن من السيطرة على مناطق شاسعة في الأناضول و سوريا ووصل إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط وخاض عدة حروب ضد الحيثيين والكنعانيين و الآراميين ألذين برزوا كقوة في عهده وتحققت لاشور رفاهية اقتصادية اعتمدت على تجارتها الخارجية مع اسيا الصغرى وسوريا انتهت فترة الازدهار بمقتل تجلات بلاصر ودخول البلاد ثانيا في فترة ضعف واضمحلال استمرت حتى بدايه العصر الاشوري الحديث عام 911 ق- م وقد استغلت القبائل الارامية هذا الضعف فزادت من غاراتها على حدود الدولة الاشورية حتي سيطرت على منطقة الفرات الأوسط التي كانت تابعة للنفوذ الاشوري واسست لها عدة دويلات صغيرة
انهيار العصر البرونزي:-
انهيار العصر البرونزي هو فترة انتقالية شهدتها منطقة بحر إيجة وغرب آسيا وبلدان شرق المتوسط في نهاية العصر البرونزي إلى بداية العصر الحديدي، وهو الانتقال الذي اعتبره المؤرخون عنيفا ومفاجيء ومُدمّر ثقافيًا .
حيث انهارت حضارة بحر إيجة في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، حينما أهملت المهارات الحرفية والبناء وأنظمة الكتابة وتوقفت معظم الأنشطة التجارية وبدأت فترة عصور اليونان المظلمة.
في مصر دب الضعف في اوصال الدولة الفرعونيه الحديثه في اخر عهد الاسره العشرين نتيجه هجمات شعوب البحر وسيطره كهنه امون علي الحكم وفي الاناضول انهارت الدولة الحثيه تحت وقع هجمات شعوب البحر ودخلت اشور في فتره ضعف واضمحلال وبدء ظهور الدويلات السور-حيثية في قيليقية وسوريا، والممالك الآرامية في بلاد الشام. وانقطاع طرق التجارة البحرية لانتشار قرصنة شعوب البحر التي لم تستطع الممالك الهشة مواجهتها. العصر الحديدي:-
المرحلة التي تلي العصر البرونزي وفيها أصبح استعمال الحديد دارجا في صناعة الأدوات الزراعية والحربيه .
بدأت صناعة الحديد في بلاد الاناضول في الألف الثاني قبل الميلاد في أوج العصر البرونزي. وانتشرت هذه التقنية تدريجيا اعتبارا من القرن الثاني عشر قبل الميلاد في بلاد الشرق الادني ويعزو البعض تفوق الحثيين وشعوب البحر على معاصريهم من المصريين و بلاد ما بين النهرين لأمتلاكهم أسلحة حديديه.
العصر الحديدي لبلاد الاناضول هو المرحلة التي شهدت غزوات الفريجيين بعد سقوط الدولة الحثيه علي يد شعوب البحر . وفي مصر بدايه عصر الاضمحلال الثالث بعد نهايه عصر الدولة الحديثه وفي إيران عصر الميديين والفارسيين.
ويعتبر أواخر الألف الثاني قبل الميلاد بداية العصر الحديدي والقرن الأول قبل الميلاد نهاية له
الآراميون:-
شعب سامي استوطن وسط وشمال سوريا استطاع الاراميين ما بين القرنين الثاني عشر والثامن قبل الميلاد تآسيس دويلات عديدة سيطرت على بلاد واسعة في الجزيرة الفراتية في سوريا بين دجلة والفرات، وأن تؤسس مجموعات زراعية مستقرة. وقد أُطلق اسم الآراميين على البلاد التي سكنوها، فدُعيت باسم بلاد آرام .
وازداد النفوذ الآرامي في اتجاهات عديدة، امتدت على منطقة حلب كلّها كما انتشروا في حوض العاصي وحماة وجنوبا في سهول البقاع وعلى سفوح جبال لبنان الشرقية حيث قامت مملكة صوبة ومع بدايه الألف الأول قبل الميلاد انتقل مركز الثقل إِلى دمشق التي أضحت أهم موقع سياسي في سوريا .
مملكه ارام دمشق (965 - 732 ق.م.)
وريثة مملكة صوبا الآرامية التي شملت البقاع وجبال لبنان الشرقية وغوطة دمشق وحوران أول ملوكها رزون بن إيل الذي كان قائداً في جيش مملكه صوبا التي هُزمت على يد الملك داود (النبي) فانتهز روزن بن إيل الفرصة وأعلن نفسه ملكاً على آرام دمشق سنه 965 ق.م. وأول عمل قام به هو التوجه لمحاربة الملك سليمان بن داود لرد اعتبار الآراميين، فانتصر عليه وحرر دمشق . توفي روزن سنه 925 ق.م. وخلفه ملكان ضعيفان حتي جاء الملك برهدد الأول سنه 880 ق.م. الذي وسع سلطانه على الممالك الآرامية شرقاً إلى حماة وحلب وحتى غرب الفرات، وفرض نفوذه على يهوذا وإسرائيل غرباً. وخلفه ابنه الملك برهدد الثاني سنه 865 ق.م. الذي جمع شمل الآراميين وحارب ملك إسرائيل عام 857 ق.م. لكنه انهزم فعقد معاهدة لم تستمر الا ثلاث سنوات بعدها تحالف ملك إسرائيل مع ملك يهوذا وهجم على الآراميين واسترد الأراضي التي احتلها برهدد الأول حاول الملك الاشوري شلمنصر سنه 853 ق.م. غزو آرام دمشق لكنه لم يستطع الوصول بسبب تحالف الممالك الآرامية الصغيرة التي استطاعت إنهاكهُ عاود شلمنصر غزواته في الأعوام التاليه وكبد الآراميين خسائر كبيرة لكن صمدت كثير من الممالك ومنها دمشق وحماة أمام المد الآشوري . توفي برهدد الثاني مريضاً فخلفه ابنه الملك حزائيل سنه 842 ق.م. الذي بسط سلطانه على كل بلاد الشام تقريباً واسترجع جميع المناطق من إسرائيل، وكان خصماً عنيداً لشلمنصر الثالث وبقيت دمشق في عهده تتمتع باستقلالها رغم تقلص نفوذها . خلَف حزائيل ابنه برهدد الثالث سنه 805 ق.م.الذي فرض الجزية على الممالك التابعة له فاستاءت هذه الممالك وضعفت سيطرته عليها وفي هذه الأثناء شن الملك الآشوري أدد نيري الثالث حملة على برهدد الثالث واستطاع فيها خضاعه وأخذ الجزية منه . توفي برهدد سنة 773 ق.م. وبقي الأمر هكذا حتي تولي الملك رصين سنه 750 ق.م. الذي خاض عدة حروب مع إسرائيل واسترد منها اراض كثيره إلى أن قام الملك الاشوري تجلاث بلاصر الثالث باجتياح المقاطعات الآرامية الستة عشرة التابعة لآرام دمشق، وعاث في الأرض خراباً وسبى عدداً كبيراً من الآراميين وحاصر دمشق خمسة وأربعين يوما حتي دخلها وقتل الملك رصين وبذلك سقطت مملكة آرام دمشق سنة 732 ق.م. بعد أن دامت أكثر من ثلاثمائة سنة.
برع الآراميون في الصناعات المختلفة مثل صناعة الملابس الصوفية والكتانية والقطنية والأثاث الخشبي والجلود، وأدوات الكتابة وفي صناعة الحليّ من الفضة والذهب والحفر على المعادن والعاج. واذدهرت التجارة في العصر الآرامي فجابت قوافلهم جميع بلاد المشرق القديم . استخدم الاراميون لغتهم الخاصة الاراميه وديانتهم وثنيه متعدده وكان للالهه اسم عام هو بعل . عبدوا بعل هدد كإِلهًا للطقس واختلطت عبادتهم بعباده جيرانهم فعبدوا الاله سن اله القمر عند البابليين والاله شمشي اله الشمس عند الاشوريين .
تأثر بالاراميين عدة قبائل ساميه استوطنوا شرق نهر الأردن وأهمها
العمونيون الذين استوطنوا شمال الأردن منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد فعاشوا حياه البداوة حتي اسسوا مملكه عمون عاصمتها عمون أو عمان سنه 1250 ق.م..
الإدوميون سكان منطقة جنوب شرق الأردن منذ نهاية الألف الثاني قبل الميلاد واسسوا مملكه ادوم وينتسبوا الي(عيسو ابن اسحاق بن إبراهيم)
والموآبيون الذين استوطنوا شرق البحر الميت واسسوا مملكه موآب. وينتسبوا الي ( موآب ابن احدي بنات لوط )
مملكه إسرائيل ( 1050 - 930 ق.م. )
الجزء الجنوب الغربي لبلاد الشام (فلسطين حاليا) ماعدا الساحل الجنوبي الغربي الذي استوطن فيه الفلستيّون الذي يقال انهم من شعوب البحر الذين هاجروا من كريت واستوطنوا الجزء الجنوبي من بلاد كنعان.
كان أول ملوك المملكة الموحدة شاول الملك وبعده داود ( النبي) ثم ابنه سليمان ( النبي ) وبعد وفاة سليمان قاد بريعام بن نياط تمرد ضد رحبعام بن سليمان وأصبح ملك مملكة إسرائيل الشمالية المنفصلة عن المملكة الموحدة اللتي سميت مملكه يهوذا
مملكه يهوذا (930 - 588 ق.م. )
عاصمتها اورشليم وأول ملوكها رحبعام ابن سليمان وتعاقب عليها 21 ملكاً وتعرضت لغزوات من الشمال والجنوب وكان آخرها على يد نبوخذ نصر ملك بابل الذي غزاها سنة 606 ق.م. وخضعت للبابليين ثم ثارت في عهد الملك يهوياقيم فغزاها سنة 599 ق.م. فسبى بعض من شعبها ثم ثارت عليه مرة أخرى سنة 593ق.م. في عهد الملك صدقيا فأتاها هذه المرة سنة 588ق.م. فاجتاح أورشليم وهدم أسوارها وأحرق الهيكل وسبى الالاف من اليهود إلى بابل.
مملكه إسرائيل الشماليه ( 930 - 722 ق.م.)
مملكة لعشرة أسباط من بني إسرائيل بقياده سبط افرايم وعاصمتها السامرة أول ملوكها يربعام بن نياط وتلاه 18ملكا اخرهم هوشع بن ايله وفي عهده قام الملك الاشوري تجلات بلاصر الثالث باحتلال المملكة وتدميرها.
مملكه فريجيه ( 1200 - 705 ق.م.)
الفريجيون شعوب هندو-أوروبية من التراقيين استوطنوا شمال غرب الأناضول في الألفية الثانية وذهبوا للمرتفعات الوسطى وأنشؤوا عاصمتهم غورديوم. حكموا آسيا الصغرى بعد انهيار الإمبراطورية الحيثية في القرن الثاني عشر قبل الميلاد وحتى انهيارهم وصعود ليديا في القرن السابع قبل الميلاد. سماهم اليونانيون فريجي استخدموا لغتهم الخاصة الفريجيه وبرعوا في الأشغال المعدنية والنحت على الخشب وأحجار القبور المنحوتة . ديانتهم وثنيه متعدده منها عباده الإلهة كوبيلي و والاله سيبيل
غوردياس كان ملكا أسطوريا في الميثولوجيا الإغريقية اللتي تحكي انه طلب من الآلهة أن تهبه القدرة على تحويل كل ما يمسه إلى ذهب. وأجابت الآلهة طلبه فكان كل مايمسه يتحول ذهباً حتى الطعام وأوشك الرجل أن يموت جوعاً وتبعه ابنه الملك ميداس. كانت أسماء ملوك فريجيا هي غوردياس أو ميداس.
سقطت مملكه فرجيا سنه 705 ق.م. بعد هجمات السميريين وهم قبائل هندو-اوربيه نزحوا من شمال القوقاز .
مملكه أورارتو (1000- 600 ق.م.)
شعوب هندو-اوربيه استوطنوا شرق الاناضول تحت الحكم الاشوري منذ القرن الثالث عشر قبل الميلاد . لم يكن مجتمع متجانساً من الناحية العرقية. فإلى جانب الأورارتيين كان هناك الحثيون والحوريون استخدموا اللغة الاوراتيه وديانتهم وثنيه متعدده كجيرانهم في بلاد الرافدين وسوريا فعبدوا الاله خالدي والاله تيشيبا
الملك ارامي أول ملوكهم وتولي سنه 858 ق.م.
بدأت بوادر قوة الدولة بالظهور في عهد الملك ساردوري الأول 844 ق.م.الذي اتخذ مدينة توشبا عاصمة له. وخلفه ابنه الملك إشبويني سنه 825 ق.م. ومن بعده ابنه الملك مينوا سنه 810 ق.م. الذي وسع حدود الدولة، فوصلت حدودها الجنوبية الشرقية إلى بحيرة أرومية وامتدت شمالاً الي بحيرة وان وغربا الي نهر الفرات. وبعد وفاه مينوا خلفه ابنه الملك أرغيشتي الأول سنه 780 ق.م. الذي تابع سياسة والده خصوصاً فيما يتعلق بمنازعة الدولة الآشورية لإبعادها عن مناطق استخراج المواد الأولـية وطرق التجارة الدولية. فهاجم اراض اشوريه جنوب بحيرة أرومية واتجه بقواته غرباً نحو الشمال السوري وخلفه الملك ساردوري الثاني سنه 760 ق.م. الذي استمر في توجيه الحملات فوصلت قواته جنوباً إلى حوض نهر ديالى. ووجه حملتين نحو بلاد الشام لتوطيد نفوذه في المناطق الخاضعه لأورارتو. الا ان الملك الاشوري توكولتي- ابيل- إشارا الثالث تمكن من هزيمة قوات ساردوري الثاني وحلفائه من المدن الاراميه في سوريا سنه 743 ق.م. ثم عاود مره اخري هجومه في عمق الأراضي الأورارتية حتي وصل إلى العاصمة توشبا.سنه 735 ق.م. . تولي الملك روسا الأول الحكم سنه 730.ق.م. الذي حاول إصلاح الإدارة والجيش ولكن الإصلاحات لم تعط ثمارها بسبب ظهور خطر قبائل السميريين وزيادة الضغط الآشوري فنال هزيمه ساحقة من الاشوريين سنه 714 ق.م.
تولي الملك روسا الثاني سنه 680 ق.م الذي ساد عهده السلام مع الدولة الاشوريه واذدهرت الدولة وتولي بعده الملك ساردوري الثالث سنه 654 ق.م. الذي اضطر إلى الاعتراف بالسيادة الآشورية على بلاده نتيجه لضعف الدولة. وبعد سقوط الدولة الآشورية عام 610 ق.م خضعت أورارتو للميديين الذين أبقوا عليها دولة تابعة حتى قضوا علي استقلالها نهائياّ سنه591 ق.م ومنذ نهاية القرن السادس قبل الميلاد بدأت القبائل الأرمنية بالتوطن في أورارتو قادمة من الأناضول لتعطي المنطقة اسم أرمينيا.
الإمبراطورية الآشورية الحديثة ( 934 - 609 ق.م.)
بدء بحكم الملك أداد نيراري الثاني سنه 911 ق.م. الذي نجح في توسيع دائرة حكمه وفرض سيطرته التامة على البلدان والممالك المجاورة بعد أن حكم حوالي عقدين من الزمان أنقذ فيها بلاد آشور من الضعف والتدهور بفضل صفاته القيادية فاتخذت الاوضاع السياسية منحى جديداً حتى اصبحت بلاده سيدة بلدان العالم القديم واقواها منُذ اواخر القرن العاشر قبل الميلاد وحتى السادس قبل الميلاد، لذلك يعتبره التاريخ القديم مؤسس المملكة الاشورية الحديثة. نافست هذه المملكة كل من بابل وأورارتو وعيلام ومصر على زعامة العالم القديم حينها. وبعد وفاته خلفه ابنه الملك توكولتي-نينورتا الثاني سنه 890 ق.م. الذي أخضع جزءا كبيرا من الأراضي البابلية وعزز المكاسب التي تحققت من قبل والده على الحثيين والبابليين والآراميين وقاد حملة ناجحة على جبال زاجروس في إيران إخضع فيها الشعوب الإيرانية من الفرس والميديين .
اتخذ الملك توكولتي-نينورتا مدينه نينوي عاصمه للدوله الآشورية بدلا من اشور . وتبعه ابنه الملك ناصربال الثاني سنه 884 ق.م. الذي ضم لبنان لحكمه. وتبعه ابنه الملك شلمنصر الثالث سنه 859 ق.م. الذي ثار عليه أحد أبنائه وسبب فتنة داخلية واضطرابات أدت إلى ضياع كثير من المستعمرات البعيدة لكن استطاع الملك شمشي أداد الخامس القضاء علي الثورة وسحقها بتغلبه على أخيه الثائر وتولي الحكم سنه 824 ق.م. وبعد وفاته عم الضعف والتدهور في البلاد وحلت ازمات اقتصادية استمرت فترة الضعف والتدهور زهاء 80 عاما حكم فيها 4 ملوك حتى تولي الملك تجلاث بلاصر الثالث سنه 745 ق.م. الذي توج نفسه ملكا علي بابل واشور أقوى إمبراطورية في العالم القديم . حيث قام بإصلاح نظام المملكة فقام بتقسيم الدولة إلى ولايات تحكم من قبل ولاة يعينهم بنفسه، وعمل على تطبيق سياسة التوطين الإجباري اللتي طالت المئات من المدن والقرى في المنطقة بما في ذلك الآشوريين أنفسهم، وفرض الضرائب لتقوية الدولة وجيشها مما ساعده علي الحفاظ على الجزء الغربي من الهلال الخصيب المنفذ البحري الأهم للدولة الآشورية ومراكزها التجارية بعد سلسلة من المعارك أنهي بها مملكه دمشق القوة الأكبر في المنطقة عام 733 ق.م. واستعاد السيطرة علي بابل سنه 729 ق.م. من الامير الارامي نابو مكين زيري الذي استولى على عرش بابل سنه731 ق.م. وتوجه بعدها لترسيخ الحكم في الدولة الممتدة من الخليج العربي حتى سيناء وتبعه ابنه الملك شلمنصر الخامس سنه 727 ق.م. وفي عهده رفض يوشع اخر ملوك إسرائيل دفع الجزية فزحف علي مملكه إسرائيل واحتل البلاد وسبي اهلها سنه 721 ق.م. وتبعه اخيه الملك سرجون الثاني سنه 720 ق.م. الذي استعاد السيطرة علي بابل سنه 710 .ق.م. من الامير الارامي مردك أبلا إدينا الذي استولي علي عرش بابل سنه 721 ق.م. وتبعه ابنه الملك سنحاريب سنه 705 ق.م. الذي عمل على بناء مدن جديدة وحول العاصمة إلى دور شروكين غير أنه واجه عدة ثورات على حكمه في بابل ومملكة إسرائيل ما حدا به إلى تنظيم حملات عسكرية لإخضاعها وهناك اصطدم مع القوات الكوشية بقيادة الفرعون النوبي طهارقة وتبعه ابنه اسرحدون سنه 680 ق.م. الذي استطاع ان يهزم طهارقه الفرعون النوبي وحلفاؤه في صيدا واجبره علي التراجع جنوبا واستولي علي منف ثم انسحب عائدا الي سوريا. وخلفه على العرش ابنه الأصغر آشور بانيبال 668 ق.م. اخر ملوك الامبراطوريه الاشوريه لم تكن آشور في عهده معروفة بقوتها العسكرية فقط، بل أيضاً بالثقافة والفنون، فقد تأسست أول مكتبة مجمعة بشكل منظم في عهده، وكانت الكتب على هيئة ألواح من الطين الخزفى المحروق، كانت الكتابة باللغة المسمارية.
توفى آشور بانيبال في عام 626 ق.م، وكان قد أقام السلام في فلسطين وفينيقيا وسوريا، كما قهر عيلام لكن الإمبراطورية التي شيدها ما لبثت أن انهارت بعد وفاته بسب الخلاف بين أبنائه على خلافتة، ومالبثت ان ثارت بابل بقياده نبوبولاصر واستقلت وأصبحت مرة أخرى مملكة مستقرة عام 625 ق.م، وأخيرا أستولى البابليون وحلفائهم الميديون على مدينة نينوى وكان ذلك في سنة 612 ق.م.
الإمبراطورية البابليه الكلدانية ( 627 - 539 ق.م. )
سلاله بابل الحادية عشر اسسها الملك نبوبولاصر الكلدي سنه 627 ق.م. بعد ان سيطر على أقليم بابل الذي كان تابعا لحكم الآشوريين واعلن استقلاله عن حكم الآشوريين وتمكن من توحيد القبائل الكلدية الاراميه ثم سيطر على كامل اقليم بابل و المناطق الجنوبية من بابل وبالتعاون مع الميديين استطاع اسقاط مدينة نينوى عاصمة الآشوريين سنة 612 ق م و اسس امبراطورية كبيرة تميزت بالعمران و الفنون و العلوم . واستعادت تراث بلاد ما بين النهرين القديم . وبالرغم ان اللغة الآرامية كانت اللغة العامية عند البابليون لكن اللغة الأكادية كانت اللغة الرسمية في الوثائق و الدواوين الرسمية. وبعد وفاته تولي الحكم ابنه الملك نبوخذ نصر الثاني أو بختنصر سنه 605 ق.م. كان أحد أقوى الملوك الذين حموا بابل وبلاد ما بين النهرين، حيث جعل من الإمبراطورية الكلدانيه أقوى الإمبراطوريات في عهده بعد أن خاض عدة حروب ضد الآشوريين والمصريين ومد نبوخذ نصر الثاني جيوشه إلى سوريا ووصل إلى حدود مصر بالتحديد أرض غزة الحالية ولكنه هزم في الحرب المصرية البابلية عام 601 ق.م. كانت عسقلان أول المدن اللتي تمردت ورفضت دفع الجزية فقام نبوخذنصر باحتلالها وسبى بعض من سكانها وعين ملكا آخر عليها سنه 604 ق.م.. وبعدها رفضت مملكة يهوذا دفع الجزية بعد تحالفها مع المصريين ففرض نبوخذ نصر الحصار على أورشليم عاصمة مملكة يهوذا وسبى بعضا من سكانها مع ملكهم يهوياقيم في عام 597 ق م، وعين صدقيا ابن الملك يهوياقيم ملك عى يهوذا، إلا أن صدقيا اعلن عصيانه مما دفع البابليون لحصارها سنة كاملة حتي تمكن نبوخذ نصر من اقتحام. مدينة أورشليم وخربها وحرق هيكل سليمان وسبي معظم سكانها لينهى حكم سلالة داوود على مملكة يهوذا عام 587 ق م. اما مدينة صور الكنعانية فحاصرها لمدة 13 عام حتي رضخ الكنعانيون للهيمنة البابلية سنه 572 ق.م. ويعد هذا الحصار الأطول في التاريخ . له ايضا أعمال عمرانية عظيمه في بابل منها حدائق بابل المعلقه احدي عجائب الدنيا السبع .
بعد وفاة نبوخذ نصر خلفه ابنه اميل مردوخ سنه 562 ق.م. الذي قتل في ثورة بعد حكم قصير دام سنتين ليحكم بعده صهر نبوخذ نصر الملك نرجال شارآصر سنه 559 ق.م. الذي قام ببعض الحملات العسكرية في شرق الأناضول ضد الميديين. الا انه قتل من قبل اتباع اميل مردوخ الذي قام بقتله مسبقا. فنصب بعده ابنه لباشي مردوخ سنه 556 ق.م وهو في الرابعه من عمره وعين الملك نبونيدس زوج نيكتوريس بنت نبوخذ نصر وصيا عليه وسرعان ما ازاح الصغير واصبح الحاكم سنه 556 ق.م اهتم بعماره المعابد وكان أكثر عهده معتكفا بمدينة تيماء مركز عبادة إله القمر سين فسبب له كهنة الاله مردوخ المشاكل. مما اضطره للتنازل عن الحكم لابنه بلشاصر سنه 539 ق.م. الذي بدا في عهده غزو الفرس بقياده قورش للملكه سنه 538 ق.م. وكانت نهاية الدولة البابلية بإزاحته عن الحكم .
الميديون ( 678 - 549 ق.م. )
شعوب هندو-اريه
في القرن الخامس عشر قبل الميلاد هاجرت قبيلتان رئيسيتان من الآريين من نهر الفولجا شمال بحر قزوين واستقرا في إيران استقر الفارسيين في الجنوب واستوطن الميديون في مناطق جبال زاجروس فيما يعرف الآن بكردستان وأذربيجان .
خضع الميديين للاشوريين في عهد الملك الاشوري شلمنصر الثالث سنه 836 ق.م.
استطاع دياكو زعيم قبائل منطقة جبال زاجروس توحيد قبائل الميديين في مملكه ميديا وعاصمتها اكباتان سنه 728 ق.م. والاستقلال عن الحكم الاشوري وبعد وفاته خلفه ابنه الملك فرورتيش سنه 675 ق.م. الذي أخضع شعوباً وقبائل كثيرة كانت تتواجد في اصفهان وآذربيجان وكردستان وهمدان. قتل فرورتيش في معركه مع الآشوريين فخلفه ابنه الملك خشتريته سنة 653 ق.م. الذي اتحد مع كل من المانايين والسكايين ضد الآشوريين وبعد وفاته خلفه ابنه هو-خشتره سنه 625 ق.م. الذي اتحد مع البابليين وزوج أبنته امتيس لنجل الملك البابلي نبوبلصر إلا أنها أصيبت بالكآبة في بابل مما جعل الملك البابلي يأمر ببناء حدائق بابل المعلقة وبعد حرب دامت سنتين نجح هو-خشتره ونبوبلصر في احتلال مدينتي آشور ونينوي والقضاء علي الدولة الآشوريه عام 612 ق.م. وبعد وفاته خلفه ابنه أيشتوويغو سنه 585 ق.م. الذي زوج ابنته لقمبيز احد قواده الفارسيين الذي انجب كورش الذي انقلب علي جده لينهي حكم المملكة الميديه ويبدء عصر الامبراطوريه الفارسيه الإخمينية سنه 549 ق.م.
اعتنق الميديون الديانة الزردشتية .
مملكه ليديا ( 685 - 546 ق.م.)
شعوب هندو-اوربيه استوطنوا مناطق غرب الاناضول منذ الالفيه الثانية قبل الميلاد وكانوا علي تواصل مع المدن اليونانيه عبر بحر ايجه فاستخدموا الابجديه اليونانيه وتآثروا بالمعتقدات الدينيه اليونانيه وتعتبر ليديا أول من سك العملة . كانت ليديا تابعه لفريجيا وبعد سقوطها علي يد السميريين اعلن الملك جيجيس استقلاله واسس مملكه ليديا سنه 685 ق.م. وإتخذ سارديس عاصمة له . وتمكن من هزيمه السميريين بتحالفه مع الدولة الاشوريه . نقض جيجيس تحالفه مع الاشوريين ودعم المملكة المصريه ضد الاشوريين فانتهز السميريون الفرصة وقاموا بهجوم علي ليديا، قُتل فيه جيجز سنه 657 ق.م. واحتل السميريين ليديا حتى تم طردهم نهائيا في عهد الملك الرابع ألياتس الذي تولي الحكم سنه 610 ق.م. وشن ألياتس حرباً ضد الميديين ثم عقد معهم صلحاً عام 585 ق.م. به أصبح نهر الهالز يشكل الحدود بين ليديا وميديا. وفي عهد الياتس بلغت مملكه ليديا درجة عظيمة من الرخاء وخلفه الملك كروسس سنه 565 ق.م. الذي وسع رقعتها بما فتحه من أقاليم جديدة شملت آسيا الصغرى جميعها تقريباً حتي ضمها قورش للامبراطوربه الفارسيه سنه 546 ق.م.
الكنعانيون
شعوب ساميه استوطنوا في بلاد الشام على شكل موجات من مناطق البادية العربيه منذ نهاية الألف الثالث قبل الميلاد . انتشر الكنعانيون على طول ساحل بلاد الشام. أطلق اليونانيون اسم فينيقيا علي الكنعانيين سكان الساحل الشرقي للبحر المتوسط المشتق من فينيقيين أي الأحمر الأرجواني .
ديانه الفينيقين وثنيه متعدده كل مدينه لها ثلاث الهه خاصه بها إله كبير يملك القوة والحكمة يسمى في العادة بعل أي سيد وإلهة أُنثى تمثل الحنكة والحياة، وإله شاب يمثل النبات والولادة
ومن أسماء الهتهم ايل. بعل وعشتريت وادونيس واشمون .
أسس الكنعانيون ممالك عدة مثل: حبرون، يبوس، طرطوس، ارواد، بيسان، مدين عكا، حيفا، صور، صيدون، بيروت وجبيل
خلال مطاردة المصريون للهكسوس في عهد الدولة الحديثة الفرعونية في مصر ضم تحتمس الثالث للسيادة المصرية الساحل الشرقي للبحر المتوسط بالكامل ومنها المدن الفينيقية نحو 1455 ق.م. في بدايه القرن الثاني عشر قبل الميلاد ضعفت الدولة الحديثة مما أعطى الفنيقيين الفرصة للاستقلال فازدهرت المنطقة وفرضت وجودها التجاري على حوض المتوسط.
وفي هذه الفترة وسّع الفنيقيون تجارتهم لتشمل، بالإضافة للنسيج، المعادن والزجاج. كما برعوا في تشكيل المعادن وتشكيل الزجاج وفي الملاحة البحرية. كما اسسوا المستعمرات في حوض المتوسط مثل قبرص، رودوس، كريت وقرطاجنة في شمال غرب افريقيا (تونس)
وفي هذه الفترة، ابتكر الفينيقيون الابجديه الفينيقيه لتسهيل التجارة والتخاطب مع للشعوب الأخرى. ونشروها بين شعوب البحر المتوسط .
استولي الاشوريون علي المدن الفينيقيه سنه 875 ق.م. وقضوا على ازدهار الفنيقيين. حاول سكان مدن صور وبيبلوس الانتفاضة على حكم ألأشوريون في القرن الثامن قبل الميلاد إلا أن الملك تغلاث بلاصر اخضعهم وفرض جزية قاسية. وحاولت صور الانتفاضة ضد الملك سرجون الثاني إلا انه اخضعها سنة 721 ق.م. وقام الملك اسرحدون بتدمير وسبي سكان صيدا وبناء مدينة جديدة على أنقاضها سنه 681 ق.م.
بعد قضاء البابليين علي الدولة الاشوريه سنه 612 ق.م. خضعت المدن الفينيقيه للحكم البابلي قاومت مدينة صور لمدة 13 عاما حصارا قويا من ِقِبل الملك نبوخذنصر البابلي قبل أن يفتحها ويأسر أهلها سنه 572 ق.م.
أنهى الفرس الأخمينيون حكم البابليين في عهد قورش مما جعل الفينيقيين يخضعوا لهم.
الامبراطوريه الاخمينيه ( 550 - 330 ق.م. )
استقرت قبائل الفرس الاريه في الجنوب عند منطقة سُميت فارس. اختلطوا مع الميديين حتي تمرد قورش العظيم علي جده الملك الميدي أيشتوويغو ليقضي على الملكة الميديه سنه 549 ق.م. بعد السيطرة على ميديا وتمكن من توحيد البلاد الإيرانية انتقل إلى بسط سيطرته المطلقة على عواصم الشرق مستفيداً من الأوضاع الدولية واضطراب الأحوال الداخلية في الدول القديمة. احتل قورش بابل مركز حضارة العالم القديم سنه 538 ق.م. ثم توسع إلى بلاد الشام و اجتاح مملكه ليديا في غرب الأناضول ووصل إلى بحر إيجة وتوسع شمالاً إلى جبال القوقاز، كما توسع شرقاً في آسيا الوسطى ليقيم إمبراطورية جديدة في المشرق عاصمتها مدينه سوس على أنقاض الإمبراطوريات والممالك القديمة، اجتمعت فيها شعوب وتلاقت ثقافات ولغات وعقائد وعادات.
وحلّت المملكة الفارسية محل الميدية وورثت منها مطامعها التوسعية في بلاد الشرق القديم، وكان نظام الحكم ملكياً مطلقاً، ويستند الملك، لفرض سلطانه، إلى حاشية مميزة ويساعد الملك حكام إقطاعيون كانوا يملكون الأراضي ويجندون الجيوش ويؤلفون طبقة أرستقراطية شغل كبارها الوظائف في قيادة الجيش والوزارة والقضاء والإدارة والولاية، كانت الديانة السائده في إيران الزرادشتيه ولكنها لم تمتد الي الدول اللتي خضعت للامبراطوريه الفارسيه.
بعد وفاه قورش عام 530 ق.م. تولى إبنه قمبيز الثاني الذي الذي قاد حملة على مصر سنة 525 ق.م. وأسقط عرش الفراعنة ولكنه أثار المصريين بفرض ضرائب مرهقة وبتعرضه للتقاليد الدينية. وبعد موته تولى إبنه داريوس الأول سنه 522 ق.م. الذي توسع باتجاه الشرق إلى حوض نهر السند وغرباً إلى ضفاف نهر الدانوب واكمل بناء الجهاز الإداري للدولة وحكم الإمبراطورية الفارسية حكما مطلقا وكانت البلدان التابعة له تتمتع بحكم ذاتي لكن المبالغة في فرض الضرائب والتدابير القاسية على السكان الإغريق المقيمين على الساحل الإيوني، في غرب آسيا الصغرى، أدت إلى اندلاع ثورة سنه 499 ق.م. كانت الشرارة التي أوقدت نار الحروب الميدية بين الفرس من جهة والمدن الإغريقية من جهة أخرى واستمرت خمسون عاما. كما اندلعت الثورات في مصر 486 ق.م. وفي بابل 482 ق.م. وتوالت تحركات الأمراء الساعين إلى الانفصال والاستقلال .
وبعد وفاه داريوس تولى إبنه زركسيس سنه 486 ق.م. الذي أخمد ثورة المصريين على حكم الفرس وأراد أن ينتقم من أثينا واليونانيين بعد تمرد الأيونيين أيام أبيه فوصل بجيشه حتى الأكروبول على مشارف أثينا لكنه انهزم أمام صمود الأثينيين الذين أغرقوا الأسطول الفارسي عام 497 ق.م.
بعد وفاه زركسيس تولي حشويرش الأول سنه 485 ق.م. في عهده بدء التدهور ولم يكن لملوك فارس من هدف سوى مقاومة الدول الهلينيه الصغيرة . وكان قتل حشويرش مأساة كبيرة في داخل القصر وخلفه ابنه أرتا حشويرش سنه 465 ق.م. الذي قبل التخلي عن الساحل الغربي لآسيا الصغرى مقابل عدم مساعده اليونانيين للتمرد في اسيا الصغري ومصر ولكن الحرب البولينزيه بين المدن الاغريقيه مكنته من استرداد مواقعه علي الساحل الغربي. وبعد وفاه أرتا حشويرش الأول سنه 424 ق.م. خلّفه حشويرش الثاني لمدة خمسة وأربعين يوماً وانتهت حياته مسموماً على يد مغتصب لم يحتفظ بالعرش أكثر من ستة أشهر إذ قتل على يد داريوس الثاني اللذي تولي الحكم سنه 423 ق.م. بعد أن تخلّص من إخوته. وعندما مات داريوس الثاني ورثه ابنه البكر أرتا حشويرش الثاني سنه 404 ق.م. الذي توفي ولديه مائه وخمس عشر ولدا فترك صراعا علي الحكم حتي استطاع ارتا حشويرش الثالث الاستئثار بالحكم سنه 358 ق.م. الذي نجح في ترميم كيان المملكة وقمع كل محاولات الثورة والاستقلال حتي مات مسموما في قصره سنه 538 ق.م. وتبعه ارسيس الذي مات مسموما هو الآخر بعد عامين فتولي الحكم داريوس الثالث سنه 536 ق.م. وفي عهده ارسل الملك المقدوني فيليب الثاني جيشا لتحرير اسيا الصغري من حكم الفرس لكن تم اغتيال الملك فيليب الثاني وخلفه
ابنه الإسكندر سنة 336 ق.م، الذي انطلق عام 334 ق.م في حملة على بلاد فارس فتمكن من دحر الفرس و شرع في انتزاع ممالكهم الواحدة تلو الأخرى في سلسلة من الحملات العسكرية التي دامت عشر سنوات. بعد أن أمضى الإسكندر وجيشه الشتاء بكامله يغزون ويفتحون المدن والقلاع الحصينة في آسيا الصغري تابعوا زحفهم جنوبًا وعبروا بوابات قيليقية سنة 333 ق.م. فالتقوا بالفرس ثانية عند إسوس يقودهم الشاه دارا الثالث بنفسه. فاشتبك الجيشان في معركة حامية الوطيس أسفرت عن تحقيق الإسكندر لنصر حاسم وانكسار الجيش الفارسي وفرار الشاه ناجيًا بحياته وبدلا من تعقب الفرس اتجه جنوبا لفتح المدن الفينيقية اللتي تحت نير الاستعمار الفارسي ففتحت أبوابها للإسكندر واستقبلته كمخلّص الا مدينه صور اللتي قاومت فحاصرهها حتي تمكن من فتحها وعاقب اهلها بتدمير المدينة فخضعت له كل المدن الشامية بما فيها القدس دون قتال إلا غزة اللتي رفض حاكمها الفارسي فتح ابوابها وأعلن مقاومته فحاصرها حتي تمكن من فتحها وانتقم من اهلها شر انتقام كما فعل في صور وصل الإسكندر إلى الفرما بوابة مصر الشرقية في خريف عام 332 ق.م. ولم يجد أي مقاومة من المصريين ولا من الحامية الفارسية عند الحدود ففتحها بسهولة ثم عبر النيل ووصل إلى العاصمة منف فاستقبله أهلها كمحرر منتصر سار بعدها متجهًا إلى ساحل البحر المتوسط وحط رحاله بالقرب من بحيرة مريوط وهناك كلف دينوقراطيس ببناء مدينة اسماها الإسكندرية التي قُّدر لها أن تصبح عاصمة مصر لاحقًا خلال عهد البطالمة وقام الإسكندر برحله لمعبد الإله آمون في واحه سيوة حيث نصبه الكهنة ابنا لآمون كبير الآلهة المصرية وألبسوه تاج بقرون كبش فلقب الإسكندر ذو القرنين وزعم أن زيوس-آمون هو والده الحقيقي . عاد الإسكندر بجيشه متجها إلى بلاد ما بين النهرين حيث كان الشاه دارا الثالث قد حشد جيشا جرارا واصل الاسكندر انتصاراته ودخل الإسكندر بابل مكللاً بالظفر واستقبله أهلها بالترحاب ثم انطلق الإسكندر في اتجاه سوسة العاصمة الأخمينية فدخلها واستولى على خزائنها ثم تابع الإسكندر فاتحا المدينة تلو الآخري في اسيا الوسطي ومطاردا الشاه الذي قتل علي يد احد قواده وبعد الاطاحه بالشاه وفتح كامل أراضي الإمبراطوريه الاخمينيه اصبحت الأراضي الخاضعة للاسكندر قد امتدت من البحر الأدرياتيكيي غرباً إلى نهر السند شرقا وكان يسعى إلى الوصول إلى نهاية العالم فأقدم على غزو الهند سنة 326 ق.م قبل أن يعود أدراجه بناء على إلحاح قادة جنده إتخذ الأسكندر لنفسه لقب شاهنشاه بمعنى ملك الملوك واقتبس الكثير من العادات والتقاليد الفارسية .
وفي طريق عودته توفي الإسكندر الأكبر في مدينة بابل سنة 323ق.م. بعد أن تمكن بفتوحاته من مزج الثقافة الإغريقية الهلينية بالثقافات الشرقية المختلفة للشعوب الخاضعة له كما أسس أكثر من عشرين مدينة تحمل اسمه في أنحاء مختلفة من إمبراطوريته أبرزها وأشهرها مدينة الإسكندرية في مصر
العصر الهلنستي ( 323 - 146 ق.م.)
بدأ العصر الهلنستي مباشرة بعد وفاة الاسكندر المقدوني الذي قسمت امبراطوريته بعد فترة من الصراع بين قادة جيشه إلى المملكة البطلمية في مصر والإمبراطورية السلوقية في بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين وبلاد فارس. ومملكة بيرجامون في تراقيا ومملكه انتيجونيد في مقدونيا واليونان . أصبحت اللغة اليونانية لغة عالمية وتفاعلت الثقافة اليونانية مع ثقافات بلاد فارس ومصر والشرق الأقصى مما ساهم في حدوث تقدم كبير في الفلسفة والجغرافيا والفلك والرياضيات وحمل لواء هذا التقدم العلمي تلاميذ أرسطو
أنخفضت أهمية المدن اليونانيه واصبحت المراكز الكبرى للثقافة الهلنستية هي الإسكندرية عاصمة المملكة البطلمية وأنطاكية عاصمه الإمبراطورية السلوقية.
في الشرق تحللت الإمبراطورية السلوقية تدريجيًا حتي تم ضمها القائد بومبي للامبراطوريه الرومانية عام 64 ق.م. في حين استمرت المملكة البطلمية في مصر حتي سنة
ق.31 ..عندما انتصرلالقائد الروماني أكتافيوس علي انطونيوس وحليفته كليوباترا السابعه في معركة اكتيوم البحرية واصبحت جزء من الامبراطورية الرومانية .
المراجع
تاريخ الحضارات العام - موريس كروزيه