الرئيسيةعريقبحث

عبد الله الموسوي الشيرازي


☰ جدول المحتويات


آية الله العظمى السيد عبد الله الشيرازي (1889-1984) مرجع دين شيعي إيراني، ولد في شيراز وتوفي في مشهد المقدسة.

عبد الله الموسوي الشيرازي
Sayyed Abdollah Shirazi.jpg

معلومات شخصية
الميلاد 25 فبراير 1892
شيراز
الوفاة 29 سبتمبر 1984 (92 سنة)
مشهد
مواطنة Flag of Iran.svg إيران 
الديانة الإسلام
الحياة العملية
المهنة الآخوند،  وعالم عقيدة،  وكاتب 
هذه المقالة عن عبد الله الموسوي الشيرازي. لتصفح عناوين مشابهة، انظر الشيرازي.

النشأة

نشأ في حجر والده آية الله العظمى السيد محمد طاهر الشيرازي، ومن مواقفه التي سجلها التاريخ، موقفه من التدخل البريطاني في إيران عام 1904 م، حيث عينت بريطانيا مندوباً سامياً لها في إيران، فما كان من السيد محمد طاهر الشيرازي إلا أن أصدر فتواه التاريخية الشهيرة التي بموجبها يمنع ويحرم على أهالي شيراز، حضورهم في استقبال المندوب البريطاني، فتم اعتقاله ونفيه إلى مدينة سيوند وشمل النفي ابنه السيد عبد الله الشيرازي الذي تلقى في رحلته هذه دروساً حياتية خصبة، في طريق تحمل المشاق والمكاره من أجل الإسلام، وهو في التاسعة عشر من عمره.

رجع الأب والابن من رحلة النفي إلى شيراز، بعد أن أمضيا في النفي مدة ستة أشهر تقريباً، واشتدت المعارضة بعد عودتهم ضد الحكم القاجاري، واتسع نطاقها بدل أن تخمد أو تخفت، إلا أنه رأى أن الفرصة مناسبة للهجرة إلى النجف للدراسة في الحوزة العلمية. وقد اشتهر في اوسلط المتدينين في النجف انه عباسي النسب وليس موسوي، ولذلك كان التجار لايعطونه سهم السادة لانه عباسي النسب، وهذا الامر مشهور في النجف الاشرف

الهجرة الأولى إلى النجف

غادر السيد الشيرازي شيراز إلى النجف، التحق بمدرسة الآخوند الكبرى صاحب الكفاية، وباشر الحضور في الحلقات الدراسية لكلّ من أصحاب السماحة: آية الله العظمى السيد أبو الحسن الاصفهاني وآية الله العظمى الشيخ ضياء الدين العراقي والشيخ ميرزا محمد حسين النائيني

بقي في النجف 1925 م، حيث بلغ مراحل عليا في الدراسات الحوزوية‌ الجامعة التي أبرزها الفقه والاصول بمفاهيمهما الواسعة، مما جعل كبار فقهاء الحوزة ومراجعها بالنجف يعطونه شهادات قيمة اعترفوا فيها بمرتبته العلمية الممتازة واجتهاده المطلق وجواز رجوع الناس إليه في التقليد.

ورغم أنشغاله الكبير بهذا المنحى، فإنه لم يبتعد عن مواكبة المستجدات السياسية والمتغيرات الحادثة في العالم الإسلامي عموماً وإيران والعراق خصوصاً، بل كان دؤوباً متابعاً لا سيما ما يرتبط منها بشؤون المسلمين ومشاكلهم.

العودة إلى إيران

في عام 1925 م، رجع السيد عبد الله الشيرازي من النجف إلى إيران واستقر في شيراز مسقط رأسه ليتولى الشؤون العلمية والدينية، اتخذ علماء الشيعة مواقف صريحة وواضحة تجاه حكومة رضا بهلوي مما اقتضى أن يتجه السيد الشيرازي إلى قم، حيث المركز العلمي الرئيسي في إيران، ويشكل مع بقية العلماء وعلى الأخص مؤسس الحوزة العلمية بقم سماحة آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري، جبهة عريضة للمعارضة بوجه الحكم القائم، ولا سيما في ما كان يتعلق بموضوع الحجاب وتوحيد الزي وما شابه ذلك، فبعث الشاه مندوبه الخاص تيمور تاش إلى قم، للتفاوض مع العلماء، فبقيا في قم خمسة أيام يتفاوضان مع العلماء وأبرزهم آنذاك السيد الشيرازي.

بعد ذلك توجه السيد الشيرازي إلى مشهد المقدسة لغرض الزيارة ومتابعة الأحداث وإجراء المفاوضات اللازمة مع العلماء هناك وبشكل خاص مع آية الله العظمى السيد حسين الطباطبائي القمي وآية الله العظمى السيد يونس الأردبيلي، إلا أن طلبة الحوزة العلمية في مشهد والعلماء ألحوا عليه بالبقاء ولو لفترة محدودة ليستفيدوا من علمه الواسع، وتجاربه الرائدة، فاستجاب سماحته لرغبتهم، في تأدية مهماته الرسالية والعلمية في مشهد المقدسة، وأخذ يدرس في مدرسة الميرزا جعفر، التي أصبحت اليوم قسماً كبيراً من جامعة العلوم الإسلامية الرضوية، ولكنه كعادته لم يكتف في حياته بالجهاد العلمي، وإنما أخذ يتداول مع العلماء حول المسائل الاجتماعية السائدة في ذلك الوقت، والتي كان أبرزها، مسألة الحجاب والسفور.

وقد زادت المعارضة ضد الحكومة الإيرانية، وحدثت انتفاضة كبيرة في مشهد المقدسة، وألقت السلطات القبض على مجموعة من العلماء المترجم له السيد الشيرازي حيث كان يعتبر من صفوف المعارضة تجاه حكم الشاه، فزج به في السجن ثم نقلته مخفوراً إلى طهران، ليقضي فترة طويلة من الزمن في السجون والزنزانات.

الهجرة الثانية إلى النجف

بعد أن خرج السيد الشيرازي من السجن توجه مرة أخرى إلى النجف عام 1934 م، وبذلك تختلف عودته هذه إلى النجف، عن هجرته الأولى، التي اختصت بالدراسة، والبحث وصولاً إلى مرتبة الاجتهاد، واتصفت بمسؤولياتٍ يمكن اعتبارها محدودة بالنسبة للمسؤوليات التي تحملها في عودته هذه، وبخاصة بعد وفاة آية الله العظمي السيد أبو الحسن الأصفهاني، حيث آلت إليه المرجعية الدينية، ورجع كثير من الناس إليه في التقليد وبدأ يمارس دوره القيادي في المجتمع وينطلق في معالجة المشاكل السياسية والاجتماعية والدينية.

وفي أعقاب عام 1958 م وبعد تعرض العراق لموجة التيارات الفكرية الدخيلة أثر انقلاب 14 تموز العسكري، الذي قام به عبد الكريم قاسم، وتصاعد الشحرجة السياسية في مختلف الشرائح الاجتماعية، وتضارب الأيديولوجيات، وهبوب الأعاصير الإرهابية على يد الفصائل السياسية المتطرفة واليمينية، برز السيد الشيرازي كأحد القادة الدينيين في مواجهة الموجات الانحرافية والتيارات المعادية للإسلام ومحاولات تغيير البنية القانونية للدولة بالمنحى العلماني، وقد أعلن الشيرازي محاربته للشيوعية بفتواه التاريخية: ((إن الشيوعية كفر وإلحاد وعين اللادينية، فيحرم على جميع الناس التحزب بهذا الحزب النجس)).[1]

آل أمر الحكومة في العراق عام 1968 م إلى حزب البعث، عبر انقلاب مبيت بين عناصر هذا الحزب، وسرعان ما أسفر هذا الحزب عن محاربة التيار الإسلامي المتصاعد، ومعاداته العلنية لعلماء الدين، فقام بترتيب حملات إعدام جماعية للمعارضة السياسية، صاحبتها حملة إعلامية.

الهجرة من العراق

قرر السيد الشيرازي الهجرة من العراق بسبب المضايقات البعثية، اجتمع كل من آية الله العظمى السيد الخميني وسماحة آية الله العظمى السيد الخوئي في دار السيد الشيرازي، وتداولوا فيما بينهم الوضع الراهن، وبعد مباحثات طويلة طلبا منه العدول عن الهجرة والبقاء في الأشرف، كما اجتمع به في داره سماحة آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر بصورة منفردة حوالي الساعتين، ودار البحث حول تطور الأحداث على الساحة العراقية وضرورة بقاء سماحته في النجف، إلا أنه أقنع السيد الصدر بضرورة هجرته.

فخرج موكب الشيرازي من النجف وحط الركب في الكاظمية المقدسة، وبات ليلته هناك لزيارة الإمامين الكاظم والجواد، وفي صباح اليوم التالي توجه الركب إلى بعقوبة، وكانت السلطات الأمنية قد منعت رسمياً علماء وأهالي المنطقة من استقبال السيد الشيرازي، إلا أن الجماهير وعلى رأسها آية الله السيد عبد الكريم علي خان كانت باستقبال سماحته، وبعد استراحة في بعقوبة واصل الركب مسيره إلى خانقين التي استقبلت الشيرازي، وكان في المقدمة العالم الفاضل حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد شبر، رغم منع السلطات البعثية لهم من الخروج. ومن هناك تم تطويق موكب الشيرازي بحراسة بوليسية مشددة حتى نهاية الحدود العراقية، وكانت إيران آنذاك تعيش بدايات الثورة، ومواقف الشيرازي واضحة تجاه الشاه والحكم القائم آنذاك عندما كان في النجف، ولذلك أحيطت تنقلات سماحته بإجراءات أمنية مشددة من قبل الساواك وأجهزة الأمن الأخرى وكانت ترصد كل تحركاته وتصرفاته.

واستقر في مشهد المقدسة فتطورت الحوزة العلمية في مدينة مشهد المقدسة بفضله وجهوده المباركة تطوراً ملموساً من حيث النوعية والكمية، فارتفع عدد طلبة هذه الحوزة من 3600 طالباً قبل وصول سماحته إلى مشهد المقدسة إلى حوالي 6500 طالباً وتعمقت الدراسات في الحوزة وبدأت الأمور العامّة في الحوزة العلمية وخارجها على صعيد البلاد تأخذ طابعاً عميقاً وأصيلاً

المؤلفات

ترك الشيرازي العديد من المؤلفات:

أبنائه

أنجب السيد الشيرازي 3 أبناء وهم علماء في الحوزة العلمية وهم:

المراجع

موسوعات ذات صلة :