•نشأته وميلاده :
الزعيم الشيخ | |
---|---|
صالح بن علي محمد فدامه | |
الزعيم الشيخ صالح علي فدامه ( يسار الصورة ) في حفل استقبال الإمام أحمد بن يحي حميد الدين بمدينة الحديدة
| |
معلومات شخصية | |
تاريخ الميلاد | 1 يناير 1909 |
تاريخ الوفاة | 3 يوليو 1967 (58 سنة) |
سبب الوفاة | اغتيال |
الإقامة | اليمن |
اللقب | الزعيم |
الديانة | الإسلام |
الزوجة | 1- فكرية بنت محسن شرلل ( تركيا ) 2- بنور بنت صالح عبدالله ال ناصر ( اليمن ) |
أبناء | 1-الذكور : فاروق – طارق ( شهيد ) – صخر – خالد ( متوفي ) – وليد 2-الإناث : الخنساء – فيروز - نائلة |
الحياة العملية | |
التعلّم | 1-حلقات تحفيظ القران الكريم – اليمن
2-التعليم الاساسي – فرنسا 3-الكلية العسكرية – المانيا النازية |
المهنة | سياسي - عسكري |
أعمال بارزة | 1-إنشاء اول ادارة للشؤون البلدية في اليمن
2-بناء اول مطار مدني في مدينة الحديدة 3-انشاء اول طريق معبد بين العاصمة صنعاء وميناء اليمن الرئيسي الحديدة 4-انشاء أول طريق رئيسي يمتد من مدينة رداع الى مديرية جبن ومنها الى مدن دمت و مديرية النادرة و قعطبة 5-التصدي للتواجد المصري في اليمن 6-بث أول برنامج خطابي - اعلامي ضد التواجد المصري في اليمن من خلال إذاعة عدن |
الخدمة العسكرية | |
المعارك والحروب | الحرب العالمية الثانية - انقلاب 1955 - ثورة 26 سبتمبر اليمنية |
الزعيم الشيخ صالح بن علي محمد فدامه - زعيم سياسي وعسكري يمني ( 1909 م – 1967 م ) ، ولد ونشأ في قرية نعوة (الضالع) - مديرية جبن والتي كانت تتبع قضاء رداع ثم اصبحت مؤخرا تتبع محافظة الضالع . [1][2][3]
•رحلته إلى أوروبا ومشاركته في الحرب العالمية الثانية ومطالبة حكومة الامام بعودته إلى اليمن :
غادر منطقته في سن مبكرة متجها إلى مدينة عدن ، ومنها غادر بحرا إلى فرنسا ، وهنالك استقر به المقام في مدينة مارسيليا الساحلية حيث تمكن من الإقامة بها والدراسة والعمل، وحينما قامت الحرب العالمية الثانية التحق بالجيش الألماني - فيرماخت والذي ترقى في صفوفه إلى ان وصل إلى رتبة قائد في الجيش الألماني، وقد كوفئ نظير شجاعته في الجبهة الروسية بأن تم تكريمه ومنحه وسام الفارس الصليبي الحديدي في عام 1944 م، وعندما انتهت الحرب العالمية الثانية بهزيمة ألمانيا تم وضعه قيد الاعتقال في معسكر تابع أسطول الولايات المتحدة السادس في إيطاليا ، وتم الإفراج عنه بعد ذلك بعد مطالبة من حكومة الامام يحيى حميد الدين ، ومن ثم غادر إيطاليا متجها بعد ذلك إلى القاهرة حيث التقى هنالك بأحد امراء الأسرة المالكة اليمنية آل حميد الدين، والذي شجعه للعودة إلى المملكة المتوكلية اليمنية ، ومن مصر غادر عائدا إلى وطنه بعد سنين طويلة من الغربة في أوروبا والتي مكنته إلى جانب خبراته العسكرية ان يجيد خمس لغات، وهي : الفرنسية والألمانية والإنجليزية والايطالية والتركية . [1][2][4]
•تطوير العمل المدني في اليمن :
حين عودته إلى اليمن كان يتطلع بتطوير الخدمات التي تخدم أبناء وطنه، وكان ان التقى بولي العهد الأمير محمد البدر حميد الدين ثم بوالده الأمام أحمد يحيى حميد الدين وعرض عليهما افكاره ومقترحاته في تحقيق ذلك، وكان ان وجد منهما كل الاهتمام والدعم في تطوير البنية التحتية لليمن، فأنشأ إدارة الشؤون البلدية وعين بموجبها مفتشا عاما على عموم بلديات اليمن، وكانت من ابرز اعماله العمل على انشاء أول مطار مدني في مدينة الحديدة الساحلية والتي كانت تعد الميناء الرئيسي للمملكة المتوكلية اليمنية، وايضا العمل على أنشاء أول طريق معبد يربط العاصمة صنعاء بمينائها الرئيسي في مدينة الحديدة، وكذلك العمل على شق أول طريق رئيسي من مدينة رداع إلى مديرية جبن ومنها إلى دمت والنادرة وقعطبة ، واهتم في تلك الفترة بتشكيل البلديات وتنظيم المدن وشق الطرق الرئيسية . [2]
•ثورة 1955 م :
كان الحكم الملكي الإمامة الزيدية في اليمن قد تعرض خلال فترة تاريخية وجيزة إلى ثلاث ثورات / انقلابات كانت كل منها تمهد لصناعة الأخرى بدأ من أول ثورة عربية ضد نظام وطني في عام 1948 م والتي اطلق عليها اسم ثورة الدستور بقيادة الامام عبد الله الوزير والتي لم تنجح وانتهت باعدام قياداته، ثم تبعه انقلاب 1955 م بقيادة المقدم أحمد يحيى الثلايا والتي لم تنجح ايضا وانتهت باعدام قياداته وايضا التوجيهات باعتقال كل الشخصيات الحداثية ووضعهم في سجن قلعة القاهرة (حجة) ومنهم الزعيم صالح فدامه والفريق حسن العمري والقاضي عبد السلام صبره وأحمد المروني وصالح السنيدار واخرون، والذين قضوا فترات متفاوته في السجن إلى ان تم اطلاق سراحهم، وكانت هاتين الثورتين وتبعاتها قد مهدت بعد ذلك لاندلاع ثورة 26 سبتمبر اليمنية عام 1962 م والتي نجحت بقيادة المشير عبد الله السلال ودعم من حكومة جمال عبد الناصر في مصر .
•ثورة 1962 م :
بعد وفاة الأمام أحمد يحيى حميد الدين ، تقلد مقاليد الحكم ابنه الأمام محمد البدر حميد الدين ، والذي لم يستقر به المطاف طويلا حتى قامت ثورة 26 سبتمبر اليمنية عام 1962 م، وكان ان عرض مجلس قيادة الثورة على الزعيم صالح فدامه ان يتناول أحد المقاعد الوزارية أو المناصب العسكرية حيث كان يتقلد حينها رتبة عميد ركن، الا ان الزعيم نتيجة تحفظه على التدخل المصري في القرار السياسي والعسكري لليمن فضل ان يعود إلى منطقته مديرية جبن وان يخدم وطنه من خلالها، فكان ان عينه رئيس الجمهورية عبد الله السلال قائدا وعاملا في منطقته مع احتفاظه بمنصبه السابق كمفتش عام لعموم بلديات اليمن . استمر في بدايات الثورة بمهام عمله في منطقته إلى ان نشب خلاف بينه وبين القيادة في صنعاء ، وكان ذلك نتيجة تصديه لحملة عسكرية بقيادة اللواء محمد الشامي كانت تستهدف اخضاع منطقة مريس (مدينة) والتي قامت بعصيان مسلح، وكان ان استطاع ان يقنع اللواء محمد الشامي بايقاف الحملة العسكرية والرفع للرئيس عبد الله السلال بطلب التفاوض مع مشايخ مريس وعودتهم للنظام والسلام وان يسلموا اسلحتهم ويقبلوا بالنظام الجمهوري الجديد، ولكن القيادة في صنعاء كانت ترى ضرورة اخضاع هذه المنطقة بالقوة العسكرية وحتى تقطع الطريق امام المناطق والقبائل الاخرى ان تدخل في مفاوضات امام القبول بالنظام الجمهوري، مما استدعى في حينها تدخل رئيس الجمهورية عبد الله السلال بقبول التفاوض ثم التفاهم الذي تم بين صالح فدامه ورجال منطقة مريس، وبذلك تم تجنيب المنطقة من ويلات الحرب والدمار، وبعد انتهاء المفاوضات والصلح طلب منه الرئيس عبد الله السلال ان يلتقيه في رداع حيث كان يرغب بزيارة المنطقة وتفقدها، وبعد ان انتهت مراسم الزيارة غادر الرئيس عبد الله السلال مدينة رداع عائدا إلى العاصمة صنعاء ، ولكن الزعيم صالح فدامة مكث عدة ايام أخرى في مدينة رداع بعد مغادرة الرئيس ولم يعود مباشرة إلى منطقته، فحدث خلال ذلك الوقت ان تم اغتيال وزير الاعلام علي الأحمدي في مدينة رداع، مما ادى إلى حملة اعتقالات شملت وجهاء واعيان رداع وقبيلة قيفة ، وكان سبب اعتقال الزعيم صالح فدامه يعود لخلاف سابق كان قد حدث بينه وبين الأحمدي، وبعد علم الرئيس عبد الله السلال بحادثة الاعتقال اصدر توجيهاته بالإفراج عنه وتقديم الاعتذار له .
•اللجوء السياسي في عدن :
لم يكن الزعيم صالح فدامه راضيا عن التدخل المصري في القرارين السياسي والعسكري باليمن، وكان يرى ان الجمهورية الوليدة قد تم احتوائها وتوجيهها لخدمة مصالح اقليمية، فكان نتاج ذلك حالة من الارتباك والتعارض في كثير من القرارات والتي نتج عنها الكثير من الاخطاء الدامية في عموم مناطق اليمن، لذلك غادر صنعاء حينما خرج من المعتقل وتوجه إلى مديرية الشعيب والتقى هنالك بنائب المنطقة الشيخ علي ناشر السقلدي وطلب منه ابلاغ المندوب السامي البريطاني بالرغبة في طلب اللجوء السياسي في عدن ، فكانت الموافقة على طلبه من حكومة بريطانيا .[1]
•مبادرة المصالحة :
بادر مشائخ ووجهاء منطقة رداع و مديرية جبن و نعوة (الضالع) بتشكيل وفد والتوجه إلى العاصمة صنعاء حيث التقوا بالرئيس عبد الله السلال ووزير الدفاع اللواء حمود الجائفي وكلاهما كانا يرتبطان بعلاقة وثيقة منذ قبل الثورة بالزعيم صالح فدامة، حيث طالب الوفد بالسماح بعودة صالح فدامه إلى بلاده مجددا، فاصدر رئيس الجمهورية تعليماته إلى وزير الدفاع باصدار قرار بعودة الزعيم صالح فدامه إلى بلاده مع احتفاظه بكافة مناصبه الحكومية وان يمنح الأمان بعدم التعرض له من قبل الحكومة، فكان ان تواصل الوفد مع الزعيم صالح فدامه وتوجهوا بعد ذلك إلى مديرية الشعيب حيث اجتمعوا معه ونائب منطقة الشعيب وعرضوا عليه الأمان من الحكومة اليمنية، فكان ان شكرهم على اهتمامهم وسعيهم ومبادرتهم لعودته إلى بلاده، ولكن الزعيم صالح فدامه كان يرى ان التواجد المصري في اليمن سوف يزيد من تفاقم المشكلات على حياة وممتلكات اليمنيين اللذين طالهم الدمار والقتل، وان اليمن يجب ان تستقل بقرارها السياسي والعسكري حتى تحظى بقبول المجتمع اليمني وتتجنب الدمار والاقتتال الذي كان يحدث، وان لا تبقى خاضعة للقرار السياسي والعسكري المصري واجندته الخاصة تجاه دول المنطقة .
•العودة إلى صفوف الملكيين :
كان الامام محمد البدر حميد الدين في ذلك الوقت وانصاره يخوضون حربا لاستعادة المملكة المتوكلية اليمنية ، كما ان الامام محمد البدر حميد الدين كان يستقطب كل الشخصيات السياسية والعسكرية والقبلية التي كانت تظهر رفضها للتواجد العسكري المصري في اليمن، وكان ان تواصل الامام البدر مع الزعيم صالح فدامه وعرض عليه العودة للعمل سوية ضد التواجد المصري في اليمن خاصة وهنالك هدف مشترك حول الرغبة في اخراج المصريين وتطلعاتهم في السيطرة على اليمن، فكان ان عاد صالح فدامه للعمل مجددا مع النظام الملكي واستطاع من خلال علاقلاته المميزة برجالات اليمن وخبراته العسكرية ان يخوض حرب استمرت لعدة سنوات ضد التدخل المصري في اليمن .[4]
•اذاعة عدن :
كان الخطاب الاعلامي للملكيين متواضعا ويفتقد للاستمرارية والتغطية اللازمة الذي يجب ان يواكب سير المعارك، لذلك افتقد الملكيون إلى الاعلام أو الصوت الاعلامي الذي يدافع عن عدالة قضيتهم ويتناول سير المعارك التي يخوضونها والمظالم التي كانت تقع فيها القيادة المصرية باليمن إلى جانب تحريض الجماهير ورجالات اليمن ومشايخها للتصدي للتواجد المصري باليمن، لذلك بادر الزعيم صالح فدامة بالحصول على موافقة من محطة إذاعة عدن لتقديم برنامج خطابي اسبوعي لاقي صدى واهتمام واسع بين كافة اليمنيين، واستطاع من خلال خطاباته الحماسية والوقائع التي يستعرضها عبر خطاباته الارتجالية ان يستقطب ولاءات وتعاطف الكثير من الشخصيات الاعتبارية في اليمن ورجالات القبائل ضد التواجد المصري في اليمن . [1][4]
•اغتيال الزعيم صالح فدامه :
في عام 1967 م توالت الاحداث تباعا امام الزعيم صالح فدامه، حيث تم اعتقال ابنه البكر فاروق والذي كان ضابطا عسكريا وخريج الاكاديمية العسكرية من مصر وتم وضعه في سجن صنعاء، وقد حاولوا استخدامه لتهديد صالح فدامه بانه سيتم تعذيب ولده حتى الموت ان لم يكف عن الصدام مع النظام الجمهوري قبل ان يتم نقل فاروق بعد ذلك للتحقيق من صنعاء ثم نقله إلى القاهرة بأمر من المشير عبد الحكيم عامر وزير الدفاع المصري انذاك وتحت اشراف ومتابعة من الرائد جلال عمر الذيب من هيئة القضاء العسكري (مصر) ، وكان ان اغتيل ثاني أكبر ابناؤه طارق في منطقة نجران والذي كان ضابط مظلي وخريج الكلية العسكرية من إيران، وكان ان نجى من ابناؤه صخر الذي كان بالخدمة العكسرية في تركيا، وابنه وليد والذي كان طفلا في تلك الأحداث . لم يكن صالح فدامه يولي العناية اللازمة في توفير الحراسة الكافية له حينما كان يتنقل من مكان إلى اخر بالرغم من كونه شخصية بارزة وشكلت تحديا كبيرا امام الجمهوريين، فكان ان تمكنت المخابرات العامة المصرية ومعاونيها في اليمن من اغتيال صالح فدامه ومعه مرافقيه في كمين نفذته في مشيخة دثينة من المحافظات الجنوبية بينما هو في طريقه من عدن إلى المناطق التي يسيطر عليها، وكان اغتياله قد حظى بجنازة رسمية برعاية حكومة بريطانيا في عدن وتناولته اخبار وقنوات الإذاعة في اليمن والسعودية ومصر وبريطانيا والولايات المتحدة، لقد وصفه معاصروه بانه كان صلبا وشجاعا، وقد عد اغتياله بانه القشة التي قصمت ظهر الملكيين في اليمن . [1][3][4]
مراجع
- اليمن الثورة والحرب حتى عام 1970 – ادجار اوبلانس – ترجمة الدكتور عبدالخالق محمد – مكتبة مدبولي
- صحيفة سبأ اليمنية
- صحيفة المدينة المنورة السعودية – العدد 14 – 6 اغسطس 1967 م
- Shifting sands “ The British in South Arabia “ – David Ledger – Peninsular Publishing 1983