الرئيسيةعريقبحث

كونتية سيردانيا


☰ جدول المحتويات



كونتية سيردانيا (بالكتالانية: Comtat de Cerdanya، بالإسبانية: Condado de Cerdaña) هي دولة كونتية كانت تقع في كتالونيا بإسبانيا، تأسست في نهاية القرن الثامن الميلادي على يد مملكة الفرنجة عقب تشكيل منطقة الثغر الإسباني. تشكلت منطقة سيردانيا بالأصل من وادي نهر سيغر العلوي، واليوم تمثل دائرة إدارية في كتالونيا.

كونتية سيردانيا
كونتية سيردانيا
Comtat de Cerdanya
798 – 1118
كونتية سيردانيا
شعار
Borrell.png
كونتية سيردانيا عند تأسيسها في الوسط، وتظهر تحتها كونتية أوسونا وفوقها كونتية أورغل

عاصمة بويغثيردا 
نظام الحكم غير محدّد
اللغة اللغة الكتالانية والإسبانية
الديانة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية
التاريخ
استعادة مملكة الفرنجة لمنطقة سيردانيا وتأسيس الثغر الإسباني، تعيين بورل كونت أوسونا كونتاً لسيردانيا نهاية القرن الثامن 798
ضعف الكونتية وانحطاطها، ثم بيعها إلى كونتية برشلونة وذهاب لقب كونت سيردانيا إلى ملوك تاج أراغون 1118

التأسيس

افتتح المسلمون في مطلع القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي) منطقة سيردانيا وسائر كتالونيا، وفي عام 731 تحالفوا مع أودو دوق أقطانيا لمساعدتهم مقابل تأمين حدوده من غارات المسلمين.[1] آنذاك، كان معظم سكان منطقة سيردانيا ينتمون إلى عرقية الباسكيون، وكان أودو منحازاً إلى الباسكيويّين ضد قارة (شارل مارتل) ملك الفرنجة.[1]

لكن سرعان ما بدأت المنطقة بالسقوط من جديدٍ في أيدي الممالك المسيحية، حيث استولى شارلمان ملك الفرنجة على سيردانيا في عام 785 عقب استسلام جرندة.[2] أول كونتٍ لسيردانيا تذكره المصادر التاريخية باسمه هو بورل كونت أوسونا، الذين عينه كونت تولوز في عام 798 حاكماً لسيردانيا. في تلك الفترة، اتحدت سيردانيا تحت جناح حكومةٍ واحدةٍ مع كونتية بيسالو وكونتية أورغل، وأصبحت منذ عام 817 جزءاً من مملكة أقطانيا.[3] بقيت كونتيتا سيردانيا وأورغل متَّحدتين حتى عام 897، وحتى ذلك الوقت كانا كليهما يخضعان لتأثير أو حكم كونت أراغون في فتراتٍ متفاوتة. في عام 842، غزت الدولة الأموية في الأندلس سيردانيا وكتالونيا محاولةً استرداد منطقة البرانس التي كان قد فتحها المسلمون قبل ذلك بقرن، إلا إنَّ سونيفرد كونت برشلونة تمكَّن من صدهم.[4]

خلال القرن التاسع الميلادي، شاع استعمال النظام الإقطاعي في استملاك الأراضي بسيردانيا والمناطق المجاورة لها،[5] بل وهناك وثيقة من لويس الورع تعود إلى عام 835 كتبها ليمنع كنيسة المنطقة من منح الأراضي عبر الإقطاع.[6] بعد وفاة لويس المتمتم عام 879، شهدت أقطانيا فترة من عدم الاستقرار استغلَّتها أقاليم كتالونيا والمناطق المجاورة بالاستقلال عن السلطة المركزية للفرنجة، فانبثقت عن ذلك كونتية سيردانيا.

الانقسام والتوحد

شهد القرن العاشر الميلادي فترات اتحاد وانقسام مختلفة، كانت سيردانيا فيها تخضع بشكل متتالٍ لسلطة الكونتيات المجاورة أو تستردُّ استقلالها.[7] في هذه الفترة كانت سيردانيا لا تزال ترزح تحت خطر المسلمين باستمرار، وذلك فقد كانت محصَّنة بعشرات القلاع والحصون لحمايتها.[8] في عام 897، توفي ويلفريد المشعر الذي كان يحكم أجزاءً كبيرة من كتالونيا، فقسَّم دولته بين أبنائه. كانت سيردانيا وجاراتاها كونفلنت وبريغا من نصيب ميرو، وكذلك ألحقت بأملاكه فينوليديس وكابكر. كذلك، حكم ميرو بين عامي 913 و920 منطقة بيسالو، لكن بعد وفاته في عام 927 قُسِّمت دولته بدورها بين أبنائه الأربعة، وكانت سيردانيا من نصيب ابنه الأكبر سونيفرد. خلال النصف الثاني من القرن العاشر الميلادي، أعيد توحيد كونتيات ميرو من جديد تحت لواء دولة واحدة، وأصبح حاكمها هو أوليبا كابريتا في عام 984، وحتى نهاية القرن العاشر كانت أملاك أوليبا من جهةٍ وبورل الثاني كونت برشلونة من جهةٍ أخرى تشكل معظم مساحة كتالونيا.

وصلت سيردانيا في عهد أوليبا كابريتا ذروة ازدهارها، فامتدَّت حدودها شمالاً إلى كونتية قرقشونة، وغرباً إلى كونتية روشيون وكونتية إمبيوريس.[9] إلا إنَّ أوليبا قرر اعتزال الحكم في عام 988، ليتعبَّد في دير مونت كاسينو بإيطاليا. وقسَّم دولته من جديدٍ بين أبنائه الثلاثة، وكانت سيردانيا إلى جانب كونلفنت من نصيب ابنه الثاني ويلفريد، وألحقت بأملاكه بريغا في عام 1002.

السقوط

بدأت قوة ونفوذ كونتية سيردانيا بالانحدار بشكلٍ متزايدٍ خلال القرن الحادي عشر. كان هناك صراعٌ داخليٌّ في الدولة بين الأبرشية والكونتات، وأصبح النبلاء يغيّرون ولاءهم بين الجانبين بحسب ما يرونه في صالحهم، وفي الآن ذاته، أشعل الفيسكونت برنارد سونيفرد ثورة ضدَّ الكونتات، وانتزع أجزاءً من شمال سيردانيا، ووضعها تحت السلطة الاسمية لكونت تولوز إبعاداً لها عن سيادة كونتات سيردانيا. أجبر برنارد لاحقاً على عقد صلحٍ مع كونت سيردانيا ريموند عام 1047 وإعادة أراضيه إلى الكونتية، وقد عاد إلى الثورة مرة أخرى بعد سنوات، لكنه أجبر على عقد صلحٍ آخر في عام 1061. رغم ذلك، أصبح فيسكونتات سيردانيا والمناطق المجاورة - مثل كونلفنت وفينولويديس - يشكِّلون تهديداً متزايداً لسلطة الكونتات، وقد اضطرَّ هؤلاء الأخيرون أحياناً لحماية سلطتهم من الفيسكونتات إلى اللجوء للحرب، لكن ضعف الكونتات ازداد أكثر فأكثر. في آخر الأمر، بيعت سيردانيا عام 1118 إلى كونتية برشلونة، وكانت إرهاصات ذلك الحدث قد بدأت منذ عام 1058 عندما دفع كونت سيردانيا ريموند إلى ريموند برانجيه الأول كونت برشلونة لمساعدته في حربه ضد المسلمين. منذ ذلك الوقت، لم يستخدم لقب كونت سيردانيا إلا عرضياً، وانتقل إلى ملوك تاج أراغون. وقد استخدم بعض ملوك إسبانيا أحياناً - مثل فيليب الثاني وفيليب الرابع - لقب ملك سيردانيا.

قائمة الحكام

المراجع

  1. Lewis, 22 and n6.
  2. Lewis, 40.
  3. Lewis, 44, refers to Urgell-Cerdanya-Besalú — sometimes Urgell-Cerdanya-Confluent — as a "complex".
  4. Lewis, 99.
  5. Lewis, 73.
  6. Lewis, 78.
  7. Lewis, 199.
  8. Lewis, 229–230.
  9. Lewis, 348.

موسوعات ذات صلة :