علي بن محمد بن علي الفصيحي، وهو أبو الحسن الاسترآبادي، المعروف بعلي بن أبي زيد الفصيحي، عالم في اللغة العربية، شافعي المذهب، ولد ونشأ في استرآباد وسكن بغداد بعهد الدولة العباسية وتوفي فيها.[1][2][3][4] ولقد قرأ علي الفصيحي النحو والبلاغة على عبد القاهر الجرجاني، وبرع في علوم اللغة العربية حتى صار من أعرف أهل زمانهِ، وصارت لهُ شهرة، ثم ترك جرجان وأنتقل إلى بغداد. ودرس النحو بالمدرسة النظامية بعد الشيخ أبي زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي، ثم اتهم بالتشيع وهو شافعي المذهب فقيل لهُ في ذلك، فقال: لا أجحد، أنا متشيع من الفرق إلى القدم فأخرج من النظامية، ورتب مكانه الشيخ أبو منصور موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر الجواليقي، فكان المتعلمون يقصدون داره التي انتقل إليها للقراءة عليه فقال لهم يوماً: (داري بكرا، وخبزي بشرا، وقد جئتم تتدحرجون إلي، فاذهبوا إلى من عزلنا به).
علي بن محمد | |
---|---|
معلومات شخصية | |
مكان الميلاد | استرآباد - جرجان |
الوفاة | 516 هـ/ 1123م بغداد |
مكان الدفن | المقبرة الوردية /بغداد |
الإقامة | بغداد |
مواطنة | الدولة العباسية |
اللقب | الفصيحي |
العرق | عربي |
الديانة | مسلم |
الحياة العملية | |
العصر | القرن السادس للهجرة |
المنطقة | العراق |
المهنة | عالم مسلم، لغوي |
مجال العمل | النحو والبلاغة |
وسمي بالفصيحي لكثرة دراسته كتاب الفصيح لثعلب وصار لهُ به أنس، حتى أنه دخل يوماً على مريض يعوده، فقال شفاه، وسبق على لسانه: وأرخيت الستر، لاعتياده كثرة إعادته.
وقد روى الفصيحي عن أبي الحسن الخطيب الأقطع إنشاداً سمعه منه ابن سلفة الأصفهاني الحافظ ببغداد وقال: جالسته وسألته عن أحرف من العربية. وروى عنه في مشيخة بغداد. وكان من تلاميذهِ ومن أخذ عنه أبو نزار النحوي والحيص بيص الشاعر.
ومن خط ابن المتوكل: حدثني الشيخ الإمام الفصيحي قال: رأيت بعض الموسوسين في المارستان (المستشفى) وفي إبهامهِ أثر الحناء دون أصابعه، فقلت لهُ: ما معنى الحناء في الإبهام دون سائر الأصابع؟ فأنشدني:
وخاضبة إبهامهـا دون غـيره | رأتني وقد أعيا علي تصبـري | |
فقلت لها: الإبهام ما اسم خضابه | فقالت: يسمى عضة المتفكـر |
وذكر في كتاب سرعة الجواب ومداعبة الأحباب تصنيف الحسن بن جعفر بن عبد الصمد بن المتوكل بخطهِ: أنشدني الشيخ الإمام أبو الحسن علي بن أبي زيد الفصيحي وقد عاتبته على الوحدة فقال:
اللـه أحـمـد شـاكـراً | فبلاؤه حسـن جـمـيل | |
أصبحت مستوراً مـعـا | فى بين أنعمـه أجـول | |
خلواً من الأحزان خـفي | ف الظهر يقنعني القليل | |
حراً فـلا مـن لـمـخ | لوق علي ولا سـبـيل | |
لم يشقني حرص على ال | دنـيا ولا أمـل طـويل | |
سيان عندي ذو الغنى ال | متلاف والرجل البخـيل | |
ونفيت باليأس الـمـنـى | عني فطاب لي المقـيل | |
والناس كلـهـم لـمـن | خفت مئونتـه خـلـيل |
وفاته
توفي في بغداد سنة 516 هـ/ 1123م، ودفن في المقبرة الوردية.[6] قال ابن النجار: قرأت في كتاب أبي بكر المبارك بن كامل بن أبي غالب الخفاف بخطهِ، قال: (مات الفصيحي النحوي في يوم الأربعاء ثالث عشري ذي الحجة سنة ست عشرة وخمس مائة).[7]
المصادر
- المستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن النجار - الحافظ أبو الحسين الدمياطي - تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا - دار الكتب العلمية - بيروت، لبنان - الطبعة الثانية 2004 - الجزء 19 - صفحة 6.
- معجم الأدباء لياقوت الحموي (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب) - تحقيق: إحسان عباس - دار الغرب الإسلامي - بيروت - الطبعة الأولى 1993 - الجزء 5 - صفحة 1964.
- تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام - الإمام الذهبي - تحقيق: الدكتور بشار معروف - طبعة 1 - سنة 2003م - الجزء 11 - صفحة 258.
- طبقات الشافعية - ابن قاضي شهبة - الجزء الثاني - صفحة 187.
- Al-Hakawati
- الروضة الندية فيمن دفن من الأعلام في المقبرة الوردية - د. محمد سامي الزيدي - بغداد 2016 - صفحة 57.
- المستفاد من ذيل تاريخ بغداد لابن النجار - الحافظ أبو الحسين الدمياطي - تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا - دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان - الطبعة الثانية - 2004 - الجزء 19 - صفحة 7.