الرئيسيةعريقبحث

صعود القومية في أوروبا


☰ جدول المحتويات


بدأ صعود القومية في أوروبا مع ربيع الأمم في عام 1848. وفقًا لليون بارادات، تطالب النزعة القومية الشعوب بالتماهي مع مصالح جماعتها القومية وتأييد إقامة دولة –دولة قومية- لدعم تلك المصالح. كانت النزعة القومية الأداة الأيديولوجية التي غيّرت أوروبا خلال عقود قليلة. استُبدِل حكم الملكيات والسيطرة الأجنبية على الأقاليم بحق تقرير المصير والحكومات الوطنية المشكَّلة حديثًا.[1] تشكّلت بعض الدول، مثل ألمانيا وإيطاليا، عبر توحيد عدة دول إقليمية تربطها «هوية قومية» مشتركة. تشكلت دول أخرى مثل اليونان وصربيا وبولندا ورومانيا وبلغاريا عبر انتفاضات ضد الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية الروسية.[2]

نظرة عامة

انبعثت اليقظة الأوروبية أيضًا عن رد فعل ثقافي على عصر التنوير الذي أكّد على أهمية الهوية القومية وطوّر نظرة رومانسية لتعبير ثقافي عن الذات من خلال الأمة. كان الألماني فريدريك هيغل النصير الأساسي للفكرة الحديثة للدولة القومية. أطلقت الثورة الفرنسية -بالرغم من أنها كانت أساسًا ثورةً جمهورية- حركةً باتجاه دولة قومية حديثة ولعبت أيضًا دورًا محوريًا في ولادة النزعة القومية في أوروبا، حيث تأثّر المفكرون الراديكاليون بنابليون وقانون نابليون، الذي كان أداة للتحوّل السياسي لأوروبا. «نالت أهدافها الأيديولوجية التوأم، القومية والديمقراطية، مضمونًا وصيغة خلال الأحداث الصاخبة التي بدأت مع نهاية القرن الثامن عشر».[3] حملت الجيوش الثورية شعار «حرية مساواة أخوة» وأفكار الليبرالية وتأكيد الذات القومية. حاجج بأن الإحساس بالقومية كان الرابطة التي توحِّد بين المجتعمات الحديثة في عصر تفسّخ الولاءات الدينية والسلالية. في عام 1815، ومع نهاية الحروب النابليونية، اجتمعت القوى الكبرى في أوروبا في مؤتمر فيينا وحاولت استعادة النظام السلالي القديم بقدر ما هو ممكن، متجاهلةً مبدأ القومية لمصلحة «مناصرة الشرعية»، ومدافعةً عن الحقوق التقليدية للسلطة الملكية. ولما كانت معظم شعوب أوروبا ما تزال مخلصةً لمدينتها أو مقاطعتها المحلية، اقتصرت النزعة القومية على مجموعة صغيرة من المفكرين والسياسيين الراديكاليين. إضافة إلى ذلك، دفع القمع السياسي، الذي تجسّد في مرسوم كارلسباد الصادر في النمسا عام 1819، الهيجان القومي إلى العمل السرّي.

ثورات قبل عام 1848

  • 1789 الثورة الفرنسية.
  • 1797 نابليون يؤسس الجمهوريات الشقيقة في إيطاليا.
  • 1804-1815 الثورة الصربية ضد الإمبراطورية العثمانية.
  • 1814 محاولة استقلال نرويجية عن الدنمارك النرويج، واتحاد مستقبلي بين النرويج والسويد، بعد الحروب النابليونية (من ضمنها حرب الاستقلال).
  • 1821-1829 حرب الاستقلال اليونانية ضد الإمبراطورية العثمانية.
  • 1830 البعث القومي الكرواتي.
  • 1830-1831 الثورة البلجيكية.
  • 1830-1831 ثورة في بولندا وليتوانيا.
  • 1846 انتفاضة في بولندا العظمى.

النضال للاستقلال

بدأ تبلور استياء حاد مما سيُعَدّ لاحقًا الحكم الأجنبي. وبدأ العداء المحلي ضد الحكم السلالي الأجنبي في أيرلندا وإيطاليا وبلجيكا واليونان والمجر والنرويج بأخذ شكل هيجان قومي. كانت الثورة الصربية (1804-1817)[4] في الإمبراطورية العثمانية أول ثورة تكتسب طابعًا قوميًا، وكانت ذروة النهضة الصربية[5] التي كانت قد بدأت في إقليم هابسبورج في سريمسكي كارلوفيتشي. أفضت حرب الاستقلال اليونانية التي دامت ثمانية أعوام (1821-1829) ضد الحكم العثماني إلى دولة يونانية مستقلة، على الرغم من نفوذٍ سياسي كبير للقوى العظمى. وأفضت الثورة البلجيكية (1830-1831) إلى الاعتراف بالاستقلال عن هولندا عام 1839.[6] على امتداد العقدين اللاحقين طوّرت النزعة القومية صوتًا أكثر قوة حفّزه الكتّاب القوميون الذين مجّدوا قضية حق تقرير المصير. حاول البولنديون مرتين الإطاحة بالحكم الروسي في عامي 1831 و1846. في عام 1848، رفعت الثورات التي اندلعت في أوروبا بسبب المجاعة الشديدة والأزمة الاقتصادية مطلبًا شعبيًا بالتغيير السياسي. في إيطاليا، انتهز جوسيبي ماتزيني الفرصة لتشجيع مهمة حرب «إن شعبًا قُدِّر له أن يحقّق أمورًا عظيمة لخير البشرية لا بد أن يشكل أمّةً يومًا ما».

في المجر قاد لويوس كوشوت ثورة قومية ضد الحكم النمساوي، وفي ترانسيلفانيا قاد أفرام لانكو ثورات ناجحة في عام 1846. منحت أزمة عام 1848 التعبير العلني التام الأول للنزعة القومية، وفي الثلاثين عامًا التي تلت ذلك أُسِّس في أوروبا ما لا يقلّ عن سبع دول قومية جديدة. كان ذلك جزئيًا نتيجةً لاعتراف القوى المحافظة بأنه لا يمكن للنظام القديم الاستمرار في شكله القائم. اتّحد الإصلاحيون المحافظون مثل كافور وبيسمارك مع محدِّثي السياسة الليبرالية للوصول إلى إجماع على تأسيس دول قومية محافظة في إيطاليا وألمانيا. في ملكية هابسبورج جرى التوصل إلى تسوية مع القوميين المجريين في عام 1867 ما منحهم استقلالًا فعليًا. أُعيد اكتشاف التاريخ والثقافة القوميين وخُصِّصا للنضال القومي. بعد صراع بين روسيا وتركيا، التقت القوى العظمى في برلين في عام 1878 ومنحت الاستقلال لرومانيا وصربيا ومونتينيجرو وحكمًا ذاتيًا محدودًا لبغاريا.

المراجع

  1. slideshare
  2. Baradat, Leon P. Political Ideologies: Their Origin and Impact, 10th ed. Upper Saddle, NJ: Pearson, 2009, 44.
  3. Baradat 54-5.
  4. M. Şükrü Hanioğlu (8 March 2010). A Brief History of the Late Ottoman Empire. Princeton University Press. صفحات 51–.  . مؤرشف من الأصل في 31 يناير 2020.
  5. Fred Singleton (21 March 1985). A Short History of the Yugoslav Peoples. Cambridge University Press. صفحات 72–.  . مؤرشف من الأصل في 3 أغسطس 2016.
  6. Schroeder, The Transformation of European Politics 1763-1848 (1994) pp. 716-18

موسوعات ذات صلة :