فؤاد عيسى أحمد المحنبي1963، شاعر يمني[1] يعمل في ديوان عام وزارة التربية والتعليم اليمنية بدرجة مدير عام، ورئيس لجنة النصوص بوزارة الثقافة.
فؤاد المحنبي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | فؤاد عيسى أحمد المحنبي |
الميلاد | 23 جماد ثاني 1383 هـ/ 12 أكتوبر 1963م التريبة، زبيد، محافظة الحديدة، اليمن |
الجنسية | اليمن |
الحياة العملية | |
الاسم الأدبي | فؤاد المحنبي |
المهنة | شاعر |
أعمال بارزة | قل هو الحب وطن،الوردة السادسة،توسل المحنبي ببردة النبي |
موسوعة الأدب |
مولده ونشأته
ولد في الثاني عشر من أكتوبر من العام 1963م في قرية التريبة التي تبعد عن المديرية زبيد بمسافة 8كم شرقاً وتبعد زبيد عن المحافظة (الحديدة) بمسافة حوالي 100كم تقريباً في اتجاه الشمال.ولد الشاعر لأبوين مسلمين عربيين يمنين؛
والده/الشيخ عيسى أحمد المحنبي: أديب وشاعر وعالم في الفقه والعلوم العربية والإسلامية، ونشأ وتعلم -الشاعر فؤاد- على يديه متشرباً من بيئة أسرته الفقه واللغة والتصوف.
بدأ الشاعر دراسته الابتدائية في جدة في المملكة السعودية بمدرسة (سلمان الفارسي) أثناء إقامة أسرته في السعودية مغتربين وعادت الأسرة إلى القرية في منتصف العام 1976م ليتمّ دراسته الابتدائية في قريته فتأثّر بالفكر الصوفي لدى ابن عربي والحلاج وتأثر بالمنهج التأملي الديني في النفس والحياة لدى محمد متولي الشعراوي ومصطفى محمود وقرأ لكثير من مفكري وأدباء الغرب؛ وأتمّ الشاعر فؤاد المحنبي دراسته الابتدائية في العام 1976م في قريته التريبة ودرس عامين من الإعدادية في مدينة زبيد وكان خلال العطلات المدرسية يتلقّى العلم على يد مشائخ وعلماء مدينة زبيد العلوم الدينية والعربية ثم انتقل إلى مدينة الحديدة في معهد المعلمين ليتخرج بعد أربع سنوات مدرساً ؛ ثم عمل في مجال التربية مدرساً للصفوف الابتدائية لمدة ثلاثة أعوام عام (1983-1986م).
انتقل للدراسة الجامعية إلى كلية التربية بتعز _فرع جامعة صنعاء_ليتخرج بدرجة البكالوريوس في العام 1990م متخصصاً في مادة الرياضيات_فرعي فيزياء.
كان يمارس هواياته الشعرية والأدبية منذ بداية دراسته الثانوية وحين تخرج من الجامعة انتقل إلى مديرية زبيد للتدريس وشارك في تأسيس المنتدى الثقافي بزبيد مع أصدقاء له من الأدباء والشعراء والشباب والمثقفين في زبيد، منهم الشاعر عبد الله الكوكباني وجمال مهدي وعلى رأسهم أحمد محمد رسام الشميري صاحب منتدى الإثنين الثقافي والأدبي وكان يرتاد منتدى النوارس الأدبية الذي أسسّه عبد الرحمن الحضرمي والد جمال الحضرمي عضو مجلس الشورى اليمني حالياً, ومستشار رئيس الوزراء، ويعتبر المؤرخ اليمني عبد الرحمن الحضرمي كذلك والداً لأسامة الحضرمي.
تدرّج الشاعر خلال تلك الفترة في العمل التربوي حتى حصل على درجة موجّه أول في مادة الرياضيات. شارك في ملتقى الشباب العرب بلبنان 10-30مارس 1996م بمناظرة شعرية مع الشاعر عباس فتوني والذي يعتبره حزب الله شاعر المقاومة اللبنانية، وقد حصل للشاعر فؤاد تكريم إثر تفوقه في تلك المناظرة المناظرة الشعرية بين فؤاد المحنبي، عباس فتوني شاعر المقاومة اللبناني في الجامعة اللبنانية في (طرابلس) وتم إهداؤه درع الجامعة اللبنانية في صباحية احتفالية تزامناً مع احتفال الجامعة بيوم المقاومة اللبنانية - 14 آذار - واشتهر بعد تلك المناظرة بــ(فؤاد المحنبي).
حصل على درجة مدير عام بصورة استثنائية وتكريم من الرئيس اليمني (علي عبد الله صالح)1997م بعد وتفوقه في المناظرة الشعرية مع الشاعر (عباس فتوني).
أسس منتدى المحنبي للثقافة والإبداع - لتضمّ مكتبته في القرية تراث آل المحنبي الديني والأدبي من مخطوطات لفقهاء وعلماء من اليمن، ويساهم بالعضوية في المنتدى عدد من الشباب المثقفين والمواهب الأدبية حتى من غير آل المحنبي، ويقوم عدد محدود من الخيرين والمشجعين بدعم المنتدى إلى جانب دعم وزارة الثقافة اليمنية السنوية وعلى رأسهم صديقه محمد صالح عباس نجل الأديب اليمني صالح محمد عباس، وعبد الواسع هايل سعيد.
صدر له ديوان شعري في العام 2003م بعنوان (قل هو الحب وطن) طبعة أولى برعاية الهيئة العامة للكتاب الذي كان يرأسها صديقه خالد عبد الله الرويشان، الذي يشغل الآن منصب عضو في مجلس الشورى اليمني والذي كان قد شغل منصب وزير الثقافة والسياحة لليمن (2003-2008)م .
ثم صدر له ديوان ثان بعنوان (الوردة السادسة) بمساهمة مادية ومعنوية من أصدقائه: 1_محمد صالح عباس 2_خالد الفحاحي 3_خالد الذرحاني .
شعره
المنهج الشعري لدى الشاعر فؤاد المحنبي :
يتجلى منهجه الشعري في ديوانه الأول (قل هو الحب وطن) بالاتجاه الصوفي الإسلامي الذي يعتمد في فكره البنائي للقصيدة على التأمل، واعتماد منهجية تقديم الحلول والمعالجات لأزمات المجتمع، بما يجعل للشعر وظيفة تعبدية حين يقدم معالجات دينية للقضايا التي يتناولها بما في ذلك الشعر لديه كقضية يجب أن يستحدث فيها تجاربه التجديدية فهو مع كونه يمتاز بقدرته على تقديم العمود الشعري الملتزم موسيقياً إلا أنه قدم العمود -مثلاً- في قصيدته الثانية في ديوانه (قل هو الحب وطن) والمعنونه "رشفة" قدم العمود بشكل يثور فيه على القافية فتظهر نونية في بعض الأبيات وميمية في بعضها وكأنه يحاول الإشارة إلى التأثر بالموسيقى الخارجية لآيات القرآن الكريم ليوصل رسالة يحث فيها الشعراء على اقتباس تلك الميزة الموسيقية القرآنية واستلهامها في كتابة العمود الشعري فيصبح العمود لديه لوناً شعرياً ثابتاً ومستمراً, يمكن تطويره وبما يوحي بأن وجود الألوان جميعها في الشعر -من العمود إلى التفعيلة إلى الشعر الحديث والنثري وقصيدة الومضة- كل ذلك لا يحتم انقراض لون العمود وعدم قابليته للتطوير وأن تعايشاً سلمياً يمكن أن ينشأ بين ألوان الشعر كلها، وذلك يبدو -على سبيل المثال-في قصيدته التفعيلية "بك نبتدي" ففيها يبدو جلياً مزجه بين العمود والتفعيلة.
التقسيم الموسيقي للشعر لدى الشاعر فؤاد المحنبي في ديوانه (قل هو الحب وطن)
تنقسم الموسيقى عند الشاعر إلى موسيقى (خارجية- وداخلية-وموسيقى الحرف، وموسيقى التداخل النغمي) وتظهر الموسيقى الخارجية في قوافي العمود الموحد القافية في عدد من قصائد الديوان.
أما الموسيقى الداخلية فهي تظهر جلياً في استخدامه السياق القرآني كركيزة نغمية يقولب باتجاهها نصه الشعري ولأن ذلك ابتكار جديد في موسيقى الشعر فقد حاول إبرازه بشكل جلي في العنوان "قل هو الحب وطن" فالعنوان يستلهم النص القرآني "قل هو الله أحد" لينسج على نسقه الموسيقي عنوان الديوان، فهو بذلك يقدم رسالة تحث الشعراء على الإفادة من الموسيقى الداخلية للنص القرآني، وهو في نفس الوقت يقدم الفكرة المعروفة وهي توافق قيم الحب والمحبة مع القيم والمثل المتناسقة مع توحي به كلمة الله، وكذلك كلمة وطن مع كلمة أحد إشارة إلى وحدانية الوطن والانتماء حين يكون ذلك الوطن هو حب الله.
كما تظهر الموسيقى الداخلية جلية في نص مبتكر بعنوان"إشارة حب" وقد كان لهذا النص ردود افعال قوية ضد الشاعر وصلت في بعض الأحيان إلى تكفيره، باعتباره يكتب نصاً يعتمد فيه على إيصال موسيقى من سورة ياسين والقرآن الحكيم، ولكن الذين يدركون المقصد النفسي للشاعر أمكنهم تلقي رسالته والتعرف على فحواها التي تحث على الجمال العظيم الناشيء عن استلهام الشاعر في نصوصه الشعرية للموسيقى الداخلية للقرآن الكريم..
استهلال :
شِعرِي أَنـَـا ذُنوبـــي | ||
يَغفِـرُهَا رَبّـي إِذا كَـتَـبت | ||
فــاغـفِـرهُ يَا حَبــِـــيـبـِــي | ||
فإنَّـهُ | ||
لا يَغفِـرُ الذُّنُوبَ | ||
إلاّ أَنت | ||
الــشِّـعـرُ مَـعـرَكَــةٌ فـي صَـــدرِ شَــاعِــرِهِ | وخـَــيــلُ أَخـيــِــلَـةٍ قَد جُــلِّــلَت صُــورَا | |
يَـخـُـوضُــهَــا فــي حَـــنـَــايـَــاهُ وواقِــعِـهِ | فَـــإِن تَــفَـجَّــرَ فــيهَـا صَــدرُهُ انــتـَـصَـــرَا |
أعماله ودواوينه
قل هو الحب وطن
قصيدة الديوان :
يَـا سَـيــِدِي الحُـبَّ مَا أَجـلاكَ يَا نُـورُ | واسـكُـب تَـجَـلِّيكَ هَـذَا البَحـرُ مَـسـجُـورُ | |
يَـا سَـيــِدِي أَنـتَ قَبلَ المُنـتَمَـى وطَنٌ | فـي حُــبِّـهِ لِــذُنُـوبِ الـحُـبِّ تَـكـفـيـرُ | |
آنَستَنِي اليَومَ لمَّا استَوحَشَت لُغَتِي | بـِكُلِّ مَنفَىً أَشَادَتهُ التَّعَابـِيرُ | |
أَقبَلتَ مِن حَيثُ لَم تُقبـِل مُغَرِّرَةٌ | مِن المَفَاتِنِ والإِحسَاسُ مَغرُورُ | |
أَقبَلتَ مِن بَينِ إِيقَاعٍ يُكَوِّنُنِي | مِن واحِدِيَّتِهِ والكَونُ مَشطُورُ | |
سَبَّحتُ بِاسمِكَ لا عَمداً ولا عَرَضاً | فَفيكَ كُلُّ لِسَانٍ في مَقهُورُ | |
يَا غُربَةً قَدَّرَتهَا شِقوتِي بـِيَدِي | مُوتِي فَفي وطَنِي لِلهَجرِ تَهجِيرُ | |
مِن خَفقَةٍ نَحوهُ جَازَ المَرَاحِلَ كَي | يَضُمَّنِي وأَنَا في البَهوِ عُصفُورُ | |
هُو ابتَدَانِي بِنَعمَاءِ اللِّقَاءِ ولَم | يَحتَج لِقَائِي فـَأَقَصَتهُ المَقَادِيرُ | |
والشَّوقُ للمِنَّةِ الأُولَى حَدَا سَفَرِي | إِلَى جَلالٍ بـِسِربِ الشـَّوقِ مَسرُورُ | |
يَا سَيِّـدِي كُلُّ جُرمِي أَنَّنِي بَشَرٌ | في آدَمِيـَّتِهِ كُفرٌ وتَقصِيرُ | |
عَفواً : تَعـَالَيتَ عِزّاً عَن سُلالَتِهِ | تَفَرُّداً أَبحَرَت فيهِ التَّفَاسِيرُ | |
يَا عِلَّةَ الحَادِثـَاتِ الدُّونِ أَهزَأُ بـِي | إِذَا يُطَالَبُ بـِالتَّبرِيرِ تَبرِيرُ | |
إِمَّا طَلَبتُكَ كَأسَ الحُبِّ تُوكِلَنِي | إِلَى حَبـِيبـِكَ فَالمَطلُوبُ مَيسُورُ | |
إِذ لَستُ بـِالمُتَسَامِي نَحو سَيِّدِهِ | جَلَّ المِثَالُ ولَمَّا يَصمُدِ الطُّورُ | |
لِي مِنكَ سَاعَاتُ سُكرٍ لا بَدِيلَ بـِهَا | لأَنَّ كُلَّ جُزَيءٍ في سِكِّيرُ | |
هَبنِي لِحُبِّكَ وامنَحنِي بـِهِ وطَناً | بـِلا حُدُودٍ ولا فيهِ مَحَاذِيرُ | |
فَكُلُّ أَوطَانِنـَا صَارَت تُحَاصِرُنـَا | بـِشَرِّهَا هَل يَزُفُّ الخَيرَ شِرِّيرُ؟ | |
هَبنِي سَمَاواتِ وِدٍّ لا تُزَاحِمُهَا | قَامَاتُ شَوقِي لِيَزكُو في تَغيـِـيـرُ | |
واخرِج ظَلامَاتِ سِجنِ الرُّوحِ صَاغِرَةً | مَا في ضِيَاءَاتِكَ العَصمَاءِ تَخيـِـيرُ | |
لَو أَنتَ أَمطَرتَ في صَحرَاءِ أَنفُسِنَا | لَمَا تَفَاقَمَ في الأَجوافِ تَصحِيرُ | |
لَو كُنتَ خَيَّمتَ في هَذِي الصُّدُورِ لَمَا | عَاثَت بـِأَرجَاسِهَا فيهَا الخَنَازِيرُ | |
نَحنُ المُدَانُونَ والجَانُونَ إِذ فَغَرَت | شَهواتُنـَا واستَرَقَّتنَا الدَّنَانِيرُ | |
مَاتَت أَصَابـِعُنَا في كَهفِ مَسمَعِنَا | ومَلَّ نُوحٌ وكَم قَد فَارَ تَنُّورُ | |
حَتَّى أَتَيتَ وآدَتنِي النُّبُوءَةُ في | عَصرٍ نُبُوءَاتُهُ جِنسٌ وتَخدِيرُ | |
حَمَّلتَنِي وِزرَ عُبَّادِ الحُرُوفِ وكَم | عَبَدتُهَا ولَهَا في القَلبِ تَكبـِـيرُ | |
لَكِن كَفَرتُ بـِمَا أَسلَفتُ يَا قَلَمِي | وكُلُّ كُفرٍ بـِغَيرِ اللَّهِ مَشكُورُ | |
تَقيَّأِ الحِبرَ فَوقَ الرَّملِ إِنَّ لَنَا | لَوُجهَةً لا تَرَاهَا الأَعيُنُ العُورُ | |
وانهَل إِذَا شِئتَ أَو إِن لَم تَشَأ نَهَراً | مِنَ الجَمَالِ حَوالَيهَا الأَزَاهِيرُ | |
ثَعَالِبُ النَّارِ لا زَالُوا بـِأَقبـِـيَتِي | أَسرَى وقَلبـِي بـِوحيِ الحُبِّ مَبهُورُ | |
مَا زَالَ في مَعشَرِ الأَقلامِ مَن عَجِزُوا | عَن فَهمِهِم واستَفَزَّتهُم تَصَاوِيرُ | |
مِن مُوغِلٍ في تَفَاصِيلٍ مُؤَنَّثَةٍ | و مُفرَغٍ جَانِبَ المَاخُورِ مَقبُورُ | |
أَو شَاطِحٍ يَستَلِذُّ الفَاجِعَاتِ إِذَا | جَازَ القَدَاسَاتِ أَو آواهُ مَحذُورُ | |
يَا آخِرَ العَابـِدِينَ النُّورَ يَا قَلَمِي | إِن تَلبَسِ العَصرَ هَابَتكَ الأَعَاصِيرُ | |
كُن أَنتَ أَولَ مَيتٍ عِندَ قِبلَتِهِ | يَهوِي شَهِيداً وظَهرُ اللَّيلِ مَكسُورُ |
الوردة السادسة
قال في رثاء أمه زهراء :
القَـلبُ فَوقَ شِفَارِ الحُزنِ يَرتجفُ | ودمعُهُ مِن عُـيونِ الوَجدِ لا يـَـقِـفُ | |
أماهُ هَذا دَمِي المنسُـوجُ أغـنِـيـةً | من هَـدهَـدَاتِـكِ جَاءَ اليَومَ يَـعـترِفُ | |
يا أوَّلَ الدَّهشَـةِ الزَّهرَاءِ في حَدَقِـي | بكُلِّ وَحيٍ إِلَيهِ الرُّوحُ تخـتَـلِـفُ | |
كُنتِ البدَايَاتِ في فَـجـرِي وفي غَسَـقِـي | لِلمُـعـجـزَاتِ ومِـنـكِ الدُّرُّ والصَّدَفُ | |
يَا بَسـمَـةَ الزَّمَنِ الوَحشِـيّ رَاسمةً | دَرباً مِن الأَمنِ في عَينيَّ يَـأتَـلِـفُ | |
أُمّاهُ يَا نَـهـرَ تَـقـدِيسٍ يَـفِـيضُ نَدىً | مِن سِدرَةِ الحِـكـمَـةِ العَصمَاءِ يَـغـترِفُ | |
لم تَـترُكِـي ظُـلـمَـةَ الدُّنـيَا ووَحشَـتَـهَا | تَـغـتَـالُ عَـيـنيّ حَـتّـى أَشرَقَ الهدَفُ | |
أَرَاكِ مِلءَ جُـفُـونِـي كُلَّ ثَـانِـيـةٍ | نُوراً لَهُ حُجُبُ الأَنوَارِ تَـنـكَشِـفُا | |
لِـلشِّـعـرِ والحِسِّ غِـربَـانُ الهوَاجـِـسِ قَد | نَـعَـتـكِ يَوماً فَـماتَ الـيَـاءُ والأَلِفُ | |
وكُـنـتُ عِـنـدَ (ابنِ عَـبّاسٍ) ومجـلِسُـهُ | رَوضٌ مِن الأُنسِ والآدَابِ يُـقـتَـطَـفُ | |
هَـمَسـتِ بالرُّوحِ: لا تُـقـلِـق نَسائِـمَـهُم | تَـعَـالَ وَدِّع يَرَاكَ الشَّـوقُ والشَّـغَـفُ | |
وطِرتُ في ظُـلُـمَاتِ الخَوفِ مِن قَدَرٍ | يخَافُ في أَدمعِي الحمرَاءِ يَـنـجَـرِفُ | |
أُمَّاهُ مَا لِلـخُـطَى في الدَّربِ قَد يَـبـِـسَـتْ | والبَدرُ حُزنٌ وأَروَاحُ الشَّـذى أَسَفُ | |
حَـتَّـى لمسـتُـكِ فافترَّتْ عُـيونُكِ لِي | وضَمَّـني حُــبُّـكِ الموَّارُ واللَّهَفُ | |
وصِحـتُ: هَا هِيَ تَدرِي مَن يُـعَـانِــقُـهَا | فأَطـرَقَ الأَهلُ هَذا البَدرُ يَـنـخَـسِـفُ | |
يا مَوتُ يَا سَارِقَ الآمَالِ قُل لهمُ: | بأَنَّ غَيرَكَ في أُمّي الذِي عَـرَفُـوا | |
كُلُّ الـنِّدَاءَاتِ مِلءَ الكَونِ تَرجـِـعُ لِي | صَمّاءَ والموتُ لِلأَصدَاءِ يخـتَـطِـفُ | |
وحَصحَـصَ الحقُّ فاخـترنَـاهُ عَن ثِـقَـةٍ | باللهِ واللهُ نِـعـمَ الرُّكنُ والخلَفُ | |
مِـنِّي التَّـعَازِي إلى الدُّنـيَا إذا رَحَـلَـت | بَسمَاتُـهَا واستَــهَـلَّ الحُزنُ والشَّـظَـفُ | |
أَســتَــودِعُ اللهَ مَــن في مُـهـجَـتي زَرَعَـت | أَنوَارَهُ فَوقَ مَا قَالُوا ومَا وَصَفُوا | |
أَنَا رِسَـالَــتُـهَا يَا رَبِّ إِن قُــبـِـلَت | وظِـلُّـهَا أَحرُفٌ في خَـافِـقِـي تَـجـِـفُ | |
يَا ربِّ لا تحرِمِ الفِردَوسَ مِن نَـغَـمٍ | تَشـدُوكَـهُ وسَلامٍ كُـلُّـهُ تَرَفُ | |
واجعَـلْ تَـسَابـيـحَـهَا الغَـيـدَاءَ أُغـنِـيَـةً | لِلمُـفـلِحِينَ غَداً إذ تُـنـشَـرُ الصُّحُـفُ | |
والحمدُ للهِ في بدءٍ وفي خَـتَـمٍ | إِليهِ مَرجـِـعُ مَن تحتَ السَّمَا ائـتَـلَـفُو |
مقالات ذات صلة
مراجع
- موسوعة الاعلام - تصفح: نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- الوردة السادسة - تصفح: نسخة محفوظة 03 مارس 2014 على موقع واي باك مشين.