شمس الدين بدران (1929 -)، كان وزير الحربية في عهد جمال عبد الناصر، تمت محاكمته بتهمة تعذيب أفراد في جماعة الإخوان المسلمين، وهو الآن يعيش في لندن بعد خروجه من مصر
شمس بدران | |||||
---|---|---|---|---|---|
وزير الحربية | |||||
في المنصب 1966 – 1967 | |||||
الرئيس | جمال عبد الناصر | ||||
|
|||||
معلومات شخصية | |||||
الميلاد | 1929 مدينة الجيزة |
||||
الإقامة | لندن | ||||
الجنسية | مصري | ||||
الحياة العملية | |||||
المدرسة الأم | الكلية الحربية | ||||
المهنة | سياسي | ||||
الخدمة العسكرية | |||||
المعارك والحروب | ثورة 26 سبتمبر اليمنية |
ارتباط شمس بدران بالمشير عبد الحكيم عامر النائب الأول لرئيس الجمهورية، ونائب القائد الأعلي للقوات المسلحة، بل إن العقيد شمس بدران انفرد أيضاً من بين رجال المشير بقربه من الرئيس جمال عبد الناصر حتي إن البعض قد بلغ به الشطط فاعتبر أن شمس بدران كان عيناً لعبد الناصر علي عامر، لذلك تم تعيينه وزيراً للحربية متجاوزاً مئات الأقدميات باعتبار ذلك تعييناً سياسياً لا يخضع لقواعد روتينية، وكان شمس بدران ذا شخصية مهابة يتمتع بنفوذ واسع داخل القوات المسلحة والمكاتب الرئاسية في الدولة حتي بدأت تنسج حوله القصص ويتحدث العامة عن دوره باعتباره واحداً من أكبر مراكز القوي مع منتصف ستينيات القرن الماضي عندما كان العصر الناصري يتجه بسرعة نحو حالة الارتباك التي مهدت لهزيمة يونيو 1967،
نتذكر الزيارة الشهيرة لوزير الحربية المصري شمس بدران إلي موسكو لاستطلاع رأي السوفيت في دورهم المنتظر إذا نشبت الحرب في الشرق الأوسط عندما عاد ذلك المسؤول المصري الكبير بانطباع تشكل لديه ولدي أعضاء الوفد بأن الاتحاد السوفيتي السابق سوف يحارب جنباً إلي جنب مع القوات المسلحة المصرية لو تعرضت لعدوان إسرائيلي، وأن الروس لن يبخلوا بأي دعم عسكري أو لوجيستي تحتاجه مصر في مواجهتها مع إسرائيل، وقد اتضح بعد ذلك أن الانطباع لم يكن صحيحاً وأن الموقف لم يكن واضحاً للطرفين بالشكل المطلوب! وقد جمعتني بالسيد «شمس بدران» عدة مناسبات في العاصمة البريطانية عندما غادر مصر في إطار صفقة سياسية يتفادي هو فيها التقديم للمحاكمة علي أن يغادر البلاد وأن يلزم الصمت، وقيل إن الرئيس السادات نفسه قد وافق علي هذه المعادلة لأن شمس بدران كان يعرف الكثير وفي جعبته ما هو أكثر،
كما أن خزانته تضم من الأحاديث ما يكفي لابتزاز بعض القيادات إذا لزم الأمر، ويكفي أن نتذكر أن مكانة شمس بدران لدي المشير عبد الحكيم عامر قد بلغت درجة رشح فيها المشير مدير مكتبه السابق شمس بدران لكي يكون رئيساً للجمهورية إذا انسحب عبد الناصر وعامر معاً من المسرح السياسي بحكم مسؤوليتهما عن النكسة.
ذات مرة كنت أقوم بتوصيله بسيارتي إلي إحدي محطات المترو الأرضي لأنه كان يسكن علي مشارف العاصمة البريطانية طلب مني تغيير مسارنا نحو المحطة المطلوبة ثلاث مرات! وقد قال لي أحد أصدقائه إن السيد شمس بدران كان يملأ سيارته بالوقود ذات مرة من إحدي محطات «البنزين» في العاصمة البريطانية وخرج منها فجأة عندما لاحظ وجود بعض الأشخاص من ذوي الملامح الشرق أوسطية فلقد كان الرجل شديد الحساسية تجاه أمنه الشخصي في تلك الفترة، وكان يخشي أن يكون هناك من يتعقبه من الأجهزة المصرية أو بعض الجماعات الدينية كنوع من تصفية الحسابات معه علي سنوات السلطة المطلقة التي كان هو أحد رموزها البارزة.
عندما قتل علي شفيق المدير السابق لمكتب المشير وكان ذلك في العاصمة البريطانية مع بداية النصف الثاني من سبعينيات القرن الماضي ـ وقد كان زوجاً للفنانة الراحلة مها صبري وملاكماً سابقاً إلي جانب سطوته ونفوذه الكبيرين ـ وأظن أنه قد قتل في شقته بعد مقاومة عنيفة مع شخصين قاما بزيارته واختلفا معه علي توزيع نسب العمولة في إحدي صفقات تجارة السلاح لواحدة من ميليشيات الحرب الأهلية اللبنانية، خصوصاً أنني أتذكر أن السيد علي شفيق كان قد قال لي بنفسه قبيل مصرعه بأيام عندما زارني في مبني السفارة إنه يقوم بإتمام «صفقة العمر» ويريد أن يتقاعد بعدها دون أن يحدد لي ما يقصده بالضبط من ذلك، ولقد تردد حينها أن الشرطة البريطانية قد وجدت مليون جنيه إسترليني نقداً في شقته لم يتنبه إليها القاتلان اللذان أصيب أحدهما إصابة بالغة بدليل وجود دماء من غير فصيلة السيد «علي شفيق» في مسرح الجريمة.
أشير إلي ذلك كله لأنني أظن أن السيد «شمس بدران» قد انزعج لمصرع العقيد المتقاعد علي شفيق شريكه السابق في إدارة مكتب المشير وظن بحسه الأمني أن الجريمة قد تكون بداية لحملة تصفيات ضد بعض رموز عصر «ناصر ـ عامر» وقد اتصل بي هاتفياً قلقاً وقال لي أريد منك إجابة واضحة هل اغتيال السيد علي شفيق جريمة سياسية أم جنائية؟ فأكدت له أنها ليست سياسية بالمرة، ويجب أن أعترف هنا أن السيد شمس بدران كان يبدو لي شخصية قوية متماسكة في كل الظروف وكانت إلي جانبه زوجة فاضلة مثقفة من بيت مصري عريق عملت في الجامعة الأمريكية بالقاهرة لسنوات طويلة بعد انفصالها عنه.
حكي لنا السيد شمس بدران أن فنان الشعب الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب كان يأتيه في بعض الأمسيات ليدندن له علي العود، فتلك كانت سمة العلاقة بين أهل الفن ورجال السلطة في ذلك العصر! ولا يزال السيد شمس بدران يعيش في بريطانيا يلوك ذكريات العمر ويجتر أحداث الماضي ويعزف تماماً عن الحياة السياسية، بل يوجز في حياته الاجتماعية وأعترف أنني لم أسمع منه أو عنه كثيراً علي امتداد الثلاثين عاماً الماضية.