هي إحدى اللهجات الجزائرية والعربية يتحدثها أكثر من 8 ملايين شخص في الجزائر من سكان الوسط من ولاية الجلفة و بعض المدن من ولاية المسيلة من أهمها مدينة بوسعادة و ولاية الأغواط ، ولاية بسكرة وخاصة المناطق الحدودية وتعتبر من أقرب اللهجات إلى اللغة العربية الفصحى ،يميز هذه اللهجة قلب حرف القاف بحرف ڨ (تنطق كالجيم غير المعطشة) و قلب حرف الغين بحرف القاف حيث ذكر ابن خلدون منطقة الجلفة أثناء رحلته في قوله:
والقصد انهم أقرب للغة العربية الفصحى.
البنية الصوتية والتركيب اللغوي
يستخدم السكان في منطقة الجلفة لغة عربية هي أقرب إلى الفصحى ببنيتها الصوتية، وبمعجمها وتراكيبها. فمن زاوية الأداء الصوتي يتردد المرء كثيرا قبل أن يجزم أيهما أثر في الثاني بين موروثين تاريخيين موضوعين هما: تأثير قراءة ورش عن نافع المدني في إكساب الناس لهجة قريش بمخارجها اللينة، وقرشية الأصل التي يدعمها الانتساب التاريخي إلى مولاي إدريس الأكبر مما يصل نسب السكان بقريش. إن ظاهرة المد في لهجة سكان منطقة الجلفة المحلية ترتبط بتلاوة القرآن الكريم إذ يميز اللهجة المحلية مطابقتها لخصائص رواية ورش عن نافع المدني، ومن أهم تلك الخصائص المميزة طول المدود بما يزيد عن المعروف في أية لهجة أخرى من لهجات عرب الجزائر الموجودين بقوة في الوسط الجزائري، ففي قراءة ورش يقدر امتداد صوت المد في الذي يأتي بعده هزة قطع كقولك: "يآ أيها الذين .." في حين لاتزيد في غيرها عن ستة لدى الترتيل وفق أحكام التلاوة. أما بالنسبة لسرعة الكلام في التخاطب فقد يلاحظ الزائر هدوء المتكلم وارتخاء الأداء وتباطؤه، وهو مايختلف عما نشهده في بعض المناطق الأخرى من الجزائر. ويمارس السكان التسكين في كل الكلمات تقريبا، في الأواخر والمبادئ حتى ليخيل للسامع أن التسكين (الوقف) هو الظاهر التي تفرق بين بنية المنطوق الفصيحة والعامية في لهجتهم، كما يعمدون إلى تليين الهمزات فهم يقولون "مومن" بدلا من "مؤمن" و "الارض" بدل من "الأرض". كما يستخدم السكان العديد من العبارات الجاهزة ذات الأصل الديني، كطلب الصلاة على النبي بمثابة لازمة مفيدة لنية إعادة تنظيم الحجاج في الكلام أو إعادة ترتيب مواضيعه، ولفت الانتباه بطلب حسن الإصغاء، أو بطلب إحسان الإصغاء.
الاشتقاق القلب و الإبدال
لا تكاد اللهجة الجلفاوية تخرج عن منظومة الظواهر المألوفة عند مستعملي اللغة العربية القدامى، و التي يتناولها فقهاء اللغة بالوصف كالقلب و الاشتقاق بأنواعه والإبدال في المفردات العامية التي تشترك في مادتها مع المفردات الفصيحة. وقد يفرق الملاحظ بين لهجة سكان منطقة وأخرى بما يحدث من اختلاف في القلب ضمن المفردة الواحدة المتفق في معناها، فعلى سبيل المثال لا الحصر تنطق لفظة "حصر" في جنوب المنطقة مختلفة عن نطقها في الشمال حيث يقدم حرف الراء ويؤخر حرف الصاد مع احتفاظها بمعناها العامي نفسه.
الدخيل في اللهجة الجلفاوية
يميز لهجة منطقة الجلفة بندرة الدخيل بالرغم من كون العامية الجزائرية أمطرت أثناء الحقبة الاستعمارية بكم ضخم من المفردات التي عُربت وكان مصدرها اللغات الفرنسية أو الإسبانية والإيطالية بحكم تنوع أصول "المعمرين" الأجانب الذين أقاموا بالمنطقة، غير أن قله هؤلاء وعلاقتهم المحدودة بسكان منطقة الجلفة قصرت أثرهم على قليل من المفردات ذات الاستخدام المهني كلفظة "بوقاطو" أي المحامي المأخذوة من الإسبانية، أو مفردات ذات استخدام يومي مثل "الباسان" أي الحوض المأخوذة من الفرنسية وقد عدلت هذه الألفاظ في نطقها فأٌخضعت للأداء الصوتي العربي. وقد بقي مثل هذا النوع الدخيل من المفردات مستعملا لدى العامة، وخصوصا الأميين منهم حتى بداية الثمانينات من القرن الماضي، لتعوضه لدى النخبة بعد تعميم التعليم التدريجي للمفردات الأصلية بنطقها الصحيح إما على الطريقة العربية أو الفرنسية.
كلمات تنطق الغين فيها قاف
-غابة= قابة
-غسيل= قسيل
- غير ذلك= قير ذاك
- مغبون = مقبون
- الغد = القد الاغواط =لقواط
كلمات أخرى
1- يـالـّلـه : دعـوة للذهاب .
2 – الـمـروح : الذهاب ، أنروحو ، نذهبوا .
3 – اسّــخـيـف : الغموض و الاستتار وتقال تعبيراً على التطمع و التطفل .
4 – ادّعْــدِيــع : الوهن ، المرض ، تُقال لمن هو في حالة مرضية أو وهنية
5 – الـــهَــفْ : الـخـبـل .
6 – الـنَـفْـخَـهْ : تقال للرجل الـهِـمّي ذي الهمّة والعزة .
7 – يقَعمَزْ : يجلس .
مقالات ذات صلة
المراجع
1- كتاب الجلفة مرويات ووقائع الدكتور محمد الطيب قويدري 2004 م – 1424 ه