الرئيسيةعريقبحث

كوارك

جسيم أولي

☰ جدول المحتويات


الكوارك أو الرِكِّين هو جسيم أولي وأحد المكونين الأساسيين للمادة في نظرية النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات (المكون الآخر حسب هذه النظرية هو الليبتونات) له كتلة ولكن أبعادها لا متناهية الصغر صفرية، تُرصَد عند حدوث تصادم شديد بين البروتون والإلكترون. أطلق موري جيلمان عليها الاسم كوارك ومنها ستة أنواع.

كوارك
Three colored balls (symbolizing quarks) connected pairwise by springs (symbolizing gluons), all inside a gray circle (symbolizing a proton). The color of the balls are red, green and blue, to parallel each quark's color charge. The red and blue balls are labeled "u" (for "up" quark) and the blue one is labeled "d" (for "down" quark). The color assignment of individual quarks is not important, only that all three colors are present.
بروتون يتكون من كواركين علويين وكوارك سفلي.

التكوين جسيم أولي
العائلة فرميون
الجيل أول، ثاني، ثالث
التفاعل كهرومغناطيسية، جاذبية، قوي، ضعيف
جسيم مضاد مضاد الكوارك (
q
)
واضع النظرية موري جيلمان (1964)
جورج زفايج (1964)
المكتشف المختبر المسرّع الوطني (~1968)
الرمز
q
عدد الأنواع 6 (علوي، سفلي، ساحر، غريب، قمي، وقعري)
الشحنة الكهربائية +23 e, −13 e
شحنة لونية متواجدة
الدوران 12
رقم باريون 13

للكواركات جسيمات مضادة مثل بقية الجسيمات الأولية تدعى "كواركات مضادة"، حيث تتميز الكواركات والكواركات المضادة بأنها الجسيمات الوحيدة التي تتآثر مع بعضها باستخدام القوى الأربع الرئيسة الموجودة في الطبيعة. تشكل الكواركات معظم الجزء الداخلي للمادة، وهي مترابطة مع بعضها بقوى شديدة. هذه القوى التي تربط الكوارك مع بعضها البعض تدرس في فرع من الفيزياء يدعى الكروموديناميكا الكمية (Quantum-chromodynamic QCD)‏.

تجتمع الكواركات معا لتشكل جسيمات مركبة تسمى هادرونات، الأكثر استقرارا التي هي البروتونات والنيوترونات، وهي مكونات نواة الذرة.[1] لا يمكن أن تظهر الكواركات بشكل مفرد حر فهي دائمًا محتجزة ضمن هادرونات ثنائية (ميزونات) أو ثلاثية (باريونات) مثل البروتونات والنيوترونات،[2][3] وتسمى هذه الظاهرة بالحبس اللوني (Color confinement)‏، لهذا السبب فمعظم المعلومات عن الكواركات تم استخلاصها من ملاحظات الهادرونات نفسها.

للكوارك ست أنواع وتسمى بالنكهات وهي: العلوي، السفلي، الساحر، الغريب، القمي، والقعري.[4] كل من الكوارك العلوي والسفلي له كتلة أقل من باقي الكواركات الأخرى. فالكواركات الأثقل تتحول إلى علوية وسفلية بسرعة خلال عملية تسمى اضمحلال الجسيم: حيث تتحول حالة الكتلة الأثقل إلى حالة كتلة أخف. لهذا فالكوارك العلوي والسفلي هما الأكثر استقرارا ووجودا في الكون، في حين أن الكواركات المسماة بالساحر والغريب والقمي والقعري يتم إنتاجها فقط من خلال اصطدامات عالية الطاقة (مثل المستخدمة في الأشعة الكونية ومعجلات الجسيمات).

لدى الكوارك خصائص أساسية مثل الشحنة الكهربائية والشحنة اللونية والدوران المغزلي والكتلة. فالكواركات هي الجسيمات الأولية الوحيدة في النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات التي تُظهِر جميع القوى الأساسية الأربع المسماة بالتفاعلات الأساسية وهي الكهرومغناطيسية والجاذبية والقوة النووية القوية والضعيفة، بالإضافة إلى أنها الجسيمات الوحيدة التي لا تعد شحنتها الكهربائية مضاعفات صحيحة للشحنة الأولية. ولكل كوارك جسيم مضاد، وهو نظير مطابق له، لديه نفس قدر شحنة الكوارك ولكن بشحنة معاكسة.

كان ظهور نموذج الكوارك سنة 1964 بواسطة فرضية موري جيلمان وجورج سويج لشرح نماذج الهادرونات،[5] وقد كان هناك دليل ضعيف على وجودها المادي حتى سنة 1968.[6][7] تمت ملاحظة جميع نكهات الكوارك الست في تجارب المعجلات؛ وقد كان الكوارك القمي هو آخر ما تم اكتشافه من الكواركات وذلك سنة 1995 عندما تمت ملاحظته لأول مرة في معهد فيرميلاب.[5]

البداية

صورة نصفية لرجل بالسبعينات من عمره أشيب الرأس يتحدث. وصورة بيتهوفن بالخلفية.
موري جيلمان في إحدى المؤتمرات سنة 2007. وهو الذي اقترح نموذج الكوارك مع جورج سويج سنة 1964.

قدم العالم الفيزيائي موري جيلمان مقترح نموذج الكوارك بشكل منفصل[8] إلى جانب جورج سويج[9][10] سنة 1964.[5] جاء المقترح بعد ظهور صيغة جيلمان الرياضية عن نظام تصنيف الجسيمات المسمى طريق الثمان لفات أو بمصطلح علمي أكثر، تناظر النكهة أس يو 3.[11] وقد قدم ايفال نعمان مشروع مشابه أكثر تطورا بقليل في نفس السنة.[12][13]

عندما اكتشفت الهادرونات، كان ينظر إليها على أنها مثل البروتونات ونيوترونات البيون، أي جسيمات أولية، لكن تم اكتشاف هادرونات جديدة فأصبحت من الكثرة أشبه بحديقة حيوان الجسيمات، فبعدما كانت عدة هدرونات خلال عقديّ الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين، صارت عدة عشرات في الخمسينات من ذات القرن، وكانت الروابط فيما بينها غير واضحة حتى سنة 1961 عندما افترض كلا من موري جيلمان وجورج سويج بأنهما ليست جسيمات أولية، ولكن بدلا من ذلك كانت تتألف من مزيج من الكواركات وضديدها. يشترك في نموذجهما ثلاث أنواع من الكواركات -كوارك علوي وسفلي وغريب- والتي نسباها إلى خصائص مثل اللف والشحنة الكهربائية.[8][9][10] وقد تباينت ردود الفعل للمقترح عند المجتمع الفيزيائي. كان هناك نوع من الخلاف حول ما إذا كان كوارك كيان مادي أو مجرد فكرة تستخدم لشرح مفاهيم لم تفهم بشكل جيد في ذاك الوقت.[14]

وفي أقل من سنة، ظهرت اقتراحات جديدة أضيفت لنموذج جيلمان-سويج. فافترض كل من جيمس بيوركن وشيلدون جلاشو بوجود نكهة لكوارك رابع، وسمي بالساحر. أضيف الاقتراح لأنه يسمح بالحصول على وصف أفضل للتفاعل الضعيف (وهي الآلية التي تسمح بالكواركات بالإضمحلال)، فتساوي عدد كواركات مع عدد من اليبتونات، وهي تحتوي على صيغة الكتلة فتنتج وبشكل صحيح كتل للميزونات.[15]

لم يظهر دليل مباشر على وجود الكواركات حتى تم اكتشافها سنة 1968 في المختبر المسرّع الوطني (SLAC National Accelerator Laboratory)‏. فتجربة النثر غير المرن العميق ( Deep inelastic scattering)‏ أشارت إلى أن بالبروتون بنية داخلية فرعية، وهذا البروتون مكون من نقاط صغيرة شبيهة بالأجسام، مما يعني بأنه ليس جسيم أولي (وهذا يشرح نموذج الكوارك).[6][7][16] وأحجم الناس عن التعرف على تلك الأجسام ككواركات، مفضلين تسمية ريتشارد فاينمان لها بالبارتون وكان ذلك في بداية الأمر.[17][18][19] أمكن لاحقا تعريف تلك الجسيمات التي لوحظت في المختبر بأنها كواركات علوية وسفلية عندما تم اكتشاف نكهات أخرى معها.[20] ومع هذا فإن البارتون ظل مستخدما كمصطلح جماعي للجسيمات الأساسية للهادرون (الكواركات وضدائدها والغلوونات).

امكن تثبيت ظهور الكواركات الغريبة بطريقة غير مباشرة في المختبر المسرّع الوطني في تجربة النثر غير المرن العميق: فهي لم تكن فقط العنصر الأساسي لنموذج الكواركات الثلاث لجيلمان وسويج، ولكنها أعطت تفسيرا للهادرونات المكتشفة في الأشعة الكونية سنة 1947 وهي كاون (
K
) والبيون (
π
).‏[21]

في سنة 1970 قدم كلا من جون ايليوبولوس وشيلدون جلاشو وماياني ورقة عرضت الكثير من الاستنتاجات في وجود كوارك لم يكتشف بعد ويسمى بالكوارك الساحر.[22][23] ثم ارتفع عدد الكواركات الافتراضية إلى ستة في سنة 1973، عندما لاحظ كلا من ماكوتو كوباياشي وتوشيهيده ماساكاوا في رصد لتجربة خرق تناظرالشحنة السوية[nb 1][24] بأنه يمكن تفسيرها إذا كان هناك زوجا إضافيا من الكواركات. وقد سمي هذا الزوج بكوارك قمي وقعري

تم إنتاج الكواركات الساحرة في نفس الوقت بشهر نوفمبر سنة 1974 — إحداهما عن طريق المختبر سالف الذكر على يد بورتون ريختر، والآخر في مختبر "BNL" على يد صموئيل تينج. للكواركات الساحرة المكتشفة حدود مع ضديد الكواركات الساحرة في داخل الميزون. فكلا الطرفين كان له ميزونات محددة برموز مختلفة، J وψ; وبذا فالميزون المشكل أصبحت تسميته بميزون
J/ψ
. وعندها فقط أقتنع مجتمع الفيزيائيين بصحة نظرية نموذج الكوارك.[19]

تمت ملاحظة الكوارك القعري في سنة 1977 بمختبر فيرميلاب عن طريق فريق بقيادة ليون ليدرمان.[25] وكانت تلك علامة قوية على وجود كوارك القمة: فعدم وجود كوارك القمة يعني بأن الكوارك القعري لن يكون له شريك. لكن لم يتم اكتشاف الكوارك القمي إلا سنة 1995 بواسطة فريق من مختبر فيرميلاب أيضا[5] حيث تبين أن له كتلة كبيرة جدا لم تكن متوقعة من قبل[26]— وهو تقريبا بحجم ذرة الذهب.[27]

التسمية

سمّى جيل مان الكوارك بهذا الاسم بعيد سماعه لصوت البط.[28] وقد استغرق بعض الوقت لصياغة التهجئة الصحيحة للمصطلح الجديد، حتى وجد كلمة كوارك "Quark" في كتاب جيمز جويس المسمى "استيقاظ فينغانز" (1939):

«Three quarks for Muster Mark

Sure he has not got much of a bark
And sure any he has it's all beside the mark.

»، جيمز جويس، استيقاظ فينغانز[29]

وقد أسهب جيلمان بتفاصيل أكثر عن مصطلح الكوارك في كتابه، "الكوارك واليغور" (The Quark and the Jaguar)‏.[30] أما سويج فقد فضل كلمة "ace-الآس" كمصطلح للجسيم الذي افترضه، لكن مصطلح جيلمان أخذ حظه من الشهرة بمجرد ماتم القبول بنموذج الكوارك.[31]

أما في اللغة العربية, فيُدعى الكوارك الرِّكِّين وهي من كلمة رُكن كناية عن كونه أحد الجسيمات البانية الذي يرتكن إليها بناء الجسيمات الأكبر منه كالأُويّل, وتجمع على رِكِّينات.

للرِّكينات ست نكهات. تتعدد أسباب تسمية نكهاتها بمسمياتها الحالية، فمصطلح ركّين علوي وسفلي كان بسبب عناصر حمل اللف النظائري العلوية والسفلية،[32] والركّين الغريب فقد أعطي اسمه بسبب أنه قد تم اكتشافه ليكون من عناصر الجسيمات الغريبة المكتشفة في الأشعة الكونية قبل ظهور نموذج الرِّكينات بسنوات؛ فقد اعتبرت تلك الجسيمات «غريبة» لأن عمرها غير عادي وطويل جدا.[33] أما الركّين الفاتن فقد جائت تسميته بعدما اقتبس العالم جلاشو -وهو الذي افترض وجود هذا الركّين بالتعاون مع بيوركن- قائلا: "سوف نعطي منظومتنا لقب 'ركّين فاتن' لأننا مفتونون ومعجبون من التناظر الذي جيئ به من عالم دون الذرة".[34]." أما القمي والقعري فقد تم اختيار أسمائهم لأنهم "منطقيا شركاء للكواركات العلوية والسفلية"[33] وقد كانت مسمياتهم بالسابق هي "الحقيقة" (Truth)‏ و"الجمال"' (Beauty)‏ على التوالي، ولكن تم إلغائها من معجم المصطلحات الفيزيائية المستخدمة عند اختيار المسميات الجديدة.[35]

التصنيف

A يظهر في جدول الجسيمات ثلاث أعمدة لأجيال المادة (الفرميونات) والرابع هو قوى البوزونات (باللون الأحمر)، أما المربعات الخضراء فهي اللبتونات. في الأعمدة الثلاث الأول فإن السطرين العلويين هما الكواركات والسفليين هما اللبتونات. يتكون السطرين العلويين للأعمدة من علوي (u) وسفلي (d)، ساحر (c) وغريب (s)، قمي (t) وقعري (b)، ثم الفوتون(γ) والغلوون(g) بالترتيب. أما السطريين السفليين للأعمدة فيتكونان من إلكترون نيوترينو (ν sub e) وألكترون (e)، ميون نيوترينو (ν sub μ) وميون (μ)، وتاو نيوترينو (ν sub τ) وتاو (τ)، ثم بوزونات القوى الضعيفة ز (Z sup 0) وواو (W sup ±). هناك قائمة بالكتلة والشحنة واللف خاصة بكل جسيم.
ست من الجسيمات في النموذج القياسي هي كواركات (تظهر باللون البنفسجي) وكل عمود من الأعمدة الثلاثة المرقمة (I و II و III) يمثل جيل للمادة.

يعتبر النموذج القياسي الإطار النظري الذي يعطي وصفا لجميع الجسيمات الأولية المعروفة حاليا، فضلا عن بوزونات هيغز.[nb 2] المخفية[36] فهذا النموذج يحتوي على ست نكهات من الكواركات ورمزها: (
q
)، وهي الكوارك العلوي (
u
والسفلي (
d
والفاتن (
c
والغريب (
s
والقمي (
t
)، وأخيرا القعري[4] (
b
). تسمى الأجسام المضادة للكواركات بضديد الكوارك ويرمز لها بخط فوق رمز الكوارك المطابق، مثل
u
لضديد الكوارك العلوي. وكما هو حال المادة المضادة بشكلها العام، فإن ضديد الكوارك له نفس الكتلة، ومتوسط العمر واللف الذي يوجد بالكوارك، ولكنه معاكس بالشحنة الكهربائية والشحنات الأخرى.[37]

الكوارك هو جسيم ذو دوران مغزلي -12، مما يعني ضمنا أنه فرميون حسب مبرهنة إحصاء اللف. وتلك تكون خاضعة لمبدأ استبعاد باولي، والتي تقول بأنه لايمكن لأكثر من فرميون أن يحتل حيزا في نفس الحالة الكمومية. وهو على النقيض من بوزونات (وهي جسيمات لها عدد صحيح باللف)، التي يمكن أن يكون أي كمية منها في نفس الحالة.[38] وخلافا للبتونات، فالكواركات تستحوذ على الشحنة اللونية، التي تجعلها تنخرط في التفاعل القوي. فبسبب التجاذب بين الكواركات المختلفة، تتشكل جسيمات مركبة تسمى بالهادرونات.

يحدد الكوارك الأرقام الكمية للهادرونات وتسمى بتلك الحالة كوارك مكافئ؛ وبصرف النظر عن هذا، فإن الهادرون قد يحتوي على عدد غير محدد من الكواركات الافتراضية (أو بحر) وضديدها الغلوونات التي لاتؤثر على أرقامها الكمية.[39] وهناك عائلتين من الهادرونات؛ الباريونات وبها ثلاث كواركات مكافئة، والميزونات وبها كوارك مكافئ مع ضديد الكوارك.[40] وأشهر الباريونات قاطبة البروتون والنيوترون، وهما أعمدة الأساس لنواة الذرة.[41] معظم الهادرونات معروفة، وأغلبها متباينة بما تحتوي من الكوارك والخصائص التي تضفيها كواركاتها الأساسية. أما وجود هادرونات شاذة مع مزيد من كواركات مكافئة، مثل التترا كواركات (
q

q

q

q
) والبنتا كواركات (
q

q

q

q

q
) فقد تم تخمينه،[42] ولم يتم اثبات وجوده حتى اليوم.[nb 3][42][43]

تنقسم الفرميونات الأولية إلى ثلاث أجيال فيزيائية، يحتوي كل جيل منها على اثنين من اللبتونات واثنين من الكواركات. والجيل الأول يحتوي على كواركات علوية وسفلية، والثاني يضم الكوارك الساحر والغريب، أما الجيل الثالث فيحتوي على الكوارك القمي والقعري. وقد فشلت جميع المحاولات والأبحاث لإيجاد جيل رابع من الكواركات أو فرميونات أولية،[44] وقد كانت هناك علامات غير مباشرة ولكن قوية للإيحاء بعدم وجود أكثر من ثلاث أجيال.[nb 4][45] تكون الأجيال الأعلى من الكواركات أكير كتلة وأقل ثباتا، مسببة بتحلل الكوارك إلى جسيمات الجيل الأدنى عن طريق تفاعلات ضعيفة. أما الذي يحدث بشكل عام في الطبيعة هو الجيل الأول (العلوي والسفلي). فالكواركات الثقيلة لا تنشأ إلا في تصادمات عالية الطاقة (مثل تلك المرتبطة بالأشعة الكونية)، ثم تضمحل بسرعة؛ مع ذلك فهناك اعتقاد سائد بأنها كانت موجودة بالجزء الأول من الثانية الأولى بعد حدوث الانفجار العظيم، عندما كان الكون في حالة حرارة وكثافة قصوى (ويسمى بعصر الكوارك). لذا فدراسة الكواركات الثقيلة تجري دائمًا في ظروف صناعية، مثل معجلات الجسيمات[46]

بما أن للكواركات شحنة كهربائية وشحنة لونية وكتلة ونكهة، لذا فهي الجسيمات الأولية الوحيدة المعروفة التي تتشارك في القوى الأساسية الأربع في الفيزياء المعاصرة: الكهرومغناطيسية، الثقالة أو الجاذبية، القوة النووية القوية، ثم القوة النووية الضعيفة.[41] وعلى الرغم من ذلك، فالجاذبية عادة لا علاقة لها مع المستويات دون الذرية، وليس لها وصف بالنموذج القياسي.

الخصائص

الشحنة الكهربائية

قيم الشحنة الكهربائية الكسرية للكوارك تكون إما −13 أو +23 من قيمة الشحنة الأولية حسب النكهة. فالكواركات العلوية والساحرة وكواركات القمة (تعتبر كمجموعة كواركات العلوية) لها شحنة +23، بينما الكواركات السفلية والغريبة والقعريّة (كواركات المجموعة السفلية) لها −13. ضديد الكوارك لها الشحنة المعاكسة للكوارك المطابق لها؛ بمعنى شحنة ضديد كواركات المجموعة العلوية هي −23، وشحنة ضديد كواركات المجموعة السفلية تكون +13. بما أن الشحنة الكهربائية للهادرون هي مجموع شحنات الكواركات الأساسية، فعليه تكون شحنة الهادرونات عددا صحيحا: فشحنة تمازج ثلاث كواركات (باريون)، وثلاث ضديد كواركات (ضديد باريون)، أو كوارك وضديد كوارك (ميزون) تكون نتيجتها دائمًا عدد صحيح.[47] فعلى سبيل المثال، الهادرون عنصر أساسي في نواة الذرة، شحنة النيوترونات والبروتونات تكون 0 و+1 بالترتيب؛ يتكون النيوترون من كواركين سفليين وكوارك علوي واحد، والبروتون يحتوي كواركين علويين وكوارك سفلي واحد.[41]

لف مغزلي

اللف المغزلي هي خاصية جوهرية للجسيمات الأولية، واتجاهها هو درجة الحرية المهمة. وتُصور أحيانا كدوران الجسم حول محوره، وهذا المفهوم مضلل نوعا ما في جداول تحت الذرية لأنه يعتقد بأن الجسيم الأولي هو جسيم نقطي نوعا ما.[48]

يمثل اللف المغزلي بواسطة متجه ويقاس طوله بوحدة خفض ثابت بلانك ħ (تنطق خط هاء "h bar"). في الكوراكات قياس متجه عنصر اللف المغزلي حول أي محور لا يسفر إلا على القيم التالية +ħ/2 or −ħ/2; لهذا السبب فالكواركات تصنف كجسيمات لف مغزلي-12‏.[49] يرمز لعنصر اللف المغزلي حول محور معين -ويعرف بالمحور السيني- برمز سهم علوي ↑ للقيمة +12 وسهم سفلي ↓ للقيمة −12، ويوضع بعد شارة النكهة. فعلى سبيل المثال، يرمز لكوارك علوي بلف +12 حول المحور السيني بالرمز u↑‏.[50]

قوة نووية ضعيفة

A يحتوي المخطط التصويري على أسهم مستقيمة. يتفرع الكوارك السفلي إلى كوارك علوي وسهم متموج لبوزون و-، التفريع التالي يكون إلى إلكترون وسهم عكسي لإلكترون ضديد نيوترينو.
مخطط فاينمان لتحلل بيتا مع اتجاه الزمن للأعلى. ترمز مصفوفة CKM إلى الاحتمالية لذلك وأيضا تحلل الكواركات الأخرى.

لا تتحول نكهة كوارك إلى نكهة آخرى إلا عن طريق القوة النووية الضعيفة، أحد القوى الأساسية في فيزياء الجسيمات، وذلك بواسطة امتصاص أو انبعاث بوزون و، حيث يصبح بالإمكان لكوارك من المجموعة العلوية (علوي، ساحر، قمي) الانتقال إلى كوارك المجموعة السفلية (سفلي، غريب، قعري) والعكس صحيح. فميكانيكية تحويل تلك النكهة تسبب عملية نشاط إشعاعي لتحلل البيتا، حيث ينشطر النيوترون (
n
) إلى بروتون (
p
) وإلكترون (
e
) وإلكترون ضديد نيوترينو (
ν
e
). وتحدث تلك عندما يتحلل أحد الكواركات السفلية في النيوترون (
u

d

d
) إلى كوارك علوي بواسطة بعث بوزون
W
الافتراضي ومحولا النيوترون إلى بروتون (
u

u

d
). فيتحلل بعدها بوزون
W
إلى إلكترون وإلكترون ضديد نيوترينو.[51]


n

p
+
e
+
ν
e
(تحلل البيتا، رموز مجموعة الهادرون)

u

d

d

u

u

d
+
e
+
ν
e
(تحلل البيتا، رموز مجموعة الكوارك)

تستخدم كلا من عملية تحلل البيتا وعكسهاــ وهي عملية انعكاس تحلل بيتا ــ في المجالات الطبية مثل التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) والتجارب عالية الطاقة مثل كشف النيوترينو.

الكرات الثلاث العلوية "u" ،"c"، و"t" ترمز إلى "مجموعة الكواركات العلوية" بينما توجد ثلاث كرات بالأسفل "d" ،"s" ،"b" وترمز إلى "مجموعة الكواركات السفلية". ويلاحظ أن الكرات "u" ،"c"، و"t" تحاذي عموديا مع الكرات"d" "s"، و"b" بالتسلسل. الخطوط الملونة تربط الكواركات العلوية بالسفلية، وتشير عتامة اللون إلى قوة القوة النووية الضعيفة مابين الإثنين؛ الخطوط مابين "d" إلى "u" ،"c" إلى "s"، و"t" إلى "b" هي معتمة؛ الخطوط مابين "c" إلى "d" و"s" إلى "u" هي رمادية؛ والخطوط مابين "b" إلى "u" ،"b" إلى "c" ،"t" إلى "d"، و"t" إلى "s" هي بالأغلب بيضاء.
قوة القوة النووية الضعيفة مابين الكواركات الست. تتحدد كثافة الخطوط بواسطة عناصر "مصفوفة CKM".‏

بما أن عملية انتقال النكهة هي نفسها لكل الكواركات، فكل كوارك له الأفضلية بالانتقال إلى كوارك آخر من نفس جيله. فالميول النسبية لجميع تحويلات النكهات مذكورة في جدول رياضي، يسمى مصفوفة كابيبو-كوباياشي-ماسكاوا (Cabibbo–Kobayashi–Maskawa matrix)‏ ‏(CKM matrix). فالمقادير التقريبية لإدخالات "مصفوفة سي كي ام" هي كالتالي:[52]

حيث V'ij تظهر ميل كوارك النكهة i للتحول إلى كوارك النكهة j (والعكس صحيح).[nb 5]

يوجد مايعادل مصفوفة القوة النووية الضعيفة للبتونات (يمين بوزون و في الرسم البياني لتحلل البيتا)، وتسمى مصفوفة PMNS (PMNS matrix ,Pontecorvo–Maki–Nakagawa–Sakata matrix)‏‏.[53] فكلا المصفوفتين (سي كي أم) و(بي أم أن أس) تشرحان جميع تحولات النكهات، ولكن لم تتضح الوصلات فيما بينهما حتى الآن.[54]

التآثر القوي والشحنة اللونية

A يلغي كلا من السهم الأخضر والأرجواني (ضديد الأخضر) بعضهما البعض إلى اللون الأبيض ويمثلان الميزون؛ ويلغي كلا من الأسهم الأحمر والأخضر والأزرق بعضهم البعض إلى الأبيض، ويمثلون الباريون؛ وكذلك يلغي كلا من الأصفر (ضديد الأزرق)، والأرجواني والسماوي (ضديد الأحمر) بعضهم البعض إلى الأبيض، ويمثل ذلك ضديد الباريون.
إجمالي الشحنة اللونية لكل الهادرونات يساوي صفر.

يمتلك الكوارك خاصية تسمى الشحنة اللونية. وتتكون تلك الشحنة من ثلاث أنواع، سميت عشوائيا بالأزرق والأخضر والأحمر.[nb 6] لكل نوع من تلك الأنواع مكمل من ضديد اللون - ضديد الأزرق، ضديد الأخضر، وضديد الأحمر. فإذا كان الكوارك يحمل لونا ما، فإن ضديد الكوارك يحمل ضديد اللون.[55]

يعبأ نظام التجاذب والتنافر فيما بين الكواركات بتركيبات مختلفة من الألوان الثلاثة ويسمى التفاعل القوي، وهو يتوسط قوة تحمل الجسيمات وتسمى بالغلوونات. فالنظرية التي تشرح التفاعلات القوية هي ديناميكا لونية كمومية (QCD)‏ اختصارا. يشحن الكوارك بقيمة لونية واحدة يمكن أن تشكل نظام حاجز مع الكوارك المضاد له الحامل لضديد اللون المطابق؛ ثلاث من مضاد الكواركات كل منها له ضديد اللون، سيكون لها نظام حاجز مماثل. فعند جذب كواركين يكون الحاصل هو لون محايد: فمثلا كوارك له شحنة لون ξ مع ضديد كوارك له شحنة لون -ξ فالناتج هو شحنة لونية 0 (أو اللون الأبيض) فيتشكل الميزون بالتالي. فالمماثل لنموذج اللون الجمعي في علم البصريات، هو الجمع لكواركات ثلاث أو ضديد الكواركات كل منهم له شحنة لون مختلفة، ليكون الحاصل هو نفس شحنة اللون الأبيض مع تشكيل للباريون أو ضديد الباريون.[56]

في فيزياء الجسيمات الحديثة، فإن التناظر القياسي -هو أحد أنواع مجموعة التناظر- يصل ما بين تفاعلات الجسيمات. شحنة اللون (3)‏SU وهو تناظر قياسي يربط ما بين شحنة اللون في الكوارك والتناظر الظاهر في ديناميكا لونية كمومية.[57] كما أن قوانين الطبيعة تكون مستقلة عن الاتجاهات التي يتم تحديدها في فضاء س، ص، ع، ولا تتغير إذا استدارت محاور التنسيق إلى وجهة أخرى، ففيزياء ديناميكا لونية كمومية مستقلة عن اتجاه فضاء اللون ثلاثي الأبعاد والمعرف بالأحمر والأزرق والأخضر. يتطابق تحول اللون c‏(3)‏SU مع دوران في فضاء اللون (والتي تسمى رياضياتيا بالفضاء المركب (complex space)‏. لكل نكهة كوارك f مطابق فرعي لألوان الكوارك fB، fG، fR‏،[58] تشكيل ثلاثي: ثلاثة عناصر مجال كمي والتي تتحول تحت تمثيل c‏(3)‏SU الأساسي.[59] فالشرط ليكون c‏(3)‏SU موضعي— أي؛ أن تسمح تحولاتها بالتغير حسب المساحة والزمن— يحدد خصائص التفاعل القوي، لا سيما في وجود ألوان غلوون الثمانية بصفتها حوامل القوة.[57][60]

الكتلة

يستخدم مصطلحين للإشارة إلى كتلة الكوارك: كتلة كوارك جاري وتشير إلى كتلة الكوارك ذاته، وكتلة كوارك أساسي وتشير إلى كتلة الكوارك مع كتلة مجال جسيم الغلوون المحيط بالكوارك.[61] وعادة ما يكون الاختلاف في قيم تلك الكتل كبيرا. فمعظم كتل الهادرونات تأتي من الغلوونات التي تربط الكواركات الأساسية ببعضها البعض، بدلا من الكواركات نفسها. وبما أن الغلوونات بطبيعتها تكون عديمة الكتلة، إلا أنها تمتلك طاقة أكبر—بشكل أدق طاقة ربط ديناميكا لونية كمومية (QCBE)—وهذا الذي يساهم إلى حد كبير في الكتلة الكلية للهادرون. فعلى سبيل المثال، كتلة البروتون تساوي 938 MeV/c2، من كتلة المتبقية حيث تسهم الكواركات الثلاث المكافئة بحوالي 11 MeV/c2 فقط؛ ويمكن أن يعزى الكثير من الكمية المتبقية إلى طاقة ربط الغلوونات QCBE‏.[62][63]

يفيد النموذج القياسي بأن كتلة الجسيمات الأولية تستمد من آلية هيغز، ذات الصلة ببوزون هيغز الافتراضي. ويأمل الفيزيائيون بأن مزيدا من الأبحاث عن أسباب ضخامة كتلة كوارك القمة، والتي وجد أنها تعادل نواة الذهب (~171 GeV/c2)‏،[62][64] قد تكشف عن مزيد من المعلومات عن نشأة كتل الكواركات وغيرها من الجسيمات الأولية.[65]

جدول الخصائص

يلخص الجدول التالي خصائص للكواركات الست. نكهات أعداد الكم وهي: (اللف النظائري (I3السحر (Cالغرابة (Sالقمة (T)، وأخيرا القعر (B‏′)) قد اسندت إلى بعض نكهات الكوارك، وللدلالة على جودة النظم القائمة على الكوارك والهادرونات. فرقم باريون (B) هو +13 لجميع الكواركات، لأن الباريون مكون من 3 كواركات. أما بالنسبة لضديد الكوارك فإن الشحنة الكهربائية (Q) وجميع نكهات أعداد الكم ("B" ،"I3" ،"C" ،"S" ،"T"، و"B‘") لديها الإشارة المعاكسة. الكتلة والزخم الزاوي الكلي ("J"؛ تساوي لف الجسيمات النقطية) لذا فإن إشارتها لا تتغير عند ضديد الكوارك.

خصائص نكهة الكوارك[62]
الاسم الرمز كتلة (إلكترون فولت)* J B Q I3 C S T B′ جسيم مضاد رمز الجسيم المضاد
الجيل الأول
علوي
u
1.5 إلى 3.3 12 +13 +23 +12 0 0 0 0 ضديد علوي
u
سفلي
d
3.5 إلى 6.0 12 +13 13 12 0 0 0 0 ضديد سفلي
d
الجيل الثاني
ساحر
c
1270+70
−110
12 +13 +23 0 +1 0 0 0 ضديد ساحر
c
غريب
s
104+26
−34
12 +13 13 0 0 −1 0 0 ضديد غريب
s
الجيل الثالث
قمة
t
171200±2100 12 +13 +23 0 0 0 +1 0 ضديد القمة
t
قعر
b
4200+170
−70
12 +13 13 0 0 0 0 −1 ضديد القعر
b
J == زخم زاوي كلي، B = رقم باريون، Q = شحنة كهربائية، I3 = لف نظائري، C = السحر، S = الغرابة، T = القمة، B′ == القعر.
* الترميز مثل 4200+170
−70
تشير إلى قياسات غير متيقن بها.

كواركات متفاعلة

كما في وصف الديناميكا اللونية الكمومية، فإن التآثر القوي يتوسط الكواركات بواسطة الغلوونات، وبوزونات قياسية ناقلة عديمة الوزن. كل غلوون يحمل شحنة لونية واحدة وشحنة ضديد اللون. ففي إطار العمل المقياسي لتفاعلات الجسيمات (وهو جزء من صياغة عامة تعرف بنظرية الاضطراب) فإن الغلوونات تنتقل باستمرار ما بين الكواركات خلال عملية انبعاث وامتصاص افتراضية. فعندما يتحول الغلوون ما بين الكواركات، فإنه يحدث تغير باللون في كلا الطرفين، فعلى سبيل المثال: عندما يبعث الكوارك الأحمر غلوون أحمر-ضديد أخضر، فإنه سيصبح أخضر، وأيضا عندما يمتص الكوارك الأخضر غلوون أحمر-ضديد أخضر، فإنه سيصبح كوارك أحمر. لذا بما أن كل لون كوارك يتغير بسرعة فإن التآثر القوي في ما بينهم لا يتأثر.[66][67][68]

وحيث أن الغلوونات تحمل شحنة لونية، فإن لها القدرة على بعث أو امتصاص الغلوونات الأخرى. وتسبب تلك ما يسمى بالحرية المتقاربة (Asymptotic freedom)‏: وبما أن الكواركات تتقارب جدا من بعضها البعض فإن ذلك يضعف من قوة الربط للديناميكا اللونية بينها،[69] والعكس صحيح، فكلما تباعدت الكواركات عن بعضها فإن قوة الربط تزداد. فالمجال اللوني سيتعرض للإجهاد، اشبه بشريط مطاطي عند سحبه، فلتقوية هذا المجال ينشأ تلقائيا كمية غلوونات أكثر للألوان الملائمة. ويحدث إنتاج زوج كوارك وضديدها عند بداية حاجز الطاقة. فيتم فصل أزواج كواركات عن بعضها البعض متسببة بتشكيل هادرونات جديدة. وتعرف هذه الظاهرة باسم حجز اللون: فلا يمكن ظهور الكواركات بشكل منفرد.[70][71] تكون عملية تشكيل الهادرونات، التي تحدث قبل تشكيل الكواركات عند حالات الاصطدام عالية الطاقة، تكون قادرة على التفاعل بأي طريقة أخرى، ولكن يستثنى منها كوارك القمة، الذي يتحلل قبل أن يتهادرن.[72]

بحر الكواركات

تحتوي الهادرونات التي تساهم مع الكوارك المكافئ (
q
v
) في أعداد الكم على أزواج كوارك-ضديد كوارك افتراضية (
q

q
) معروفة باسم "بحر الكواركات" (
q
s
). ويتشكل بحر الكواركات من تصدع غلوونات مجال لون الهادرونات؛ ويمكن أن تتفاعل تلك العملية أيضا في الاتجاه المعاكس حيث أن إفناء اثنين من بحار الكواركات ينتج غلوون. فتكون النتيجة هي التدفق المستمر للغلوونات المجزأة المكونة لهذا "البحر".[73] يقل استقرار تلك البحار بكثير عن نظرائها المكافئة، وهي تفني بعضها البعض ضمن الأجزاء الداخلية للهادرون. لكن على الرغم من ذلك بإمكان بحر الكوارك أن تتهادرن إلى جزيئات باريونية أو ميزونية في ظروف معينة.[74]

مراحل أخرى لمسألة الكوارك

تظهر بلازما الكواركات-غلوون (Quark–gluon plasma) في ظروف الحرارة القصوى؛ المرحلة الهادرونية (hadronic phase) تظهر عند درجات الحرارة الأقل وبكثافة باريونية، أما بالحالة النووية (nuclear matter) ففي الحرارة المنخفضة نسبيا وكثافة متوسطة؛ ويظهر التوصيل الفائق للون (color superconductivity) عند درجات حرارة منخفضة نوعا ما وبكثافة عالية.
تقديم نوعي للرسم التخطيطي لمادة كوارك. والتفاصيل الدقيقة للمخطط موضوع البحوث الجارية.[75][76]

تتحرر الكواركات في الظروف القصوى وتظهر كجسيمات حرة. ففي سياق التقارب الحر فإن التآثر القوي يكون ضعيفا في درجات الحرارة العالية. وبالنهاية يختفي حجز اللون وتتشكل بلازما ذات حرارة عالية من الكواركات والغلوونات حرة الحركة. وتسمى تلك المرحلة النظرية للمادة باسم بلازما كوارك-غلوون.[77] ولا يعرف ماهية الظروف اللازمة التي تؤدي إلى إنشاء تلك الحالة، وإن كان موضوعا لقدر كبير من التخمينات والتجارب. فالتقييم الحالي قدر درجة الحرارة اللازمة بحوالي (1.90±0.02)×1012 كلفن.[78] لكن لم يتم الحصول على حالة كاملة من الكواركات أو الغلوونات الحرة (على الرغم من تعدد المحاولات في سيرن خلال عقد الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين).[79] وقد أسفرت التجارب الحديثة في مصادم الأيون الثقيل النسبي مصادم ايونات ثقيلة بسرعات النسبية عن شواهد لحالة شبيه سائل الكوارك تكشف عن حركة سوائل شبه مثالية.[80]

تتميز بلازما كوارك-غلوون بزيادة كبيرة في عدد أزواج الكواركات الثقيلة مقارنة بعدد أزواج الكواركات العلوية والسفلية. وهناك اعتقاد أنه في الفترة التي سبقت 10−6 ثوان بعد الانفجار العظيم (حقبة الكوارك) بأن الكون امتلأ من بلازما كوارك-غلوون، حيث درجات الحرارة مرتفعة جدا للهادرونات كي تستقر.[81]

نظرا للكثافة الباريونية العالية ودرجات الحرارة المنخفضة نسبيا -مقارنة مع ماهو موجود بالنجوم النيوترونية- يكتوقع أن تتحلل حالة الكوارك إلى سائل فيرمي لكواركات التفاعل الضعيف. ويتميز هذا السائل بواسطة تكثيف الأزواج المساهمة للكوارك الملون، وبالتالي يكسر التناظر الداخلي SU(3)c. وبما أن الأزواج المساهمة للكوارك تأوي شحنة اللون، ففي تلك المرحلة لحالة الكوارك سيكون لديها توصيل فائق للون؛ لذا فإن شحنة اللون ستمر خلالها بدون أي عوائق.[82]

ملاحظات

  1. إن خرق تناظرالشحنة السوية هو عبارة عن ظاهرة تجعل التفاعلات الضعيفة تظهر بشكل مختلف عند حصول التكافؤ وتغيّر موضع الجزيئات وأضدادها.
  2. اعتبارًا من يوليو 2009.
  3. يزعم عدد من الباحثين أنه أثبت وجود التترا كواركات والبنتا كواركات خلال السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين. وعلى الرغم من أن وجود التترا كواركات ما زال موضع جدل بين العلماء، إلا أن جميع الجسيمات التي كان يُعتقد بأنها تشكل بنتا كواركات ثبت عدم وجودها.
  4. إن الدليل الأساسي الذي يدعم هذا القول يستند إلى عرض الصدى الخاص ببوزونات
    Z0
    ، التي لا تسمح لنوترينو الجيل الرابع أن يستحوذ على كتلة تفوق ~45 GeV/c2. وهذا الأمر يتناقض بشدة مع نوتريونات الأجيال الثالثة الأخرى، التي لا تستطيع كتلتها أن تزيد عن 2 MeV/c2.
  5. يعتبر الاحتمال الحقيقي لتحلل كوارك إلى إلى كوارك آخر مهمة معقدة (من بين المتغيرات الأخرى): تحلل كتلة الكوارك، كتل نواتج الإضمحلال، والعنصر المطابق لمصفوفة سي كي أم. تلك الاحتمالية تتناسب طرديا (لكن لا تساوي) مع مقدار مربع السي كي أم المطابقة.
  6. على الرغم من التسمية، إلا أن شحنة اللون لا علاقة لها بألوان الطيف الضوء المرئي.

المصادر

  1. "Quark (subatomic particle)". موسوعة بريتانيكا. مؤرشف من الأصل في 7 مايو 201529 يونيو 2008.
  2. R. Nave. "Confinement of Quarks". هايبرفيزيكس. جامعة ولاية جورجيا, Department of Physics and Astronomy. مؤرشف من الأصل في 16 مايو 201929 يونيو 2008.
  3. R. Nave. "Bag Model of Quark Confinement". هايبرفيزيكس. جامعة ولاية جورجيا, Department of Physics and Astronomy. مؤرشف من الأصل في 1 مايو 201929 يونيو 2008.
  4. R. Nave. "Quarks". هايبرفيزيكس. جامعة ولاية جورجيا, Department of Physics and Astronomy. مؤرشف من الأصل في 16 مايو 201929 يونيو 2008.
  5. B. Carithers, P. Grannis (1995). "Discovery of the Top Quark" ( كتاب إلكتروني PDF ). Beam Line. SLAC. 25 (3): 4–16. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 3 ديسمبر 201623 سبتمبر 2008.
  6. E.D. Bloom (1969). "High-Energy Inelastic ep Scattering at 6° and 10°". Physical Review Letters. 23 (16): 930–934. doi:10.1103/PhysRevLett.23.930.
  7. M. Breidenbach (1969). "Observed Behavior of Highly Inelastic Electron–Proton Scattering". Physical Review Letters. 23 (16): 935–939. doi:10.1103/PhysRevLett.23.935.
  8. M. Gell-Mann (1964). "A Schematic Model of Baryons and Mesons". Physics Letters. 8 (3): 214–215. doi:10.1016/S0031-9163(64)92001-3.
  9. G. Zweig (1964). "An SU(3) Model for Strong Interaction Symmetry and its Breaking". CERN Report No.8181/Th 8419.
  10. G. Zweig (1964). "An SU(3) Model for Strong Interaction Symmetry and its Breaking: II". CERN Report No.8419/Th 8412.
  11. M. Gell-Mann (2000) [1964]. "The Eightfold Way: A theory of strong interaction symmetry". In M. Gell-Manm, Y. Ne'emann (المحرر). The Eightfold Way. Westview Press. صفحة 11.  .
    Original: M. Gell-Mann (1961), "The Eightfold Way: A theory of strong interaction symmetry", Synchroton Laboratory Report CTSL-20, معهد كاليفورنيا للتقنية
  12. Y. Ne'emann (2000) [1964]. "Derivation of strong interactions from gauge invariance". In M. Gell-Manm, Y. Ne'emann (المحرر). The Eightfold Way. Westview Press.  .
    Original Y. Ne'emann (1961). "Derivation of strong interactions from gauge invariance". Nuclear Physics. 26: 222. doi:10.1016/0029-5582(61)90134-1.
  13. Companion to the History of Modern Science. Taylor & Francis. 1996. صفحة 673.  .
  14. A. Pickering (1984). Constructing Quarks. دار نشر جامعة شيكاغو. صفحات 114–125.  .
  15. B.J. Bjorken, S.L. Glashow (1964). "Elementary Particles and SU(4)". Physics Letters. 11 (3): 255–257. doi:10.1016/0031-9163(64)90433-0.
  16. J.I. Friedman. "The Road to the Nobel Prize". Hue University. مؤرشف من الأصل في 23 يونيو 201629 سبتمبر 2008.
  17. R.P. Feynman (1969). "Very High-Energy Collisions of Hadrons". Physical Review Letters. 23 (24): 1415–1417. doi:10.1103/PhysRevLett.23.1415.
  18. S. Kretzer; et al. (2004). "CTEQ6 Parton Distributions with Heavy Quark Mass Effects". فيزيكال ريفيو. 69 (11): 114005. doi:10.1103/PhysRevD.69.114005. أرشيف خي:0307022v1}}.
  19. D.J. Griffiths (1987). Introduction to Elementary Particles. جون وايلي وأولاده . صفحة 42.  .
  20. M.E. Peskin, D.V. Schroeder (1995). An introduction to quantum field theory. Addison–Wesley. صفحة 556.  .
  21. V.V. Ezhela (1996). Particle physics. سبرنجر. صفحة 2.  .
  22. S.L. Glashow, J. Iliopoulos, L. Maiani (1970). "Weak Interactions with Lepton–Hadron Symmetry". فيزيكال ريفيو. 2 (7): 1285–1292. doi:10.1103/PhysRevD.2.1285.
  23. D.J. Griffiths (1987). Introduction to Elementary Particles. جون وايلي وأولاده . صفحة 44.  .
  24. M. Kobayashi, T. Maskawa (1973). "CP-Violation in the Renormalizable Theory of Weak Interaction". Progress of Theoretical Physics. 49 (2): 652–657. doi:10.1143/PTP.49.652. مؤرشف من الأصل في 13 أكتوبر 2019.
  25. M. Bartusiak (1994). A Positron named Priscilla. دار نشر الأكاديميات الوطنية. صفحة 245.  .
  26. K.W. Staley (2004). The Evidence for the Top Quark. مطبعة جامعة كامبريدج. صفحة 144.  .
  27. "New Precision Measurement of Top Quark Mass". مختبر بروكهافن الوطني. مؤرشف من الأصل في 8 مايو 201224 سبتمبر 2008.
  28. J. Gribbin, M. Gribbin (1997). Richard Feynman: A Life in Science. دار بنجوين للنشر. صفحة 194.  .
  29. J. Joyce (1982) [1939]. Finnegans Wake. دار بنجوين للنشر. صفحة 383.  . LCCN 59-354.
  30. M. Gell-Mann (1995). The Quark and the Jaguar: Adventures in the Simple and the Complex. هنري هولت وشركاه. صفحة 180.  .
  31. J. Gleick (1992). Genius: Richard Feynman and modern physics. Little Brown and Company. صفحة 390.  .
  32. J.J. Sakurai (1994). S.F Tuan (المحرر). Modern Quantum Mechanics (الطبعة Revised). Addison–Wesley. صفحة 376.  .
  33. D.H. Perkins (2000). Introduction to high energy physics. مطبعة جامعة كامبريدج. صفحة 8.  .
  34. M. Riordan (1987). The Hunting of the Quark: A True Story of Modern Physics. سايمون وشوستر. صفحة 210.  .
  35. F. Close (2006). The New Cosmic Onion. CRC Press. صفحة 133.  .
  36. C. Amsler et al. (Particle Data Group) (2008). "Higgs Bosons: Theory and Searches" ( كتاب إلكتروني PDF ). Physics Letters B. 667 (1): 1–1340. doi:10.1016/j.physletb.2008.07.018. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 1 فبراير 2017.
  37. S.S.M. Wong (1998). Introductory Nuclear Physics (الطبعة 2nd). Wiley Interscience. صفحة 30.  .
  38. K.A. Peacock (2008). The Quantum Revolution. Greenwood Publishing Group. صفحة 125.  .
  39. B. Povh, C. Scholz, K. Rith, F. Zetsche (2008). Particles and Nuclei. سبرنجر. صفحة 98.  .
  40. Section 6.1. in P.C.W. Davies (1979). The Forces of Nature. مطبعة جامعة كامبريدج.  .
  41. M. Munowitz (2005). Knowing. مطبعة جامعة أكسفورد. صفحة 35.  .
  42. W.-M. Yao et al. (Particle Data Group) (2006). "Review of Particle Physics: Pentaquark Update" ( كتاب إلكتروني PDF ). Journal of Physics G. 33 (1): 1–1232. doi:10.1088/0954-3899/33/1/001. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 21 ديسمبر 2018.
  43. C. Amsler et al. (Particle Data Group) (2008). "Review of Particle Physics: Pentaquarks" ( كتاب إلكتروني PDF ). Physics Letters B. 667 (1): 1–1340. doi:10.1016/j.physletb.2008.07.018. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 21 ديسمبر 2018.
    C. Amsler et al. (Particle Data Group) (2008). "Review of Particle Physics: New Charmonium-Like States" ( كتاب إلكتروني PDF ). Physics Letters B. 667 (1): 1–1340. doi:10.1016/j.physletb.2008.07.018. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 21 ديسمبر 2018.
    E.V. Shuryak (2004). The QCD Vacuum, Hadrons and Superdense Matter. World Scientific. صفحة 59.  . مؤرشف من الأصل في 21 ديسمبر 2018.
  44. C. Amsler et al. (Particle Data Group) (2008). "Review of Particle Physics: b′ (4th Generation) Quarks, Searches for" ( كتاب إلكتروني PDF ). Physics Letters B. 667 (1): 1–1340. doi:10.1016/j.physletb.2008.07.018. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 21 ديسمبر 2018.
    C. Amsler et al. (Particle Data Group) (2008). "Review of Particle Physics: t′ (4th Generation) Quarks, Searches for" ( كتاب إلكتروني PDF ). Physics Letters B. 667 (1): 1–1340. doi:10.1016/j.physletb.2008.07.018. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 21 ديسمبر 2018.
  45. D. Decamp (1989). "Determination of the number of light neutrino species". Physics Letters B. 231 (4): 519. doi:10.1016/0370-2693(89)90704-1.
    A. Fisher (1991). "Searching for the Beginning of Time: Cosmic Connection". بوبيولار ساينس. 238 (4): 70.
    J.D. Barrow (1997) [1994]. "The Singularity and Other Problems". The Origin of the Universe (الطبعة Reprint). بيزيك بوكس .  . مؤرشف من الأصل في 14 أغسطس 2014.
  46. D.H. Perkins (2003). Particle Astrophysics. مطبعة جامعة أكسفورد. صفحة 4.  .
  47. G. Fraser (2006). The New Physics for the Twenty-First Century. مطبعة جامعة كامبريدج. صفحة 91.  .
  48. "The Standard Model of Particle Physics". بي بي سي. 2002. مؤرشف من الأصل في 21 يناير 201119 أبريل 2009.
  49. F. Close (2006). The New Cosmic Onion. CRC Press. صفحات 80–90.  .
  50. D. Lincoln (2004). Understanding the Universe. World Scientific. صفحة 116.  .
  51. "Weak Interactions". Virtual Visitor Center. Stanford Linear Accelerator Center. 2008. مؤرشف من الأصل في 23 نوفمبر 201128 سبتمبر 2008.
  52. C. Amsler; et al. (2008). "Review of Particles Physics: The CKM Quark-Mixing Matrix" ( كتاب إلكتروني PDF ). Physics Letters. B667 (1): 1–1340. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 21 ديسمبر 2018.
  53. Z. Maki, M. Nakagawa, S. Sakata (1962). "Remarks on the Unified Model of Elementary Particles". Progress of Theoretical Physics. 28 (5): 870. doi:10.1143/PTP.28.870. مؤرشف من الأصل في 21 أبريل 2019.
  54. B.C. Chauhan, M. Picariello, J. Pulido, E. Torrente-Lujan (2007). "Quark–lepton complementarity, neutrino and standard model data predict
    θPMNS
    13
    = +1°
    −2°
    ". European Physical Journal. C50 (3): 573–578. doi:10.1140/epjc/s10052-007-0212-z. أرشيف خي:hep-ph/0605032}}.
  55. R. Nave. "The Color Force". هايبرفيزيكس. جامعة ولاية جورجيا, Department of Physics and Astronomy. مؤرشف من الأصل في 7 أكتوبر 201826 أبريل 2009.
  56. B.A. Schumm (2004). Deep Down Things. مطبعة جامعة جونز هوبكينز. صفحات 131–132.  . OCLC 55229065.
  57. Part III of M.E. Peskin, D.V. Schroeder (1995). An Introduction to Quantum Field Theory. Addison–Wesley.  .
  58. V. Icke (1995). The force of symmetry. مطبعة جامعة كامبريدج. صفحة 216.  .
  59. M.Y. Han (2004). A story of light. World Scientific. صفحة 78.  .
  60. C. Sutton. "Quantum chromodynamics (physics)". Encyclopedia Britannica Online. مؤرشف من الأصل في 9 ديسمبر 201012 مايو 2009.
  61. A. Watson (2004). The Quantum Quark. مطبعة جامعة كامبريدج. صفحات 285–286.  .
  62. C. Amsler et al. (Particle Data Group) (2008). "Review of Particle Physics: Quarks" ( كتاب إلكتروني PDF ). Physics Letters B. 667 (1): 1–1340. doi:10.1016/j.physletb.2008.07.018. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 21 ديسمبر 2018.
  63. W. Weise, A.M. Green (1984). Quarks and Nuclei. World Scientific. صفحات 65–66.  .
  64. D. McMahon (2008). Quantum Field Theory Demystified. مكغرو هيل. صفحة 17.  .
  65. S.G. Roth (2007). Precision electroweak physics at electron–positron colliders. سبرنجر. صفحة VI.  .
  66. R.P. Feynman (1985). QED: The Strange Theory of Light and Matter (الطبعة 1st). دار نشر جامعة برنستون. صفحات 136–137.  .
  67. M. Veltman (2003). Facts and Mysteries in Elementary Particle Physics. World Scientific. صفحات 45–47.  .
  68. F. Wilczek, B. Devine (2006). Fantastic Realities. World Scientific. صفحة 85.  .
  69. F. Wilczek, B. Devine (2006). Fantastic Realities. World Scientific. صفحات 400ff.  .
  70. M. Veltman (2003). Facts and Mysteries in Elementary Particle Physics. World Scientific. صفحات 295–297.  .
  71. T. Yulsman (2002). Origin. CRC Press. صفحة 55.  .
  72. F. Garberson (2008). "Top Quark Mass and Cross Section Results from the Tevatron". arXiv: [hep-ex].
  73. J. Steinberger (2005). Learning about Particles. سبرنجر. صفحة 130.  .
  74. C.-Y. Wong (1994). Introduction to High-energy Heavy-ion Collisions. World Scientific. صفحة 149.  .
  75. S.B. Rüester, V. Werth, M. Buballa, I.A. Shovkovy, D.H. Rischke (2005). "The phase diagram of neutral quark matter: Self-consistent treatment of quark masses". فيزيكال ريفيو. 72: 034003. doi:10.1103/PhysRevD.72.034004. أرشيف خي:hep-ph/0503184}}.
  76. M.G. Alford, K. Rajagopal, T. Schaefer, A. Schmitt (2008). "Color superconductivity in dense quark matter". Reviews of Modern Physics. 80: 1455–1515. doi:10.1103/RevModPhys.80.1455. أرشيف خي:0709.4635}}.
  77. S. Mrowczynski (1998). "Quark–Gluon Plasma". Acta Physica Polonica B. 29: 3711. أرشيف خي:nucl-th/9905005}}. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 04 أغسطس 2009.
  78. Z. Fodor, S.D. Katz (2004). "Critical point of QCD at finite T and μ, lattice results for physical quark masses". Journal of High Energy Physics. 2004: 50. doi:10.1088/1126-6708/2004/04/050. أرشيف خي:hep-lat/0402006}}.
  79. U. Heinz, M. Jacob (2000). "Evidence for a New State of Matter: An Assessment of the Results from the CERN Lead Beam Programme". arXiv: .
  80. "RHIC Scientists Serve Up "Perfect" Liquid". مختبر بروكهافن الوطني. 2005. مؤرشف من الأصل في 16 يوليو 201222 مايو 2009.
  81. T. Yulsman (2002). Origins: The Quest for Our Cosmic Roots. CRC Press. صفحة 75.  .
  82. A. Sedrakian, J.W. Clark, M.G. Alford (2007). Pairing in fermionic systems. World Scientific. صفحات 2–3.  .

قراءات أخرى

  • D.J. Griffiths (2008). Introduction to Elementary Particles (الطبعة 2nd). Wiley–VCH.  .
  • I.S. Hughes (1985). Elementary particles (الطبعة 2nd). Cambridge University Press.  .
  • R. Oerter (2005). The Theory of Almost Everything: The Standard Model, the Unsung Triumph of Modern Physics. Pi Press.  .
  • A. Pickering (1984). Constructing Quarks: A Sociological History of Particle Physics. The University of Chicago Press.  .
  • B. Povh (1995). Particles and Nuclei: An Introduction to the Physical Concepts. دار سبرنجر.  .
  • M. Riordan (1987). The Hunting of the Quark: A true story of modern physics. Simon & Schuster.  .
  • B.A. Schumm (2004). Deep Down Things: The Breathtaking Beauty of Particle Physics. Johns Hopkins University Press.  .

وصلات خارجية

موسوعات ذات صلة :