عبد الرحمان الثعالبي مفسر وفقيه مالكي صوفي ومتكلم على طريقة أهل السنة من الأشاعرة. ولد بالجزائر موطن آبائه وأجداده الثعالبة، وهو أحد أعلام الأشاعرة المالكية في القرن التاسع الهجري.[2]
| ||
---|---|---|
معلومات شخصية | ||
اسم الولادة | أبو زيد عبد الرحمان | |
الاسم الكامل | أبو زيد عبد الرحمان بن محمد بن مخلوف الثعالبي | |
الميلاد | 786هـ /1385م يسر - بومرداس الجزائر |
|
الوفاة | 872هـ / 1468م باب الجديد - مسجد سيدي عبد الرحمان - الجزائر الجزائر |
|
المذهب الفقهي | مالكي | |
العقيدة | أهل السنة الأشاعرة[1] | |
الحياة العملية | ||
الحقبة | 1385 م - 1471 م | |
مؤلفاته | أكثر من 90 مؤلفا أهمها تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن | |
المهنة | عالم عقيدة | |
الاهتمامات | علم التفسير، الفقه الإسلامي، علم الحديث، الشعر العربي | |
تأثر بـ | الإمام الغزالي |
وقد صار رمزا لمدينة الجزائر التي أضحت تعرف بمدينة سيدي عبد الرحمان.[3]
الميلاد
هو أبو زيد عبد الرحمان بن محمد بن مخلوف بن طلحة بن عامر بن نوفل بن عامر بن موصور بن محمد بن سباع بن مكي بن ثعلبة بن موسى بن سعيد بن مفضل بن عبد البر بن فيسي بن هلال بن عامر بن حسان بن محمد بن جعفر بن أبي طالب [4]
ولد عبد الرحمان الثعالبي سنة 786هـ /1384م بوادي يسر بمدينة (يسر) الواقعة حاليا بولاية بومرداس والقريبة بخمس كيلومترات من مدينة برج منايل شمال شرقي العاصمة الجزائرية، حيث تبعدها بمسافة 62,3 كلم، وهذه المدينة هي موطن آبائه وأجداده الثعالبة،يقال أبناء ثعلب بن علي من عرب المعقل الجعافرة.[5] الجزائر
النشأة والتكوين
نشأ عبد الرحمان الثعالبي في بيئة علم ودين وصلاح، استهل تعلمه على يدي علماء منطقته.
ثم انتقل وتكون في الجزائر ثم قصد المغرب الأٌقصى بصحبة والده محمد بن مخلوف فتعلم أصول الدين والفقه فأخذ عن العجيسي التلمساني المعروف بالحفيد
وزار مدينة بجاية فمكث بها سنة ثم عاد إلى مسقط رأسه بعد وفاة والده ثم رجع لمدينة (بجاية) فنزل بها سنة 802هـ/1399م مكث فيها حوالي السبع سنوات، وتعلم على أبو الحسن علي بن عثمان المنجلاتي، وأبو الربيع سلمان بن الحسن، وأبو العباس أحمد النقاوسي، وأبو القاسم المشدالي، وأبو زيد الوغليسي، وغيرهم.
ثم انتقل إلى تونس سنة 809هـ/1406م فتعلم على الأبي، والبرزلي تلميذ ابن عرفة.
ثم ارتحل إلى مصر سنة 819هـ /1414م، فلقي بها البلالي، وأبا عبد الله البساطي، وولي الدين العراقي وغيرهم،
ثم ارتحل إلى تركيا، ومنها قصد الحجاز فأدى فريضة الحج، واختلف إلى مجالس العلم هناك، ثم قفل راجعا إلى مصر واصل دراسته فيها، ومنها إلى تونس، فوافى بها ابن مرزوق الحفيد التلمساني، فلازمه وأخذ عنه الكثير.
ثم عاد بعد هذه الرحلة الطويلة في طلب العلم والمعرفة إلى الجزائر، فاهتم بالتأليف وصار يلقي دروسه بأكبر مساجدالجزائر آنذاك، تخرج على يديه كثير من العلماء، من بينهم:
1- محمد بن يوسف السنوسي 2- أحمد زروق 3- محمد المغيلي التلمساني 4- أحمد بن عبد الله الزواوي 5- محمد بن مرزوق الكفيف، وغيرهم.
تولى القضاء زمنا قصيرا، ثم تركه لينقطع إلى الزهد والعبادة، كما قام بالخطابة على منبر الجامع الأعظم بالجزائر العاصمة، ويروى أن من بقايا آثاره المتبرك بها إلى اليوم بهذا المسجد (مقبض عصى خطيب صلاة الجمعة).[6]
آثاره العلمية
كان معروفا عن عبد الرحمان الثعالبي، أنه عالم زمانه في القطر الجزائري في علم التفسير والذي تميز فيه باتباع "منهج مميز" جمع بين "النقل والعقل"[3]، وكذا علم العقيدة (علم الكلام وأصول الدين) والفقه والتصوف، وغيرها من العلوم الدينية الأخرى وهو أحد أعلام القرن التاسع الهجري ذلك أن الإنتاج الفكري للثعالبي انتشر في مختلف مكتبات العالم العربي والغربي.
وقد عكف على التدريس والتأليف، وكانت معظم مصنفاته في علوم الشريعة، وقد ترك في هذا الحقل ما يزيد على تسعين مؤلفا في التفسير والحديث والفقه واللغة والتاريخ والتراجم وغيرها،[7] من أهمها:
- تفسيره الجواهر الحسان في تفسير القرآن في أربعة أجزاء، وقد انتقاه -كما يقول- من كتب التفسير السابقة وأضاف إليه ما تيسر له، فجاء تفسيره مملوءاً بنفائس الحكم وجواهر السنن الصحيحة، طبع أول مرة بالجزائر 1909، ثم طبع طبعة ثانية في السنوات الأخيرة بتحقيق الدكتور عمار طالبي.
- حقائق التوحيد.
- روضة الأنوار ونزهة الأخيار في الفقه.
- جامع الهمم في أخبار الأمم.
- جامع الأمهات في أحكام العبادات.
- الأربعين حديثا في الوعظ.
- جامع الأمهات للمسائل المهمات مخطوط بالمكتبة الوطنية بالجزائر وهو في الفقه.
- رياض الصالحين وتحفة المتقين في التصوف مخطوط بالمكتبة الوطنية الجزائر تحت رقم 833.
- وله مخطوطات في التوحيد واللغة والفقه في تنبكتو بالنيجر الشاوي التاريخي.
- الدر الفائق، والأنوار المضيئة بين الحقيقة والشريعة ويعني بالتربية الروحية، وحقيقة الذكر،
- الذهب الإبريز في غرائب القرآن والعزيز.
تفسير الجواهر الحسان في تفسير القرآن
- طالع أيضًا: الجواهر الحسان في تفسير القرآن
لقد تأثر الثعالبي في تفسيره بمصادر مشرقية، كما تأثر بمصادر مغربية وأندلسية، فجاء تفسيره مزيجا بين الفكر المشرقي والفكر المغربي، حيث ضمنه المهم مما اشتمل عليه تفسير ابن عطية، وزاده فوائد من غيره من كتب الأئمة، حسبما رآه أو رواه عن الأثبات، وذلك قريب من مائة تأليف، وما منها تأليف إلا وهو منسوب لإمام مشهور بالدين، ومعدود في المحققين.
بلغت المخطوطات التراثية للشيخ الثعالبي ما يفوق 200 مخطوطة.[3]
من أقواله
يقول الثعالبي ـ ـ في كتابه الجامع الذي ذيل به شرحه لمختصر ابن الحاجب الفرعي ما نصه وينبغي لمن ألف أن يعرف بزمانه وبمن لقيه من أشياخه فيكون من يقف على تأليفه على بصيرة من أمره ويسلم من الجهل به وقد قل الاعتناء بهذا المعنى في هذا الزمان وكم من فاضل انتشرت عنه فضائل جُهل حاله بعد موته لعدم الاعتناء بهذا الشأن[8]
وقال عنه الشيخ أبو زرعة العراقي: «الشيخ الصالح الأفضل الكامل المحرر المحصل الرحال أبو زيد عبد الرحمان بن محمد بن مخلوف الثعالبي» ووصفه العلامة عيسى بن سلامة البسكري: «بالشيخ الصالح الزاهد العالم العارف أبو زيد عبد الرحمان الثعالبي»، وقال عنه تلميذه الشيخ أحمد بن زروق: «كانت الديانة أغلب عليه من علمه».
وفاته
توفي يوم الجمعة 23 رمضان 875هـ منتصف شهر مارس 1471م. ودفن في زاويته بالجزائر العاصمة حيث ضريحه بها إلى اليوم في مقبرة سيدي عبد الرحمان الثعالبي.
وقد رثاه كثير من العلماء من معاصريه، كان من بينهم تلميذه أحمد بن عبد الله الزواوي، ومن ذلك قوله:
لقد جزعت نفسي بفقد أحبتي وحق لها من مثل ذلك تجزع ألمّ بنا ما لا نطيق دفاعـــه وليس لأمر قدر الله مرجع
وصلات خارجية
مقالات ذات صلة
- المرجعية الدينية الجزائرية
- الحزب الراتب
- سيدي بوسحاقي
- سيدي أمحمد بوقبرين
- سيدي إبراهيم السلامي
- مقبرة سيدي عبد الرحمان الثعالبي
المصادر
- أعــلام الجــزائــر-عبد الرحمان الثعالبي رجل دين وعلم : موقع يومية الشعب الجزائرية - نشر الجمعة 11 ديسمبر 2015
المراجع
- مشاهير علماء الأمة من الأشاعرة والماتريدية. - تصفح: نسخة محفوظة 07 يونيو 2017 على موقع واي باك مشين.
- انظر ترجمته في: طبقات الحضيكي- تقديم وتحقيق: أحمد بومزكو-ج/2-ص:536-ترجمة رقم: 705-الطبعة الأولى/2006- مطبعة النجاح/الدار البيضاء. فهارس علماء المغرب- الدكتور عبد الله المرابط الترغي- ص: 623- ترجمة رقم: 49- منشورات كلية الآداب-تطوان/1999. جوانب من الحياة في المغرب الأوسط في القرن التاسع الهجري-محمود عياد- الشركة الوطنية للنشر والتوزيع- الجزائر/1982. تاريخ الجزائر الثقافي- أبو القاسم سعد الله – دار الغرب الإسلامي/لبنان.
- تراث العلامة عبد الرحمان الثعالبي محور ملتقى بالجزائر العاصمة - موقع وكالة الأنباء الجزائرية - نشر في الأحد, 25 تشرين2/نوفمبر 2018 نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- من هو عبد الرحمان الثعالبي - تصفح: نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- أعلام من الجزائر الإمام عبد الرحمان الثعالبي (786هـ / 1385م - 875هـ / 1471م) - تصفح: نسخة محفوظة 05 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- تعريف العلامة المفصل - تصفح: نسخة محفوظة 26 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- ضريح سيدي عبد الرحمان الثعالبي ..أثر للعلم و الحكمة - موقع الإذاعة الجزائرية - تصفح: نسخة محفوظة 19 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- ندوة وطنية عن فكر عبد الرحمان الثعالبي - تصفح: نسخة محفوظة 20 مايو 2012 على موقع واي باك مشين.