شلالة العذاورة مدينة وبلدية تابعة إقليميا إلى دائرة شلالة العذاورة ولاية المدية الجزائرية، و هي عروس التيطري و مدينة الشلالات.
شلالة العذاورة | |
---|---|
مدينة شلالة العذاورة سنة 2007.
| |
خريطة البلدية
| |
تقسيم إداري | |
البلد | الجزائر |
ولاية | ولاية المدية |
دائرة | دائرة شلالة العذاورة |
خصائص جغرافية | |
• المجموع | 143 كم2 (55 ميل2) |
ارتفاع | 1200 متر |
عدد السكان (2008[1]) | |
• المجموع | 27٬300 |
معلومات أخرى | |
منطقة زمنية | ت ع م+01:00 |
الرمز البريدي | 26007 |
رمز جيونيمز | 2501525 |
تبعد عن مقر الولاية بمسافة 100 كلم إلى الجنوب الشرقي و 140 كلم جنوب الجزائر العاصمة. يقدر عدد سكانها بـ 57,300 نسمة حسب إحصاء 2008. أطلق عليها الفرنسيون اسم ماجينو (maginot) خلال فترة الاستعمار. يبلغ ارتفاعها عن مستوى سطح البحر بحوالي 1100 م.
تحتل موقعا ممتازا في الهضاب العليا بين ولايات (المدية-البويرة-المسيلة-الجلفة) يؤهلها للعب دور محوري
التاريخ
قديمة عتيقة عمرها أكثر من 2000 سنة [2] وكانت تسمى: مدينة الشلالات. لكثرة الينابيع والشلالات التي كانت معروفة بها منذ عهد الرومان.
توجد بالمدينة ليومنا هذا آثار من وقت الرومان وكذا من وقت الأتـراك في حالة يرثى لها، منها آثار لحامية عسكرية ومقبرة رومانية بالجنوب الغربي قرب منبع عين الشلالة. رغم ما تعرضت له المدينة القديمة من نهب لآثارها إلا أنها لا زالت تسرد قصص التاريخ المجيد وتحفـظ جثامين عمالقة صنعوا تاريخ الأمازيغ.
بقيت المدينة الحالية محافظة على الطراز الإسلامي في بناياتها ونذكر من أحيائها الكبرى حي كاف الطير وحي الزعترية. ومن أعلامها المجاهد محمد بن قويدر رئيس فرقة الخيالة في دولة الأمير عبد القادر والوزير الأسبق في حكومة هواري بومدين الأستاذ المفكر مصطفى الأشرف والشهيد بولبداوي المختار.. ((تعتبر الشلالة بدون منازع المحطة الرومانية الأكثر بروزا في المنطقة. تحتل الأطلال موقع السوق الشعبية الذي ينعقد في هذا المكان (مركز المدينة في القرن 19 م) كل يوم خميس فوق نبع الشلالة الرائع (عين الشلالة). حيث توجد الكثير من آثار جدران وتيجان أعمدة وقواعد أعمدة وجرار ضخمة من الحجر...العقيد فيكس سنة 1887)).
اكتشفت قبور في عام 1885 من طرف عمال عسكريين أرسلهم العقيد فيكس، قائد المقاطعة. ممايدل على وجود تجمع سكاني وبالتالي مدينة.
وهناك بقايا رومانية تتمثل في مقبرة وآثار لحامية عسكرية(قلعة) بالجنوب الغربي للمدينة قرب منبع عين الشلالة.
الشلالة مدينة أثرية طمست جل معالمها تحت المدينة الحالية وخاصة وسط المدينة (حي أول نوفمبر).
يعتقد بعض المؤرخين الفرنسيين أن الشلالة بنيت على أطلال محمية رومانية اندثرت إثر غزوات الوندال في القرن الأول بعد الميلاد. كانت تسمى في العهد الروماني (كاسترا كاتاراكتا)"Castra-Cataracta" أي حصن الشلالات .
في العهد النوميدي الأمازيغي أخذت اسم تيالت -tialet-.
في العهد الروماني أخذت اسم كاسترا كاتاراكتا -Castra-Cataracta-.
في العهد العربي الأول أخذت اسم الشلالات ثم مدينة هاز.
في العهد العثماني أخذت اسم شلالات العذاورة ثم خميس العذاورة.
في العهد الفرنسي أخذت اسم Chellala Des Adaouras ثم Maginot .
بعد الاستقلال أخذت الاسم الرسمي شلالة العذاورة.
الشلالة قطب حضري عدد سكانها يفوق 50000 نسمة.تحتوي على ثانويتين وسبع متوسطات وعشرين مدرسة ابتدائية ومستشفى ومؤسسة للصحة الجوارية وثمانية مساجد بالإضافة إلى مرافق للشباب وأخرى رياضية وثقافية ومركز للتكوين المهني.
كما يوجد في المدينة ورشات للقطاع الخاص تتمثل في النسيج والخياطة والتفصيل.
منطقة الشلالة قطب سياحي تحتاج إلى اهتمام السلطات ونفض الغبار عنها (اثار إسلامية ورومانية وحتى من العصر الحجري وخاصة حي كاف الطير العتيق رمز الشلالة) وهي منطقة فلاحية ومدينة تجارية.
قال عنها العلامة أحمد بن يوسف الملياني (( الشلالة شلالتي خليت فيها بنتي وعبايتي )) الذي له عقب في شلالة العذاورة يسمونهم أولاد أحمد بن يوسف ( اللقب ملياني )منهم الشيخ العلامة سي الطاهر رحمه الله الذي يعرفه كل شيوخ المدينة ويذكرونه بخير.
أصل التسمية
سميت بالشلالة لكثرة الينابيع والشلالات التي كانت معروفة بها منذ عهد الرومان بلاد الشلالات كانت تسمى، أو حصن الشلالات كما قال بعضهم، والمؤكد أنها شلالات العذاورة، والشلالة اختصارا. وقد نسبت لقبائل العذاورة (وهي من أعرق القبائل إضافة إلى تاريخها الثوري المشرف)التي أقامت بها بعد سقوط آشير إحدى عواصم بني زيري التي تبعد عن الشلالة حوالي 10 كلم غرباً على الطريق الوطني رقم 60 نحو قصر البخاري. أثناء فترة الاستعمار الفرنسي عرفت المدينة باسم ماجينو (Maginot) لكن مالبثت أن استعادت اسمها من جديد بعد الاستقلال متخذة شعار"عيوني شلالة وناسي رجالة".
حيث إتخذت المنطقة الحصان الجامح الذي يتوسط بساطا أخضر داخل أيقونة باللون الأزرق مع وضع مفتاح المدينة في أعلى اليمين وكتابة العبارة"نبعي شلال وأهلي رجال"في أعلى اليسار شعارا لها لامتيازها في تربية الخيول الأصيلة واحتلال الزراعة أكثر المساحات فيها أما اللون الأزرق رمز الأمل والأصفر رمز السلام.
الجغرافيا والمناخ
تقع المنطقة بسلسلة جبال التيطري ضمن الهضاب العليا. ترتفع بـ 1.200 م عن مستوى سطح البحر وذلك بقمة كاف الطير. تضاريس المنطقة متنوعة وتتميز بالأودية والجبال والتلال والمضائق وتتكون من 05 مساحات جغرافية:
- الربوة المركزية أو هضبة التيطري مدينة الشلالة وماجاورها.
- النهاية الشرقية لجبل تيطري (الكاف الأخضر) وسهول تافراوت.
- المنخفض الجنوبي لجبل ديرة وسهول زملان.
- الجهة الجنوبية لجبال التيطري وسهول الزبارة.
- سلسلة جبال كاف آفول وسهول معاش.
تتميز بمناخ قاري، بارد شتاء، معتدل ربيعا وحار صيفا، تصل كمية الأمطار إلى 500 مم سنويا خاصة في ديسمبر، جانفي وفيفري مع موسم جفاف يستمر لأكثر من 04 أشهر. تشهد المنطقة مواسم لتساقط الثلوج لا تستمر لفترة طويلة (لا تتجاوز 10 أيام). كما أنها تغطي عادتاً مرتفعات الثنية، القرن وكذلك الربوة المركزية لمدينة الشلالة وماجاورها وخاصة حي الزعترية.
السكان
قدر عدد سكان البلدية بـ 57300 نسمة(إحصائيات 2008).
السنة | عدد السكان |
---|---|
1954 | 44,200 |
1966 | 18,500 |
1977 | 30,600 |
1987 | 46,700 |
1998 | 49,400 |
2000 | 52,800 |
2008 | 57,300 |
- ان مدينة الشلالة يقطنها الخواذرية والعذاورة الذين يتواجدون بغالبية عظمى من 16 عرش وكذا بعض الأقليات من عروش أخرى من سكان جواب وأولاد زنيم والبراردة والسحاري والمويسات وأولاد علي بن داود وأولاد علان....كما توجد اقلية معتبرة من القبائل. وتضم المدينة أحياء شعبية كثيرة منها الحي العتيق بوسط المدينة قرب ساحة الشهداء واحيائه الضيقة وأحياءالشرشارة والقدس وحي 20 أوت وجنان البايلك وكاف الطير ذو الكثافة السكانية العالية حيث يعتبر أكبر حي من حيث عدد السكان وأحياء الغابة والغربية والقرية...
العذاورة اتحاد كونفيدرالي نشأ بين عدة قبائل لاتنتمي إلى نفس العرق بعضها بربري وبعضها عربي وبعضها ينتمي إلى الأشراف الحسينيين منتشرين في منطقة الوسط الجزائري (ولايات: المدية، المسيلة، البويرة، الجلفة، الجزائر العاصمة وضواحيها).
العذاورة، وهم خليط من أناس متعددي الأصول، ظهر حلفهم في العهد التركي. يتمتع أهالي هذه العشائر بشهرة مستحقة بالغزو، العنف وعدم الخضوع (التمرد).
يختلف الكثير حول تسمية العذاورة بهذا الاسم فهناك رأي يقول أنه خلال الحكم العثماني للجزائر كانت هذه القبائل تعيش حياة الترحال بحثا عن الكلأ (باللهجة المحلية عذارة) ومن هنا جاءت هذه التسمية ومن هذه المهنة نشأ بينها هذا الاتحاد الكونفيديرالي نتيجة اللاأمن الذي كان سائدا في تلك الفترة.
البعض يقول إن العذاورة تعني البلاد المتضرسة أي الوعرة.
وحسب الأسطورة، كان عذور وهو عملاق هو جد فرع من العذاورة.
الاقتصاد
الصناعة
تنتشر عبر المنطقة وحدات صناعية تدعم النشاط الاقتصادي بها وتجعلها قطبا مهما، إلى جانب نشاطات حرفية، مصانع المواد الغذائية ومطاحن الحبوب موزعة على المنطقة، وكذلك ورشات النسيج والتفصيل والخياطة للخواص بالشلالة وهي موزعة عبر أحياء المدينة وخاصة حي كاف الطير العتيق.
الصناعة التقليدية
الصناعات التقليدية بالمنطقة ذات طابع محلي وفني أصيل تعود جذورها إلى عهد قديم توارثته الأجيال وما تزال تصاميم هذه الصناعات تجسدها أنامل أبناء هذه المنطقة منها : الجلد – اللباس التقليدي (البرنس، القشابة، الزمالة،...)، المجبود، السراجة، الخزف الفني، غزل الصوف، صناعة الحلي من ذهب وفضة، الأواني الطينية الفخار، الزخرفة وغيرها.
إلى جانب صناعة النسيج التي عرفت هي الأخرى توسعا ورواجا كبيرين نظرا لارتباطها هي الأخرى بأغراض نفعية من لباس وفراش حتى ذاع صيت بعض مصنوعاتها على المستوى الوطني كزربية"كاف الطير" الأصلية والتي تشتهر بهامنطقة "شلالة العذاورة"، وهي عبارة عن نسيج خشن من الصوف الطبيعي أوالمصبوغ يتميز بحاشية تتألف من أشرطة متوازية في حين تنتشر على طول مساحة الزربية زخارف زهرية وهندسية متنوعة
تمارس في المؤسسات التكوينية ولا زالت حتى بالمنازل، نذكر منها: المجبود، الأواني الطينية، الطرز، السراجة، الفخار، صناعة الجلود، اللباس التقليدي (القشابية، البرنوس، النسيج، الحنبل) وبخصوص الحرفيين في مجال الأعمال الحرفية، فهي في توسع مستمر وتساهم في النمو الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة.
ما زالت صناعة الحلي في الشلالة تتوارث أبا عن جد وهي الصناعة التي ساعدت سكان الهضبة على العيش والتأقلم مع ظروف البيئة ففي القدم كان الحرفي يستعمل موقدا يحفر له في الأرض واليوم يستعمل وعاء قدره بعض الليترات وسندنا حجمه 30 في 10 سم وقوالب حجمها 10 في 5 سم ومطرقة وملقطا وحصبة وقطعة حديدية ليساوي ويصقل محتوى القالب وكذلك مبردا وأحيانا زقا أو منفاخا. غير أن صناعة الحلي ليست من اختصاص العذاورة كلهم بل من اختصاص فرع منهم فقط وهم فرقة المعاليم الذين يبرعون في صناعة الفضة خاصة. الخيل هو عنوان أخر لمدينة تضرب في اعماق التاريخ، العذاورة خيالة بطبعهم وعندما تستمع إلى أحدهم تشعر بالراحة والتلقائية التي تغمر قلبك. هذه هي شلالة العذاورة الجزائرية قبلة المكان وسحر الزمان فيما ترك الرواة على سالف العصر والأوان.
الفلاحة
يختلف نمط الزراعة ما بين فلاحة جبلية شمالا ومساحات سهبية جنوبا، تتوسطها السهول الداخلية والهضاب. لهذا فإن نوع الفلاحة المتبع يميل إلى تربية المواشي مع هيمنة الزراعات المتنوعة، المحاصيل الكبرى وتربية الدواجن.
يعتبر إقليم معاش أكبر منطقة فلاحية حيث أنه شهد دعما كبيرا ومن أهم محاصيل هدا الإقليم الجزر واللفت والبطاطا ومن الفواكه المشمش والرمان.
ويعتبر القمح والشعير من أهم محاصيل منطقة الشلالة الزراعية بالإضافة إلى اصناف كثيرة من الفواكه كالمشمش بمنطقة زملان والرمان بمنطقة الزبارة، وكذا تمتاز بمناطقها الرعوية حيث تشتهر بتربيتها للإغنام كما تشتهر بلدية تافراوت الغنية بالمنتوجات الزراعية المتنوعة والتي تعتبر الرائدة في إنتاج القمح.
لكونه يساهم في تشغيل أكثر من 60٪ من الأيدي العاملة، فإن القطاع يعد من بين أهم القطاعات الاقتصادية في المنطقة.
الطابع القانوني للأراضي الفلاحية يبين هيمنة القطاع الخاص (84٪ من الأراضي الصالحة للزراعة) ومستثمرات تشغل الأراضي العمومية الخاصة بالدولة (أي 16٪ من مجموع الأراضي الصالحة للزراعة).
بالإضافة إلى كثرة الينابيع والسواقي في المنطقة هناك ثلاث سدود هامة بالمنطقة لدعم القطاع الزراعي:
- سد شعبة الثنية.
- سد وادي اللحم.
- سد قرقور على المخطط.
الإنتاج النباتي:
الحبوب الشتوية: تتربع على مساحة 11000 هكتار بنسبة 35٪ من المساحة الصالحة للزراعة بمتوسط إنتاج سنوي قدره 0.12 مليون قنطار.
الأشجار المثمرة: تمثل 2000 هكتار بجميع أنواعها بمتوسط إنتاج سنوي يقدر بـ 45000 قنطار.
الإنتاج الحيواني:
تقدر تربية الأغنام بـ: 85000 رأس تقريبا بمتوسط إنتاج للحوم يقدر بـ: 450 طن / سنة.
تقدر تربية الأبقار الحلوب بـ: 1930 رأس ويعطي إنتاج متوسط قدره: 5 مليون لتر / السنة.
تربية النحل: تعدادها حاليا 5800 خلية نحل وتعطي إنتاج متوسط يقدر بـ: 150 قنطار / سنة.
السياحة
تملك المنطقة إمكانيات سياحية كبيرة، إمكانيات طبيعية تساعد على بروز عدة أنشطة سياحية كالصيد، السياحة الجبلية، التجوال والتخييم وهي مدعمة بمرافق وهياكل سياحية منها:
- حمام العناصر بشلالة العذاورة على الطريق الرابط بين الشلالة والبيرين.
- حمام شنيقل على الطريق الرابط بين الشلالة وسيدي عيسى.
- منطقة كاف آفول بشلالة العذاورة.
- حي كاف الطير العتيق الذي يزخر بمناضر باهرة منذ عهد الدولة النوميدية.
- الكاف الأخضر بشلالة العذاورة خاصة السفوح المحاذية لتافراوت.
- بيت الشباب بشلالة العذاورة.
- آثار آشير على الطريق الرابط بين الشلالة وعين بوسيف.
- ضريح الرائد سي لخضر على الطريق الرابط بين الشلالة وجواب.
- عفسة الجاهل وهي بصمة قدم لإنسان من عصور ماقبل التاريخ على كتلة صخرية على الطريق الرابط بين الشلالة وعين القصير.
- غرفة شويحة أو غار شويحة على قمة جبل القرن (قرين العذاورة كما يعرف في كتب التاريخ) 4 كم جنوب مدينة الشلالة.
تملك المنطقة رصيدا ثريا من الآثار منها:
- الحصن العسكري الذي يأوي حامية رومانية والمصادر المكتوبة القديمة تذكرها ويقولون عنها شرفة الجنوب، وهو معلم غير مصنف.
- المقبرة عثر عليها بالصدفة عند القيام بالأشغــال في حي الغربية وترجع إلى عدة قرون قبل ظهور المسيحية في الجزائر كمـا (جثث كانت أكثر ضخامة بمقارنة الهيكل العظمي بالإنسان الحالي).
- العثور على أدوات مختلفة في حي الزعترية خاصة وفي أماكن أخرى من المنطقة نذكر منها حي النخلة.
- مدينة آشير الإسلامية[4]
- مدينة الشلالات[5]
ترقية السياحة في منطقة شلالة العذاورة
ترقية النشاط السياحي في المنطقة يمكن تحقيقه تدريجيا بإشراك كل الفئات المعنية وبهدف مشترك، كما أن ترقية السياحة لها نتائج ايجابية على كل القطاعات النشطة في المنطقة وتعطي مصدرا لخلق مناصب الشغل والتنمية المحلية.
إمكانيات المنطقة الطبيعية، الثقافية والأثرية تؤهلها لجعل السياحة نشاطا محركا للتنمية، فمن وجهة نظر اقتصادية، يمكن للقطاع أن يؤدي إلى دفع ديناميكي ليس فقط لجلب العملة الصعبة لكن أيضا في مخطط النشاط لخلق مناصب شغل مباشرة ومتوقعة.
إحدى الإمكانيات لتنمية السياحة ترتكز على حماية مناطق التوسع السياحي بالأخذ في الاعتبار القيمة الطبيعية ومؤهلات الموقع المحدد مع إمكانية توسيعه واستعداده لزيادة التدفقات السياحة.
إن المنطقة تطمح إلى التنمية والعصرنة وهي تفتح ذراعيها لكل من يرغب في إنشاء استثمارات مربحة ودائمة، وهذا بإتاحة الإمكانيات الطبيعية والاقتصادية الكبيرة الناشئة عن مناخ ملائم، بفلاحة ترتكز على زراعة الأنواع المشهورة التي تتواجد فقط في حوض المتوسط، تربية الدواجن....الخ.
جبالها، هضابها وسهولها ذات الجمال الباهر، مواقعها الأثرية، الطبيعية، التاريخية والدينية، الفن المطبخي فيها، صناعاتها التقليدية، كما أن حسن ضيافة سكان المنطقة يجعلها وجهة ممتازة للزوار الذين يطمحون للراحة، الترفيه والاستكشاف.
“الكاف الأخضر”.. متحف وطني
الكاف الأخضر..(جبل تيطري) المنطقة التي عجزت عن دخولها فرنسا
عبارة عن جبال صخرية ومنصات حجرية تفوق المئات من الأمتار، ماء سلسبيل ووديان تسيل على مدى الفصول الأربعة، عنب ورمان وبلوط، ظلال بعشرات الكيلومترات.. هواء عليل وعلو شاهق يطل على جبال الشريعة.
موسوعة لا يفوق حجمها الأربعة أمتار، تسمى “الفج”، جعلها الخالق بوابة لجنة من جناته على الأرض، وتبدو لك للوهلة الأولى أشبه بمنصة عرض مسرحية فتحت أبوابها لنا لتطلعنا على أسرار وجودها وعلى ما كان يحدث فيها.والإطلاع على خبايا هذا الكهف الأسطورة.تردد العديد من سكان البلديات المجاورة للكهف والتي جعلوا منها أماكن للاستجمام والسياحة في نهاية كل أسبوع.
كان هذا الكاف متحفا وطنيا لما يحمله من دلالات ثورية؛ فقد حمل على ظهره ثاني شهيد بعد الشهيد “زبانة”، هو الشهيد “عويسي”. كما كان يستعمل إبان الحقبة الاستعمارية من طرف المجاهدين كقاعدة تنطلق منها عملياتهم العسكرية ضد المستعمر في كل أرجاء المدية، مستغلين في ذلك امتداده الجغرافي وموقعه الإستراتيجي، فيصل امتداده من شلالة العذاورة شرقا إلى الربعية غربا، ما جعل منه ممرا آمنا وحصنا حصينا. بصعودنا إلى أعلى قمة بعد عناء طويل، نجد أنفسنا بعد ساعة من السير بين العشرات من الغربان السوداء، لنحط أنظارنا على العشرات من الأبقار تبدو لنا في الوهلة الأولى أبقار متوحشة، ولا يوجد برفقتها راع يرعاها في هذا المكان الهادئ.. غير أنهم منذ سنين طويلة كانوا وما زالوا يرسلون أبقارهم إلى الجبل لترعى لوجود وفرة في الحشائش والعلف، فإن عادت فبرفقة عجول وقطعان كثيرة قد خلفتها خلال سنين الرعي الطويلة، وإن لم تعد فأكيد أنها كانت فريسة للذئاب.
بمواصلة السير مع نغمات صوت العصافير وخرير المياه العذبة التي تنبعث من وديان الكهف، وبرفقة عطور النعناع والزعتر التي زادت من المكان رونقا وجعلت منه جنة فوق الأرض بلا منازع.
لو واصلنا السير يشد أنظارنا كمّ من الصخور بعيدا عن الأشجار المتشابكة ولا يوحي بوجود حياة فيه، لنجد أنفسنا بداخل برج مراقبة مبني بالحجارة ومغطى بالأشجار للتمويه. ونرى من الهضبة مغارات كثيرة بأعلى قمة بالتيطري، والذي فاق علوه الـ1400 م.
هذا الكاف يبدو حجريا من ظاهره وجنة من داخله، وحصنا حصينا للمجاهدين أثناء الثورة، وكافية لبقاء الإنسان حيا بداخله دون أن يلجأ إلى المدينة أو الدعم، لنعود أدراجنا ونترك هذه الجنة التي يجب على المعنيين الاهتمام بهذا المعلم التاريخي وحمايته، كما يجدر استغلال هذا الكهف “الجنة” طبيعيا وتحويله إلى تحفة أثرية، وإلى منتجع سياحي أو محمية طبيعية.
تأسيس متحف يحتضن آثار الشلالة ويعرف الزوار بكنوزها الأثرية على مر الازمنة :
الكثير من الاثار التي اكتشفت في اراضي الشلالة في أثناء عمليات التنقيب التي اجريت عبر العقود الماضية بقيت مهملة وضاع منها الكثير.
وعليه يجب تأسيس متحف يضم كل الموجودات من قطع فخار وزجاجيات واوان وتماثيل وادوات شخصية للاستعمالات المختلفة، تصور حياة الأمم والاقوام التي سكنت مناطق الشلالة عبر العصور.
ويجب تطوير المواقع الأثرية وادراجها على خريطة المواقع السياحية لتنمية المنطقة وانعاشها سياحيا. ليعرف زوارها ومرتادوها مكانة هذا الجزء من والوطن ودوره الإنساني والبشري منذ مئات السنين.و ليتعرفوا على طاقات وإمكانات الإنسان القديم بالرغم من بساطة وعفوية وسائل عمله في الازمنة الغابرة.
ان المتحف سيحكي عن حياة وتاريخ الشعوب والاقوام والحضارات التي سكنت في المنطقة ويسهم بانعاشها في مجال السياحة الثقافية حيث أن موقع الشلالة يعد من المناطق التي سكنت عبر العصور دون انقطاع لتوفر المياه فيه ووجود السهول والمراعي حوله.
ان مواقع الشلالة يزخر بالاثار حيث انه وجد فيها عشرات القطع الأثرية الفخارية والزجاجية والمسكوكات التي تعود للعصورالنوميدية والرومانية.كما أن سهولة إنشاء المتحف متوفرة بتعاون الدائرة والبلدية مع الهيئات المحلية والمتجمع المدني.
التجارة
خميس الشلالة: أنشأ العذاورة سوقهم الأسبوعي كل خميس منذ أكثر من خمسة قرون وقد ضل مهرجانا ثقافيا واقتصاديا طيلة الحكم العثماني للجزائر حيث طغت تسمية خميس العذاورة (أو خميس الشلالة) على الاسم القديم لعاصمة العذاورة مدينة الشلالة النوميدية وبدخول المستعمر الفرنسي أنشئت كمستوطنة وحول اسمها إلى ماجينو (Maginot) وبعد الاستقلال تم استرجاع الاسم القديم منسوبا لأهلها العذاورة فصارت شلالة العذاورة. يقام السوق الأسبوعي يومان : الأربعاء والخميس.
الدلالة (تجار متجولون شهود على حقبة من الزمن): تجارة يمارسها المئات من أرباب العائلات والشباب البطال المنحدر من مناطق ريفية
وقد تحول هذا النشاط التجاري مع مرور السنين إلى وسيلة عيش يمارسها المئات من أرباب العائلات أو الشباب البطال المنحدر معظمهم من المناطق الريفية التابعة لدائرة شلالة العذاورة (maginot). وأجبر هؤلاء الشباب في ظل نقص فرص العمل على المستوى المحلي على ممارسة هذه المهنة المتعبة وذات الكسب القليل. كما تعد (الدلالة) إحدى أنواع التجارة الجوارية المتسلسلة والمقننة بحيث غالبا ما هي مراقبة من طرف التجار الأثرياء الذين يعملون على تأجير مجموعة من الباعة بالجملة لبيع أكبر كمية من السلع المقتناة من طرف بائعي الجملة، وفي بعض الأحيان من مستوردي السلع. ويتمتع هؤلاء الباعة المتجولون والذين غالبا ما يعرفون لدى المواطنين من مركبتهم الزرقاء أوالرمادية اللون بمهارة كبيرة في مجال التجارة وحنكة مهنية. غالبا ما يستقر هؤلاء الباعة المتجولون والمشكلون من مجموعة صغيرة تتكون من ثلاثة إلى أربعة أشخاص في مدينة ما لفترة قد تدوم إلى غاية شهر أو أكثر، وذلك في حال انتعاش تجارتهم. وتكون تكاليف طيلة هذه الأيام التي يقضيها الباعة المتجولون وهم يعرضون سلعهم بمختلف مناطق البلاد من أكل وإيواء على حساب المستخدم. الباعة المتجولين الذين لايزالون يجولون من دون ملل مختلف المدن والقرى الجزائرية لكسب قوتهم منذ أكثر من خمسين سنة. وقد شرع في مزاولة هذه المهنة منذ القدم وتطورت سنوات السبعينيات وهي الفترة التي عرفت رواج بيع التحف العتيقة. ويتم استقدام السلع المعروضة من ورشات الإنتاج من طرف مجموعة من الباعة من مدينة "شلالة العذاورة" ليتم بيعها بمختلف مدن البلاد. كما زاولوا بعدها نوعا آخر من التجارة ويتعلق الأمر بالنسيج الصناعي الذي عرف فترة من الرواج قبل العشرية السوداء التي تراجعت فيها هذه التجارة بسبب الظروف الأمنية، الأمر الذي استدعى توقفهم عن ممارسة هذا النشاط والانتظار إلى غاية نهاية التسعينيات للولوج مجددا في هذه التجارة. ويلاحظ اليوم توافد الكثير من الشباب على مزاولة هذا النوع من التجارة بحيث تراهم يجولون الأحياء والشوارع والتجمعات السكانية الكبرى يستعملون التقنيات نفسها التي مكنت أسلافهم من تحقيق النجاح والربح، تجدهم يقترحون للبيع بكل سعادة مختلف أشكال الآلات المنزلية لربات البيوت التي غالبا ما تشكل زبونا مهما بالنسبة لهؤلاء الباعة المتجولين.
المواصلات
يعتبر النقل أداة اقتصادية وعامل موجه لتنقل المسافرين ونقل البضائع، تشمل حظيرة نقل المسافرين بالمنطقة على 156 مركبة بقدرة استيعاب نظرية تبلغ 3900 مقعد تضمن الربط بين جميع المناطق الحضرية بشبكة 38 خط، بالإضافة إلى شبكة محددة بـ: 134 مركبة متمثلة في سيارات الأجرة، الشيء نفسه ينطبق على نقل البضائع الذي يوفر قدرة إجمالية دون احتساب النقل الخاص والمقدر بـ: 2400 طن. تتألف قنوات التوزيع والتسويق من مساحات واسعة ومتاجر صغيرة.
تتألف شبكة الطرق من:
- محورين رئيسيين من الطرق الوطنية يربطان الشمال بالجنوب (طريق وطني رقم 18B بين الطريق الوطني رقم 40 والشلالة نحو الجزائر العاصمة) وأخر يربط الشرق بالغرب (طريق وطني رقم 60A بين الطريق الوطني رقم 01 والشلالة نحو المسيلة) بمجموع 90 كلم.
- ثلاثة محاور رئيسية من الطرق الولائية بمجموع 80 كلم.
- خطوط هامة من الطرق البلدية بطول 200 كلم.
محطة النقل البري في الشلالة ترتبط بالعديد من الولايات مباشرة كولاية الجزائر،ولاية البليدة، ولاية البويرة، ولاية المسيلة، ولاية الجلفة، بالإضافة إلى مقر الولاية. داخل المدينة تعتبر حافلات النقل الجماعي من أكثر أنواع المواصلات شيوعا حيث تقدم خدمات النقل الحضري إلى العديد من المحطات داخل المدينة وأطرافها. ويوجد عدد لابأس به من هذه الحافلات لتقديم خدمات النقل في الشلالة.لكن مازال هناك عنصرية بين عددضئيل من الشعب الجاهل نسبيا
الهندسة المعمارية والتمدين
لقد اشتهرت شلالة العذاورة مثل بقية المدن الجزائرية التاريخية بفنون العمارة الإسلامية وشهدت فيها المساجد والبناءات العمرانية نموا ملحوظا بل وبرز من خلال هذا العمران أهمية الروح الإسلامية والطراز الهندسي الفاخر الذي تميزت به مساجد الشلالة كما هو حال مسجد التوحيد ذي الطراز المعماري الرائع ومسجد الامام علي والمسجد العتيق(الرحمة).
استعمل البناءون العذاورة في عمارتهم وسائل طبيعية محلية ووظفوا ما لديهم توظيفا موفقا في بناء المساجد التي تقدم النموذج الأمثل في العمارة والبناء الإسلامي بفنونه وزخارفه وطرزه الرائعة ناهيك عن العلوم وفنون التحصيل المعرفي الذي تميزت به شلالة العذاورة عبر تاريخها المجيد ولا تزال بهذا الصدد زاوية سيدي محمد الخيذر معلما دينيا وحضاريا وفكريا يشع على المنطقة بعلومه ورجاله ولا يزال دير سيدي النذير غارقا في متاهة الزمن وفيا لتدريس المباديء القرآنية المتواصل على مر الأيام منذ تأسيسه في عصر الأمير عبد القادر الجزائري ولا يزال يتميز بتجديد حسن الضيافة وبالهدوء في ممراته المظللة والقبة التي تمثل قبر المؤسس والذي يرجع لها الفضل في تذكيرنا بعصور أخرى لا تزال تجيء دائما محملة بالإشعاع والعلم والفكر.
لمدينة شلالة العذاورة عالمها الخاص رائحة التراث وعبق الماضي، السيوف والبرانس وحلي العرس وهدايا تذكارية لا تنسى.
منطقة الشلالة قطب سياحي تحتاج إلى اهتمام السلطات ونفض الغبار عنها (اثار إسلامية ورومانية وحتى من العصر الحجري) وخاصة حي كاف الطير العتيق رمز الشلالة وهي منطقة فلاحية ومدينة تجارية - كما أن في شلالة العذاورة ورشات للقطاع الخاص تتمثل في النسيج والخياطة والتفصيل.
المساجد والزوايا
خلال الفترة العثمانية شهدت ظهور عدد من الزوايا زيادة على أهدافها الأساسية لعبت دورا هاما في الحفاظ على الهوية الوطنية وتكوين نخبة محلية، إضافة إلى ذلك تقديم نشاطات ذات طابع اجتماعي لفائدة السكان منها:
- زاوية سيدي امحمد الخيذر.
- زاوية سيدي النذير.
- زاوية سيدي سعيد.
تزخر المنطقة بالعديد من المساجد التي لها تاريخ نذكر منها :
- مسجد الرحمة (العتيق) بوسط المدينة.
- مسجد علي بن أبي طالب (حي أول نوفمبر).
- مسجد التوحيد (حي الأمير عبد القادر).
- مسجد أبي بكر الصديق (حي النصر).
- مسجد أبي أيوب الأنصاري (حي هواري بومدين).
- مسجد عبد الحميد بن باديس (حي 5 جويلية).
- مسجد التوبة (حي 20 أوت).
- مسجد الغفران (القطب الحضري حي غزة).
أبواب المدينة
مدينة الشلالة القديمة لها 4 أبواب وهي:
- باب تافراوت.
- باب زملان.
- باب الزبارة.
- باب معاش.
أحياء المدينة
حسب التسمية الشعبية القديمة هي الفيلاج. كاف الطير. الغربية. جنان البايلك. ذراع الجواجة. حشاد. الشرشارة. الغابة. لمنيتنة. لمدرق. شعبة حمة. الكولون. سيتام.القرية. حي الزاوي. المرجة. بيت الشاوي. الوادي المالح. الدوامة.
تعتبر مدينة الشلالة ذات كثافة سكانية عالية إذ قدر عدد سكانها 57.214 نسمة عام 2008 وتحتوي أحياء شعبية كثيرة نذكر منها حي كاف الطير رمز الشلالة.
وحي أول نوفمبر بوسط المدينة يحوي ساحة الوئام وشوارعه الضيقة تشبه كثيرا احياء القصبة بالعاصمة وحي الثورة وحي الوئام وحي 20 أوت (طريق تابلاط) وحي الغربية (الورود)، وأيضا أحياء النصر والقدس و 5 جويلية (جنان البايلك) والقرية (الأحلام) وحي الأمير عبد القادر وحي غزة (القطب الحضري). حي الزاوي اقدم واعرق احياء
العادات والتقاليد
تمتاز المنطقة بإحياء الوعدات لأولياء الله الصالحين وتقام بالمناسبة عبر المداشر والقرى بما يسمى الطعمة وترفق بألعاب الفروسية والأنغام والمدائح وذلك في مناطق معروفة في كل من شنيقل(وعدة سيدي سعيد) وتافراوت وعين القصير وغيرها بالإضافة إلى الأعراس والتقاليد في الزفاف، وغيرها من الولائم المصادفة للأيام الدينية والموسمية.و يشتهر سكان المنطقة بالكرم والضيافة.
بصمة المنطقة في أكلاتها الشعبية معروفة : كالعصبان، البركوكس، المقطعة (الرشتة)، البوزلوف، الكسكسي، الشخشوخة، الرفيس بنوعيه، القرنينة، بطاطا بالثوم، غمسة فول، تشكتشوكة ،البغرير، الحسوة (المردود)، المسمن (السفنج)، المقروط ،المطلوع (خبز الدار)، خبز الشعير (الرغدة)، المقلوث، المزة، المرمز، الفريك، وغيرها.
وتقاليدها الخاصة في الأعراس والوعدات وغيرها من المناسبات، والحلويات كالمقروط، التشاراك، مقروط اللوز، الغريبية، المسمن، البقلاوة، البغرير باللوز، البغرير بالزبيب، الرب، المثقبة، المعارك، وغيرها.
الثقافة
هده المقولة الشهيرة “شلالة شلالتي … خليت فيها بنتي وعبايتي” للعلامة الراحل الشهير أحمد بن يوسف الملياني عاش أواخر القرن الرابع عشر وبداية القرن الخامس عشر.
تزخر مدينة الشلالة بتراث حضاري متنوع يعود لمختلف الحقبات التاريخية، فقد مرّت بها عدة حضارات متعاقبة من الفترة الرومانية إلى فترة الدويلات المستقلة فالعهد العثماني، ثم المقاومة الوطنية وأخيرا الفترة الحديثة، فهي بذلك تعتبر من المدن التاريخية والأثرية العريقة في الجزائر التي لعبت دورا هاما وفعالا في كل المجالات العلمية، والثقافية والحرفية...الخ،
يقول أحد شعراء الملحون العذاورة في قصيدة طويلة نذكر منها هذه الأبيات :
مانيشي فنان شكار اغنايا | ولاطامع في مال ننظم في الاشعار | |
انا فلاح من واحد القرية | مانسكنش بعيد في هذا الدوار | |
شلالة العذاورة هي ليا | ما نتركهاش محال لو تفنى الاعمار |
وكذلك القصيدة التي يقول فيها صاحبها
سد معيزة كالدزاير والا خير | والشلالة هي روبة الاوطاني |
للمنطقة هياكل ومؤسسات ثقافية ورياضية وترفيهية تمثلها دار الثقافة بشلالة العذاورة، القاعة المتعددة الرياضات بالقطب الحضري ،المركب الرياضي الجواري بحي هواري بومدين، دور الشباب ببلديات المنطقة، وكذلك ملاعب كرة القدم، قاعات متعددة الخدمات للشباب، مكتبات عمومية، مدينة الملاهي بشلالة العذاورة.
النشاط الجمعوي
اشتهرت بالمدارس والكتاتيب القرآنية كما تحتضن المدينة عدة جمعيات ناشطة في الحقل الثقافي، نذكرمنها :
1)جمعية الإصلاح الثقافي والاجتماعي تأسست في صيف 1989 م وهي من أوائل الجمعيات المؤسسة في الجزائر في ظل الانفتاح (نشاطات خيرية، علمية وثقافية ورياضية)
2)جمعية الوفاء للإعلام الآلي (نشاطات علمية) دار الشباب لبلدية شلالة العذاورة
3)جمعية الوئام للإعلام الآلي والأنشطة الثقافية والعلمية (نشاطات علمية وثقافية) دار الشباب شلالة العذاورة
4)جمعية الجيل الصاعد للمسرح (نشاطات ثقافية) دار الشباب لبلدية شلالة العذاورة
5)الجمعية الخضراء لحماية البيئة (حماية البيئة) دار الشباب شلالة العذاورة
6)جمعية التراث والفلكلور (نشاطات ثقافية) دار الشباب شلالة العذاورة
أعلام المنطقة
برز بها مصلحون ومفكرون وعلماء ورجال دين كما يذكر مبارك الميلي في كتابه تاريخ الجزائر [6] العالم أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري المحدث والفقيه (والذي ذكره ياقوت الحموي) المتوفي ببعلبك في سنة 561 هـ، ومنهم العالم الجليل عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عمر العرباوي، بل ان شلالة العذاورة لا تزال حتى اليوم موطن شعراء وموسيقيين وأدباء جزائريين كبار.
شخصيات فكرية وعلمية :
- الدكتور ولد عروسي الطيب المدعو (الخوني) مدير معهد العالم العربي في باريس صاحب كتب وبحوث ادبية وتاريخية.
- المهندس ايت بوعبدالله'محمد' الذي يعتبر ركيزة هامة في أكبر شركة البيترول في العالم بكندا.
- المهندس ولد خصال النذير إحدى ركائز الهامة في البحث النووي بكندا
- المهندس بوسكين مبرمج الاعلام الإلى في أكبر شركة التأمين في فرنسا
- الدكتور بشير صوالحي مدير العلاقات الدولية بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا.
- الباحثة الجزائرية سليمة عذاوري
من الشخصيات الدينية :
- الشيخ الفاضل لكحل محمد المدعو سي امحمد دون أن ننسى حمامة المسجد الولي الصالح والرجل الفاضل الطيب عيوش وكذلك أعيان المنطقة عبر التاريخ منهم الشيخ المرحوم بن حماد زاوي من مجاهدي المنطقة وأعيا نها يشهد له الجميع بالخير
من الشخصيات الرياضية :
- عبد القادر ولد مخلوفي بطل الملاكمة وهو البطل الذي احرز عدة القاب أفريقية وعالمية خاصة في السبعينيات من القرن العشرين تولى مسؤولية تدريب عدة ملاكمين خاصة في الفريق الوطني.
من الشخصيات الفنية :
- قدور العذاوري العازف على آلة الناي في فرقة التلفزيون الجزائري وهو الذي كان خليفي أحمد والبار عمر وغيرهما لا يستغنون عنه ابدا.
- نضال الفنانة الجزائرية التي مثلت في دراما الجزائر أشهر أعمالها مسلسل كيد للزمن والبذرة
شخصيات تاريخية شرفت المنطقة :
- أبو محمد عبد الله الأشيري نسبة إلى بلدة آشير. كان امام عصره في الفقه والحديث والأدب.
- الراوية الامام الحافظ موسى بن الحجاج بن ابي بكر الأشيري، كان له وزنه في بلاد الأندلس في مجال العلم.
- الشيخ عمر العرباوي عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
- الأستاذ المفكر مصطفى الأشرف.
- الشيخ المرحوم محمد بن محمد بن قويدر المعروف بالمعموري وهو من حملة العلم ومن متخرجي الجامع الزيتوني فرع الشريعة وأصول الدين. وهاجر الشيخ محمد بن محمد بن قويدر إلى المشرق العربي واستقر بالخليج في سبعينات القرن الماضي ودرس كأستاذ في كلية الشريعة وأصول الدين صحبة الشيخ القرضاوي ونشر العديد من الكتب منها: التبيان للكفر والإسلام وكتاب قواعد الونشريسي وترك كتبا مخطوطة لم تحقق ولم تنشر بعد منها معجم القواعد الفقهية في المذاهب السنية. واستقر الابن الأكبر للشيخ المرحوم قويدر بفرنسا في ثمانينات القرن الماضي وتدرج في المناصب العلمية هناك حتى صار أستاذ التشريع الإسلامي بجامعة تولوز وصاحب كرسي الحضارة الإسلامية فيها فاشتهر اسمه وذاع صيته هناك حتى انه درس ابن أمير قطر الشيخ جوعان بن حمد ال ثاني وغيره من إشراف الجزيرة العربية ونشر بالفرنسية ما يزيد عن ثلاثين كتابا منها كتاب الشريعة والديمقراطية.
الرياضة
اشتهرت بفريق اتحاد الشلالة معتمدا اللون الأخضر والأبيض (تأسس سنة 1946 تحت اسم المولودية الشعبية لشلالة العذاورة mcca)
المؤسسات التربوية بمدينة الشلالة
- ثانوية يحي بن علية شلالة العذاورة
- ثانوية الاخوة يسبع شلالة العذاورة
- متوسطة ابن خلدون شلالة العذاورة
- متوسطة البشير الإبراهيمي شلالة العذاورة
- متوسطة محمدي عمارة شلالة العذاورة
- متوسطة بن مسروق محمد شلالة العذاورة
- متوسطة بوعياد أحمد شلالة العذاورة
- متوسطة بوربيعة الحملاوي- شنيقل
- متوسطة تافراوت
- متوسطة بن مسروق محمد بن صالح عين اقصير
- مدرسة 05 شهداء عين القصير
- مدرسة أحمد ابن تيمية عين القصير
- مدرسة أحمد بوذينة تافراوت
- مدرسة أولاد جحجوح شلالة العذاورة
- مدرسة الحفناوي - الدغاشنية -شنيقل
- مدرسة الحي التطوري شلالة العذاورة
- مدرسة الزبارة تافراوت
- مدرسة الزعترية الجديدة تافراوت
- مدرسة الشهداءشلالة العذاورة
- مدرسة أولاد جحجوح عين القصير
- مدرسة بن تركي بن علية - أولاد إبراهيم -تافراوت
- مدرسة بن علية بن حليمة عين احنش عين القصير
- مدرسة بولبداوي مختارشنيقل
- مدرسة تافراوت الجديدة
- مدرسة جلفاوي أمحمد - الثنية -شلالة العذاورة
- مدرسة جلفاوي امحمد - أولاد اسعيدان -تافراوت
- مدرسة حجاج أحمد -الجنوب الشرقي شلالة العذاورة
- مدرسة حي 20 سكناشلالة العذاورة
- مدرسة حي 245 سكن شلالة العذاورة
- مدرسة حي المدرق شلالة العذاورة
- مدرسة حي المسجدشنيقل
- مدرسة حي الملعب شلالة العذاورة
- مدرسة حي كاف الطير الجديدة شلالة العذاورة
- مدرسة دراجي قدور - عين البيضاء -شلالة العذاورة
- مدرسة دهيمي محمد -المجمع المدرسي الجديدشلالة العذاورة
- مدرسة زروقي محمد أولاد سعيدعين القصير
- مدرسة سلماوي طه - الزعاترية - تافراوت
- مدرسة ضاية طرفة عين القصير
- مدرسة طريق عين القصيرشلالة العذاورة
- مدرسة طهاري محمد الشيخ شلالة العذاورة
- مدرسة عبد الحميد بن باديس شلالة العذاورة
- مدرسة لشرف قدور - حي الغابة -شلالة العذاورة
- مدرسة لكحل بوزيد معاش - عين القصير
- مدرسة بن عراب لخظر (البنات) شلالة العذاورة
- مدرسة مزوزي العابدشلالة العذاورة
- مدرسة ولد بوزيدي عبد العزيز - سكرة -شلالة العذاورة
- مدرسة ولدعروسي عبد العزيز-شنيقل
- مدرسة المدينة الجديدة شلالة العذاورة
التاريخ
لقد عني كثير من المؤرخين بتاريخ الشلالة وشخصياتها ولعل المفكر مصطفى الأشرف قد أشار في كتابه المعروف أعلام ومعالم، داكرة جزائر منسية [7] إلى تاريخ المنطقة وأوضح بعض الجوانب المنسية في تاريخ المنطقة وتكلم عن سفح جبل يسمى كاف آفول من سلسلة جبال التيطري المذكور أكثر من مرة في تاريخ العلامة ابن خلدون :«وهو جبل شامخ كثير السواعد وفيه أثار للأولين وأقربهم إلينا في التاريخ بنو زيري المتنقلون إلى الأندلس.» ومن فروعه جبل القرن قرن العذاورة وهو جبل رفيع هرمي الشكل له قمتان أكبرها مربعة التي اكتشف فيها اليوم عنصر عجيب من صنع قدماء المهندسين.
ولعل بعض هذه الإشارات التاريخية تدل على ما فيه الكفاية على تاريخ الشلالة وامجادها الماضية.
لا تزال مدينة الشلالة وهي مدينة العلم والفكر تشتهر برجالاتها المثقفين ممن بنوا صرح الجزائر الثقافي والفكري والعلمي فلقد برز بها مصلحون ومفكرون وعلماء ورجال دين كما يذكر مبارك الميلي في كتابه تاريخ الجزائر (ج2 ص 272)العالم أبو محمد عبد الله بن محمد الأشيري المحدث والفقيه (والذي ذكره ياقوت الحموي) المتوفي ببعلبك في سنة 561 هـ، ومنهم العالم الجليل عضو جمعية العلماء الجزائريين عمر العرباوي، بل ان الشلالة لا تزال حتى اليوم موطن شعراء وموسيقيين وأدباء جزائريين مجيدين ولعلها حالة من التواصل الفكري الذي يسري في نسيج المدينة ورجالاتها وعمرانها.
دلالات تاريخية
في عام 1882 م أمر السيد الجنرال لويزل، قائد عمالة الجزائر القادة السامين لدوائر العمالة بكتابة تاريخ الإقليم الموضوع تحت قيادتهم. هذا هو أصل هذا العمل.اقتبسنا منه الجانب الخاص بمنطقة العذاورة دائرة أومال.
العذاورة وهم مقسمون إلى قيادتين: العذاورة الشراقة والعذاورة الغرابة.
معلومات جغرافية:
في عام 1887 منطقة العذاورة وهم مقسمون إلى قيادتين: العذاورة الشراقة والعذاورة الغرابة. تحد هذه المنطقة من الشمال: عشائر أولاد سي موسى، دوار ريدان وقبيلتي أولاد زنيم وأولاد سلطان. من الجنوب تحدها عشائر المويعدات وأولاد مختار الشراقة. من الشرق تحدها عشائر أولاد سيدي عيسى. السلامات. أولاد علي بن داود. من الغرب تحدها عشائر أولاد مختار الشراقة وأولاد علان.
حد العذاورة يمتد بطريقة محسوسة إلى الشمال الغربي ويشمل بذلك:
أولا: بين وادي ريدان، جبل قيراتن وجبل شعبة في الشمال.
ثانيا: وجبل آفول أو عفول وقرن العذاورة في الجنوب، امتداد كبير للإقليم الذي بالرغم من خلوه من الغطاء الغابي ما يزال محتفظا بطابع التل. وراء هذا الحاجز الجبلي تبدأ الصحراء الصغرى.
من وجهة النظر الهيدروغرافية شكل إقليم العذاورة دائرة أومال جزءا من حوض الحضنة الداخلي.فإذا استثنينا بعض المجاري المائية القليلة الأهمية، التي تجري، في العذاورة، صوب الشمال الغربي نحو يسر والبحر، فإن كل المسيلات (التانوية) تأخذ مياه الأمطار إلى واد اللحم أو رافده الرئيسي واد السبيسب ومن هذين الخندقين تصبها في شط الحضنة. الانحدار العام للسطح إذن يتجه من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي.
الضفة اليسرى لوادي اللحم جرداء وخالية من الغطاء النباتي. أما الضفة اليمنى فيوجد بها تتابع لفيوض قليلة التضرس وضايات يغطيها نبات السدرة، وأخيرا تلال صخرية حيث يعثر على الحلفاء. كل الأهالي في هذا الإقليم مزارعون ورعاة رحل.
معلومات عن تاريخ المنطقة قبل احتلال الشلالة من طرف الفرنسيين.
ماقبل التاريخ
تاريخ الشلالة كما يقدمه علماء الآثار والباحثون يضرب في أعماق التاريخ يحكي شواهد هذه المنطقة التي يقول المؤرخون أنها كانت آهلة بالسكان منذ عصور ما قبل التاريخ وقد تم العثور بضواحي المدينة على العديد من الآثار التي تدل على وجود سكان بالمنطقة منذ حوالي ثمانية آلاف أو عشرة آلاف سنة.
كما تم العثور على كمية كبيرة من الأدوات المصنوعة من معدني الليثيوم واستخرجت المكاشط والصفيحات وقطع الصوان من طبقات المعادن بالإضافة إلى بقايا جثث حيوانات ذلك العهد.
ولكن الباحثين لا يعلمون الشيء الكثير عن المدة التي تفصل بين حياة أولئك الذين عاشوا في عصر ما قبل التاريخ وبين حياة سكان منطقة التيطري الذين يشهد التاريخ بأنهم من أوائل سكان هذه المنطقة غير انه قبل الاحتلال الروماني لأماكن محددة من الهضاب كانت هذه الأخيرة آهلة بالبربر وهؤلاء البر بر الرحل كانوا في تنقل مستمر في الهضاب العليا بحثا عن المراعي.
لقد عرفت الشلالة الحياة البشرية منذ العصور الحجرية القديمة. تثبت ذلك الآثار المكتشفة من بقايا العظام والأدوات الحجرية التي تعود إلى الفترة القفصية، كما أسفرت بعض الحفريات عن اكتشاف أدوات تعود إلى العهد الأشولي المتطور منها الفؤوس وبعض الحجارة والصناعة الطينية، وقد عثر عليها في واد ربيح قرب شمال المدينة ،وكدليل أيضا على هذه الفترة المهمة في تاريخ الشلالة هو مقبرة الغربية المكتشفة سنة 1885 إذ اثبت الباحثون وجود مدينة قديمة في هذا الموقع تعود إلى قبل ظهور المسيحية وقد عثر على شواهد تترجم معتقدات وطقوس دينية سادت في مجتمعات الإنسان البدائي.
فترة ما قبل الاحتلال الروماني:
لم نتمكن من الحصول على أية معلومة عن الأزمنة السابقة للاحتلال الروماني، غير أن السكان أو الشعوب التي كانت تقطن البلاد تركت آثارا وبصمات تدل على وجودها، هذه الآثار نراها في الأكوام الكثيرة من الحجارة غير المصقولة ولكنها بطبيعة الحال جمعت بيد الإنسان.و نجدها في كثير من الأحيان على قمم التلال، في الممرات (الفجاج) أو في مرتفعات تفصل بين واديين ،على الضفاف المرتفعة لمنخفض أو (وادي).الخ... تبدو هذه الأكوام التي ينبغي ألا تخلط بأرجام العرب كقبور تعود إلى عهود ما قبل التاريخ. نشاهد بالفعل، في غالب الأحيان في وسط هذه المعالم، صخورا ذات أبعاد كبيرة منصبة عموديا وترسم قبرا مستطيل الشكل. لا يعرف الأهالي شيئا عن هذه المعالم التي يسمونها "الحجر القديم".غير أنه يعتقد لو أن هذه المعالم بنيت من طرف أجدادهم العرب فإن السيرة لا تنساها بالكامل.
إن عدد هذه المعالم كبير جدا ونجدها في الجنوب أكثر مما نجدها في التل(الشمال)، وتكثر ،على الخصوص، على ضفاف واد اللحم وكل المرتفعات المشرفة على السهل.
العهد الروماني
قبل أن يمتد النفوذ الروماني إلى المنطقة كانت تشكل جزءا هاما من مملكة نوميديا، التي كان على رأسها البربر الرافضين للوجود الروماني. وقد قاد الزعيم البربري تاكفاريناس ثورات عارمة ضد الرومان خاصة بمنطقة الشلالة سور الغزلان البرواقية التي جعل منها نقطة إستراتيجية في خططه الحربية.
وقعت المنطقة تحت وطأة الحكم الروماني في القرن الأول الميلادي، وقد شكلت في هذه الفترة مركزا عسكريا رومانيا، ومما يدل على ذلك العثور على قلادات عسكرية في الجنوب الغربي للمدينة وكذلك في حي الزعترية وغيرها.
أصبحت الشلالة في نهاية القرن مدينة رومانية كباقي مدن موريطانية القيصرية مثل أوزييا (سور الغزلان) التي جعل منها سبتموس سوازيوس مستعمرة تسهل الانتقال نحو الجنوب والغرب كما شيدت مدينة رابيديوم (جواب) وتانارموزا (البرواقية).
تعتبر الشلالة بدون منازع المحطة الرومانية الأكثر بروزا في المنطقة.(كلام العقيد فيكس سنة 1887)
تحتل الأطلال موقع السوق الشعبية(مركز المدينة في القرن 19 م) الذي ينعقد في هذا المكان كل يوم خميس فوق نبع الشلالة الرائع (عين الشلالة).
حيث توجد الكثير من آثار جدران وتيجان أعمدة وقواعد أعمدة وجرار ضخمة من الحجر.
اكتشفت قبور في عام 1885 من طرف عمال عسكريين أرسلهم العقيد فيكس، قائد المقاطعة.
المدينة ضيقة بسبب وقوعها فوق جرف صخري ولا يزيد امتدادها من الشرق إلى الغرب عن كيلومتر واحد.
وقد عرفت المنطقة ظهور مدن رومانية كثيرة في هذه الفترة بالذات فكانت:
- مدينة أوزيا (Auzia) شمال شرق الشلالة، مركزا عسكريا مهما، تم تشييد مباني المدينة على سفح نجد مرتفع يقع بين نهرين وعن طريق هذا النجد يمكن الالتحاق بالغرب أو الجنوب بكل سهولة وكانت أوزيا هذه بلدية في البداية ثم جعل منها سبتيموس سواريوس مستعمرة.
- مدينة رابيدوم (Rapidum) شمال الشلالة.
الفترة الرومانية(الاحتلال الروماني):
من 150 ق.م إلى 450 م-الو ندال من 440 إلى 535 م-البيزنطيون من 538إلى 630 م.
في القرن الثالث للميلاد كانت أوزيا مستوطنة رومانية مزدهرة وغنية كما تبين ذلك العديد من الكتابات المنقوشة على الحجر. و في هذه الفترة ،بدون شك، بنيت المنشآت الرومانية التي توجد أطلالها وبقاياها الواضحة للعيان، في إقليم السلالة دائرة أومال.
توجد هذه الأطلال في مجموعها على خط يمتد من الشرق إلى الغرب وبالتوازي مع الخط الذي توجد فيه المدينتان المهمتان :أومال(أوزيا)وسور جواب.(رابيديRapidi). نجدها في جبال الناقة، آفول والشلالة أي في السلسلة الأخيرة الفاصلة بين التل والسهول العليا.
و هكذا على بعد 35 كلم من أومال وبطريقة محسوسة على نفس خط الطول تشاهد أطلال قريميدي(تسمية أطلقها الأهالي)،وتقع شمال عين الطلبة، في جبل الناقة، بنايتان مقببتان يبدو أنهما خزانان للمياه ما تزالان قائمين إلى اليوم. وغير بعيد يوجد مثلث مرسوم بأكوام من الصخور الفظة (غير مهذبة) في أغلبها، ولكن البعض منها تحتفظ بآثار لعمل الإنسان. عثر في أحد أطراف هذا المستطيل، في شهر ماي عام 1886، على كتابة(لاتينية) تبدو مهمة. و بمواصلة السير نحو الغرب نجد الأطلال التي يسميها العرب القلالي(El-Guelali).
إن المدينة نظرا لضيقها بسبب وقوعها على عرف صخري يبلغ طولها من الشرق إلى الغرب أكثر من كيلومتر.تحتل موقعا مرموقا في الفج الذي يمنح الممر إلى وادي اللحم.نظرا لوقوعها في السهل على الضفة اليسرى للوادي، بين جبل الناقة في الشرق وجبل آفول في الغرب يتحكم موقع القلالي في الممر.يوجد القليل من الحجارة المصقولة على سطح الأرض، تغطي الشظايا تلين اثنين صغيرين يشرفان على السهل. في بعض الأماكن تغطي السطح تربة سوداء داكنة مكونة من الرماد : نعثر هنا على مطحنة رومانية في حالة جيدة وقاعدة عامود. على بعد مسافة قليلة توجد أطلال أخرى تدعى شقرونية.
من قلالي إلى الشلالة لا توجد، على منحدرات جبل آفول، سوى بعض بقايا لأطلال.
لقد كانت الشلالة بدون منازع المحطة الرومانية الأكثر بروزا في المنطقة. تحتل الأطلال موقع السوق العربية الذي ينعقد في هذا المكان (مركز المدينة)كل يوم خميس فوق نبع الشلالة الرائع (عين الشلالة). لم تكتشف حسب علمنا أية كتابة، ولكن توجد الكثير من آثار جدران وتيجان أعمدة وقواعد أعمدة وجرار ضخمة من الحجر.
اكتشفت قبور في عام 1885 من طرف عمال عسكريين أرسلهم العقيد فيكس، قائد المقاطعة. المدينة ضيقة بسبب وقوعها فوق حرف صخري ولا يزيد امتدادها من الشرق إلى الغرب عن كيلومتر واحد.
تقع الشلالة على نفس خط طول جواب (رابيدي) :بدون شك كانت توجد طريق رومانية تربط بين هاتين النقطتين، وبالفعل بالسير نحو الشمال باتجاه سور جواب نعثر على العديد من الأطلال لمنشآت رومانية نذكر من بينها أطلال واد المالح وواد قطيرينة.تكثر الأحجار المصقولة، وإلى الشمال من ذلك بقليل وإلى الغرب نجد الأطلال المسماة كرمة أولاد بوزيان بالقرب من منابع كثيرة.و نجد نقوشا وكتابة على القبور الخ...
على بعد بضع كيلومترات إلى الغرب من هذه النقطة، في القوامز، نجد الكثير من الأحجار المصقولة.كما يوجد في المنحدرات الجنوبية لجبل آفول وجبل الشلالة بعض البقايا أقل أهمية. أخيرا، في سهل واد اللحم ورافده الرئيسي واد السبيسب نجد في بعض الأماكن المتفرقة توجد حجارة مصقولة، ولكن يبدو أنها بقايا لمنشآت قليلة الأهمية، مثل أبراج للمراقبة، بدون شك، لمراقبة طرق الصحراء.
و لا نعلم أن أي أثر للاحتلال الروماني قد اكتشف في دائرة أومال على الضفة اليمنى لوادي السبيسب أو وادي اللحم.
الفتح الإسلامي
لقد عرفت أولى جيوش الفتح الإسلامي طريقها إلى المنطقة منذ القرن السابع ميلادي بقيادة عقبة بن نافع الفهري، وأبو المهاجر دينار وموسى بن نصير انطلاقا من مدينة القيروان بتونس.
إن الموقع الإستراتيجي للمنطقة جعل منها قطبا هاما في الحياة السياسية والاقتصادية للعديد من الدول الإسلامية التي تعاقبت عليها، إذ أصبحت رستمية سنة 787 ميلادية إلى غاية 902 ميلادي، ليتولى الفاطميون الشيعة مقاليد الحكم بالمنطقة بعد طرد الرستميين الخوارج إثر تحالف الفاطميين مع قبيلة صنهاجة.
كذلك أسَّس بنو برينان الزناتيون إمارة هاز على الطريق التجاري بين المسيلة وتاهرت وهذه الإمارة تنتسب إلى بني محمد بن سليمان بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذن فمنطقة شلالة العذاورة كانت ضمن إمارة هاز العلوية ، وعاصمتُها مدينة هاز التي يُرجّح المؤرخون أنّها بالقرب من مدينة شلالة العذاورة أو هي مدينة الشلالة نفسها .
دخلت المنطقة في القرن العاشر ميلادي تحت الحكم الصنهاجي بقيادة زيري بن مناد الذي عينه الخليفة الفاطمي الثاني أبو القاسم القيم حاكما على تيهرت، وفي سنة 960 م قام زيري بن مناد بجعل مدينة آشير غرب شلالة العذاورة عاصمة لملكه والتي أصبحت عاصمة لمنطقة التيطري.
بلغت مدينة آشير خلال الحكم الزيري درجة الذروة في الازدهار العلمي والاجتماعي، جذبت العلماء من كل جهة وقصدها الشعراء والرحالة من كامل الأمصار، كما شهدت الحياة الدينية والروحية إشعاعا فائقا.
عززت منطقة آشير تطورها وازدهارها لتصبح مركز إشعاع في المغرب وبعد زوال الحكم الزيري في القرن الحادي عشر حلت محلها شعوب دول أخرى منها: الهلاليون والمرابطون، ثم الحفصيون في القرن الثاني عشر.
الفتح العربي:
من عام 622 م إلى العام 1490 ميلادية:
يتفق كل المؤرخين على الاعتراف بأن الغزوة العربية الأولى لشمال إفريقيا والتي قادها عبد الله بن سعد، هازم الباتريس جرجير في عام 647 ميلادية، ثم عقبة بن نافع، مؤسس القيروان لم تتركا أي أثر في البلاد وأن كل السكان العرب اندثروا من الإقليم الإفريقي(الجزائر حاليا)في أواخر القرن العاشر الميلادي.
في أواخرالقرن الحادي عشر حدث غزو جديد يتكون من بضع قبائل فقط التي توزعت في إفريقيا الشمالية.
كان العرب الذين تشكلت منهم الغزوة الثانية يتكونون من القبائل التالية :
- سليم(بضم السين). - زغبة - رياح - عثبج - قرة. بقيت سليم(بضم السين) في إقليمي برقة وطرابلس أما الأربعة الأخرى ات فقد دخلت إلى بيزاسين (تونس حاليا)و قسم منها اجتاز إلى موريتانيا والمغرب حيث يعتقد وجود بعض بقاياهم تحت اسم بني حسن وحالف.
في مقدمة ترجمته لكتاب العبر قال السيد البارون دو سلان (في الصفحة 29 من الطبعة الصادرة عام 1852، - الجزائر- ما يلي :
"يعود أصل كل العرب الذين يقطنون إفريقيا حاليا إلى بعض القبائل التي غزت هذه البلاد في منتصف القرن الحادي عشر الميلادي."
و لكنه من المستحيل أن ننسب إلى أبعد من ذلك التاريخ أصل عشائر العذاورة، وهو فضلا عن ذلك أصل غامض.
في كتاب العبر (البربر)لابن خلدون (المقدمة ص 47 و49 تقديم دو سلان)نجد أن ابن خلدون نفسه شغل مرتين ،في القرن الرابع عشر، الموقع المعروف بالقطفة في أطراف منطقة العذاورة جنوبا، حيث توجد اليوم(القرن 19) خيام أولاد سيدي بلقاسم.كان ابن خلدون آنذاك في خدمة سلطان تلمسان أبي حمو الزياني.
غير أنه ليس بحوزتنا أية وثيقة تسمح لنا بأن نعرف بدقة أسماء وأصول السكان الذين كانوا، في تلك الفترة، يسكنون سهل وادي اللحم والنواحي المجاورة له.
إذا عدنا إلى السيرة، فإن أقدم قبيلة في دائرة أومال هي قبيلة أولاد سيدي هجرس التي جاء مؤسسها من المغرب الأقصى واستقر في القرن الثاني عشر في وادي اللحم الأدنى في الطيبية.
إذا قبلنا إذن أن سيدي هجرس قد جاء حقا من المغرب الأقصى يتحتم أن نعده أحد أحفاد فروع القبائل العربية التي غزت المغرب الإسلامي في القرن الحادي عشر واستقرت في موريتانيا.
أعقب سيدي هحرس إذن في البلاد، ومنح أبناؤه أسماءهم لعدة فروع (بطون) من القبيلة، وأصبح أحد أحفاده وهو سيدي محمد الخيثر، الذي استقر في جبل آفول، جد فرع هام من مرابطي العذاورة.
العذاورة، وهم خليط من أناس متعددي الأصول، ظهر حلفهم في العهد التركي. يتمتع أهالي هذه العشائر بشهرة مستحقة بالغزو، العنف وعدم الخضوع (التمرد).البعض يقول إن العذاورة تعني البلاد المتضرسة أي الوعرة، وحسب الأسطورة، كان عذور وهو عملاق هو جد فرع من العذاورة.
لا نملك أية معلومة جادة عن الإقليم أو المنطقة أثناء السيطرة العربية.
يحتمل أن هذه المنطقة الجرداء والجافة في أغلبها، كانت قليلة السكان في خضم فوضى عارمة كان السلاطين الأهالي يتنازعون السيطرة الهشة على العشائر الأهلية القليلة القاطنة في وادي اللحم وسفوح جبل ديرة وبلاد العذاورة المضطربة.
العهد العثماني
امتد النفوذ العثماني في المنطقة بعد الانتصار الذي حققه الأخوان خير الدين وبابا عروج بربروس على ملك التنس في منطقة متيجة سنة 1517 م.
انطلاقا من سنة 1548 م أصبحت المنطقة جزءا من بايلك التيطري، الذي قسم إلى أربع أقاليم سميت قيادات (باللغة التركية قايدات)، كانت مدينة الشلالة عاصمة قيادة.
وقد تأرجحت علاقة القادة العثمانيين مع السكان المحليين بين الاستقرار والرفض للوجود العثماني.
السيطرة التركية:
من عام 1500 إلى عام 1830
إن الغياب الكامل للوثائق وقلة الدقة الذي تتميز به التقاليد المحلية، والتي هي زيادة على ذلك شديدة الغموض، تجعل من المستحيل، في الوقت الراهن، كتابة تاريخ الحكم التركي في ناحية ديرة والحوض الأعلى للحضنة.
نعرف أنه كان للأتراك باي في المدية إذ ،قبل الاحتلال الفرنسي، كان العذاورة وأولاد عبد الله وبدون شك أولاد سيدي عيسى وأولاد علي بن داود كانت كلها تابعة لوطن ديرة وهو جزء من بايلك المدية.
في تلك الفترة كانت السلامات وهي جزء من عريب مستقرة في واد المعمورة على أراض تابعة للبايلك تشكل جزءا من نفس الوطن.
أما أولاد سيدي هجرس الذين كانوا مرتبطين بسكان الحضنة السفلى ،فلم نتمكن من جمع أي معلومة مؤكدة عن الوضعية التي خصوا بها تحت حكم الأتراك.أما أولاد عبد الله التي كانت أقوى حينذاك، فكانت قبيلة مخزن أي معفاة من الضرائب دون شرط المشاركة في الحملات العسكرية التركية.
في منطقة أومال (سورا لغزلان) نصب الأتراك نوبتين تضم كل واحدة منهما "زفارتين" وتتكون كل" زفارة "من 23 رجلا.
النوبة الثانية كانت متمركزة في جبل ديرة أي في المكان الذي توجد به مدينة أومال حاليا (...).
في عام 1830 كان باي التيطري هو مصطفى بومزراق وكانت ديرة تابعة له.قام هذا الباي بعدة جولات في دائرة أومال وعلى الخصوص في العذاورة.و يتحدث الأهالي المعاصرون عن الحملات التركية في بلادهم ولكن لا يستطيعون ذكر التواريخ، ولو بالتقريب.و يجهلون أسماء البايات، وقادة العسكر (الخ)و لا يتحدثون عن اللقاءات التي يختصون فيها أنفسهم ،على العموم ،بالأدوار الجميلة.لأن الترك، بالنسبة لهم ،هم كذلك المضطهدون (بكسر الهاء).و يقدر أن الأتراك قدموا إلى أولاد علي بن داود على الخصوص، مرتين.وفي الشلالة يحتفظ تل صغير باسم معسكر الباي مصطفى.
وفي الأخير، حسب رواية غير مؤكدة، جرت معركة بين الأتراك والعرب في المكان المسمى ذراع عريب في أولاد سيدي هجرس.
في بوغني ،إلى شمال من دائرة أومال سابقا، كانت القيادة في عام 1830، لموظف يدعى يحي أغا باي الأتراك، وقد ترك ذكريات في المنطقة.
كان الحكم التركي هشا على الدوام في سهل واد اللحم، إذ كانت القبائل العربية هناك تتمتع باستقلال شبه تام، غير أنها كانت تدفع الضريبة عندما تأتي الطوابير التركية إلى الناحية.
الاحتلال الفرنسي
بعد سقوط مدينة الجزائر في جويلية 1830 م واقتحام القوات الفرنسية لمقر الداي حسين وإحكام قبضتها على المدن الساحلية، قرر الماريشال كلوزيل حاكم الجزائر إرسال قوة عسكرية إلى المنطقة من أجل احتلالها ومعاقبة قادة الثورات الشعبية في هذه المنطقة، إلا أنهم جوبهوا بمقاومة عارمة.
في هذه الفترة برز في الغرب الجزائري الأمير عبد القادر الذي تبادر إلى ذهنه توسيع دولته نحو الشرق فدخل إلى مليانة، ثم واصل طريقه نحو المدية، ولكن بعد استيلاء جيش الاحتلال على مدينة المدية أرغم الأمير على الانسحاب نحو الجنوب، حتى بلوغه منطقة شلالة العذاورة.
بحلول ثورة نوفمبر 1954 التي كان لها صدى واسع في أوساط سكان المنطقة ولبوا النداء والتحقوا بها، وخلال سبع سنوات ونصف شهدت المنطقة العديد من المعارك والعمليات العسكرية التحريرية التي دارت رحاها في كل المنطقة حيث فاقت مئات العمليات العسكرية بين اشتباكات، عمليات فدائية، كمائن وهجمات، نفذت من طرف مجاهدي المنطقة نذكر منها: معركة بولقرون، معركة قرقور...الخ. وقد استشهد في المنطقة ما يفوق ألف شهيد من بين خيرة أبناء الجزائر.
ثورة بوبغلة
نجح محمد لمجد بن عبد المالك المدعو بوبغلة في تفجير الثورات حيثما حل منطلقا من الغرب الجزائري، ليصل إلى شلالة لعذاورة (التيطري)، ليستقر في منطقة زواوة (القبائل) أين قاد ثورة عارمة بمشاركة لالة فاطمة نسومر خلال فترة (1851- 1854 م).
قال مصطفى لشرف عن هذه الصفحة المشرقة من الجهاد الوطني الجزائري :«... جاء أحدهم وهو محمد لمجد بن عبد المالك، كان يلقب بـ "بوبغلة"، من غرب البلاد، وتصاهر مع عائلة من "المرابطين" من منطقة العذاورة، ثم أقام مدة طويلة عند لعذاورة، حيث خطط للعمليات الحربية مع رفاق باسلين من منطقة التيطري، كانوا إلى غاية 1847 م، تابعين لسلطة بن سالم، خليفة الأمير عبد القادر لمنطقة "سيباو" ولاية تيزي وزو.»
سبق أن حارب الجميع تحت راية الأمير عبد القادر وقيادة فريقيه، :«...كما حاربوا في صفوف المقاومة القبائلية. أعلنت بعض المجموعات عن انضمامها إلى بوبغلة، وهي المجموعات الواقعة في سهول جرجرة أو في حوض وادي الساحل (صومام) على غرار بني مليكش بني منصور، بني صدقة، ايت منقلات، مما تسبب في زرع الرعب في صفوف الجيش الاستعماري لمدة أربع سنوات.» [8]
إن ما تجدر الإشارة إليه أن هذا النص مفعم بدلالات سياسية عميقة، تؤكد انكسار سياسة "فرق تسد" الاستعمارية على صخرة الوطنية الجزائرية، التي جعلت سكان زواوة يلتفون حول جهاد الأمير عبد القادر، خلافا للدعايات الفرنسية المغرضة التي تزعم أن أهل القبائل رفضوا الانضمام إلى صفه. والتي نجحت أيضا في إفشال مشروع "الوهم القبائلي" ذلك المشروع الذي حاول صنع "لبنان الجزائر"، كما سماه الكاردينال لافيجري. ولا شك أن إسناد أهل هذه المنطقة أمر قيادة الجهاد للزعيم بوبغلة القادم من غرب الجزائر يعد مظهرا من مظاهر وطنيتهم.
حقبة ثورة التحرير
أثناء الثورة الجزائرية كانت الشلالة معقلا للكثير من المستوطنين الأوروبيين الذين تمتعوا بحماية الجيش الفرنسي أما الأهالي فقد كان معظمهم يعيش في المداشر والأرياف. شهدت المنطقة ابان ثورة التحرير الكبرى معارك هامة ساهم أبناء المنطقة فيها من أهمها
- معركة الكاف الأخضر
- معركة قرقور 5 كلم شمال المدينة بقيادة الرائد سي لخضر حيث اسقطت فيها طائرة للعدو وتكبد خسائر في الارواح والعتاد. كما شهدت هجوما بالأسلحة نصف الثقيلة من طرف جيش التحرير في وسط المدينة على ثكنة عسكرية وقد تم انسحاب المجاهدين بنصر مؤزر لكنها كانت مقدمة لمعركة جبل بولقرون
- معركة كاف افول
- معركة جبل بولقرون شمال شلالة العذاورة التي استشهد فيها الرائد سي لخضر وضريحه موجود هناك (10 كم شمال المدينة) بالقرب من الطريق الوطني الرابط بين شلالة العذاورة وبلدية جواب نحو العاصمة.
- معركة ضاية الطرفة جنوب شلالة العذاورة
كما استشهد بالمنطقة قائد الثورة الرائد سي لخضر وبو البداوي المختار وعلي البسامي وغيرهم كثير.
أطلق عليها المستعمر الفرنسي أيام الثورة اسم حفرة الأفاعي، حيث سببت له الكثير من المتاعب والآلام ووجد صعوبة في السيطرة على مسالكها وعجز عن ترويض أهلها. كرد فعل من طرف المجاهدين أطلق عليها اسم ربوة الأسود، اعترافا بفضل أهلها ودورهم الفعال في احتضان الثورة، حيث قدمت المنطقة أكثر من 1000 شهيد[9].
منطقة شلالة العذاورة الثورية شهدت منطقة الشلالة ابان ثورة التحرير الكبرى معارك هامة وساهم أبناء المنطقة في حرب التحرير الكبرى ومن أهم المعارك التي شهدتها الشلالة والمناطق المجاورة لها معركة الكاف الأخضر ومعركة قرقور 5 كلم شمال المدينة - معركة كاف افول ومعركة ضاية الطرفة جنوب الشلالة - كما استشهد بالمنطقة بو لبداوي المختار وعلي البسامي وغيرهم كثير. وقد شهدت عدة معارك أثناء الثورة أهمها معركة قرقور بقيادة الرائد سي لخضر حيث اسقطت فيها طائرة للعدو وتكبد خسائر في الارواح والعتاد. كما شهدت هجوما بالأسلحة نصف الثقيلة من طرف جيش التحرير في وسط المدينة على ثكنة عسكرية وقد تم انسحاب المجاهدين بنصر مؤزر لكنها كانت مقدمة لمعركة جبل بولقرون التي استشهد فيها الرائد سي لخضر وضريحه موجود هناك (10 كم شمال المدينة) بالقرب من الطريق الوطني الرابط بين الشلالة وبلدية جواب نحو العاصمة.
أطلق عليها المستعمر الفرنسي أيام الثورة اسم حفرة الأفاعي، حيث سببت له الكثير من المتاعب والآلام ووجد صعوبة في السيطرة على مسالكها وعجز عن ترويض أهلها. وكرد فعل من طرف المجاهدين أطلق عليها اسم ربوة الأسود، اعترافا بفضل أهلهاودورهم الفعال في احتضان الثورة، حيث قدمت المنطقة أكثر من 1000 شهيد، وهذا موثق في كتابات مجاهدي المنطقة ومذكراتهم.
بعد الاستقلال
بعد الاستقلال أعيد تسمية المدينة باسم شلالة العذاورة وتم اعتمادها من قبل أول رئيس بلدية عينه جيش التحرير الوطني بعد الاستقلال مباشرة وهو المجاهد المرحوم الحاج محمدالحسن طهاري سليل زاوية سيدي النذير.
الشلالة ولاية منتدبة
مدينة شلالة العذاورة تبعد عن ولاية المدية باكثر من 100كم لديها عدة عوامل تؤهلها لترقيتها إلى ولاية من بينها العامل الجغرافي فهي تتوسط 10دوائر ( 38 بلدية / 600000 نسمة ) هي سيدي عيسى عين الحجل البيرين حد الصحاري عين بوسيف السواقي بني سليمان القلب الكبير سورالغزلان برج خريص
وهذه الدوائر متكاملة اقتصاديا وثقافيا يمكن ان تشكل ولاية متماسكة وذات فعالية كما ان دائرة شلالة العذاورة ذات كثافة سكانية عالية وتقع قي نقطة تلاقي ولايات المدية المسيلة البويرة الجلفة وهي متباعدة باكثر من 200كم .
علما أن الولاية ليست مدينة فقط بل اقليم فيه 25 بلدية على الأقل .. ونحن نريد تقريب الإدارة من المواطن سواء كانت الولاية في الشلالة أو في غيرها .. والجغرافيا هي الحكم .
المدينة تحتوي على كافة الامتيازات والخصائص التي تؤهلها لأن تكون قطبا فاعلا في التنمية الوطنية، ومن ضمن هذه المؤهلات نجد الكثافة السكانية العالية والموقع الاستراتيجي والثروات الطبيعية والفلاحية والموارد المائية إلى جانب المواقع السياحية التي تزخر بها المنطقة على غرار الصخور المنقوشة والآثار العتيقة والمنابع الحموية ومواقع بقايا الديناصورات المنقرضة إلى جانب أنها تمتلك إرثا تاريخيا كبيرا كونها قلعة الثوار ومهد الثورة الشعبية للقائد الفذ بوبغلة والشيخ محمد بن قويدروأما لعمالقة الجزائر منهم المفكر مصطفى الاشرف، يضاف إلى ذلك غنى المنطقة بالمعادن غير المستغلة والبنية التحتية والتي تعجل في تطور ونماء الولاية الجديدة
كما أن المدينة ذات موقع استراتيجي هام حيث تتوسط أربع ولايات هي المدية والمسيلة والبويرة والجلفة ولها إمكانيات كبيرة في مختلف الميادين، مياه جوفية هائلة إلى جانب سد العرف ووادي اللحم قد تعطي دفعة غير مسبوقة لإنجاح الزراعات المسقية كالقمح والذرة ناهيك عن معادن غير مستغلة بعدة مناطق إلى جانب الآجر ناهيك عن ثروة حيوانية معتبرة.
المراجع
- "الديوان الوطني للإحصائيات - تعداد سكان بلديات ولاية المدية" ( كتاب إلكتروني PDF ).
- متحف دار الشباب شلالة العذاورة
- populstat.info - تصفح: نسخة محفوظة 29 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- تقع غرب شلالة العذاورة على الطريق الوطني رقم 60 نحو عين بوسيف وهي العاصمة القديمة للعائلة الملكية الزيرية، يعود تاريخ إنشاءها إلى سنة 936 م حيث بنيت من طرف زيري بن مناد واختارها لموقعها الذي يستجيب للمتطلبات العسكرية، هذا الموقع الاستراتيجي يسمح بالسيطرة على الجبال المحيطة والاستفادة من المياه التي عثر عليها في المنطقة. قام بزيارتها العديد من العلماء العرب سابقا منهم ابن خلدون وابن حوقل الإدريسي، كما حرص زيري بن مناد على إحضار أمهر الصناع والبنائين من المسيلة وسوق حمزة بالبويرة، وأمر بإحضار أبرع مهندس معماري لتصميم مخطط المدينة، وحسب ابن خلدون فإن إنشاء مدينة آشير مر بثلاث مراحل : الأساس، بناء الجدران وأخيرا بناء القصور والحمامات. آشير كانت قبلة لعلماء وشعراء مثل : أبو عبد الله الأشيري وأبو عمران الأشيري، كما كان للأعمال والآثار الفنية أثر معتبر في الحياة الثقافية داخل المدينة والمدن المحيطة بها. عرفت مدينة آشير الكثير من عمليات التنقيب والحفريات خاصة على مستوى قصر بنت السلطان في الجهة الشمالية للمدينة. صنف الموقع كمعلم تاريخي في الجريدة الرسمية رقم 07 في 23 جانفي 1968.
- تقع المدينة القديمة فوق نبع الشلالة الرائع (عين الشلالة)، وتتربع على مساحة واسعة محيطها تقريبا 4 كم، هذا الموقع أكسبها حصانة حيث تعتبر شرفة الجنوب، كما يلاحظ وجود برج للمراقبة في الجنوب الغربي استغلته فرنسا كبرج للمراقبة أثناء الثورة التحريرية وهو يشرف على كل الجهة الجنوبية لمدينة شلالة العذاورة باعتبارها تقع على هضبة مرتفعة عن ماحولها، ويعتقد أنها مدينة نوميدية والدليل على ذلك عدم اهتمام المستعمر الفرنسي بها رغم العثور على مقبرة بنفس المنطقة. المقبرة عثر عليها بالصدفة عند القيام بالأشغــال في حي الغربية وهي ترجع إلى الفترة قبل ظهور المسيحية في الجزائر كمـا أن الجثث كانت أكثر ضخامة بمقارنة الهيكل العضمي بالإنسان الحالي، الأمر الذي يدفعنا إلى القول بوجود مجموعة سكانية وبالتــالي مدينة. وهي غير مصنفة ولا تذكر المصــادر اي شيء عنهــا. رغم ما تعرضت له المدينة القديمة من نهب لآثارها إلا أنها لا زالت تسرد قصص التاريخ المجيد وتحفـظ جثامين عمالقة صنعوا تاريخ الأمازيغ.
- كتاب تاريخ الجزائر لمبارك الميلي (ج2 ص 272)
- اسم الكتاب الأصلي «Des noms et des lieux, mémoire d'une Algérie oubliée»
- حسبما ذكره "ن. روبان" (n. robin) ص 23.
- كتابات مجاهدي المنطقة ومذكراتهم