الدولة الأموية في الأندلس إمارة إسلامية أسسها عبد الرحمن بن معاوية الأموي عام 138 هـ/756 م في الأندلس وأجزاء من شمال أفريقيا وكانت عاصمتها قرطبة، وتحولت إلى خلافة بإعلان عبد الرحمن الناصر لدين الله نفسه في ذي الحجة 316 هـ/يناير 929م خليفة قرطبة بدلاً من لقبه السابق أمير قرطبة،[2][3] وهو اللقب الذي حمله الأمراء الأمويون منذ أن استقلّ عبد الرحمن الداخل بالأندلس. تأسست هذه الدولة نتيجة سقوط الدولة الأموية في المشرق على يد بني العبَّاس، الذين أخذوا بعدَ قيام دولتهم بمُلاحقة بني أمية وقتلهم، ولذلك فقد فرَّ الكثير منهم بعيداً محاولين النجاة بأنفسهم. وقد كان من بين هؤلاء عبد الرحمن الداخل، الذي فرَّ إلى الأندلس، وأعلنَ استقلاله بها[4] وقد تمكَّن الأمويون من البقاء بهذه الطريقة، فأسسوا دولتهم الجديدة في الأندلس، وظلُّوا يحكمونوها زهاء ثلاثة قرون. عُرف عبدُ الرحمٰن بن مُعاوية باسم «عبدُ الرحمٰن الدَّاخل»، كونه «دخل» (أي هاجر) إلى الأندلُس، ومُنذُ أن تسلَّم الحُكم حتَّى دخل المُسلمون في الأندلُس في عهدٍ جديدٍ قائمٍ على أُسسٍ سياسيَّة بعيدةٍ عن العُنصُريَّة والقبليَّة من واقع تحجيم نُفوذ زُعماء القبائل وإحلال سُلطة الدولة مُمثلة بالأمير، محل سُلطة القبائل، وبدأت الأندلُس تسير في طريق اكتساب الحضارة.[5]
الدولة الأمويَّة في الأندلس | ||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|
خِلَافَةُ قُرطُبَة - إِمَارَةُ قُرطُبَة | ||||||||
راية بني أُميَّة | ||||||||
الدولة الأمويَّة في الأندلس (باللون الأخضر)، سنة 1000م.
| ||||||||
عاصمة | قُرطُبة | |||||||
نظام الحكم | خلافة وِراثيَّة | |||||||
اللغة | العربيَّة (اللغة الرسميَّة) لُغات أُخرى: المُستعربيَّة، البربريَّة، العبرانيَّة |
|||||||
الديانة | الإسلام (الديانة الرسمَّية). على المذهب الأوزاعي ثُمَّ المالكي[1] ديانات أُخرى: المسيحيَّة، واليهوديَّة |
|||||||
الأمير - أمير المؤمنين | ||||||||
| ||||||||
التاريخ | ||||||||
| ||||||||
بيانات أخرى | ||||||||
العملة | الدينار والدرهم | |||||||
اليوم جزء من |
أضحى الأندلُس بلدًا إسلاميًا مُستقلًا عن الخِلافة العبَّاسيَّة في المشرق بعد أن كان خاضعًا لِمركز الخِلافة في العهد الأُموي، ولم تُحاول الدَّولة العبَّاسيَّة جديًا إعادته إلى حظيرتها. ويبدو أنَّ انفصاله النهائي عنها لم يُشكِّل خطرًا حقيقيًا مُباشرًا على كيانها، بالإضافة إلى أنَّهُ استمرَّ في حمل الرسالة الإسلاميَّة، ولا يدعو ذلك بالضرورة للمُواجهة المُباشرة، غير أنَّهُ جرت مُحاولات عابرة قام بها العبَّاسيّون لِإعادته إلى حظيرة الخِلافة، لكنَّها لم تُحقق شيئًا.[5] تميزت الدولة الأموية في الأندلس بنشاط تجاري وثقافي وعمراني ملحوظ، حتى أصبحت قرطبة أكثر مدن العالم اتساعًا بحلول عام 323 هـ/935م،[6] كما شهدت تشييد الكثير من روائع العمارة الإسلامية في الأندلس ومنها الجامع الكبير في قرطبة. كما شهدت فترة حكم الأمويين نهضة في التعليم العام، جعلت عامة الشعب يجيدون القراءة والكتابة في الوقت الذي كان فيه علية القوم في أوروبا لا يستطيعون ذلك.[7] وبسبب الاستمرار في الاتجاه الذي أرساه عبد الرحمن الداخل، خطت الدولة الأموية في الأندلس خطوات واسعة في التقدم والرقي والازدهار الحضاري، ونافست قُرطُبة بغداد عاصمة الدولة العبَّاسيَّة والقُسطنطينيَّة عاصمة الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة. وساهم العُلماء الأندلُسيّون على اختلاف خلفيَّاتهم العرقيَّة والدينيَّة بتقدُّم مُختلف أنواع العُلوم في العالمين الإسلامي والمسيحي، ومن هؤلاء على سبيل المِثال: جابر بن أفلح في علم المُثلثات، وإبراهيم بن يحيى الزرقالي في علم الفلك، وأبو القاسم الزهراوي في الجراحة، وابن زُهر في الصيدلة، وغيرهم.
تحوَّلت الدولة الأموية في الأندلس من نظام الإمارة إلى نظام الخلافة على يد عبدُ الرحمٰن النَّاصر لدين الله كما أُسلف، فخرج بِعمله هذا عن الأصل النظري للمذهب السُنّي للخِلافة، القائل بأنَّ الخِلافة كمُؤسسة دينيَّة ودُنيويَّة لا يُمكن أن تتجزَّأ حسب المفاهيم السَّائدة في ذلك الوقت، إلَّا أنه وضع هذا العمل في موضع الاجتهاد. وأجاز الفُقهاء والعُلماء السُّنَّة بِتعدُّد الخِلافة في حال وُجود مصلحة عامَّة للمُسلمين، واعترفوا بِشرعيَّة وُجود إمامين يتولَّيان حُكم المُسلمين في وقتٍ واحد، شرط أن تكون المسافة بينهما كبيرة حتَّى لا يحصل التصادم بينهما.[8] ومن الأسباب الواقعيَّة التي دفعت عبد الرحمٰن النَّاصر إلى إعلان الخِلافة، كان ضُعف الدولة العبَّاسيَّة وانحدار سُمعتها إلى الحضيض، بالإضافة لإعلان الإمام عُبيد الله المهدي الفاطمي قيام خِلافة الفاطميين في إفريقية، ورُبما كانت هذه الحادثة أكثر إلحاحًا من تراجُع نُفوذ الخِلافة العبَّاسيَّة في المشرق للإقدام على هذه الخُطوة من جانب عبد الرحمٰن النَّاصر، لا سيَّما وأنَّ الفاطميين كانوا قد أعلنوا الخِلافة على أساسٍ شيعيّ إسماعيليّ، وهو ما مثَّل تهديدًا عسكريًا ودينيًا للأُمويين بصفةٍ خاصَّة والأندلُس بصفةٍ عامَّة.[9]
وقد استمرت الدولة الأموية في الأندلس رسميًا حتى عام 422 هـ/1031م، حيث سقطت الخلافة وتفككت إلى عدد من الممالك بعد حرب أهلية بين الأمراء الأمويين الذين تنازعوا الخلافة فيما بينهم، مما أدى بعد سنوات من الاقتتال، إلى تفكك الخلافة إلى عدد من الممالك المستقلة.
التاريخ
تأسيس الدولة
- مقالات مفصلة: تاريخ الأندلس
- الفتح الإسلامي للأندلس
نجح المسلمون في مدّ دولتهم إلى الأندلس، عندما عبر طارق بن زياد أحد قادة موسى بن نصير والي الأمويين على أفريقية عام 92 هـ بجيش قوامه سبعة آلاف مقاتل،[10] واستطاع هذا الجيش بعد أن أمده موسى بن نصير بخمسة آلاف أخرى أن يهزم ملك القوط الغربيين رودريك في معركة وادي لكة والسيطرة في غضون عامين على معظم شبه الجزيرة الأيبيرية، تحولت جيوش المسلمين شرقًا وتوغلت في بلاد الغال حتى وصلت إلى حدود مدينة ليون الحالية.[11] استمرت محاولات المسلمين في التوسع في بلاد الغال في عهد الولاة السمح بن مالك الخولاني وعنبسة بن سحيم الكلبي وعبد الرحمن الغافقي، إلا أن تلك المحاولات حققت بعض النجاحات، ثم توقفت التوسعات بعد هزيمة المسلمين في معركة بلاط الشهداء.[12] ظلت الأندلس منذ الفتح مجرد ولاية تابعة لولاية أفريقية إحدى ولايات للدولة الأموية في دمشق حتى سقطت الدولة الأموية على أيدي العباسيين عام 132 هـ. حرص العباسيون على ملاحقة الأمويين وتقتيلهم في كافة أرجاء دولتهم،[13] مما جعل الأشخاص الباقون من بني أمية يتخفون أو يفرون من العباسيين. كان من بين الفارين أمير أموي يدعى بعبد الرحمن بن معاوية بن هشام فر إلى أفريقية عند أخواله من بربر نفزة.[14] كان الأندلس في تلك الفترة تسوده حالة من عدم الاستقرار شهدت تعاقب الولاة والصراعات بين العرب المضرية والعرب اليمانية من جهة وبين العرب والبربر من جهة أخرى.[15][16]
استغل عبد الرحمن بن معاوية الأحداث الداخلية في الأندلس، بدأ في مراسلة أتباع وموالي الأمويين في الأندلس عن طريق مولاه بدر.[17] نجحت المراسلات بين عبد الرحمن بن معاوية وموالي الأمويين في الأندلس في التمهيد لدخول عبد الرحمن إلى الأندلس، كما نجحوا في في استمالة بربر الأندلس واليمانيين إلى جانب عبد الرحمن،[18] الذي عبر إلى ثغر المنكب في ربيع الآخر 138 هـ.[19] وبعد شهور من تمكن جيش عبد الرحمن من هزيمة آخر ولاة الأندلس يوسف بن عبد الرحمن الفهري في موقعة المصارة في ذي الحجة 138 هـ،[20] ليدخل بذلك عبد الرحمن بن معاوية قرطبة، لتتأسس بذلك إمارته المستقلة في الأندلس.[21]
قضى عبد الرحمن الداخل سنوات حكمه في تثبيت أركان دولته، والقضاء على الثورات الداخلية التي اندلعت في كافة أرجاء الأندلس، كما عمل عبد الرحمن الداخل على تأسيس جيش قوي والاهتمام بالتعمير والتعليم والقضاء، ليترك الأندلس لخلفائه من بعده ولاية مستقرة.[18] بعد وفاة عبد الرحمن الداخل، نجح ابنه هشام الرضا وحفيده الحكم الربضي في الحفاظ على وحدة أراضي الدولة، ونجحا في التصدي لمحاولات الممالك المسيحية في الشمال للتوسع جنوبًا. ورغم ذلك النجاح الخارجي على الصعيد العسكري، إلا أن الدولة كادت أن تسقط إثر ثورة بعض أهل قرطبة على الحكم بن هشام، إلا أنه نجح في القضاء على تلك الثورة الداخلية.[22][23] نتج عن حالة الاستقرار السياسي، أن ازدهرت حركات الآداب والعلوم والعمارة والفن في الأندلس في عهد عبد الرحمن بن الحكم لتبلغ الأندلس في عهده مرحلة متقدمة من المدنية، وأصبحت مركزًا حضاريًا كبيرًا في غرب العالم الإسلامي. تطورت الدولة أيضًا عسكريًا، فنجحت في التصدي لمحاولات النورمان لغزو موانيء الأندلس بحرًا عام 230 هـ.[11][24]
كبوة الدولة
تلى تلك المرحلة مرحلة من الاضطراب في عهد محمد بن عبد الرحمن وولديه المنذر وعبد الله نتجت عن ذلك تعرض الإمارة إلى عدد من الثورات الداخلية من المولدين والمستعربين والبربر وبعض القبائل العربية، والتي نجحت في تأسيس إماراتهم شبه المستقلة التي كانت لا تخضع لسلطة الدولة إلا بالاسم بنو قسي[25] وبنو تجيب ومحمد بن عبد الملك الطويل[26][27] وعبد الرحمن بن مروان الجليقي[28] في الشمال، وأخطرهم عمر بن حفصون الذي تمرد على الدولة في الجنوب.[29] إضافة إلى الهجمات الخارجية من النورمان والممالك المسيحية في الشمال في محاولة استعادة الأراضي التي دخلت تحت الحكم الإسلامي.[30] وفي ظل حالة التمرد الداخلية والهجمات الخارجية ضعفت سلطة الدولة على أراضيها حتى انحسرت سلطة الأمير عبد الله بن محمد فقط على قرطبة وأحوازها.[31]
عصر القوة
مع تولى الأمير عبد الرحمن بن محمد الحكم عام 300 هـ، استعادت البلاد وحدتها السياسية وقوتها العسكرية وهيبتها، بعد أن خاض حروبًا طويلة استطاع من خلالها استعادة السيطرة على البلاد تحت السلطة المركزية في قرطبة. بل وامتدت سلطة الأمويين إلى أجزاء من شمال المغرب الأقصى الذي تسابق أمرائه في الدخول في ولاء الأمويين.[32] وأمام خطر نشأة الدولة الفاطمية في شمال أفريقية، أعلن عبد الرحمن بن محمد في عام 316 هـ/929 م نفسه خليفة على الأندلس، وتلقب بالناصر لدين الله،[33] ليقوي مركزه الديني في مواجهة الدولة الفاطمية في شمال أفريقية.[34] ولمواجهة هذا الخطر حصّن الناصر الموانئ الجنوبية للأندلس، وضم موانئ المغرب المواجهة للأندلس في مليلة وسبتة وطنجة، إضافة إلى دعم البربر المعادين للفاطميين في المغرب ماديًا وعسكريًا، وفي الوقت نفسه، استطاع عبد الرحمن الناصر لدين الله التصدي لأطماع الممالك المسيحية في الشمال.[35]
عرفت البلاد أوجها الثقافي في عهد ابنه الحكم الذي واصل سياسات أبيه، وكان عهده عهد ثقافة وعمران.[36][37] إلا أن الحكم المستنصر بالله أخطأ حين اختار ابنه الوحيد الطفل هشام المؤيد بالله لولاية عهده الذي استغل بعض رجال الدولة كالحاجب جعفر بن عثمان المصحفي وصاحب الشرطة محمد بن أبي عامر صغر سنه وعدم قدرته على الحكم في سنه الصغيرة، وفرضوا على الخلافة وصاية أم الخليفة صبح البشكنجية، واستأثروا هم بكل السلطات.[38] ثم انفرد محمد بن أبي عامر بكل السلطات بعد أن تخلص من كل شركائه في الحكم الواحد تلو الآخر[39][40] وحجر على الخليفة الطفل، لتبقى بذلك السلطة الإسمية فقط للخليفة،[41] والحكم الفعلي لابن أبي عامر الذي تلقب بعد ذلك بالحاجب المنصور.[42]
استطاع الحاجب المنصور أن يؤسس دولة داخل الدولة حتى أن بعض المؤرخين سماها الدولة العامرية. تميزت تلك الفترة بوجود تطور اجتماعي جديد بسيطرة البربر على المناصب القيادية في الجيش وكثرة عددهم واختفاء القيادة العربية من الجيوش.[43] استمرت سيطرة العامريين على الحكم طوال عهد الخليفة هشام المؤيد بالله، حيث خلف الحاجب المظفر أباه المنصور عام 392 هـ في كافة سلطاته ومناصبه، ثم خلفه أخاه شنجول بعد وفاته عام 399 هـ، الذي لم يمض شهر على توليه الحجابة، حتى أجبر الخليفة على إعلانه ولاية العهد لشنجول.[44]
نهاية الدولة
أثار ذلك حنق الأمويين في الأندلس بعد أن رأوا في ذلك اغتصاب لحقهم في حكم الأندلس، واستطاع أحد أمرائهم يدعى بمحمد بن هشام أن يدير انقلابًا في جمادى الأولى 399 هـ على حكم المؤيد وشنجول، ويطيح بهما من سدة الحكم، ويعلن نفسه الخليفة الجديد.[45] حرص المهدي بالله على التنكيل بالعامريين والبربر الذين كانوا عماد جيش الحاجب المنصور، مما دعا الفتيان العامريين إلى الفرار إلى شرق الأندلس، وتأسيس إمارة في تلك الأرجاء، بينما التف البربر حول أمير أموي آخر يدعى بسليمان بن الحكم الذي ثار على المهدي بالله، ونجح في اقتلاعه من منصبه وإعلان نفسه خليفة في ربيع الأول 400 هـ،[46] لتدخل الأندلس فترة من القلاقل تصارع فيها الأمويين والبربر والحموديين على حكم الأندلس،[47] التي استمرت حتى عام 422 هـ حيث سقطت الدولة الأموية في الأندلس نهائيًا، وتفتت إلى دويلات صغيرة عُرفت تاريخيًا بدول الطوائف.[48]
نظام الحكم
كان الأمير أو الخليفة يأتي على رأس النظام الحاكم في عهد الدولة الأموية في الأندلس، والذي كان يتولى الحكم وفق نظام حكم وراثي يتولى فيه ولي العهد الحكم بوصية من الأمير أو الخليفة الراحل.[49] لم تكن البيعة مشترطة على أن تكون للابن الأكبر حيث كان الأمراء يوصون من يرون أنه الأصلح من أبنائهم للحكم كتولية عبد الرحمن الداخل لابنه هشام متجاوزًا ابنه الأكبر سليمان،[50] وتقديم الحكم الربضي لابنه عبد الرحمن على ابنه الأكبر هشام.[51] بل وكانوا أحيانًا يتجاوزونها للتوصية بولاية الحفيد كما فعل الأمير عبد الله بن محمد بالتوصية لولاية حفيده عبد الرحمن بن محمد.[52] كانت البيعة تتم في القصر حيث يجلس الحاكم على سرير الملك، ويدخل عليه الأمراء من بني أمية، ويستمعون لكتاب البيعة، ثم يتقدمون ببيعتهم للحاكم الجديد. يتبع أمراء بني أمية، بيعة الوزراء وأصحاب المناصب من كبار رجال الدولة، وتسمى المراسم السابقة بالبيعة الخاصة.[53] ثم ينيب الحاكم من يأخد البيعة العامة من سائر الناس، ويرسل بكتاب البيعة للكور والثغور.[54]
كانت سلطة الأمير أو الخليفة مطلقة يولّي ويعزل دون أن يعارضه معترض، ويأتي من بعد الأمير أو الخليفة في هرم السلطة «الحاجب» وهو شخص يعادل منصبه منصب رئيس الوزراء اليوم، ويفرش له فراش أعلى من فرش الوزراء وأدنى من سرير الأمير أو الخليفة في قاعة الحكم.[55] إضافة إلى عدد من الوزراء، يتولون عددًا من المناصب الوزارية كمنصب كبير الخاص وأصحاب خطط الخيل والكتابة العليا والمظالم والشئون المالية والشرطة العليا والشرطة الصغرى وخطة القضاء والمواريث والحسبة.[56] أما إداريًا، فقد كانت الأندلس مقسمة إلى مجموعة من الكور التي تتبعها مدن لكل منها أحوازها، ويتولى إدارة تلك الكور عمال يعينهم الأمير أو الخليفة، ويتبع هؤلاء عمال المدن الذين تقع على عواتقهم مسئولية إدارة المدن وأحوازها.[57]
العلاقات الخارجية
منذ نشأة الدولة الأموية في الأندلس وهي في حالة صراع متواصل مع جيرانها من الممالك المسيحية في الشمال والشرق من أجل فرض السيطرة أحيانًا وأحيانًا من أجل البقاء. ففي سنوات الدولة الأموية في الأندلس الأولى، تعرض الثغر الأعلى للغزو من قبل شارلمان عام 161 هـ/778 م، إلا أن أهل سرقسطة استطاعوا إفشال هجومه[58] ثم ما لبث أن تعرض جيش شارلمان لهزيمة ساحقة أثناء انسحابه إلى فرنسا عبر ممر رونسفال.[59][60] لم يكن ذلك هو التهديد الوحيد الذي تعرضت له الأندلس في تلك الفترة، فمنذ عهد هشام الرضا تعرضت حدود الأندلس الشمالية لتحرشات من قبل مملكتي أستورياس ونافارا الوليدتين.[61][62] إضافة إلى تلك الهجمات البرية، تعرضت الأندلس للغزو البحري عام 230 هـ من قبل للنورمان الذين احتلوا أشبونة وقادس وشذونة وإشبيلية، إلى أن هزمهم جيش أرسله عبد الرحمن الأوسط بقيادة عيسى بن شهيد ونصر الخصي، فأجلوهم عن الأندلس بعد 42 يومًا من نزولهم الأندلس.[63] ومع دخول الأندلس عصر القوة منذ عهد عبد الرحمن الناصر وحتى عهد سيطرة الحاجب المظفر على الدولة، أصبحت اليد العليا عسكريًا في شبه الجزيرة الأيبيرية للأمويين الذين نجحوا في عهد سيطرة الحاجب المنصور في إعادة حدود الدولة الأموية إلى ما وراء نهر دويرة، وهي الأراضي التي كان الأمويون قد فقدوها في فترة كبوة الدولة التي انشغل فيها الأمراء بمواجهة الثورات الداخلية.[64] ورغم ذلك سرعان ما انهارت تلك السيطرة بعد أن دخلت الأندلس فترة الفتنة التي استغلتها الممالك المسيحية في الشمال للتوسع على حساب الأمويين، بل وسلّم بعضهم بعض الحصون والأراضي طواعية للأمراء المسيحيين ثمنًا لمشاركتهم إلى جانبهم في تلك المرحلة من الاقتتال الداخلي.[65]
أجبرت تلك الحالة من التهديد الدائم لحدود الدولة الأمويين على الاهتمام بالناحية العسكرية. فقد حرص الأمراء منذ عهد عبد الرحمن الداخل على التخلص من غلبة النظام القبلي على تركيبة الجيش الأندلسي، فحرصوا اقتناء العبيد الصقالبة والاستكثار منهم، فقد ذكر المقري أن حرس الأمير الحكم الربضي الخاص بلغ خمسة آلاف صقلبي،[66] وقد شكلوا هؤلاء الجند الصقالبة نواة الجيش الأموي النظامي.[67] إلا أن هؤلاء الصقالبة مع مرور الزمن أصبح لهم قوتهم داخل البلاط وأصبحوا يتدخلون في شئون الدولة، مما دعا الحاجب المنصور حين أصبحت السلطة بيده أن يقصيهم تدريجيًا من المناصب مع استبدالهم بعناصر من البربر ويضيفهم إلى ديوان الجند النظاميين،[68] هذا بالإضافة إلى المرتزقة والعبيد السود.[69] استدعت تلك الحالة أيضًا الاهتمام بالتسليح، فأنشأوا قواعد بناء السفن في طركونة وطرطوشة وقرطاجنة[70] وإشبيلية.[71] واهتموا ببناء الحصون والأسوار.[72][73] ونشطت الصناعات الحربية التي تُمدّ جيشه بالأسلحة[74] حتى ذاع صيت بعض المدن كطليطلة كمراكز لصناعة الأسلحة.[75]
شهدت فترات القوة في عهد الدولة الأموية في الأندلس حركة رواج دبلوماسي بين الأندلس وبعض جيرانها، بل وعدد من القوى العظمى في تلك الفترة التي حرصت على خطب ود حكام الأندلس في تلك الفترة. فبعد أن فشل شارلمان في غزوه لشرق الأندلس، انعقدت معاهدة سلام وصداقة بين عبد الرحمن الداخل وشارلمان.[76] وفي عام 225 هـ، استقبل بلاط الأمير عبد الرحمن الأوسط سفارة أرسلها الإمبراطور البيزنطي ثيوفيلوس محملة بالهدايا، والتي ردها حين بعث سفيره يحيى الغزال بالهدايا إلى القسطنطينية للإمبراطور.[77] بالإضافة إلى سفارة أخرى استقبلها عبد الرحمن الأوسط من قبل هوريك الأول ملك النورمان لطلب الصلح بعد غزو النورمان لغرب الأندلس، والتي ردها عبد الرحمن أيضًا ببعثه لسفيره يحيى الغزال إلى بلاط هوريك.[78] كما استقبل عبد الرحمن الناصر لدين الله في عهده سفارات قسطنطين السابع قيصر القسطنطينية[79] وبطرس الأول إمبراطور بلغاريا ولويس الرابع ملك فرنسا[80] والبابا يوحنا الثاني عشر بابا الفاتيكان[81] وأوتو الأول إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة، والتي بادلها الناصر بسفرائه،[82][83] كما استقبل الحكم المستنصر بالله سفارات صداقة من يوحنا زيمسكي قيصر بيزنطة وأوتو الثاني إمبراطور الألمان.[84] لم يقتصر استقبال بلاط الأمويين على سفارات المودة فقط. بل وسار بعض ملوك الجوار كتودا النافارية وابنها غارسيا سانشيز الأول ملك نافارا وحفيدها سانشو الأول ملك ليون[85][86][87] وإلبيرا راميريز عمة الملك راميرو الثالث ملك ليون[88] وبرمودو الثاني ملك ليون وسانشو الثاني ملك نافارا،[89] إلى قرطبة بأنفسهم إما لطلب الصلح أو طلب معاونة الأمويين لهم في التغلب على منافسيهم على العرش.
المظاهر الاجتماعية
الدين
اتصف أهل الأندلس بالتدين والمحافظة على الشعائر الدينية إلا القليلين،[90] وقد انتشر بينهم في البداية مذهب الأوزاعي[91] الذي كان منتشرًا بين أهل الشام والذي دخل الأندلس وساد فيها منذ الفتح، إلى أن رحل جماعة من فقهاء الأندلس منهم زياد بن عبد الرحمن اللخمي وعيسى بن دينار ويحيى بن يحيى الليثي وعبد الملك بن حبيب السلمي.[92] إلى المشرق، وعادوا من الشرق في عهد الأمير هشام بن عبد الرحمن بمذهب مالك، ونشروه حتى انتقلت الفتيا من مذهب الأوزاعي إلى مذهب مالك في عهد الأمير الحكم بن هشام.[91] وفي عهد الأمير محمد بن عبد الرحمن، أدخل القاسم بن محمد بن سيّار المذهب الشافعي إلى الأندلس، والذي بذل تلاميذه وأبرزهم بقي بن مخلد جهدًا لنشره،[93] إلا أنه لم يلق قبولاً في الأندلس.[94]
إلا أن مذهب آخر وجد سبيله إلى الأندلس أيضًا في عهد محمد بن عبد الرحمن على يد عبد الله بن قاسم القيسي،[95] ولقى استحسان الكثير من الأندلسيين، ألا وهو المذهب الظاهري والذي اشتهر من أئمته في الأندلس المنذر بن سعيد البلوطي وابن حزم.[96] ومن الفرق الإسلامية الأخرى، كانت هناك محاولات في عهد عبد الرحمن الناصر لنشر المذهب الشيعي، إلا أن الأمويين قاوموا تلك المحاولات خوفًا من تغلغل نفوذ أعدائهم الفاطميين شيعيي المذهب إلى الأندلس، لذا فقد بائت تلك المحاولات بالفشل.[97] كما كانت هناك أيضًا محاولات لنشر مذهب المعتزلة على يد عدد من أتباعه وأبرزهم ابن مسرة،[98] إلا أنه أيضًا لم يلق قبولاً، لميل أهل الأندلس في تلك الفترة للمذاهب التي تعتمد على النصوص كالمالكية، لا القياس العقلي كالمعتزلة.[99] لذا ولنفس السبب، اهتم الأندلسيين بعلم الحديث، وبرز منهم عدد من المحدّثين الذين كانت لهم رحلاتهم إلى المشرق لطلب علم الحديث ونشره في الأندلس كمحمد بن وضاح وقاسم بن أصبغ ومحمد بن عبد الملك بن أيمن.[100] ولم يهمل الأندلسيين في تلك الفترة القرآن وعلومه، فنبغ منهم في علم القراءات أبو العباس الأقليشي[101] وأبو عمرو الداني،[102] وفي التفسير برع منهم بقي بن مخلد الذي كان له تفسيرًا للقرآن قال عنه ابن حزم: «أنه لم يُؤلف في الإسلام تفسير مثله، لا تفسير محمد بن جرير الطبري ولا غيره.»[103]
أما عن المسيحيين واليهود، بمعاملة خاصة مكنتهم من حرية الدين والمعتقد، حتى أن قضاياهم كان لهم حق الفصل بها بموافقة من السلطة الإسلامية العليا. فكان يسمح بتطبيق شرائعهم على يد قضاتهم الذين كانوا يعرفون بقضاة النصارى أو قضاة العجم، وتحت مسؤولية رئيس طائفتهم الذي كان يحمل لقب «القومس»،[104] أما الخلافات التي كانت تقع بينهم وبين المسلمين، فكانت تعرض على القضاء الإسلامي،[105] فكثرت كنائسهم في كل الأندلس ما بين القرن الثامن والثاني عشر، سواء في المدن الكبرى أو الصغرى. ومن أشهر هذه كنائسهم أيام الخلافة، الكنيسة العظمى بقرطبة، ومن أشهر الأديرة الواقعة في أطراف المدينة دير أرملاط،[106] ولم تهدم الكنائس في الأندلس، إلا في حالات خاصة كأن تكون الكنيسة معقلاً للثورة على السلطة، كهدم بعض الكنائس خلال ثورة ابن حفصون. كما كانت الأناجيل أيضًا شائعة يطالعها المسيحي وغير المسيحي، وقد أفاد منها ابن حزم في كتابه «الفصل في الملل والأهواء والنحل»، حيث ذكر أنه كان يصاحب رجال الكنيسة ويجادلهم. كما ظلت سلطة اليهود ومقاليد أمورهم الدينية الخاصة بهم بين أيديهم، فقد جرت العادة على تعيين السلطة لمن يتولى رئاستهم والذي كان يعرف بـ «الناجد» أو «الحاخام»، كما كان يتولى قضائهم بينهم شيخ اليهود فيما يخص أمورهم الخاصة وتشريعهم، ويكون هذا الشيخ نفسه هو الواسطة بينهم وبين السلطة المدنية، وقد تمتع اليهود، في ظل هذه الحرية، بالسماح لهم ببناء دور عبادتهم في أحيائهم الخاصة وكذلك بين السكان المسلمين.[105] أتاحت تلك الحرية الفكرية لأبناء الأندلس من غير المسلمين الفرصة في التعمق في دراساتهم الدينية، فأسس حسداي بن شبروط الطبيب الخاص للخليفة عبد الرحمن الناصر مدرسة للدراسات التلمودية في قرطبة، كما وضع ابن حيوج الأسس الأولى لعلم النحو العبري.[107]
عناصر المجتمع
كان المجتمع الأندلسي خليطًا من أجناس مختلفة امتزجت في بوتقة المجتمع الأندلسي لتتكون منها الشخصية الأندلسية المستقلة. وقد كانت عناصر المجتمع الأندلسي كالتالي :
- العرب: دخل العرب إلى الأندلس في موجات متعاقبة، إلا أن أبرزها كان ما يسمى بطالعة موسى وهم الجند الغازي الذين دخل الأندلس بصحبة موسى بن نصير عام 93 هـ، والذين كانوا من العرب القيسية واليمانية، والذين انتشروا في الأندلس فسكنت القيسية في نواحي الجنوب، وتوزعت اليمانية بين المناطق الشمالية والشمالية الغربية.[108] كان أبرز الهجرات العربية التالية طالعة بلج بن بشر القشيري، وهم الجند الذين بعثهم الخليفة هشام بن عبد الملك إلى المغرب للقضاء على ثورة البربر هناك، ثم استعان بهم عبد الملك بن قطن الفهري والي الأندلس عام 122 هـ للقضاء على ثورة البربر في شمال الأندلس، واستقروا بها،[109] والذين كان معظمهم من القيسيين، ودخلوا بعد فترة وجيزة في صراع مع عبد الملك بن قطن واليمانية، وخلعوه وسيطروا على قرطبة، إلى أن وزعهم أبو الخطار الكلبي على كور الأندلس، فأسكنهم جيان وباجة وأكشونبة وبعض نواحي تدمير وشذونة والجزيرة وإشبيلية ولبلة ورية وإلبيرة.[110] غلبت النزعة القبلية على عرب الأندلس، وشكلوا النواة الارستقراطية والبرجوازية بالمدن،[111] فتقلدوا مراتب الوزارة والكتابة والقضاء والشرطة والحسبة وبيت المال وضرب السكة. أما عامتهم فقد احترفوا الزراعة ونسج الحرير والغزل والنسيج والتجارة فيهما، وبيع العطر والشمع والفاكهة والخضر والخبز.[105]
- البربر: كان البربر يمثلون معظم الجيش الفاتح للأندلس مع طارق بن زياد.[112] ونظرًا لقرب مساكنهم من الأندلس، توالت هجراتهم إليها أن علموا بنجاح الفتح،[113] وخاصة من قبائل زناتة.[105] وبعد أن انتهج العامريون سياسة تقريب البربر والاعتماد عليهم كعماد للجيش بدلاً من العرب والصقالبة، هاجرت جموع كبيرة من البربر إلى الأندلس خاصة من بطون صنهاجة، ولعبوا دورًا كبيرًا في فترة الفتنة. اختار البربر النزول في المناطق الجبلية في الأندلس في الجنوب والوسط والغرب لتقاربها مع طبيعة بلادهم.[114] وقد امتهن من سكن المدن منهم الحرف اليدوية والصيد والسقاية والبناء، فيما امتهن سكان البوادي جلب البقر والسمن والزيت والعسل والصوف والدجاج والفواكه والفحم والخشب، وبيعها في المدن.[105]
- الموالي والصقالبة: لعب الموالي دورًا كبيرً في تأسيس الدولة الأموية في الأندلس بما قدموه من دعم لعبد الرحمن الداخل عند دخوله الأندلس.[18] أصبح تأثير الموالي مؤثرًا منذ أن دخل ألفان مولى من أصل عشرة آلاف رجل إلى الأندلس في طالعة بلج.[115] وقد اعتمد عليهم الأمويون في بداية دولتهم في الأندلس،[116] وظلت أسر منهم تستأثر بالمناصب لدى الأمراء والخلفاء كبني جهور وبني أبي عبدة. أما الصقالبة فهم الخدم والمماليك الذين جلبهم النخاسون الجرمان واليهود من أسرى حروب الجرمان مع الصقالبة، وباعوهم في الأندلس. وكثر عدد الصقالبة أيام الخلافة، حيث كانوا يستخدمون كخدم وجنود،[117] وصار لهم تأثير كبير، خصوصًا وأنهم كانوا في خدمة أصحاب القرار، وقادة للجيوش، وكانت لهم مؤامراتهم داخل القصور كمحاولة فائق وجؤذر كبيرا صقالبة قصر الخلافة بعد وفاة الحكم المستنصر بالله لتنحية وليّ عهده هشام المؤيد بالله، وتولية أخيه المغيرة بن عبد الرحمن الناصر لدين الله التي نجح الحاجب جعفر المصحفي بمعاونة محمد بن أبي عامر في إفشالهم،[118] واستخدموا أحيانًا في قمع الثوارت كثورة أهل الربض في عهد الحكم الربضي.[119] وإلى جانب الخدمة في القصور، اشتغل الموالي والصقالبة في الحياكة والنسيج وسبك الحديد وصنع آلات الحرب والصباغة والنجارة، وتجارة النعال والجلاليب واللحم وضرب الطبول والقيام بالمساجد والأذان ورصد الوقت ودفن الموتى وحفر القبور وحراسة الأسواق ليلاً وحراسة الفنادق وحمل السلع من بلد إلى بلد.[105]
- المستعربون: هم المسيحيون الذين بقوا على دينهم بعد فتح الأندلس، وعاشوا في كنف دولة المسلمين. كان المسلمون يسمونهم بعجم الأندلس،[120] إلا أنه ومنذ القرن الحادي عشر الميلادي، أطلق عليهم لقب المستعربون وهو لقب استخدمه مسيحيو الممالك الشمالية لتمييز هؤلاء المسيحيين الذين تأثروا بالمسلمين ثقافةً ولغةً وأسلوب حياة، فكانت لهم طقوسهم الدينية الخاصة ورجال دين خاصون بهم، بل وكانوا يستخدمون لغة خاصة بهم،[121] ظلت تستخدم كلغة منطوقة حتى القرن الرابع عشر.[122] وخلال فترة الحكم الأموي، استخدمهم الأمويون في إدارة بعض شئون البلاد الاقتصادية وتنظيم الدولة. أما عوامهم فقد امتهنوا الزراعة وتربية الماشية وقطع الأخشاب وصناعة الفحم وصيد الأسماك وصناعة السفن وآلاتها.[123]
- المولدون: هم سكان الأندلس الأصليون الذين اعتنقوا الإسلام وأبناء العرب والبربر من أمهات إسبانيات.[124] لم يكن هناك فرق بين وضعهم العام ووضع العرب والبربر المسلمين في الأصل.[125] بل وبرزت منهم بيوتات كانت لها مكانتها السياسية كبني قسي وبنو الطويل في الثغر الأعلى، وكان منهم العلماء كابن القوطية.[126] إلا أن قطاعًا منهم كانت لهم نزعاتهم العصبية ضد العرب، وكانوا يثورون على سلطة الدولة في فترات ضعفها كابن حفصون وابن مروان الجليقي.[127] وقد امتهنت تلك الطائفة الزراعة والتجارة، واستخدمهم الأمويون في بعض المناصب الإدارية.[105]
- اليهود: عاش اليهود في العديد من المدن كقرطبة وإشبيلية ولسيانة وغرناطة وطليطلة وقلعة حماد وسرقسطة وطركونة وطرطوشة. وامتهنوا الخياطة والصباغة والحجامة والدلالة في الأسواق وصناعة الصابون وتجارة الحلي والأصواف والكتان وآلات الطرب،[105] وتجارة العبيد والحرير والتوابل.[128]
الأدب
لم يقتصر اهتمام الأندلسيين على العلوم الدينية فقط، فاهتموا بالعديد من ألوان الأدب كالشعر والنثر وعلوم اللغة والتاريخ وكتب السير والتراجم، وقد برزت أسماء كثيرة في تلك الفنون في عهد الدولة الأموية في الأندلس. ففي فن الكتابة الأدبية، لمع ابن عبد ربه وكتابه «العقد الفريد» الذي كان بمثابة موسوعة ثقافية تبين أحوال الحضارة الإسلامية في عصره،[129] وتناول فيه السياسة وفنون الحرب والنوادر وفضائل العرب والخطب والحديث واللغة والتاريخ والشعر وطبائع البشر وألوان الملابس والطعام.[130] وبرز أيضًا ابن شهيد صاحب «رسالة التوابع والزوابع» ذات الإطار الخيالي الخصب.[131] وفي فن الخطابة ذي التأثير الديني والسياسي،[132] برع المنذر بن سعيد البلوطي الذي كانت لخطبته التي ارتجلها أمام سفارة قيصر بيزنطة إلى الخليفة عبد الرحمن الناصر عام 336 هـ، أثرها في ظهوره على الساحة الأندلسية كفقيه وخطيب مفوّه.[133] وفي علوم اللغة والنحو، بعد أن دخل جودي بن عثمان الموروري بكتب الكسائي، اهتم الأندلسيون بعلم النحو،[134] كما كان لانتقال أبي علي القالي من العراق للأندلس دوره في ذيوع علوم اللغة وأشعار الشرق في الأندلس.[135] وقد ألف الأندلسيون كتبًا في علوم اللغة، بل وخاضوا في مواضيع لم يسبقهم إليها أحد ككتاب «تصاريف الأفعال» لابن القوطية وهو أول كتاب يتناول الأفعال الثلاثية والرباعية،[136]
أما الشعر، فقد كان أثر الشرق واضحًا فيه حيث تأثر شعر الأندلس بشعراء الشرق، فظهر أثر شعراء الزهد كأبي العتاهية على أشعار ابن أبي زمنين وابن عبد ربه وأبي بكر الزبيدي وغيرهم، وشعراء الغزل والمديح والفخر والحماسة كأبي نواس وأبي تمام وابن الرومي والمتنبي وابن المعتز، والذين ظهر أثرهم جليًا في شعر يحيى الغزال وابن دراج القسطلي وابن هانئ. وظل الشعر الأندلسي بلا إبداع محاكيًا لشعر الشرق وغير مصقول،[137] فقيرًا من الناحية الذهنية التفكيرية، مكبلاً بقيود الجوانب الشكلية الجامدة.[138] ولم تسبق الأندلس الشرق في ألوان الأدب إلا في فن الموشحات الذي ابتكره مقدم بن معافى القبري،[139] والذي أصبح بحلول القرن الرابع الهجري أشهر أشكال الأدب في الأندلس، كما أنها تعتبر فن أندلسي خالص.[140] ويعد ابن عبد ربه وعبادة بن ماء السماء ويوسف بن هارون الرمادي أشهر وشاحو عصر الدولة الأموية في الأندلس.[141]
كان للأندلسيين أيضًا اسهاماتهم التاريخية التي اهتمت بالتاريخ للأندلس منذ الفتح، والتي تطورت من النقل التاريخي الذي يفيض فيه اللون الأسطوري كتاريخ عيسى بن أحمد الرازي وتاريخ عبد الملك بن حبيب السلمي، إلى أن انتقل إلى الإحكام والدقة ككتابي «تاريخ افتتاح الأندلس» لابن القوطية و«تقويم قرطبة» لعريب بن سعيد القرطبي.[142] وقد اهتم الأندلسيون أيضًا بتدوين السير والتراجم التي تناولت تصنيفات مختلفة للتراجم ككتاب «تاريخ علماء الأندلس» لابن الفرضي[143] وكتاب «قضاة قرطبة» لمحمد بن الحارث الخشني.[144]
لم يكن الأمراء والخلفاء بعيدين عن هذا الجو الأدبي، فقد اهتم الأمير عبد الرحمن بن الحكم الذي كان شغوفًا بجمع الكتب بنقل الثقافة من المشرق إلى قرطبة، فأرسل شاعره ووزيره عباس بن ناصح الجزيري إلى المشرق، للبحث عن الكتب القيمة واستنساخها، وهي النواة التي تكونت منها بعد ذلك منها مكتبة قرطبة،[145] وهي الهواية التي شاركه فيها الخليفة عبد الرحمن الناصر[146] وابنه الحكم المستنصر بالله الذي وصل عدد الكتب في مكتبته إلى 400,000 كتاب،[37] بل واهتم الحكم أيضًا باستجلاب العلماء ورواة الحديث من الأقطار، وكان يحضر مجالسهم ويروي عنهم.[147] لم يقتصر دور أمويي الأندلس على رعاية الأدب، بل وأدلى أفراد منهم بدلائهم في هذا الفن، فكان منهم الشعراء كيعقوب وبشر ابني الأمير عبد الرحمن بن الحكم[148] وأبو عبد الملك مروان بن عبد الرحمن بن مروان بن عبد الرحمن الناصر المعروف بالطليق، الذي قال عنه ابن حزم: «أبو عبد الملك هذا في بني أمية كابن المعتز في بني العباس، ملاحة شعر وحُسن تشبيه.»[149] واللغويين كالمنذر بن عبد الرحمن وهو من نسل المنذر بن عبد الرحمن الداخل الذي وصفه ابن حزم بأنه كان إمامًا في علم النحو،[150] وعبد العزيز بن الحكم بن أحمد بن الأمير محمد بن عبد الرحمن الذي كان عالمًا بالنحو وغريب اللغة.[151] والمؤرخين كمعاوية بن هشام بن محمد المعروف بابن الشبانسي الذي كان له كتابين أحدهما في نسب العلويين والآخر في أخبار الدولة الأموية في الأندلس،[152] وعبد الله بن عبد الرحمن الناصر لدين الله الذي كان له كتاب «العليل والقتيل في أخبار ولد العباس».[153]
العمارة
اهتم الأمويون بالعمارة في الأندلس، فبنوا القصبات والحصون والأسوار والأبواب وأسسوا المدن، كما اهتموا ببناء المساجد والقصور والحمامات والقباب والقناطر المائية التي زينوها بالزخارف والنقوش. استفاد الأندلسيون مما حملوه معهم من فن العمارة الإسلامية من الشرق، ومزجوه مع ما وجدوه في الأندلس من عمارة رومانية وقوطية، فأنتجوا خليطًا متميزًا ميّز فن العمارة الأندلسي، وجعله فنًا مستقلاً له خصائصه الخاصة التي تميزه.[154] ورغم مرور نحو ألف عام منذ سقوط الدولة الأموية في الأندلس، إلا أنه ما زالت هناك العديد من الآثار الخالدة التي تشهد على عظمة فن العمارة الأندلسي في عصر الدولة الأموية في الأندلس.
يعد الجامع الكبير في قرطبة دُرّة العمارة الدينية في عهد الدولة الأموية في الأندلس، فما زال خالدًا ليشهد على عظمة الفن الأندلسي في تلك الفترة. أنشأه عبد الرحمن الداخل سنة 170 هـ/786م محل كنيسة قوطية، وأراده عبد الرحمن الداخل أن يكون أعظم مساجد الأندلس وأفخمها.[155] أنفق الداخل 80 ألف دينار على بنائه، واشترى أرضًا من مسيحيي قرطبة بمئة ألف دينار ليضمها إلى الجامع، إلا أنه مات قبل أن يكتمل بنائه، الذي اكتمل في عهد ابنه هشام الرضا.[156] تمت توسعة الجامع عدة مرات أولاها في عهد عبد الرحمن الأوسط التي أتمها ابنه محمد بن عبد الرحمن.[157] كما قام الأمير المنذر بن محمد بترميم ما وهي من بنائه،[158] وأضاف الحكم المستنصر بالله إليه زيادة لما ضاق المسجد بأهل قرطبة في عهده،[159] وكذلك فعل محمد بن أبي عامر،[160] حتى بلغ عدد سواريه 1,417 سارية وثراياه 280 ثُريّة وأبوابه 21 بابًا.[161] وبلغ طوله 180 م وعرضه 135 م بارتفاع 12 م.[162] استوحي بناء الجامع من تصميم الجامع الأموي في دمشق،[163] وكان يربطه بقصر الخلافة ممرًا مسقوفًا لوصول الأمير إلى الجامع مباشرة بعيدًا عن أعين العامة.[155] وقد أضيف الجامع إلى مواقع التراث العالمي عام 1984.[164]
ومن آثار العمارة الدينية أيضًا، مسجد إشبيلية الذي بني في عهد عبد الرحمن بن الحكم عام 214 هـ/830م،[165] الذي تعرض لبعض الأضرار نتيجة غزو النورمان لإشبيلية عام 230 هـ/844 م، كما تأثر بزلزال عام 472 هـ/1079 م، إلا أنه وبعد سقوط المدينة في يد الإسبان عام 1246 م، تم تحويله إلى كنيسة، وفي عام 1671 م تم هدمه وبناء كنيسة جديدة في مكانه، ولم يبق منه إلا أجزاء من صحن المسجد ومئذنته،[166] وباب المسجد الرئيسي الذي يبلغ طوله 10 أمتار وعرضه 5 أمتار، ويعرف الآن بباب الغفران (بالإسبانية: Puerta del Perdón).[167] ومن الآثار المعمارية الباقية أيضًا مسجد باب المردوم بطليطلة الذي بناه قاضي طليطلة أحمد بن حديدي عام 390 هـ/999م، وقد تحول المسجد أيضًا إلى كنيسة «Cristo de la Luz»[168] بعد أن استولى ألفونسو السادس ملك قشتالة على المدينة عام 1085م.[169] وأجزاء من المسجد الجامع في مدينة الزهراء الذي بناه عبد الرحمن الناصر لدين الله عام 329 هـ /941م، والذي لا تزال أطلاله باقية إلى الآن.[170][171]
وكما اهتم الأمويون بالعمارة الدينية، اهتموا أيضًا بالعمارة المدنية، فقد اعتنوا ببناء القصور كقصور الخلافة والرصافة والمؤنس في قرطبة،[172] وشيّدوا المدن لتكون مراكز للحكم والإدارة كالزهراء التي أسسها عبد الرحمن الناصر لدين الله عام 325 هـ/936م والزاهرة التي بناها محمد بن أبي عامر عام 368 هـ/978 م[173] ومرسية التي بناها عبد الرحمن بن الحكم، لتكون قاعدة لكورة تدمير.[174] بلغت الزهراء التي كانت مقرًا لحكم الأمويين لأربعين عامًا في عهدي عبد الرحمن الناصر لدين الله وابنه الحكم المستنصر بالله شأوًا عظيمًا، فضمت الزهراء قاعات احتفال ومساجد ودور حكومية وحدائق ودار لسك العملة وورش للعمال، وثكنات ومساكن للجند وحمامات، كما تم إمدادها بالمياه عبر قنوات.[175] وقد امتد العمارة في مباني قرطبة والزهراء والزاهرة حتى اتصلت، فكان يُمشى فيها لعشرة أميال على ضوء السُرُج.[176]
الموسيقى
كان فن الغناء في الأندلس في بداية عهد الدولة الأموية محصورًا في لونين، إما على نسق الغناء الشعبي الذي كان منتشرًا قبل الفتح الإسلامي، وإما على نهج الحداء العربي الذي نقله العرب الداخلون إلى الأندلس معهم.[177] إلا أنه وبعد دخول المغنيين المشرقيين بألوان الغناء التي كانت منتشرة في العراق والحجاز،[178] كزرقون وعلون في عهد الحكم الربضي[179] وزرياب في عهد عبد الرحمن الأوسط[180] وهو الأمير الذي كان مولعًا بالغناء،[181] حتى أنه كان يبعث إلى المشرق من يشترى له الجواري الذين اشتهرن بالغناء، بل وخصص لهن مكانًا في قصره عُرف بدار المدنيات،[182] فانتشرت بذلك المغاني في الأندلس.
نجح زرياب في توظيف فنه ليتواءم مع الأشعار والموشحات والأزجال الأندلسية،[183][184] كما كان لإدخاله وترًا خامسًا على العود،[185] دوره في نشأة الغيتار الإسباني.[186] كما لعبت موسيقى الأندلس دورًا في نقل الآلات الموسيقية الشرقية للغرب، كالكمان الذي تطور من الربابة، ويظهر ذلك من المصطلحات الموسيقية ذات أصول عربية التي اكتسبتها الموسيقى الغربية، ككلمات «adufe» من الدف، «alboka» من البوق، «anafil» من النفير، «atabal» من الطبل، «atambal» من الطنبل.[187]
العلوم
كان اهتمام الأندلسيين بالفلسفة في عهد الدولة الأموية في الأندلس ضعيفًا، لما كانوا عليه من ميل ديني للمذاهب الفقهية التي تعتمد على النصوص، بل وكانوا يرمون من يشتغل بالفلسفة بالزندقة.[154] ورغم هذا الجو القاتل لهذا العلم، إلا أنه ظهر في هذا العهد واحدًا من الفلاسفة اللامعين وهو ابن مسرة، الذي رحل إلى المشرق واختلط بالمشتغلين من الفلاسفة في الشرق وتأثر بهم، وعاد إلى الأندلس ناشرًا فكره، لكنه لم يسلم من اتهام الفقهاء له ولأتباعه بالزندقة، مما دفع الخليفة عبد الرحمن الناصر لدين الله لملاحقة أتباعه للقضاء على مذهبه.[188] ورغم ذلك، لم يمنع هذا التضييق على الفلسفة والفلاسفة الخليفة الحكم المستنصر بالله الشغوف باقتناء الكتب على أن يجمع عددًا من كتب الفلسفة في مكتبته.[189] التي ما أن استقر الأمر للحاجب المنصور استخرجها وأحرق بعضها وأتلف البعض ليكتسب بذلك تقدير العلماء والعامة من المتدينين.[190]
أما الطب فكان أكثر العلوم المدنية التي أولاها الأندلسيون اهتمامهم، فاشتغلوا أولاً بدراسة الكتب القديمة ككتاب ديسقوريدس الذي تداول منه الأندلسيون نسخًا بترجمة اصطفن بن بسيل المشرقية، ثم أهديت منه نسخة باليونانية للخليفة الناصر، فأعيد ترجمتها في قرطبة، وتم تعريب ما صعب على المشرقيين ترجمته من أسماء النباتات التي ورد ذكرها باسمها اليوناني في ترجمة ابن بسيل. ولم يتوقف الأندلسيون عند ذلك، بل وكانت لهم تعليقاتهم على تلك الكتب القديمة كتعليقات ابن جلجل على كتب ديسقوريدس،[191] وتعليقات الزهراوي على كتب القدماء ومعارضاته لبعض آرائهم.[192] وقد تجاوزت شهرة الأطباء الأندلسيون الحدود في زمنهم، فكانت الملوك تفد إلى قرطبة لتستطبّ على يدي أطباء الأندلس.[193] لم تقتصر تلك شهرة أطباء الأندلس على زمانهم فقط، فقد ظل كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف لأبي القاسم الزهراوي الملقّب بأبو الجراحة الحديثة[194] الذي ضم وصف ورسوم لمائتي جهاز جراحي اخترعهم الزهراوي،[195][196] يستخدم كمرجع أساسي في الجراحة في أوروبا العصور الوسطى،[197] كما ترجم ألبيرتوس ماغنوس بعض أعمال ابن جلجل إلى الغرب.[198]
وفي علمي الرياضيات والفلك، درس الأندلسيون علم الفلك ونبغ منهم في هذا المجال أيضًا مسلمة المجريطي الذي اهتم بدراسة كتب بطليموس وحسّن ترجمة المجسطي، وطوّر جداول الخوارزمي الفلكية، وقدّم تقنيات في علمي المساحة والتثليث،[199] إضافة إلى تلميذيه ابن السمح القرطبي وابن الصفار اللذان ألف كل منها زيجًا فلكيًا.[200] أما الكيمياء، فقد خرج بها الأندلسيون من دائرة الخيمياء إلى الكيمياء العلم الذي يقوم على المراقبة والتجريب. ولعل أبرز انجازاتهم في مجال الكيمياء استنباط عباس بن فرناس الذي اشتهر بمحاولته للطيران.[201][202] والذي استنبط طريقة لكيفية صناعة الزجاج من الأحجار عن طريق معالجتها كيميائيًا،[203][204] والمجريطي الذي أجرى التجارب على أكسيد الزئبق الثنائي، ونجح في فصل الذهب عن الفضة.[205]
النشاط الاقتصادي
تنوع النشاط الاقتصادي في الأندلس في عهد الدولة الأموية في الأندلس بين زراعة وصناعة وتجارة. فقد اهتم المسلمون في عهد الدولة الأموية في الأندلس بالزراعة، فأصلحوا وسائل الري ونظّموها، وبنوا السدود وشقوا القنوات، وأقاموا الجسور والقناطر،[206] واستغلوا مياه المتساقطة من الجبال، وحفروا لها أحواض لتجميعها،[207] واستخدموا بعد ذلك السواقي التي كانت تتراوح أقطارها بين 20-30م لرفع الماء منها.[208] واستخدموا الثيران في تقليب الأرض وإعدادها للزراعة.[209] وبرعوا أيضًا في تنسيق الحدائق، وأدخلوا إلى أوروبا نباتات لم تكن معروفة لدى الأوروبيين كالأرز وقصب السكر والزيتون والمشمش والقطن والفستق. وإلى جانب تلك النباتات زرعوا العنب والتين والرمان واللوز والجوز والبندق والصنوبر والكمثرى والدراق والسفرجل والتوت والتفاح والنخيل والكتان والقمح والشعير.[208]
وفي النشاط الصناعي، عرفت الأندلس في تلك الفترة الصناعات الغذائية كتجفيف الحبوب والفواكه[210] وصناعة النبيذ ومعاصر الزيتون.[211] وصناعة المنسوجات والصباغة والصناعات المعدنية والزجاج والفخار المُذهب والفسيفساء،[212] والدباغة.[213] والسجاد[214] والسكر والورق والتحف المعدنية[215] اشتهرت الأندلس أيضًا بصناعة الملابس من الكتان والحرير والتي كانت تصل إلى مصر ومكة واليمن.[216] كما استخرج الأندلسيون الحديد[217] والذهب والفضة والرصاص والزئبق، كما استخدموا الرخام بألوانه المتعددة.[218]
أما التجارة، فقد راجت التجارة الداخلية والخارجية في الأندلس لسيطرتهم على الحوض الغربي للبحر المتوسط، فكانت موانئ الأندلس تعج بالنشاط والحركة، وقد ذكر ابن حوقل أن بعض المنتجات الأندلسية كالملابس المطرزة والأصواف والأصبغ والحرير والورق والملابس الكتانية والتين المجفف والخزف المُذهب والأسلحة، كانت تصدر إلى مصر وخراسان وغيرها.[219] كما كان للدينار القرطبي قوته الاقتصادية في كل الأندلس وبعض بلدان أوروبا منذ أمر عبد الرحمن الداخل بسكّه، فكانت المبادلات التجارية تتم بالدينار العربي ودينار بيزنطة ودينار غالة الذي سكّه شارلمان.[75] بل ظلت الممالك المسيحية في الشمال تتعامل بالنقود العربية والفرنسية لفترة طويلة من الزمن.[220] تنوعت مصادر دخل الدولة الأموية في الأندلس من الزراعة والصناعة والتجارة والموارد الطبيعية، إضافة إلى ما كانت تفرضه الدولة من خراج على الأراضي وجزية على الذميين وغنائم الحروب والضرائب المفروضة[221] والرسوم المفروضة على البضائع التي تمر على موانئ الأندلس.[222][223] وقد بلغت الدولة ذروة نشاطها الاقتصادي في عهد الخليفة عبد الرحمن الناصر حيث يلغت جباية الأندلس من الكور والقرى خمسة ملايين وأربعمئة وثمانين ألف دينار، ومن ضريبة الأسواق سبعمئة وخمس وستين ألف دينار، بالإضافة إلى ما كان يدخل خزائن الدولة من أخماس الأغنام.[224]
شجرة نسب حكام بني أمية في الأندلس
1 عبد الرحمن الداخل | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
أمير أموي | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2 هشام الرضا | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
خليفة أموي | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
3 الحكم الربضي | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
4 عبد الرحمن الأوسط | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
5 محمد | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
7 عبد الله | 6 المنذر | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
محمد | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
1 عبد الرحمن الناصر لدين الله | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عبيد الله | عبد الملك | سليمان | عبد الجبار | 2 الحكم المستنصر بالله | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
عبد الرحمن | محمد | الحكم | هشام | 3 هشام المؤيد بالله | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
8 محمد المستكفي بالله | 9 هشام المعتد بالله | 6 عبد الرحمن المرتضي بالله | 5 سليمان المستعين بالله | 7 عبد الرحمن المرتضي بالله | 4 محمد المهدي بالله | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
مقالات ذات صلة
مصادر
- شبارو, عصام محمد (1987). تاريخ بيروت منذ أقدم العصور حتى القرن العشرين. بيروت-لبنان: دار مصباح الفكر. صفحة 51.
- رسائل ابن حزم2 1987، صفحة 63
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 198
- السرجاني, راغب. "قصة الإسلام". عهد الولاة - قصة الأندلس. مؤرشف من الأصل في 5 مارس 201618 يوليو 2011.
- طقّوش، مُحمَّد سُهيل (1431هـ - 2010م). تاريخ المُسلمين في الأندلُس: 91 - 897هـ \ 710 - 1492م (الطبعة الثالثة). بيروت - لُبنان: دار النفائس. صفحة 146. .
- Geography at about.com - تصفح: نسخة محفوظة 18 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
- عنان دولة الإسلام ج1 1997، صفحة 507
- طقّوش، مُحمَّد سُهيل (1431هـ - 2010م). تاريخ المُسلمين في الأندلُس: 91 - 897هـ \ 710 - 1492م (الطبعة الثالثة). بيروت - لُبنان: دار النفائس. صفحة 317. .
- الدُليمي, انتصار مُحمَّد صالح (2005). التحديات الداخليَّة والخارجيَّة التي واجهت الأندلُس خلال الفترة (300-366 هـ / 912-976 م). جامعة الموصل. صفحة 117.
- ابن الأثير ج4 2008، صفحة 273
- قصة الإسلام - مختصر قصة الأندلس - تصفح: نسخة محفوظة 4 يونيو 2016 على موقع واي باك مشين.
- قصة الإسلام - قصة الأندلس - عهد الولاة - تصفح: نسخة محفوظة 5 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- مؤلف مجهول 1989، صفحة 50-51
- مؤلف مجهول 1989، صفحة 56
- ابن الأثير ج5 2008، صفحة 121-126
- السامرائي وذنون ومطلوب 2000، صفحة 90
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 40
- قصة الإسلام - عبد الرحمن الداخل صقر قريش - تصفح: نسخة محفوظة 13 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- مؤلف مجهول 1989، صفحة 72
- مؤلف مجهول 1989، صفحة 80-83
- السامرائي وذنون ومطلوب 2000، صفحة 101
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 76-77
- ابن الأبار 1985، صفحة 44
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 87-88
- العذري -، صفحة 29-35
- العذري -، صفحة 64-65
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 143-133
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 101-105
- مرسي الشيخ 1981، صفحة 103-106
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 96-97
- عنان دولة الإسلام ج1 1997، صفحة 344
- عنان دولة الإسلام ج1 1997، صفحة 425-426
- رسائل ابن حزم ج2 1987، صفحة 63
- مرسي الشيخ 1981، صفحة 113-114
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 185-189
- عنان دولة الإسلام ج1 1997، صفحة 506
- المقري ج1 1968، صفحة 395
- عنان دولة الإسلام ج1 1997، صفحة 517-520
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 268-269
- عنان دولة الإسلام ج1 1997، صفحة 537-539
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 278
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 279
- دوزي ج2 1994، صفحة 157
- عنان دولة الإسلام ج1 1997، صفحة 625
- عنان دولة الإسلام ج1 1997، صفحة 632-634
- عنان دولة الإسلام ج1 1997، صفحة 646-647
- دوزي ج2 1994، صفحة 190-191
- دوزي ج2 1994، صفحة 223
- مؤلف مجهول 1989، صفحة 131 بيعة محمد بن عبد الرحمن
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 61 بيعة هشام بن الداخل
- ابن حزم (الجمهرة) 1982، صفحة 98
- عنان دولة الإسلام ج1 1997، صفحة 373 بيعة عبد الرحمن الناصر
- سالم الخلف 1980، صفحة 133-137
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 158 بيعة عبد الرحمن الناصر
- سالم الخلف 1980، صفحة 417
- عنان دولة الإسلام ج1 1997، صفحة 685
- مؤنس 2002، صفحة 571-572
- زيتون 1990، صفحة 264
- David Koeller. "Charlemagne Invades Spain". مؤرشف من الأصل في 11 أغسطس 201801 مايو 2013.
- عنان ج1 1997، صفحة 176
- Martínez Díez, Gonzalo (2005). El Condado de Castilla (711-1038): La historia frente a la leyenda (باللغة الإسبانية). 2. Valladolid: Marcial Pons Historia. صفحة 112. . مؤرشف من الأصل في 3 يناير 201418 يوليو 2012.
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 64-65
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 87-88
- عنان ج1 1997، صفحة 573
- عنان ج1 1997، صفحة 651
- المقري ج1 1968، صفحة 341
- سالم الخلف 1980، صفحة 489
- سالم الخلف 1980، صفحة 497
- نعنعي 1986، صفحة 464
- عنان ج1 1997، صفحة 200
- ابن القوطية 1989، صفحة 82
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 124
- عنان ج1 1997، صفحة 311
- نعنعي 1986، صفحة 464-465
- صنعة الكلام - اقتصاد الأندلس: الزراعة والصناعة والتجارة - عادل بشتاوي - تصفح: نسخة محفوظة 16 أكتوبر 2013 على موقع واي باك مشين.
- المقري ج1 1968، صفحة 330-331
- المقري ج3 1968، صفحة 346
- ابن دحية، صفحة 138-146
- أزهار الرياض ج2 1940، صفحة 259
- عنان ج1 1997، صفحة 456
- نعنعي 1986، صفحة 376
- نعنعي 1986، صفحة 374-376
- عنان ج1 1997، صفحة 456-458
- عنان ج1 1997، صفحة 491
- Cantera Burgos 1966, p. 363 - تصفح: نسخة محفوظة 03 يناير 2014 على موقع واي باك مشين.
- Vallvé Bermejo 1992, p. 177 - تصفح: نسخة محفوظة 03 يناير 2014 على موقع واي باك مشين.
- Hajji 1970, p. 75 - تصفح: نسخة محفوظة 03 يناير 2014 على موقع واي باك مشين.
- عنان ج1 1997، صفحة 490
- عنان ج1 1997، صفحة 583
- دويدار 1994، صفحة 137
- الدغلي 1984، صفحة 30
- عنان دولة الإسلام ج1 1997، صفحة 691-692
- بالينثيا 1955، صفحة 431-433
- دويدار 1994، صفحة 145-146
- بالينثيا 1955، صفحة 439
- دويدار 1994، صفحة 157-158
- دويدار 1994، صفحة 174
- الموسوعة العربية - ابن مسرَّة (محمد بن عبد الله) - تصفح: نسخة محفوظة 10 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- الدغلي 1984، صفحة 31
- بالينثيا 1955، صفحة 394-395
- ابن بشكوال 1989، صفحة 66
- ابن بشكوال 1989، صفحة 593
- رسائل ابن حزم ج2 1987، صفحة 178
- دويدار 1994، صفحة 126-134
- مكونات المجتمع الأندلسي ومكانة أهل الذمة فيه - تصفح: نسخة محفوظة 24 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- Lévi- Provençal, Histoire de L’Espagne musulmane، Paris، 1950، T. 3 PP 72-74
- بالينثيا 1955، صفحة 488-489
- مؤنس 2002، صفحة 400
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 30
- ابن الأبار ج1 1985، صفحة 61-62
- دويدار 1994، صفحة 19
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 6
- مؤنس 2002، صفحة 420
- مؤنس 2002، صفحة 429
- ابن القوطية 1989، صفحة 40
- ابن الأبار ج2 1985، صفحة 375
- دويدار 1994، صفحة 50-54
- عنان ج1 1997، صفحة 517-518
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 76-77
- ابن القوطية 1989، صفحة 31
- مؤنس 2002، صفحة 461
- Mozarabic language - تصفح: نسخة محفوظة 18 أكتوبر 2014 على موقع واي باك مشين.
- مكونات المجتمع الأندلسي ومكانة أهل الذمة فيه – أحمد شحلان - تصفح: نسخة محفوظة 24 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- دويدار 1994، صفحة 41
- مؤنس 2002، صفحة 464
- دويدار 1994، صفحة 43
- دويدار 1994، صفحة 44
- دويدار 1994، صفحة 48
- ابن عبد ربه لؤي خليل الموسوعة العربية نسخة محفوظة 26 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- بالينثيا 1955، صفحة 169-172
- ثقافة وفن: السرد الحلمي في رسالة التوابع والزوابع - تصفح: نسخة محفوظة 06 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- الأدب الأندلسي - تصفح: نسخة محفوظة 13 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- عنان دولة الإسلام ج1 1997، صفحة 454-455
- بالينثيا 1955، صفحة 185
- زكريا عناني 1999، صفحة 42
- الزركلي ج6 2002، صفحة 311-312
- إحسان عباس - تاريخ الأدب الأندلسي (عصر سيادة قرطبة) ج2 - تصفح: نسخة محفوظة 30 يناير 2016 على موقع واي باك مشين.
- بالينثيا 1955، صفحة 42
- المقري ج7 1968، صفحة 6
- زكريا عناني 1999، صفحة 167
- زكريا عناني 1999، صفحة 169-170
- بالينثيا 1955، صفحة 193
- الزركلي ج4 2002، صفحة 121
- بالينثيا 1955، صفحة 266
- عنان دولة الإسلام ج1 1997، صفحة 281-282
- عنان دولة الإسلام ج1 1997، صفحة 462
- ابن الأبار ج1 1985، صفحة 201
- ابن الأبار ج1 1985، صفحة 124-126
- ابن الأبار ج1 1985، صفحة 221
- ابن حزم1 1982، صفحة 95
- ابن الفرضي ج1 1966، صفحة 279
- ابن حيان القرطبي 1994، صفحة 262
- ابن الأبار ج1 1985، صفحة 206
- أمين ج3 2009، صفحة 302
- Harvnb|عنان الآثار الأندلسية| Ref =الآثار الأندلسية|1997|p=20}}
- المقري ج1 1968، صفحة 545-546
- ابن القوطية 1989، صفحة 88
- المقري ج1 1968، صفحة 561
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 234
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 287
- المقري ج1 1968، صفحة 549-550
- عنان الآثار الأندلسية 1997، صفحة 22
- The Literature of Al-Andalus (The Cambridge History of Arabic Literature). New Ed ed. New York: Cambridge University Press, 161.
- Historic Centre of Cordoba - تصفح: نسخة محفوظة 14 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- عنان الآثار الأندلسية 1997، صفحة 47
- دويدار 1994، صفحة 219
- عنان الآثار الأندلسية 1997، صفحة 49
- عنان الآثار الأندلسية 1997، صفحة 88-89
- دويدار 1994، صفحة 221
- عنان الآثار الأندلسية 1997، صفحة 36
- Barrucand, Marianne & Bednorz, Achim, Moorish Architecture in Andalusia, Taschen, 2002, p. 61
- السيد سالم 1977، صفحة 96
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 298
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 82
- Ruggles, D. Fairchild (2008). Islamic Gardens and Landscapes. University of Pennsylvania Press. صفحات 152–153. .
- المقري ج3 1968، صفحة 216
- دويدار 1994، صفحة 268
- دويدار 1994، صفحة 267
- المقري ج3 1968، صفحة 130
- المقري ج3 1968
- المقري ج1 1968، صفحة 350
- المقري ج3 1968، صفحة 140
- Menocal, María Rosa, Raymond P. Scheindlin, Michael Anthony Sells (eds.) (2000), The Literature of Al-Andalus, Cambridge University Press
- Salma Khadra Jayyusi and Manuela Marin (1994), The Legacy of Muslim Spain, p. 117, Brill Publishers,
- دويدار 1994، صفحة 275
- van Sertima, Ivan (1992), The Golden Age of the Moor, Transaction Publishers, صفحة 17, , مؤرشف من الأصل في 20 يناير 2020
- (Farmer 1978, p. 137)
- عنان دولة الإسلام ج1 1997، صفحة 432-433
- البشري 1997، صفحة 309
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 292
- ابن أبي أصيبعة ج2 1882، صفحة 47-48
- Abū Al-Qāsim Khalaf Ibn ʾabbās Al-Zahrāwī. Albucasis on Surgery and Instruments. Berkeley: University of California Press, 1973. (10, 14 & 90)
- البشري 1997، صفحة 353
- Ahmad, Z. (St Thomas' Hospital) (2007), "Al-Zahrawi - The Father of Surgery", ANZ Journal of Surgery, 77 (Suppl. 1): A83, doi:10.1111/j.1445-2197.2007.04130_8.x
- Holmes-Walker, Anthony (2004). Life-enhancing plastics : plastics and other materials in medical applications. London: Imperial College Press. صفحة 176. .
- Khaled al-Hadidi (1978), "The Role of Muslem Scholars in Oto-rhino-Laryngology", The Egyptian Journal of O.R.L. 4 (1), p. 1-15. (cf. Ear, Nose and Throat Medical Practice in Muslim Heritage, Foundation for Science Technology and Civilization.) نسخة محفوظة 29 أكتوبر 2013 على موقع واي باك مشين.
- مظهر 2002، صفحة 80
- Vernet, J. (2008) [1970-80]. "Ibn Juljul, Sulaymān Ibn Ḥasan". Complete Dictionary of Scientific Biography. Encyclopedia.com. مؤرشف من الأصل في 4 مارس 2016.
- Sarton, George (1927). Introduction to the History of Science. 1(part 2). Carnegie Institution of Washington. صفحات 668–9.
- البشري 1997، صفحة 365-366
- John H. Lienhard (2004). "Abbas Ibn Firnas". The Engines of Our Ingenuity. KUHF-FM Houston. مؤرشف من الأصل في 11 مايو 201931 أغسطس 2009.
- Lynn Townsend White, Jr. (Spring, 1961). "Eilmer of Malmesbury, an Eleventh Century Aviator: A Case Study of Technological Innovation, Its Context and Tradition", Technology and Culture 2 (2), p. 97-111 [100f.]
- Lynn Townsend White, Jr. (Spring, 1961). "Eilmer of Malmesbury, an Eleventh Century Aviator: A Case Study of Technological Innovation, Its Context and Tradition", Technology and Culture 2 (2), p. 97-111 [100]:
"Ibn Firnas was a polymath: a physician, a rather bad poet, the first to make glass from stones (quartz), a student of music, and inventor of some sort of metronome."
- المقري ج3 1968، صفحة 374
- البشري 1997، صفحة 381
- دويدار 1994، صفحة 343
- دويدار 1994، صفحة 344
- حتاملة 2000، صفحة 1029-1042
- دويدار 1994، صفحة 345
- المقري ج1 1968، صفحة 197 ذكر المقري في حديثه عن سرقسطة أنه: «لا يتسوّس فيها شيء من الطعام ولا يعفن، ويوجد فيها القمح من مئة سنة، والعنب المعلّق من ستة أعوام، والفول والحمص من عشرين سنة.»
- حتاملة 2000، صفحة 1044
- المقري ج1 1968، صفحة 201-202
- المقري ج1 1968، صفحة 159
- دويدار 1994، صفحة 350
- دويدار 1994، صفحة 354-356
- حتاملة 2000، صفحة 1045
- المقري ج1 1968، صفحة 162
- حتاملة 2000، صفحة 1047-1050
- دويدار 1994، صفحة 360
- دويدار 1994، صفحة 362
- دويدار 1994، صفحة 365
- يا بيروت - الدور الاقتصادي في الأندلس - تصفح: نسخة محفوظة 27 سبتمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
- دويدار 1994، صفحة 371
- ابن عذاري ج2 1980، صفحة 231-232
مراجع
- ابن عذاري, أبو العباس أحمد بن محمد (1980). البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب - الجزء الثاني. دار الثقافة، بيروت.
- ابن حزم, علي (1987). رسائل ابن حزم الأندلسي - الجزء الأول والثاني. المؤسسة العربية للدراسات والنشر - تحقيق إحسان عباس.
- ابن الأثير (2008). الكامل في التاريخ. دار التوفيقية للطباعة.
- مؤلف مجهول, تحقيق: إبراهيم الإبياري (1989). أخبار مجموعة في فتح الأندلس. دار الكتاب المصري، القاهرة - دار الكتاب اللبناني، بيروت. .
- السامرائي, خليل إبراهيم وآخرون (2000). تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس. دار الكتاب الجديد المتحدة. .
- القضاعي, ابن الأبّار (1997). الحلة السيراء. دار المعارف، القاهرة. .
- العذري, أحمد بن عمر بن أنس (-). نصوص عن الأندلس من كتاب ترصيع الأخبار وتنويع الآثار، والبستان في غرائب البلدان والمسالك إلى جميع الممالك. منشورات معهد الدراسات الأسلامية في مدريد.
- الشيخ, محمد محمد مرسي (1981). دولة الفرنجة وعلاقتها بالأمويين في الأندلس حتى أواخر القرن العاشر الميلادي 755م-976م (138هـ-366هـ). مؤسسة الثقافة الجامعية، الإسكندرية.
- المقري, أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد (1988). نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب. دار صادر، بيروت.
- دوزي, رينهارت (1994). المسلمون في الأندلس - الجزء الثاني. الهيئة العامة المصرية للكتاب، القاهرة. .
- عنان, محمد عبد الله (1997). دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول. مكتبة الخانجي، القاهرة. .
- الخلف, سالم بن عبد الله (1997). نظم حكم الأمويين ورسومهم في الأندلس. الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. .
- ابن حزم, علي (1982). جمهرة أنساب العرب. دار المعارف، القاهرة. .
- دويدار, حسن يوسف (1994). المجتمع الأندلسي في العصر الأموي. مطبعة الحسين الإسلامية، القاهرة.
- الدغلي, محمد سعيد (1994). الحياة الاجتماعية في الأندلس وأثرها في الأدب العربي وفي الأدب الأندلسي. دار أسامة.
- بالنثيا, أنخل جونثالث، ترجمة حسين مؤنس (1955). تاريخ الفكر الأندلسي. مكتبة الثقافة الدينية.
- ابن بشكوال, أبو القاسم خلف بن عبد الملك (1989). الصلة. دار الكتاب المصري، القاهرة - دار الكتاب اللبناني، بيروت. .
- عناني, محمد زكريا (1999). تاريخ الأدب الأندلسي. دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية.
- الزركلي, خير الدين (2002). الأعلام. دار العلم للملايين، بيروت.
- ابن الفرضي, أبو الوليد عبد الله بن محمد بن يوسف (1966). تاريخ علماء الأندلس. الدار المصرية للتأليف والترجمة.
- القرطبي, ابن حيان (1995). المقتبس من أنباء أهل الأندلس. وزارة الأوقاف المصرية، المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، لجنة إحياء التراث الإسلامي. .
- أمين, أحمد (2009). ظهر الإسلام، الجزء الثالث. شركة نوابغ الفكر، القاهرة. .
- عنان, محمد عبد الله (1997). الآثار الأندلسية الباقية في إسبانيا والبرتغال. مكتبة الخانجي، القاهرة. .
- سالم, السيد عبد العزيز (1997). دراسات في التراث. عالم الفكر، المجلد الثامن، العدد الأول، وزارة الإعلام، الكويت.
- البشري, سعد عبد الله صالح (1997). الحياة العلمية في عصر الخلافة في الأندلس. معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي، جامعة أم القرى، مكة المكرمة. .
- ابن أبي أصيبعة, موفق الدين أبي العباس أحمد بن القاسم السعدي الخزرجي (1882). عيون الأنباء في طبقات الأطباء. المطبعة الوهابية.
- مظهر, جلال (1969). الحضارة الإسلامية أساس التقدم العلمي الحديث. مركز كتب الشرق الأوسط، القاهرة.
- حتاملة, محمد عبده (2000). الأندلس التاريخ والحضارة والمحنة. مطابع الدستور التجارية، عمان، الأردن.
- زيتون, محمد محمد (1990). المسلمون في المغرب والأندلس.
- نعنعي, عبد المجيد (1986). تاريخ الدولة الأموية في الأندلس – التاريخ السياسي. دار النهضة العربية، بيروت.
- ابن دحية الكلبي, أبو الخطاب عمر بن حسن. المطرب من أشعار أهل المغرب. دار العلم للجميع، بيروت.
- المقري, أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد (1940). أزهار الرياض في أخبار عياض. المعهد الخليفي للأبحاث المغربية، بيت المغرب، القاهرة.
وصلات خارجية
- موقع يا بيروت: تاريخ الدولة الأندلسية. بِقلم: أ.د. حسان حلاق.
- دماء في قرطبة.. كيف سقطت الخلافة الأموية؟ بِقلم: مُحمَّد شعبان أيُّوب.
- تُرك پرس: سُنن الله في سقوط الأندلس. بِقلم: مُحمَّد عبد العظيم.