الرئيسيةعريقبحث

قرية الفاو


☰ جدول المحتويات


هذه المقالة عن قرية الفاو الأثرية بالمملكة العربية السعودية. لتصفح عناوين مشابهة، انظر الفاو (توضيح).

قرية الفاو الأثرية عاصمة مملكة كندة الأولى أحد الممالك السبئية القديمة، ومن أهم المواقع الأثرية في شبه الجزيرة العربية؛ لأنها عبارة عن تجسيد متكامل للمدن العربية قبل الإسلام،[1] وتقع في المملكة العربية السعودية، في الجنوب الغربي من العاصمة الرياض بمسافة 700 كم،[2][1] وتحديدا جنوب غرب مدينة السُلَيِّل بحوالي 100 كم، وجنوب مدينة وادي الدواسر بنفس المسافة تقريبا، وبالتحديد في المنطقة التي يتداخل ويتقاطع فيها وادي الدواسر مع جبال طويق عند فوهة مجرى قناة تسمى «الفاو» والتي استمدت القرية اسمها الحديث منها تعريفاً وتمييزا لها عن باقي القرى المجاورة لها، وتشرف قرية الفاو على الحافة الشمالية الغربية للربع الخالي في المملكة العربية السعودية وتبعد قرابة 300 كم شمال نجران،[1][3] تُعد من أكبر وأشهر المواقع الأثرية في السعودية،[4][3] كانت تعرف في العصور الغابرة باسم "ذات كهل" نسبة للتمثال السبئي الشهير كهل، اتخذها ملوك كندة السبئية عاصمة لملكهم منذ القرن الرابع قبل الميلاد وحتى القرن الرابع للميلاد قبل أن يغادروها ويتخذوا من نجد مركزا لحكمهم.[1]

قرية الفاو
Pergamon-Museum - Bronzekopf.jpg
رأس من البرونز يعود إلى سيده سبئيه من القرن الأول قبل الميلاد وجد في قرية الفاو

أسماء بديلة قرية الفاو الأثرية
معلومات عامة
نوع المبنى قرية تاريخية
الدولة  السعودية
تاريخ بدء البناء 506 م
World Heritage Logo.svg موقع اليونيسكو للتراث العالمي
المعايير (ii)،  و(iii)،  و(vi) 

قرية الفاو على خريطة السعودية
قرية الفاو

لم تكن الممالك التي كانت في جنوب الجزيرة العربية على وفاقٍ مع بعضها، بل كانت تقوم بينهم حروب بشكل دائم، فتعرضت مملكة كندة إلى غزو من دولة حمير، وبعد سقوط مملكتهم نزح الكنديون من منطقتهم متوجهين إلى شمال الجزيرة العربية وسكنوا في مناطق حفر الباطن، ودومة الجندل، والقصيم، وبعد انهيار مملكة كندة توسع نفوذ المناذرة والغساسنة نحو جنوب الجزيرة العربية، مما أغضب مملكة حميرّ فعملت على إعادة تأسيس مملكة كندة الثانية لمواجهة خطر نفوذ المناذرة والغساسنة الذين كانوا يخدمون مصالح دولتي الروم والفرس.

التاريخ

كتابة معينية احد النقوش السبئيه عُثر عليها في قرية الفاو تعود للقرن الأول قبل الميلاد

معرفة الباحثين ضئيلة عن قرية كاهل أو قرية الفاو وحسب التنقيبات الأثرية، فإن تاريخ القرية يعود إلى القرن الرابع ق.م [5] عرفت قرية الفاو باسم "قرية كاهل" وكاهل قحطن هو أكبر آلهة كندة ومذحج [6] أقدم النصوص اُكتشفت في مأرب في كتابة دونها ملك مملكة سبأ شاعر أوتر أواخر القرن الثاني ق.م أو بدايات الأول يشير فيها إلى معاركه لإخماد عدد من حركات التمرد شملت إحداها مكان أسماه "قرية ذات كاهل" وملكها "ربيعة آل ثور" [7] تشير نصوص المسند إلى كندة ومذحج بأعراب سبأ وغالبا ماكانت القبيلتان تذكران معاً [8] إذ أُكتشفت نصوص سبئية في معبد برأن بمأرب (معبد البراء أو محرم بلقيس كما يسميه اليمنيون اليوم) تشير إلى قبائل سبأ بعبارة "سبأ وأشعبهمو" وتعني سبأ وقبائلهم وتعقب بقبائل حاشد وبكيل وغيرهم وغيرها بينما كندة ومذحج لم يكونوا من ضمن هؤلاء "الأشعب" بل كانت عبارة "سبأ وأعربهمو" وتعني سبأ وأعرابهم تسبق القبيلتان دائما [9] والبداوة عند اليمنيين القدماء ليست بالمعنى المعروف للبدوي فالبدو السبئيين كانوا يعيشون في منازل ثابتة ولم يعيشوا في خيام أو يتنقلوا من منطقة لأخرى بحثاً عن الكلأ وفي الغالب التصقت بهم صفة البداوة بسبب مواقعهم الجافة والصحراوية، لا بسبب التنقل وتبني نمط الحياة المعروف عن البدو في مناطق أخرى من شبه الجزيرة العربية.[10]

أقام "آل ثور" مملكة مدينة في قرية الفاو وأسموها "قرية كاهل" (قريتم كهلن أو كهلم في نصوص المسند) تيمناَ بأكبر آلهتهم وكانوا جزءا من سياسة توسع سبئية لحماية القوافل الخارجة من اليمن نحو العراق وفارس[11] كانت محطة تجارية لإستراحة القوافل فإلى جانب الكتابات السبئية و"شبه السبئية" والمعينية وهي كتابات مرتبطة باليمن، فنقوش قرية الفاو تحوي خصائص لغوية مثيرة لاهتمام اللغويين والمهتمين بتاريخ اللغة العربية[12]

وكان أول اكتشاف واهتمام بآثار قرية الفاو في الأربعينات عندما أشار إليها بعض موظفي أرامكو في السعودية ومن ثم توالت عليها الزيارات وقام بزيارتها كل من جون فيلبي، وجاك ريكمانز، وكونزاك ريكمانز، وفيليب ليبنز، ومن ثم ألبرت جام موفداً من وكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف، حيث قام بدراسة مجموعة من الكتابات الأثرية المنتشرة على سفح جبل طويق المطل على قرية الفاو من ناحية الشرق، ثم بدأت أعمال التنقيب في موقع القرية منذ عام 1972م.[13][1]

العمارة والفنون

إناء زجاجي مجوف قديم يعود إلى القرن الأول قبل الميلاد وجد في قرية الفاو

تشرف قرية الفاو على الحافة الشمالية الغربية للربع الخالي فهي بذلك تقع على الطريق التجاري الذي يربط جنوب الجزيرة العربية وشمالها الشرقي حيث كانت تبدأ القوافل من مملكة سبأ ومعين وقتبان وحضرموت وحمير متجهة إلى نجران ومنها إلى قرية الفاو ومنها إلى الأفلاج فاليمامة ثم تتجه شرقا إلى الخليج وشمالاً إلى وادي الرافدين وبلاد الشام. تحدثنا قرية الفاو عن تلك الحضارة العريقة لمملكة كندة وامرئ القيس وكيف كانت بيوتهم وأسواقهم ومتاجرهم وملابسهم وأطعمتهم وآنيتهم ووسائل زينتهم ونظام أمنهم ودفاعهم عن حصونهم وأبراجهم وعن ثقافتهم وأنشطتهم الاقتصادية والاجتماعية التي تسجلها معابدهم القديمة، والتي تعود إلى ما قبل ميلاد المسيح عليه السلام بثلاثمئة عام أو يزيد.

كانت الفاو مدينة مزدهرة زمن الكنديين وقد أقاموا فيها القصور والأسواق والمعابد المبنية من الحجارة المنحوتة برقة وجمال فائق والتي لا تزال موجودة حتى الآن، ومن أبرز معالم المدينة ضريح الملك معاوية المبني على شكل هرم مدرج صغير، وأضرحة النبلاء وعلية القوم، والسوق التجاري والمعبد.[2][4]

مشروع تأهيل القرية

تعمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعودية على تسجيل قرية الفاو في قائمة التراث العالمي، وقد وقعت مذكرة تعاون عام 2013 مع جامعة الملك سعود لتوسعة الموقع بحيث تصل مساحته إلى نحو 16 كم مربع، والعمل على تطويره وتأهيله بالكامل ليصبح مزارًا تاريخيًا وأحد المعالم السياحية.[14][15][1]

معرض الصور

  • لوحة جدارية لمبنى
  • لوحة جدارية تظهر رجلاً محاطاً بفتاتين بعناقيد من عنب في قرية الفاو والرجل في الصورة يدعى "زكي" تعود للقرن الأول/الثاني للميلاد وليس من الواضح ماهو مركز "زكي" على وجه الدقة
  • كتابة "شبه سبئية" عُثر عليها في قرية الفاو
  • رسم بالألوان الأسود والأحمر والأصفر على جص أبيض

مصادر

  1. "قرية الفاو". scth.gov.sa. مؤرشف من الأصل في 6 أكتوبر 201906 أكتوبر 2019.
  2. "دارة الملك عبدالعزيز - قرية الفاو عاصمة الكنديين الجبسية على مدى سبعة قرون". www.darah.org.sa. مؤرشف من الأصل في 6 أكتوبر 201906 أكتوبر 2019.
  3. "قرية الفاو تتقاطع مع وادي الدواسر وجبال طويق في لمحة توثيقية لدارة الملك عبدالعزيز". صحيفة سبق الإلكترونية. مؤرشف من الأصل في 6 أكتوبر 201906 أكتوبر 2019.
  4. "قرية الفاو.. متحف لحضارة الممالك القديمة في الجزيرة العربية". الشرق الأوسط. مؤرشف من الأصل في 6 أكتوبر 201906 أكتوبر 2019.
  5. A. R. Al-Ansary, Qaryat Al-Fau: A Portrait Of Pre-Islamic Civilisation In Saudi Arabia, 1982, University of Riyadh (Saudi Arabia), p. 146.
  6. BM Report of Trustees 1981-84, pp.60-61, fig. 18
  7. Albert Jamme,Inscriptions from Mahram Bilqis p.137
  8. Albert Jamme. inscription from Mahram Bilqis p.164
  9. Albert Jamme,Inscriptions from Mahram Bilqis p.448
  10. المفصل ج 4 ص 278
  11. James Alan Montgomery.The Arabia and the Bible p.138
  12. J. Wansbrough (1969). Review of A. F. L. Beeston 'Written Arabic: an approach to the basic structures' Bulletin of the School of Oriental and African Studies, 32, pp 607
  13. "تقرير/ مشروع حضاري يطوّر "الفاو" لتُصبح مكانًا جاذبًا للسيّاح". مؤرشف من الأصل في 30 ديسمبر 2018.
  14. الدمام, شهد بالحداد- (2019-02-19). "«قرية الفاو» عاصمة مملكة كندة وملتقى للقوافل". alyaum. مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 201906 أكتوبر 2019.
  15. هي, مجلة (2018-11-26). "تعرفوا على قرية الفاو السعودية". مجلة هي. مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 201906 أكتوبر 2019.

موسوعات ذات صلة :