عامر بن الظرب العدواني قاض من قضاة الطائف، من حنفاء العرب وأئمتهم الذين تحاكم إليهم الناس، وصارت أحكامهم قانون يحتكمون إليه، و أحد حكماء الحجاز وأشرافهم، ينتمي إلى قبيلة عدوان المعدية العدنانية الحجازية، فهو أحد سادات مضر و قيس عيلان وحكيمهم في دار الحكمة بالطائف، له أحكام فقهية أقرها الإسلام، وكان عامر ممن حرم اكل الميتة والزنا والخمر في الجاهلية، كما اوجب ختان الذكر والأنثى.[1]
عامر بن الظرب | |
---|---|
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | عامر |
الميلاد | 370 م الحجاز |
الوفاة | 455 م الحجاز |
الإقامة | الطائف - الحجاز |
اللقب | حكيم العرب |
أبناء | ابراهيم هالة عمرة عاتكة |
عائلة | عدوان |
الحياة العملية | |
المهنة | قاض |
نسبه
- هو: عامر بن الظرب بن عمرو بن عياذ بن بكر بن يشكر[2] بن عدوان بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.[3]
سيرته
ولد عامر في الحجاز، قبل عام الفيل بـنحو قرنين، ونشأ في بيت علم، حيث كان والده قارئ كاتب، فتعلم القراءة و الكتابة والانساب وتعاليم ملة إبراهيم عليه السلام، وكان ابوه الظرب العدواني من كبار الحنفاء في الحجاز.وكان عامر في شبابه المبكر يجالس حكماء الطائف، ويدون مايسمعه من الحكم، فتميز على أقرانه بالرأي، فأسس دار الحكمة بالطائف، فكان لايقضى أمراً للعرب الا بها، ومن هنا جاءت تسميته بحكيم العرب [4]
احكامه
قنن عامر بن الظرب العديد من القوانين والاحكام، أبرزها قانون الخلع، ففرق بين الزوج وزوجته التي عافته ونفرت منه، ورد عليه الصداق، وقد وافق حكمه حكم الإسلام. ومن القوانين التي قننها أيضاً عامر بن الظرب (تخصية الزاني والعبد والمجنون)، وختان الذكر والأنثى، وطبقها العرب سنين طويلة حتى مجيء الإسلام.[5]
و لنزاهة احكامه و عدل قضاءه، ذاع صيت عامر في أنحاء الجزيرة العربية، فكان بعض اليهود والنصارى يأتون إلى الطائف قادمين من يثرب واليمن وبصرى لكي يحتكمون عند عامر بن الظرب، فحكم لهم بتحريم زواج الرجل من زوجة أبيه وزوجة أخيه، وتحريم اكل الميتة والزنا وشرب الخمر [6]
أدبه
- "يا معشَرَ عدوان، لا تشمتوا بالذّلَّة، ولا تفرحوا بالعزَّة، فبكلّ عيش يعيش الفقير مع الغنيّ، ومن يَرَ يومًا يُرَ به، وأعدّوا لكلّ أمر جوابه، إنَّ مع السَّفاهة الندم، والعقوبة نكال، وفيها ذمامة، ولليد العليا العاقبة، وإذا شئت وجدت مثلك، إنَّ عليك كما أنَّ لك، وللكثرة الرعب، وللصَّبر الغلبة، ومن طلَب شيئًا وجده، وإن لم يَجِدْه أوشك أن يقع قريبًا منه".[7]
- "إني ما رأيت شيئاً خلق نفسه ولا رأيت موضعاً إلا مصنوعاً ولا جاثياً إلا ذاهباً، ولو كان يميت الناس الداء لأحياهم الدواء"
خطبه
من خطب عامر بن الظرب حين خطب صعصعة بن معاوية إلى عامر ابنته عمرة فقال:[8] يا صعصعة انك جئت تشتري مني كبدي وأرحم ولدي عندي منعتك أو بعتك، النكاح خير من الأيمة والحسيب كفء الحسيب والزوج الصالح أب بعد أب وقد أنكحتك خشية ألا أجد مثلك أفر من السر إلى العلانية، أنصح ابناً وأودع ضعيفاً قوياً ثم أقبل على قومه فقال يا معشر عدوان أخرجت من بين أظهركم كريمتكم على غير رغبة عنكم ولكن من خط له شيء جاءه. رب زارع لنفسه حاصد سواه ولولا قسم الحظوظ على قدر الجدود ما أدرك الآخر من الأول شيئاً يعيش به ولكن الذي أرسل الحيا أنبت المرعى ثم قسمه أكلا، لكل فم بقلة ومن الماء جرعة، إنكم ترون ولا تعلمون، لن يرى ما أصف لكم إلا كل ذي قلب واع ولكل شيء راع ولكل رزق ساع، إما أكيس وإما أحمق وما رأيت شيئاً إلا سمعت حسه ووجدت مسه ولا نعمة إلا ومعها بؤس. ولو كان يميت الناس الداء لأحياهم الدواء فهل لكم في العلم العليم / قيل: ما هو قد قلت فأصبت وأخبرت فصدقت / فقال: أموراً شتى وشيئاً شيا حتى يرجع الميت حياً ويعود لا شيء شيا ولذلك خلقت الأرض والسموات.
شعره
وله قصائد عديدة، منها:[9]
أولَئِكَ قَـومٌ شَيَّـدَ اللَـهُ فَخرَهُـم | فَما فَوقَهُم فَخرٌ وَإِن عَظُمَ الفَخـرُ | |
أُناسٌ إِذا ما الدَهرُ أَظلَـمَ وَجهُـهُ | فَأَيديهُمُ بيـضٌ وَأَوجُهُهـم زُهـرُ | |
يَصونونَ أَحساباً وَمَجـداً مُؤثَّـلاً | بِبَذلِ أَكفٍّ دونَها المُزنُ وَالبَحـرُ | |
سَمَوا في المَعالي رُتبَةً فَوقَ رُتبَةٍ | أَحَلُّتهُمُ حَيـثُ النَعائِـمُ وَالنَسـرُ | |
أَضاءَت لَهُم أَحسابُهُم فَتَضاءَلَـت | لَنورِهُمُ الشَمسُ المُنيـرَةُ وَالبَـدرُ | |
فَلَو لامَسَ الصَخرَ الأَصَمَّ أَكُفُّهُـم | لَفاضَ يَنابيعَ النَدى ذَلِكَ الصَخـرُ | |
شَكَرتُ لَهُـم آلاءَهُـم وَبلاءَهُـم | وَما ضاعَ مَعروفٌ يُكافِئُهُ شُكـرُ | |
وَلَو كانَ في الأَرضِ البَسيطَةِ مِنهُم | لِمُعتَبَطٍ عافٍ لَما عُـرِفَ الفَقـرُ |
وفي حرب قيس عيلان مع قضاعة قال[10] :
قُضاعَةَ أَجلَينا مِنَ الغَورِ كُلِّهِ | إِلى فَلَجاتِ الشامِ تُزجي المَواشِيا | |
لَعَمري لَئِن صارَت شَطيراً دِيارُها | لَقَد تَأصِرُ الأَرحامُ مَن كانَ نائِيا | |
وَما عَن تَقالٍ كانَ إِخراجُنا لَهُم | وَلَكِن عُقوقاً مِنهُمُ كانَ بادِيا | |
بما قَدَّمَ النَهدِيُّ لا دَرَّ دَرُّهُ | غَداةَ تَمَنّى بِالحِرارِ الأَمانِيا |
أقواله
- القضاء حكمة وعدل و استقامة لأمر الناس
- دعوا الرأي يغب حتَّى يختمر، وإيَّاكم والرَّأيَ الفطير
- الرَّأيُ نائِم والهوى يقظان؛ ولذلك يغلب الرَّأي الهوى [11]
- لو كان يميت الناس الداء لأحياهم الدواء [12]
معاركه
من المعارك التي قادها ابن الظرب، معركة البيداء، و كان سببها مجيء مذحج من اليمن، إلى الحجاز قاصدة متسعًا من الأرض وموطنًا جديدًا صالحًا، فاصطدمت بقبائل معد النازلة بتهامة (وتهامة هي موطن معد القديم) فبرزت لها قبيلة عدوان ورئيسها يومئذ عامر بن الظرب، الذي جمع من كان في تهامة من فرسان معد وهاجموا مذحج فغلبوهم وقتلوا منهم، و اسروا جنودهم المهزومين. وكان هذا اليوم هو ثاني يوم اجتمع فيه بنو معد تحت راية واحدة، وكانوا قد اجتمعوا قبلها تحت راية قريش بن كنانة، وتوحدوا بعدها 4 مرات، إحداها تحت راية (ربيعة) بقيادة ربيعة بن الحارث والد كليب في يوم سراة الحجر، وأخرى تحت راية (ربيعة) بقيادة كليب.[13]
المراجع
- العرب قبل الإسلام "ص21
- معجم ما استعجم - الجزء الأول
- كتاب المحبر - محمد بن حبيب البغدادي - الصفحة 181
- ابن قتيبة الدينوري، عيون الأخبار
- الجاحظ، البيان والتبيين
- عامر بن الظرب/ الحنفاء قبل الإسلام ص 23
- عامر بن الظرب، حكيم العرب - تصفح: نسخة محفوظة 18 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- خطبة عامر بن الظرب - تصفح: نسخة محفوظة 04 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- مفاخر بنو عدوان - تصفح: نسخة محفوظة 17 مايو 2017 على موقع واي باك مشين.
- قُضاعَةَ أَجلَينا مِنَ الغَورِ كُلِّهِ .. عامر بن الظرب العدواني - تصفح: نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- عامر بن الظرب/ ص 44
- الملل والنحل - تصفح: نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام