الرئيسيةعريقبحث

عثمان زرتي


☰ جدول المحتويات


عثمان على زرتي (1934-1984)، أحد شهداء الحرية في ليبيا ضد نظام معمر القذافي

عثمان زرتي
معلومات شخصية

نشأته وبداية حياته

ولد الشهيد عثمان على زرتي سنة 1934 بمنطقة "سوق الجمعة" بطرابلس واشتهر بين أهل سوق الجمعة وبين أصحابه وأقربائه بأخلاقه العالية الكريمة. وعرف عنه الكرم والاستقامة وحب الفضائل وعمل الخير. في أواخر الخمسينات تخرج الشهيد من المعهد الفني بشارع هايتي واشتغل بعد تخرجه "مهندساً مساحاً" مع مؤسسة التأمين ثم تركها وأخذ يزاول في الأعمال الحرة.

الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا

على إثر اندلاع المصادامات المسلحة بين فدائيي الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا بقيادة الشهيد البطل أحمد إبراهيم احواس وبين قوات النظام الانقلابي خلال يومي 6، 8 مايو 1984 (عملية باب العزيزية)، قامت أجهزة النظام الأمنية ولجانه الثورية باعتقال المئات من أبناء الشعب الليبي في مختلف المدن ومن شتى الأوساط المدنية والعسكرية ممن شكّت في تعاونهم مع فدائيي الجبهة، وعرّضتهم بمن فيهم من بعض الأطفال والنساء، لأبشع أنواع التعذيب والقهر والاذلال النفسى والبدني. وفيما بقى عدد من هؤلاء المعتقلين رهن الاعتقال مدداً متفاوته تواصل بعضها إلى عام 2000 م دون تقديمهم إلى اي محاكمة، قام النظام الانقلابي الدموي مع امتداد شهر يونيو 1984 الذي صادف ذلك العام شهر رمضان المبارك عام 1404 هجرية، بمحاكمة ثمانية من هؤلاء المعتقلين أمام محاكمات ثورية ميدانية صورية لم تستغرق سوى ساعات قليلة أصدرت بحقهم أحكاماً جائرة بالإعدام نفذت بالساحات العامة وعلى مرأى من المواطنين خلال ساعات من صدورها كما نقل تلفيزيون النظام مشاهد المحاكمة، وتنفيذ عمليات الإعدام الإجرامية وهدم البيوت. وقد شملت هذه الاحكام كلاً من الشهداء، وشهيدنا بينهم:

  1. الشيخ محمد سعيد الشيباني، إمام مسجد، أعدم شنقا في قرية “طمزين” بالغرب من مدينة نالوت بجبل نفوسة يوم 2 يونيو 1984، كما قامت سلطات النظام بهدم بيته.
  2. ساسي على ساسي زكري، أعمال حرة، أعدم شنقا بالملعب الرياضي بمدينة نالوت بجبل نفوسة يوم 2 يونيو 1984 كما قامت سلطات النظام بهدم بيته.
  3. أحمد على أحمد سليمان، أعمال حرة، أعدم شنقا بالملعب الرياضي في مدينة نالوت بجبل نفوسة يوم 2 يوينو 1984 كما قامت سلطات النظام بهدم بيته.
  4. عثمان على زرتي، تاجر، أعدم شنقاً بميدان سوق الجمعة بطرابلس يوم 5 يونيو 1984 الموافق 2 من رمضان 1404 هجرية كما قامت سلطات النظام بهدم بيته.
  5. الصادق حامد الشويهدي، مهندس، أعدم شنقاً بالمدينة الرياضية بنغازي يوم 5 يونيو 1984 الموافق 2 من رمضان 1404 هجرية.
  6. عبدالباري عمر فنوش، مهندس أعدم شنقا في ميدان عام ببلدة جالو يوم 7 يونيو 1984 الموافق 4 رمضان 1404 هجرية.
  7. فرحات عمار حلب، مهندس، أعدم شنقاً في ميدان عام بمدينة زوارة يوم 10 يونيو 1984 الموافق 7 رمضان 1404 هجرية.
  8. المهدي رجب لياس، طالب، أعدم شنقا في ميدان عام بمدينة طبرق يوم 14 يونية 1984 الموافق 11 رمضان 1404 هجرية.

واقعة الاعتقال والإعدام

يروي شاهد عيان أحداث الواقعة فيقول:

" في منتصف شهر مايو من عام 1984 (وفي أعقاب عملية معسكر باب العزيزية 8 مايو 1948) حضرت عدة سيارات من نوع (رنج روفر)و(تايوتا لاند كروزو)تابعة لأجهزة الأمن وحاصرت منزل الحاج عثمان زرتي في سوق الجمعة بطرابلس وألقوا القبض عليه. وبعد بضعة أيام من عملية إلقاء القبض، سمعت أصوات الميكروفونات في مدرسة سعد خليفة الحجاجي القريبة من منزلي، وعند خروجي إلى الشارع وجدت الناس متجمعين أمام باب المدرسة، وبعد أن استفسرت من أحد المواطنين عرفت أنهم يريدون تهديم منزل الحاج عثمان وفعلا تم تهديم المنزل من قبل اللجنة الثورية بسوق الجمعة. وأثناء عملية الهدم ألقى عضو اللجنة الثورية المدعو يوسف الشفة كلمة سب فيها الحاج عثمان زرتي ووصفه بالعمالة والخيانة. وفي يوم 5 يونيو 1984 الموافق الثاني من شهر رمضان، جرى إحضار الحاج عثمان زرتي إلى معهد المعلمات (جامع الزيتون) لتنفيذ الإعدام شنقاً به. وبعد إحضار الشهيد إلى مكان التنفيذ ألقى أحد أعضاء اللجنة الثورية كلمة، ثم جرى وضع حبل المشنقة حول رقبة الشهيد وسحب الكرسي من تحت قدميه وقام عضو اللجنة الثورية المدعو مفتاح الحطاب بالتدلي من قدمي الشهيد وبصفعه على خدّه وهو ما يزال معلقاً بحبل المشنقة، وبعد مفارقة الشهيد للحياة تقدم عضو اللجنة الثورية أحمد عياد حمدي وسالم خشخوشة وبعض طالبات المعهد اللاتي يدعين الثورية وأنزلوا الشهيد من المشنقة ووضعوه في سيارة قمامة حيث كان نصف جثته داخل السيارة والنصف الآخر خارجها وتجولا به في شوارع منطقة سوق الجمعة. "

شارك الشهيد في الاعمال الفدائية الجريئة التي قامت بها قوات الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا بإيوائه لعدد من الفدائيين الأبطال وتقديم كافة وأهم التسهيلات اللازمة لتنفيذ عملياتهم البطولية.
مما يذكر عن شجاعته وإصراره على مواجهة باطل القذافي وطغيانه بالقوة المسلحة أنه سؤل قبل وقوع هجوم الفدائيين على باب العزيزية بأسابيع، عما إذا كان يُقدر خطورة ما يقوم به وما قد يترتب عليه فأجاب بكل إيمان ورغبة صادقة في الجهاد والاستشهاد: بأنه يدرك ذلك تماماً وأنه سيكون سعيداً إذا حقق أهدافه ونال شرف الشهادة في سبيل الحق.

استشهاده

قام زبانية اللجان الثورية باعدام عثمان زرتي شنقا بميدان سوق الجمعة علنا بعد محكمة صورية يوم الثلاثاء 5 يونيو 1984 (2 رمضان 1404) قضى الشهيد البطل نحبه وهو متزوج وله عشر أبناء (6 من الأولاد و4 بنات). عاش الشهيد رجلاً شهماً، ومواطناً فاضلاً شريفاً ومات مجاهداً كريماً عزيزاً. العزة لله وللوطن.. المجد والخلود للشهداء

المصدر: العدد العاشر لمجلة الإنقاذ

وصلات خارجية

موقع الجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا

موسوعات ذات صلة :