قوات الدعم السريع هي قوات شبه عسكرية مشكّلة ومكّونة من مليشيات الجنجويد التي كانت تقاتل نيابة عن الحكومة السودانية خلال الحرب في دارفور.[1][2] تتمّ إدارة قوات الدعم السريع من قِبل جهاز المخابرات والأمن الوطني وهذا الأخير يقبعُ تحت قيادة القوات المسلحة السودانية.[3] تأتمرُ قوات الدعم السريع بأمرِ محمد حمدان دقلو المعروف أيضًا باسمِ حميدتي الذي برزَ بعدَ سقوط نظام البشير وصارَ في وقتٍ لاحقٍ نائب رئيس المجلس العسكري الذي ينوي قيادة البلاد في الفترة الانتقاليّة.[4] خلال الاحتجاجات السودانية في عام 2019؛ وبعدَ الانقلاب العسكري الذي نفذه الجيش والذي مكّنه من الوصول للسلطة؛ صارَ لقوات الدعم السريع صلاحيات أكبر ولعبت الدور الأبرز فِي القمع العنيف للمتظاهرين المؤيدين للديمقراطية.[4] إلى جانب قوات الأمن الأخرى؛ نفذت قوات الدعم السريع مجزرة القيادة العامة في يونيو/حزيران 2019 والتي راحَ ضحيّتها أزيد من 100 شخص من المُعتصمين العُزّل في العاصِمة.[5][6][7]
| ||
---|---|---|
مشارك في الحرب في دارفور الحرب الأهلية اليمنية |
||
شِعار قوات الدعم السريع السودانية
| ||
سنوات النشاط | آب/أغسطس 2013 - حاليًا | |
قادة | محمد حمدان دقلو | |
منطقة العمليات |
السودان | |
جزء من | القوات المسلحة السودانية | |
نشأ كـ | ميليشيات الجنجويد |
التأسيس
تُعدّ قوات الدعم السريع هي نفسها ميليشيات الجنجويد التي استخدمتها وتستخدمها الحكومة السودانية في محاولاتها لمحاربة التمرد المناهض للحكومة خلال الحرب في دارفور. شُكّلت قوات الدعم السريع رسميًا في آب/أغسطس 2013 بعدما تمّت إعادة هيكلتها فأصبحت تحت قيادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني وذلك في أعقاب إعادة تنشيط ميليشيات الجنجويد من أجل محاربة الجماعات المتمردة في إقليم دارفور وجنوب كردفان وولاية النيل الأزرق في أعقاب الهجمات المشتركة من قبل متمردي الجبهة الثورية السودانية في شمال وجنوب كردفان في نيسان/أبريل 2013.[8]
المَهام
بالإضافة إلى دورها في دارفور؛ عادةً ما يتمّ نشرُ قوات الدعم السريع أيضاً للقيام بدوريات على الحدود مع ليبيا ولجمع اللاجئين الإريتريين والإثيوبيين وذلك في إطار تنفيذ بنود مبادرة مشتركة بين الدول الأوروبية والأفريقية بما في ذلك السودان لوقف تدفق المهاجرين إلى أوروبا.[9]
التدخلات العسكريّة
الحرب في دارفور
لدى قوات الدعم السريع «سجّل سيء للغاية» في مجال حقوق الإنسان وذلك بسببِ ما قامت بهِ خلال الحرب في دارفور من مهاجمةٍ للقرى وإحراقٍ للمنازل ونهبها فضلًا عن ضربِ القرويين واغتصابهم بمساعدة جوية وبرية من القوات المسلحة السودانية.[10] [11]
الحرب الأهلية اليمنية
شاركت قوات الدعم السريع في الحرب الأهلية اليمنية؛ حيثُ انخرطت عسكريًا – رفقة قوات الأمن السودانية الأخرى – في التدخل الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن وتعرّضت لانتقادات عدّة بسببِ هذه المُشاركة في ظلّ اتهام التحالف بقتلِ المدنيين وتدمير البنية التحتية بدعوى الحرب على جماعة الحوثي.[12][13][14][15]
مجزرة القيادة العامّة
قامت قوات الدعم السريع في الثالث من يونيو/حزيران 2019 بفض اعتصام القيادة العامّة بشكلٍ عنيف ما تسبّب في مقتل 100 محتج سلمي على الأقل ومئات الجرحى كما قامت بعضُ عناصر الدعم باغتصابِ النساء والرجال على حدٍ سواء فضلًا عن نهب منازل المدنيين في العاصِمة وفي مدن أخرى في نفسِ يوم المجزرة.[5][6][7] بعدَ أحداث المجزرة بيومٍ واحد؛ انتشرت تقارير إخباريّة تُفيد بأن قوات الدعم السريع قد ربطت بعض جثث قتلى المتظاهرين بأحجار إسمنتيّة ثقيلة ثمّ رموا تلك الجثث في قاعِ النهر حتى لا تطفوا فوق السطح ويتمّ اكتشافها.[16][17][18][5] في السياق ذاته؛ ذكرت اللجنة المركزية للأطباء أن أكثر من 100 شخص قد قتلوا خلال أحداث فض الاعتصام.[19] وفي ردود الفعل حول ما حصل؛ علّقت قوى الحرية والتغيير مفاوضاتها معَ المجلس العسكري إلى حين تقديم كل المشاركين في الجريمة إلى العدالة فيمَا دعا كومي نايدو رئيس منظمة العفو الدولية إلى الانسحاب الفوري لجميع أفراد قوات الدعم السريع داعيًا إلى إنفاذ القانون في أي مكان في السودان وخاصّة في الخرطوم.[19]
بالإضافة إلى عمليات القتل والاغتصاب والنهب في الخرطوم؛ اتُهمت قوات الدعم السريع بارتكابِ انتهاكات جسيمة أخرى خِلال احتجاجات عام 2019[20][1] بمَا في ذلك استهداف الاعتصامات السلمية ومحاولة فضها بأيّ طريقةٍ كانت،[21] والهجمات على المُستشفيات،[21] كمَا أفادت اللجنة المركزية للأطباء السودانيين أن قوات الدعم السريع (الجنجويد سابقًا) قد قتلوا بالرصاص تسعة أشخاص في سوق قرية دليج في وسط دارفور في 10 يونيو/حزيران من نفسِ العام؛[22][23] فيما فسّر المدنيون المذبحة كردِ فعلٍ على العصيان المدني الذي دخلَ فيهِ الشعب السوداني للضعط أكثر على المجلس العسكري من أجلِ تسليم السلطة للمدنيين.[23]
المراجع
- Emad Hassan, Militiamen in Sudan raped men and women, says eyewitness, دويتشه فيله (September 6, 2019). نسخة محفوظة 10 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
- Jason Burke & Zeinab Mohammed Salih, Millions join general strike in Sudan aimed at dislodging army, The Guardian (June 9, 2019). نسخة محفوظة 14 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
- "RSF to Uproot Rebels". Sudan Vision Daily, 19 May 2014. نسخة محفوظة 4 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- "Who are Sudan's RSF and their commander Hemeti?". قناة الجزيرة الإنجليزية. 6 June 2019. Archived from the original on 6 June 2019. Retrieved 6 June 2019. نسخة محفوظة 14 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
- "Sudan crisis: Death toll from crackdown rises to 60, opposition says". BBC News. 5 June 2019. مؤرشف من الأصل في 14 يونيو 201905 يونيو 2019.
- Lynch, Justin (5 June 2019). "Remember The Darfur Genocide? With Saudi Help, One of the Killer Commanders There Is Taking Over Sudan". ذا ديلي بيست. Archived from the original on 8 June 2019. Retrieved 8 June 2019. نسخة محفوظة 12 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
- Albaih, Khalid (7 June 2019). "No, it's not over for the Sudanese revolution". قناة الجزيرة الإنجليزية. Archived from the original on 7 June 2019. Retrieved 7 June 2019. نسخة محفوظة 14 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
- "Sudan’s RSF pledges to liberate rebel stronghold in South Kordofan". Sudan Tribune, 11 June 2014. نسخة محفوظة 17 فبراير 2019 على موقع واي باك مشين.
- "British domestic politics clash with human rights in the Horn of Africa". ذي إيكونوميست. 1 October 2016. مؤرشف من الأصل في 10 فبراير 201701 أكتوبر 2016.
- "Men With No Mercy": Rapid Support Forces Attacks against Civilians in Darfur, Sudan, Human Rights Watch (September 9, 2015). نسخة محفوظة 9 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
- Rapid Support Forces Attacks against Civilians in Darfur, Sudan | HRW - تصفح: نسخة محفوظة 9 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
- World Report 2019: Yemen | Human Rights Watch - تصفح: نسخة محفوظة 28 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
- "Opinion / The Princes Who Want to Destroy Any Hope for Arab Democracy" en-US (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 28 أغسطس 201917 ديسمبر 2019.
- Refworld | Sudan's Controversial Rapid Support Forces Bolster Saudi Efforts in Yemen - تصفح: نسخة محفوظة 31 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
- Met police look at allegations of Saudi war crimes in Yemen | World news | The Guardian - تصفح: نسخة محفوظة 19 مايو 2019 على موقع واي باك مشين.
- Thomas van Linge sur Twitter : "#Sudan 🇸🇩: the footage shows how bricks of cement were tied to the bodies in order to make them sink to the bodum of the #Nile so they could ne... - تصفح: نسخة محفوظة 15 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- Yousra Elbagir sur Twitter : "He says, "some people were beaten to death and thrown in the Nile, some shot multiple times and thrown in the Nile and others were hacked with ma... - تصفح: نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- Obai sur Twitter : "… " - تصفح: نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- "Sudan: Remove Rapid Support Forces from Khartoum streets immediately". منظمة العفو الدولية. 6 June 2019. Archived from the original on 6 June 2019. Retrieved 7 June 2019. نسخة محفوظة 7 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
- Salih in Khartoum, Zeinab Mohammed; Burke, Jason (11 June 2019). "Sudanese doctors say dozens of people raped during sit-in attack". الغارديان. Archived from the original on 11 June 2019. Retrieved 12 June 2019. نسخة محفوظة 15 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
- Sudanese Rapid Support Forces Are Targeting Hospitals, Peaceful Sit-In; Dozens of Civilians Reported Killed, Physicians for Human Rights (June 3, 2019). نسخة محفوظة 5 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
- "Sudan army, protesters to resume talks on transitional council". قناة الجزيرة الإنجليزية. 12 June 2019. Archived from the original on 12 June 2019. Retrieved 12 June 2019. نسخة محفوظة 14 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.
- "مليشيا الدعم السريع تركب مجزرة في "دليج" وتحرق السوق وتنهب ممتلكات المواطنين". al-Hamish Voice. 10 June 2019. Retrieved 12 June 2019. نسخة محفوظة 12 يونيو 2019 على موقع واي باك مشين.