لودفيغ فتغنشتاين (بالألمانية: Ludwig Wittgenstein)، ولد في (26 أبريل، 1889 — 29 أبريل 1951) فيلسوف نمساوي.
حياته
لودفيغ فتغانشتاين، واحد من أكبر فلاسفة القرن العشرين، ولد في فيينا بالنمسا ودرس بجامعة كمبردج بإنجلترا وعمل بالتدريس هناك. وقد حظي بالتقدير بفضل كتابيه "رسالة منطقية فلسفية" وتحقيقات فلسفية. عمل في المقام الأول في أسس المنطق، والفلسفة والرياضيات، وفلسفة الذهن، وفلسفة اللغة. اعتقد فتغنشتاين أن معظم المشاكل الفلسفية تقع بسبب اعتقاد الفلاسفة أن معظم الكلمات أسماء. كان لأفكاره أثرها الكبير على كل من "الوضعانية المنطقية وفلسفة التحليل". أحدثت كتاباته ثورة في فلسفة ما بعد الحربين. ورغم أسلوبه النيتشوي المربك، فقد غير وجهة التفكير الفلسفي وطرق التعامل مع المسائل الفكرية. استقال فتغنشتاين من منصبه في كامبردج في عام 1947 للتركيز على كتاباته. وقد خلفه صديقه يوري هنريك فون فريكت بمنصب الأستاذ. نزل في دار الضيافة في البيت كيلباتريك في شرق مقاطعة ويكلاو في عام 1947 وعام 1948. أنجز الكثير من أعماله اللاحقة على الساحل أيرلندا الغربي في عزلة ريفية يفضلها مع باتريك لينش. بحلول عام 1949، عندما شُخِّصت حالته بأنها سرطان البروستاتا، كتب معظم المواد التي نـُشرت بعد وفاته مثل "(تحقيقات فلسفية)".
الحرب العالمية الثانية
خلال الحرب العالمية الثانية (بعد أن أصبح مواطناً بريطانياً)، في الخدمة العسكرية مرة أخرى (1940) ليعمل لحساب الجيش الإنجليزي في محل استشفائي في لندن. اكتشف أنه مصاب بسرطان البروستاتا سنة 1949م وكان قد أتم الجزء الأول من كتاب "تحقيقات" وحرر أغلب فقرات الجزء الثاني وتوفي لودفيغ بكمبردج بعد 3 أيام بعد احتفاله بعيد ميلاده الستين أي يوم 29 نيسان/أبريل، سنة 1951.[2]
مهمة الفيلسوف في فلسفة اللغة
يذكر بنّور في مقدمته، بحسب فتغنشتاين، أن هناك عمليتين في استخدام اللغة: الأولى خارجية تتمثل في التعامل مع العلامات، والثانية داخلية تتمثل في فهم تلك العلامات وتكمن مهمة الفيلسوف، في إحباط ألاعيب اللغة والتفطن إلى أفخاخ النحو في مستويات الاستعمال: الداخلي والخارجي. ونحن، يتحدث فتغنشتاين، نهتم باللغة على أنها عملية خاضعة للقواعد البيّنة، لأن المشاكل الفلسفية عبارة عن سوء فهم يزيله توضيح القواعد التي نستعمل الألفاظ بموجبها، فنحدد الفلسفة باعتبارها مقاومة فتنة تفكيرنا بواسطة لغتنا. ولم يعد المهم بالنسبة إلى الفلسفة والمنطق أن نبين ماهي القضايا الصادقة والقضايا الكاذبة، في علاقتها بالواقع، بقدر ما يهم النحو (قريب من علم الدلالة) باعتباره ما سيمكننا من تمييز القضية ذات المعنى من القضية عديمة المعنى، فالفلسفة هي قبل كل شيء مقاومة الفتنة التي تحدثها فينا بعض أشكال التعبير. إن المشاكل الفلسفية ليس سببها نقصا في المعرفة، بل خلط وتراكم غير منتظم للمستويات.
اللغة - اللعبة
اللغة عند فتغنشتاين هي الطريق إلى المعرفة باعتبارها وسيلة لفهم تكوين المعنى في الخطاب. ونظرا لعلاقة التضمن أو التوازي بين اللغة والتفكير فلا سبيل إلى فلسفة التفكير والمعرفة والفهم دون اللغة إذ أن "كل شيء يحدث داخل اللغة". يقول جون سيرل في كتابه "العقل" أن التطور اليوم يعكس المعادلة ففهم اللغة لا بد أن يمر أولا بفهم العقل وهذا ما يجعل لفلسفة العقل الأولوية على فلسفة اللغة. فهو يعتبر أن اللغة تتمثل في مجموع الألعاب اللغوية الممكنة. وأوجه الاستعارة متعددة فاللعبة تتضمن القواعد تماما مثل اللغة. واللعبة فعل مثل اللغة. واللغة مكونة من الألفاظ مثلما تتكون اللعبة من قطع وأشكال. واللغة نظام يأخذ فيه كل لفظ مكانه باعتبار محيطه، كذلك تكتسب كل قطعة أو شكل في اللعبة قيمتها من القطعة الأخرى. وأخيرا فإن كل من اللغة واللعبة مؤسسات اجتماعية.
حدود المنطق
في فصل المنطق عن الخيال، وفصل التمثيل الرياضي للفيزيائي عن استعارة الشاعر، واللغة الوصفية المباشرة من "التواصل غير المباشر"، كان فيتجنشتاين مقتنعا بأنه حل "مشكلة الفلسفة". وأوضحت نظرية النموذج كيف تصبح معرفة العالم ممكنة. وأوضح الأساس الرياضي (المنطقي) لتلك النظرية كيف أن بنية المقترحات نفسها تظهر حدودها- أي كيف يحدد هيكل المقترحات حدود البحث العلمي (العقلاني). وكان من نتائج نظرية النموذج أن "معنى الحياة" يقع خارج نطاق ما يمكن قوله. يجب أن يشار إلى "معنى الحياة" على النحو الصحيح على أنه لغز، بدلا من أن يكون رمزا محتملا، لأنه لا يوجد امكانية لحله أو الإجابة عليه. لذا فإن نظرية النموذج تؤكد فكرة كريكجارد بأن معنى الحياة ليس موضوعا يمكن مناقشته من خلال فئات المنطق.
أعمال
من أبرز أعمال فتغنشتاين كتاب "مصنف منطقي فلسفي" الذي يحتوي على مقاربة للفلسفة تنسف إمكانية التفلسف وتعيدها إلى نقطة الانطلاق وتدعو للسكوت عمّا لا ينبغي قوله. إلا أنه انتقد لاحقا هذا الكتاب بسبب "الدوغمائية التي نقع فيها بسهولة عندما نتفلسف" كما عبر هو عن ذلك. اعتقد فتغنشتاين أنه قد حلّ بكتابه الأول(مصنف منطقي فلسفي) كل مشاكل الفلسفة الكبرى، ولم يعد هناك مزيد لما يقال في الفلسفة. مما أدى به إلى الانقطاع عن الانشغال بالفلسفة ليتفرغ لتدريس الصغار في بعض القرى النمساوية ويطبق بعض نظرياته التربوية كان هذا بين عامي (1920-1926) ثم عمل بعد ذلك بعض الأعمال الصغيرة، بوابا وعاملا في حديقة أحد الأديرة ومهندسا معماريا بارعا أنجز بيتا لإحدى أخواته أصبح بعد ذلك نموذجا في البناء. إلا أن محاضرة سنة 1928 في أسس الحساب قد أعادت استفزاز عقل فتغنشتاين ليعود مرّة أخرى للبحث الفلسفي. وفي إنجلترا ألف كتابه تحقيقات فلسفية الذي لم ينشر إلا بعد وفاته. فلسفة الألعاب اللغويّة التي عرت نضجها في كتابنا هذا (تحقيقات فلسفية). ولكن هذه الفلسفة تم إنضاجها قبل "التحقيقات" في ما يعرف ب "الكراسة الزرقاء" و"الكراسة البنية". اللتان لم يتم نشرهما إلا بعد وفاة فتغنشتاين سنة 1958، أيضا يعتبر كاتب "ملاحظات في أسس الرياضيات" من أهم كتبه بالإضافة إلى أهم كتبه على الإطلاق وأكثرها شهرة وتأثيراً كتابه "تحقيقات فلسفية".
انظر أيضاً
مصادر
- فلسفة اللغة عند لودفيغ فتغنشتاين - جمال حمود.
- تحقيقات فلسفية لودفيغ فتغنشتاين - ترجمة عبد الرازق نور.
- لالاند، أندريه. موسوعة لالاند الفلسفية - خليل أحمد خليل
- Peterman, James F. Philosophy as therapy. SUNY Press, 1992
- http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb11929322k — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
- تحقيقات فلسفية لودفيك وتغنشتاين - ترجمة عبد الرازق نور. صفحة 10