صَوتُ صَفيرِ البُلْبُلِ، [1] قصيدة ينسب نظمها إلى الأصمعي يتحدى بها الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور بعد أن ضيق على الشعراء فهو كان يحفظ القصيدة من أول مرة يسمعها فيها فكان يدّعي بأنه سمعها من قبل فبعد أن ينتهي الشاعر من القاء القصيدة يقوم الخليفة بسرد القصيدة إليه، وكان لديه غلام يحفظ القصيدة بعد أن يسمعها مرتين فكان يأتي به ليسردها بعد أن يلقيها الشاعر ومن ثم الخليفة وكان لديه جارية تحفظ القصيدة من المرة الثالثة فيأتي بها لتسردها بعد الغلام ليؤكد للشاعر بأن القصيدة قد قيلت من قبل وهي في الواقع من تأليفه. وكان يعمل هذا مع كل الشعراء، فأصيب الشعراء بالخيبة والإحباط خاصة أن الخليفة كان قد وضع مكافأة للقصيدة التي لا يستطيع سردها وزن ما كُتبت عليه ذهباً، فسمع الأصمعي بذلك فقال: "إن في الأمر مكراً وحيلة". فأعد قصيدة منوعة الكلمات وغريبة المعاني ولَبِسَ لِباسَ الأعراب وتنكر حيث أنه كان معروفاً لدى الأمير فدخل على الأمير وقال: إِنَ لدي قصيدة أود أن ألقيها عليك ولا أعتقد أنك سمعتها من قبل. فقال له الأمير هات ما عندك، فألقى عليه قصيدة صوت صفير البلبل وبعد انتهائه من قول القصيدة لم يستطع الخليفة أن يذكر شيئا منها. ثم أحضر غلامه فلم يتذكر شيئاً أيضاً لأنه يحفظها بعد مرتين من سردها، ثم أحضر الجارية فهي الأخرى لم تتذكر شيئا، فقال له الخليفة: سوف أعطيك وزن لوح الكتابة ذهبًا فعلى ماذا كتبتها؟ فقال له الأصمعي: لقد ورثت عمود رخام من أبي فنقشت القصيدة عليه، وهذا العمود على جملي في الخارج يحمله عشر جنود. فأحضروه فوزن الصندوق كله. فقال الوزير: يا أمير المؤمنين ما أظنه إلا الأصمعي. فقال الأمير: أمط لثامك يا أعرابي. فأزال الأعرابي لثامه فإذا به الأصمعي. فقال الأمير: أتفعل هكذا بأمير المؤمنين يا أصمعي؟! قال: يا أمير المؤمنين قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا. قال الأمير: أعد المال يا أصمعي. قال: لا أعيده. قال الأمير: أعده. قال الأصمعي: بشرط. قال الأمير: فما هو؟ قال: أن تعطي الشعراء على قولهم ومنقولهم. قال الأمير: لك ما تريد.
صَوتُ صَفيرِ البُلْبُلِ | |
---|---|
الاسم | صَوتُ صَفيرِ البُلْبُلِ |
المؤلف | منسوبة للأصمعي |
اللغة | اللغة العربية |
عدد الأبيات | 29 |
📖 صوت صفير البلبل |
كلمات القصيدة
صوت صفير البلبل (الأصمعي) | ||
صـوت صفير الـبلبـلِ | هيج قلبي الثملِ | |
الماء والزهر معاً | مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلِ | |
وأنت يا سيد لي | وسيدي ومولى لي | |
فكم فكم تيمني | غُزَيلٌ عُقيقلي | |
قطَّفتَه من وجنةٍ | من لثم ورد الخجلِ | |
فقال لا لا لا لا لا | وقد غدا مهرولِ | |
والخوذ مالت طرباً | من فعل هذا الرجلِ | |
فولولت وولولت | ولي ولي يا ويل لي | |
فقلت لا تولولي | وبيني اللؤلؤ لي | |
قالت له حين كذا | انهض وجد بالنقلِ | |
وفتية سقونني | قهوة كالعسل لي | |
شممتها بأنفيَ | أزكى من القرنفلِ | |
في وسـط بستان حلي | بالزهر والسرور لي | |
والعود دندن دنا لي | والطبل طبطب طب لـي | |
طب طبطب طب طبطب | طب طبطب طبطب لي | |
والسقف سق سق سق لي | والرقص قد طاب إلي | |
شـوى شـوى وشاهش | على ورق سفرجلِ | |
وغرد القمري يصيح | ملل في مللِ | |
ولو تراني راكباً | علــــى حمار أهزلِ | |
يمشي على ثلاثة | كمشية العرنجلِ | |
والناس ترجم جملي | في السوق بالقلقللِ | |
والكل كعكع كعِكَع | خلفي ومـــن حويللي | |
لكن مشيت هارباً | من خشية العقنقلِ | |
إلى لقاء ملكٍ | معظمٍ مبجلِ | |
يأمر لي بخلعةٍ | حمراء كالدم دملي | |
أجر فيها ماشياً | مبغدداً للذيلِ | |
أنا الأديب الألمعي | من حي أرض الموصلِ | |
نظمت قطعاً زخرفت | يعجز عنها الأدبُ لي | |
أقول في مطلعها | صوت صفير البلبلِ |
مراجع
- صوت صفير البلبل والخليفة العباسي أبو جعفر المنصور نسخة محفوظة 14 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.