عيلام كانت حضارة ما قبل إيرانية قديمة، وتوسعت في العصر الحديث إلى أقصى الغرب والجنوب الغربي من إيران، ممتدةً من الأراضي المنخفضة التي تُسمى الآن محافظة خوزستان ومحافظة عيلام، بالإضافة إلى جزء صغير جنوب العراق. يُشتق الاسم الحديث «عيلام» من النقل الحرفي لكلمة إيلام(ا) من اللغة السومرية، إلى جانب الأكادية اللاحقة إيلامتو، والعيلامية هيلَتمتي. كانت الولايات العيلامية من بين القوى السياسية الرائدة في الشرق الأدنى القديم. عُرفت عيلام في الأدب الكلاسيكي أيضًا باسم سوزيانا، وهو اسم مشتق من عاصمتها سوسة (شوشان).[1][2]
عصر برونزي |
---|
↑ عصر حجري حديث |
الشرق الأدنى القديم (حوالي 3300–1200 ق.م )
جنوب آسيا (حوالي 3000– 1200 ق.م ) أوروبا (حوالي 3200–600 ق.م )
عصر برونزي (حوالي 2000–700 ق.م ) |
↓عصر حديدي |
كانت عيلام جزءًا من قائمة مدن الشرق الأدنى القديم المتحضرة مبكرًا خلال الفترة النحاسية (العصر النحاسي). وُجدت سجلات مكتوبة في عام 3000 قبل الميلاد تقريبًا موازية للتاريخ السومري، بالإضافة إلى العثور على سجلات أخرى في وقت سابق بقليل. كانت عيلام في عصر العيلاميين القديم (العصر البرونزي الأوسط) مؤلفةً من ممالك واقعة على الهضبة الإيرانية، تمركزت في إمارة آنشان، ثم تمركزت منذ منتصف الألفية الثانية قبل الميلاد في سوسة الموجودة في الأراضي المنخفضة في خوزستان. لعبت حضارتها دورًا حاسمًا في عهد الأسرة الأخمينية الفارسية التي خلفت حضارة عيلام، إذ كانت اللغة العيلامية من بين اللغات الرسمية المستخدمة هناك. تُعد اللغة العربية عمومًا لغة معزولة لا علاقة لها باللغات الفارسية والإيرانية التي ظهرت لاحقًا؛ ومع ذلك، يفترض بعض اللغويين انتماء اللغتين العيلامية والدرايفية في الهند إلى عائلة اللغة نفسها. وفقًا للمطابقات الجغرافية والأثرية، يجادل بعض المؤرخين بتشكيل العيلاميين نسبةً كبيرة من أسلاف العصر الحديث اللوري، الذين تعود لهجتهم اللورية إلى اللغة البهلوية (الفارسية الوسطى).[3][4][5][6][7][8]
الجغرافيا
من الناحية الجغرافية، تمثل سوزيانا مقاطعة خوزستان الإيرانية الموجودة حول نهر كارون. استُخدمت العديد من الأسماء على مر العصور القديمة لوصف هذه المنطقة. كان عالم الجغرافيا القديم العظيم بطليموس أول من أطلق على المنطقة اسم سوزيانا، في إشارة إلى البلد المحيط بسوزا.
نظر سترابو، وهو جغرافي قديم آخر، إلى عيلام وسوزيانا على أنهما منطقتان جغرافيتان مختلفتان. وأشار إلى عيلام («أرض العيليماي») باعتبارها منطقة المرتفعات الرئيسية في خوزستان.[9]
يقول دانييل ت. بوتس إن الخلافات حول الموقع موجودة أيضًا في المصادر التاريخية اليهودية. تميز بعض المصادر القديمة بين عيلام باعتبارها منطقة المرتفعات في خوزستان، وسوزيانا باعتبارها منطقة المنخفضات. ومع ذلك، يبدو في المصادر القديمة الأخرى أن «عيلام» و«سوزيانا» على ارتفاع واحد.[10]
يمتد الشك في هذا المجال إلى الدراسات الحديثة أيضًا. تغيرت التعاريف مرة أخرى منذ اكتشاف آنشان القديمة وإدراك أهميتها الكبيرة في تاريخ العيلامية. جادل بعض العلماء الحديثين بوقوع مركز عيلام في آنشان والمرتفعات المحيطة بها، لا في سوسة الموجودة في خوزستان المنخفضة.
لا يتفق بوتس مع اقتراح إطلاق سكان بلاد ما بين النهرين كلمةَ «عيلام» لأول مرة لوصف المنطقة بمصطلحات عامة، دون الإشارة تحديدًا إلى الأراضي المنخفضة أو المرتفعات.
«عيلام ليست كلمة إيرانية ولا علاقة لها بالمفهوم الذي كان لدى شعوب المناطق الجبلية الإيرانية أنفسهم. لقد كانوا من الأنشانيين، والمرهاشيين، والشيمشكينيين، والزابشاليين، والشريحوميين، والأوانيين، إلخ. لعبت إمارة إنشان دورًا قياديًا واضحًا في الشؤون السياسية من بين مختلف مجموعات شعوب المناطق الجبلية التي تسكن جنوب غرب إيران، ولكن محاولة برهان أن إنشان لها حدود مشتركة مع عيلام هو إساءة فهمٍ للزيف، وفي الواقع تقليل من الاختلاف عن عيلام بصفته تفسيرًا مفروض من الخارج على شعوب المرتفعات الجنوبية الغربية من سلسلة جبال زاغروس، وساحل فارس، والسهل الغريني الذي جف بارتشاح نهر كارون-كرخة».
الترکیبة السكانية
يصنف والتر هينز العالم الآثار المختص بالحضارة العيلامية المجتمع العيلامي بحسب النقوش المرسومة في مدينة سوس إلى ثلاثة اصناف، الجنس الأبيض، الأجنس الداكن البشرة، والجنس البني البشرة الساكن في الجبال، يقول هينز عن الجنس الأبيض بانه وبوضوح يمثل الفرس مع إنهم يرتدون اللبس العيلامي ويقول عن الجنس الداكن البشرة[11]
وعن الجنس الثالث أصحاب اللون البني الذي يعيش في الجبال يعتقد هينز إنه قد يكون من الشعب الذي يعرف باللور اليوم الذي لا يعتبر من العيلاميين الخلص بالمزيج من العرق الهندو آري والعيلامي[11] الأمر الذي عارضه دنيل باتس D.Potts العالم الآثار المختص بالحضارة العيلامية عن اقتراح والثر هينز الذي استنتجه وبحسب المنطقة السكانية بإن قد يكون اللور اخلاف عيلاميو الجبال :
تاريخ عيلام السياسي
شهدت أرض عيلام مراحل عديدة في تطورها السياسي والحضاري و بناء على ذلك ينقسم تاريخ عيلام إلى اربع فترات :
ما قبل عيلام ( 3400 ق م - 2800 ق م)
عيلام القديم ( 2700 ق م - 1500 ق م )
عيلام الوسطى ( 1500 ق م - 1000 ق م )
عيلام الحديث( 1000 ق م - 539 ق م )
فترة ماقبل عيلام :
أو كما تسمى فترة شوش الثالثة هي الأكثر غموضا في تاريخ عيلام السياسي ولم يستطيع علماء الاثار إلى الآن فتح شفرة نقوش المكتشفة من هذه الفترة وايضا الغة المستخدمة في هذه الفترة مجهولة بالنسبة للعلماء والمحققين و لا يعلم هل الشعب الذي كان متواجد في هذه الفترة هو الشعب نفسه الذي ظهر في فترات عيلام التالية أو غيره . لكن الشي الذي مشهود هو هيمنة ثقافة بين النهرين على عيلام في هذه الفترة ونرى ذلك في الاثار والمعابد الموجودة من تلك الفترة .
فترة عيلام القديم :
تأسست أول مملكة عيلامية في هذه الفترة بعدما توحدت أقاليم المستقلة في المنطقة و حينها أصبح نظام الحكم في عيلام فيدرالي وثم تشكل المجلس العيلامي الذي كان اعضائه شيوخ وأمراء الأقاليم العيلامية . الاقاليم عيلامية كانت تتكون من إمارة أوان، إمارة شيمش كي، إمارة إنشان، إمارة سوزيانا، إمارة خمازي، إمارة توكريش، إمارة دير، إمارة شري حوم، إمارة توك ريش، إمارة أدام دون، إمارة سيمان اوم، إمارة اواك .. و لكن استطاعت العائلات الثلاثة : أوان، شيمش كي، إباراتي ( سوكل ماخ ) تصل إلى عرش الحكم في دولة عيلام وتصبح العائلة الحاكمة في الدولة العيلامية . في فترة العيلام القديم كانت الثقافة السامية البين النهرينية مهيمنة على عيلام .
فترة عيلام الوسطى :
هذه الفترة كانت الفترة الذهبية لدولة عيلام وكثير من الاثار والوحات المكشوفة ترجع لهذه الحقبة . في هذه الفترة العائلات الثالثة استطاعت أن تحكم الدولة العيلامية كيدينو إيدن، إيج خالك ايدن، شوتروك إيدن
فترة عيلام الحديث :
هذه الفترة كانت فترة ضعف وسقوط الدولة العيلامية . من أحداث المهمة في هذه الفترة قدوم الفرس إلى المناطق الجنوبية وتجاورهم مع العيلام من الناحية الشرقية وبعد اعتلاء الفرس في المنطقة سقطت عيلام بيد الفرس بل سقط حكم الساميين في المنطقة كلها وكانت مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة .
الدين في عيلام
كان الدين له دور بارز في حياة العيلاميين وكانت لهم كثير من آلهة . كان العيلاميون يقدسون بعض الحيوانات مثل الثعبان والنسر و يعتقدون بألوهة بعض الكواكب والنجوم و على رأسها القمر والشمس . كانت المراة بصفتها أم تلعب دور اساسي في المجتمع العيلامي لذلك نرى الكثير من آلهة الإناث. هناك بعض من آلهة عيلام الاساسية
الهة العيلام :
• أدد
كان اله سامي ويعبد في بين النهرين وسوريا القديمة وينطق حدد وهدد و ايضا ويعرف بإسم يشكور عند السومرين .كان اله الطقس والرعد و المطر .
• حومبان
خومبان أو هومبان كان سيد السماء وابن اله السماء جبرو
• إنكي
هو اله الحكمة والحنكة، اله المياه العذبة، اله العمال
• خوسا
كان اله الشجر
• خوتران
كان اله الجنود وينطق حوتران وهوتران و حودران، عودو ران ويعني به المستصرخ والمنقذ و هالك الأعداء، غالب الأعداء
• اين شوشيناك
(عين شوشين أخ) كان يعبد في شوش ويعني به الإله الحامي والناظر على شوش وكان اله المستضعفين والفقراء و له عدة وظائف من الجملة النظم والرفاه في المدينة والقضاوة في عالم الاموات
• ايشن يكارَب
اله سامي اكدي ويلفظ في الاكادية إيشم يكارَب اله عالم الاموات هو يستلم روح الاموات الذين ماتوا في الحروب
• جبرو
هو اله السماء وفي عالم الاموات يستقبل الناس ویتكفل بحسابهم.
• كي
الهة الارض
• كري ريشا
رئيس الحرب والهجوم و كانت تعتبر إلهة المعارك
• ناخونته
له كتابات أخرى مثل ناهونده وناحونته و يعني به : مبرز الضوء، مشع النور، خالق النور . صار يرمز لإله الشمس لأنها هي من تبرز وتشع النور .
• نابير أو نافير
يعني الساطع والمشع و يعتقد بأنه اله القمر
• ناف راتب
هو اله الرزق والمعاش . في تسمية بعض آلهة يستخدم سابقة : ناف، ناب (nap ) و هي لتعظيم الاسم . السابقة ناف أو ناب تعني المرتفع والشريف، ذو الجلالة .
• بينين جير (Pinengir)
اله المحبة والزواج و حماية الام وطفلها، مجير البنين ومنقذهم.
• سبئتو
آلهة السبعة هو مصطلح يطلقونه العيلاميون على سبعة آلهة لحماية أنفسهم من الشر والشياطين.
كان هناك آلهة أخرى تعبد في عيلام مثلا : نر جال، عين كي، نينه جال، انون إتوم، نابو، نوسكو، شالا، لاق عمار أو عمال، سين ( اله القمر) ، سيموت أو شيموت ( شيمود ) ، منزيت، نارونته، شازي، روح اور دير، شمس، ..
هناك كان العيلاميون يعتقدون بقوة الهية يمتلكها كل اله وكانوا يسموها كيتن أو كيدين .
تسمية عيلام
كُتبت هذه التسمية بأشكال مختلفة مثلا كتبها الأكديون إيلامتو ( ايلا + متو = مثوى إله، ارض إله، منزل إله ). كما كتبها الأشوريين علامتو ( علا + متو = المنزل العالي، رفيع المثوى ) . و لكن سجلها العيلاميون أنفسهم بشكل هيلَتمتى، إلاتمتى ( هيلات، إلات + متى = مثوى إلاهة وإلاهة هي مؤنث اله ). يقابل لفظ متو ومتى بالعربية الفصحى مثوى ويعنى المنزل، المأوى، المقر، البيت، دار ... و يقابل لفظ إلا، ايلا بلغة العربية الفصحى اله وأما يقابل تسمية إلات بالعربية الفصحى إلاهة .
معبد دور انتاش
أسس هذا المعبد في 1300 ق.م على يد الحاكم العيلامي انتاش جال (جال بمعنی الحاكم) وجعله كمركز لجميع الديانات في الشرق، وتأتي الوفود من كل البلاد مثل العراق، دلمون (البحرين)، معن (عمان)، ليان (بوشهر) إلى هذا المعبد لإقامة الطقوس الدينية الخاصة بهم، فنجد كثرة المعابد في القرب من دور انتاش. دور انتاش هو الاسم الحقيقي لهذا المعبد ومكتوب على الكثير من الألواح الطينية التي وجدت في المعبد، وهذا الاسم اتخذوه من اسم انتاش جال الذي شيد هذا المعبد. واسم الحالي (چغازمبیل) هو اسم مزور وجعلوه بعض من العمال والکتاب العنصریین الذی کانوا یسعون لتغییر اسم هذا المعبد. یتکون هذا المکان التراثی من خمسة طوابق من الخشب والطين، وعلى الجدران يوجد الكثير من الكتابات المسمارية التي تشير لنوع من الدعاء والاوراد الدينية على لسان انتاش جال.
معرض صور
انظر أيضاً
مراجع
- Skolnik, Fred; Berenbaum, Michael (2007). Encyclopaedia Judaica, Volume 6. صفحة 283. .
- Elam: surveys of political history and archaeology, Elizabeth Carter and Matthew W. Stolper, University of California Press, 1984, p. 3
- Potts, D.S (1999). The Archaeology of Elam: Formation and Transformation of an Ancient Iranian State (Cambridge World Archaeology) (الطبعة 2nd). Cambridge University Press. صفحة 45. . مؤرشف من الأصل في 29 فبراير 2020.
- Edwards, I.E.S.; Gadd, C.J.; Hammond, G.L. (1971). The Cambridge Ancient History (الطبعة 2nd). Cambridge University Press. صفحة 644. . مؤرشف من الأصل في 07 مارس 2020.
- McAlpin, David W. (1981). Proto-Elamo-Dravidian: The Evidence and Its Implications (باللغة الإنجليزية). American Philosophical Society. . مؤرشف من الأصل في 29 فبراير 2020.
- Elam: surveys of political history and archaeology, Elizabeth Carter and Matthew W. Stolper, University of California Press, 1984, p. 4
- Gnanadesikan, Amalia (2008). The Writing Revolution: Cuneiform to the Internet. Blackwell. صفحة 25. . مؤرشف من الأصل في 29 فبراير 2020.
- Hock, Hans Heinrich (2009). Language History, Language Change, and Language Relationship: An Introduction to Historical and Comparative Linguistics (الطبعة 2nd). Mouton de Gruyter. صفحة 69. . مؤرشف من الأصل في 29 فبراير 2020.
- Jeremy Black; Andrew George; Nicholas Postgate, المحررون (1999). A Concise Dictionary of Akkadian. Harrassowitz Verlag. صفحة 68. .
- Kent, Roland (1953). Old Persian: Grammar, Texts & Lexicon. 33). American Oriental Society. صفحة 53. .
- Walther Hinz,The lost world of Elam, Page 20-23
- Walther Hinz German scholar of Elamite studies, lost world of Elam, Page 20-21 : In referring to dark skinned Susa basrelief with Agal: "These must be Elamites; from the hinterland Even today dark-skinned men, in no way negroid, are often to be seen in Khuzistan. They consider themselves for the most part as Arabs, and speak Arabic among themselves. It seems likely that the population even of Ancient Elam was a mixed one, consisting of dark-skinned aboriginals of uncertain race and of Semites, who had infiltrated from Mesopotamia in repeated incursions since the Akkad period"
- D.T. Potts The Archaeology of Elam, page 48, "Walther Hinz was less cautious in suggesting that the Elamites were Proto-Lurs that is, the ancestors of the inhabitants of modern-day luristan in western Iran the problem of the ethnogenesis - the creation of ethnicity - is one which must be faced in the study of Elam as well. do the palaeolithic sites of fars province represent the ancestor of the later Elamites?"