الرئيسيةعريقبحث

عمرو بن أبي ربيعة


☰ جدول المحتويات


لمعانٍ أخرى، انظر أبي ربيعة (توضيح).

عمرو بن أبي ربيعة بن المُغِيرة القرشيّ المخزوميّ الكناني صحابي شارك في غزوة أحد وغزوة مؤتة وشهد بيعة الرضوان وحجة الوداع، كان غرة بني مخزوم وفخر قريش وصاحب اعنة خيلها، يكنى (أبو إبراهيم) وعرف عنه الحكمة وقوة الرأي. وكان رجلا ذا شكيمة لا يرام ما وراء ظهره [1]

عمرو بن أبي ربيعة
معلومات شخصية
اسم الولادة عمرو
الميلاد 42 ق.هـ
مكة
تاريخ الوفاة 12 هـ
الديانة مسلم
أبناء ابراهيم
الأب هشام بن المغيرة
الحياة العملية
النسب المخزومي القرشي
الخدمة العسكرية
المعارك والحروب غزوة أحد، غزوة مؤتة ، غزوة حنين

نسبه

  • أبوه : أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن قريش بن كنانة. ذو الرمحين المخزومي القرشي الكناني. أحد فرسان كنانة ومن أكابر قريش وحنفائهم.
  • هو خال عمر بن الخطاب وهو أيضاً شقيق الصحابي عياش بن أبي ربيعة والصحابي عبد الله بن أبي ربيعة .[2]

سيرته

المولد والنشأة

ولد عمرو بن أبي ربيعة في بطن مكة، بعد عام الفيل بـ 10 سنوات،  ونشأ  في قصر جده المغيرة مع أبناء عمومته ومنهم خالد بن الوليد بن المغيرة، وعاشا معاً ينهلان من الشمائل والقيم العربية الأصيلة، من بطولة وشجاعة وكرم ونجدة، وارتبطت بينهما صداقة متينة ووثيقة العُرا.[3]

تعلم عمرو القراءة والكتابة في صغره على يد ظبية الثقفية، وحين بلغ سن الـ 17 ارسله عمه الوليد مع أقرانه من بني مخزوم إلى معسكر جنوب الطائف، ليتدرب على الفروسية وفنون القتال. كانوا يزاولون أعمالا كثيرة منها الاحتطاب وحفر الآبار والخنادق، وترويض الخيل وتسلق الجبال، ويذهبون إلى البحر لتعلم السباحة.

كما تلقى علوم أخرى من أدهم اليشكري الذي تعلم على يديه اغلب فتيان وفتيات قريش، كما تعلم على يد ورقة بن نوفل تاريخ قريش وتعاليم ملة إبراهيم عليه السلام. وعمل بالتجارة وكان نديم لـ حمزة بن عبدالمطلب، وخالد بن الوليد في الرحلات إلى الحبشة واليمامة.

أبدى عمرو نبوغًا ومهارة في المبارزة وتميز على جميع الفتيان في مكة بالشجاعة وخفة الحركة، ففي معارك قريش كانت القبة والأعنة إلى بني مخزوم، فأما الأعنة إلى عمر بن أبي ربيعة، وأما القبة فإلى خالد بن الوليد (هي تجهيز الجيش، فالقبة سرادق كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما يجهّزون به الجيش، أما الأعنّة فما كان على خيل قريش في الحرب).

كانت الطائف بستان مكة وملتقى العرب، فكان عمرو وشباب قريش أمثال سهيل بن عمرو وخالد وأبو سفيان يرتادون عكاظ ونادي الحكمة ويخالطون قبائل العرب الوافدة، وفي تلك الحقبة كانت أنظار شباب مكة تتجه نحو الفلج ونعام من قرى اليمامة، لما سمعوا من أخبار أهلها من بني عبس وذبيان، وقصص عروة بن الورد وعنترة بن شداد، فكانوا يشدون رحالهم إلى هناك لمشاهدة ديار هؤلاء الفرسان والاستماع إلى أخبار أهلها.

قبل إسلامه

كان عمرو بن أبي ربيعة في سن الثلاثين حين جهر رسول الله بالدعوة، ومع أنه لم يؤمن بتلك الدعوة حينها، إلا أنه لم يتخذ موقفاً معادياً من محمد وأصحابه، فقد اتَّسمت شخصية عمرو بن أبي ربيعة بالفَهْم والحكمة، فحين اجتمعت خزاعة وقريش في دار الندوة للنظر في أمر الدعوة الجديدة، وكان بديل بن ورقاء وأبو جهل يحرضون على محمد ودعوته، قال عمرو (ان كان محمد يعمل بأمر الله .. فوالله لاتصلون اليه بشر وليظهرن بدينه فيكون ذلك دليل صدقه .. و ان كان غير ذلك قدرتم عليه) فوافقه عتبة بن ربيعة على ذلك قائلاً (أطيعوني واجعلوها بي، وخلوا بين محمد وبين ما هو فيه، فاعتزلوه، فوالله ليكونَنَّ لقوله الذي سمعت منه نبأٌ عظيمٌ، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به).

إسلامه

بعد معركة أحد، أحس عمرو بن أبي ربيعة بالندم، لأن مشاركته كانت سببا في مقتل العديد من فرسان قريش خاصة حمزة بن عبد المطلب، وكان يشعر بالضيق لأن خدعة خزاعة انطلت على قريش، وكان أهل مكة يثنون على أبي سفيان بن حرب بعد عودة الجيش منتصراً من أحد، فمر عمرو بن أبي ربيعة ومعه أبو سفيان على جماعة من أهل مكة فقالوا (لا شلت يمينك يا ابن حرب شفيت صدورنا وأصبت ثأرنا) فقال عمرو ( لقد بت يا صخر وليس في مكة بيت لا يتحدث بك ويلهج بالثناء عليك) فقال أبو سفيان (فلماذا لا أراني مبتهجاً مثلهم، أي ثأر هذا الذي يتحدثون عنه، نعرف لمن نثأر لكننا لا نعرف ممن نثأر، تحالفنا مع خصوم الأمس بني خزاعة ولقينا بهم أبناء عمومتنا فأخرجوا سلاحهم يقتلون خيرة فتيان قريش، وكان شأن العرب أن يثأر القوم لأبنائهم من غيرهم، فالآن نثأر لأنفسنا من أنفسنا ونستعين على ذلك بالعدو).

بدأ عمرو يبتعد عن دار الندوة خاصة إذا اجتمعت فيها خزاعة، ثم حزم أمره ووفد على المدينة في شهر محرم من السنة الرابعة للهجرة مع سليمان بن خالد بن الوليد و عمارة بن الوليد و عمرو بن أمية الضمري وبايعو رسول الله على الإسلام، فهلل أهل المدينة بدخول عزيز من أسياد قريش إلى الإسلام، فقال ابوبكر الصديق (الحمدلله الذي أعز بك الإسلام واستجاب دعوة رسول الله فيك) .

وفادته على النجاشي

في السنة السابعة من الهجرة بعث رسول الله عمرو بن امية إلى النجاشيّ برسالة، فركب البحر مع وفد من قريش فيهم عمرو بن أبي ربيعة وعمارة بن الوليد وسليمان بن خالد والفاكه ونوفل و عبيد الله بن جحش ، وكان ربان سفينتهم جميل التغلبي وهو ابن تاجر معروف كان يفد إلى الحبشة قبل ظهور الإسلام. ودخل الوفد على ملك الحبشة وأكرمهم، فوقف عمرو بن أمية بين يدي النجاشي، وقرأ كتاب رسول الله:

" "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول لله إلى النجاشي ملك الحبشة: سلام عليك إني أحمد الله إليك، الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن، وأشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى فخلقه الله من روحه كما خلق آدم بيده، وإنى أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصحي، والسلام على من اتبع الهدى"[4]. "

فأبدى النجاشي موافقته وقبوله وكان لين القول وحسن اللفظ في جوابه، وأعلن إسلامه، ولقنه عمرو بن أمية الشهادة، وبايعه على الإسلام. فكتب إلى رسول الله رساله، وشرط أن يبعث معهم ابنه أريحا ليسلم إلى النبي كتابه الذي يتضمن رده. فشاع الخبر في الحبشة، فاجتمع الأحباش فقالوا للنجاشي : "إنك قد فارقت ديننا" ، وخرجوا عليه، واشتبك فرسانهم مع الوفد القرشي الذي تمكن من قتل 8 احباش، فقتلوا سليمان بن خالد بن الوليد وعمارة بن الوليد وعبيد الله بن جحش، وكادوا أن يظفروا بعمرو بن أمية لولا أن عمرو بن أبي ربيعة سل سيفه وقاتلهم فقتل منهم 5 ، وأشتبك معهم الربان جميل التغلبي والفاكه ونوفل وقتلوا منهم 19 حبشياً، وكاد أن يستحر القتل لولا أن جنود النجاشي أوقفوهم وحالوا دونهم، فخرج النجاشي إلى الأحباش، وصفُّوا له، فقال : يا معشر الحبشة، ألست أحق الناس بكم ؟ قالوا : بلى ؛ قال : فكيف رأيتم سيرتي فيكم ؟ قالوا : خير سيرة ؛ قال : فما بالكم ؟ قالوا : فارقت ديننا، وزعمت أن عيسى عبد ؛ قال : فما تقولون أنتم في عيسى ؟ قالوا : نقول هو ابن الله ؛ فقال النجاشي : هو يشهد أن عيسى بن مريم، لم يزد على هذا شيئا، وإنما يعني ما كتب، فرضي الأحباش وانصرفوا عنه. فدفن المسلمين شهدائهم بأرض الحبشة، ثم ركبوا سفينتهم ومعهم أريحا ابن النجاشي حاملاً في يده كتاب أبيه إلى رسول الله.

جهاده

ظل عمرو بن أبي ربيعة إلى جانب الرسول ولم يتخلف عن غزوة، فشارك في الخندق، وشارك في معركة مؤتة وفتح مكة وغزوة حنين وفتح الطائف، وبعد وفاة رسول الله شارك في معركة بزاخة ومعركة اليمامة.

مراجع

  1. عمرو بن أبي ربيعة - تصفح: نسخة محفوظة 27 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. Kister, M. J. (1986). “Mecca and the tribes of Arabia: Some notes on their relations” in Sharon, M. (Ed.). Studies in Islamic history and civilization in honour of Professor David Ayalon, 33-57. Jerusalem: Cana & Leiden: E. J. Brill.
  3. مختارات من سيرة صحابي - تصفح: نسخة محفوظة 27 نوفمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  4. تاريخ الأمم والملوك: الطبري 2 /644-657.

موسوعات ذات صلة :