دومة الجندل إحدى محافظات منطقة الجوف السعودية، وتقع جنوب غرب مدينة سكاكا (عاصمة المنطقة) التي تبعد عنها بحوالي 50 كم وتزخر بالمواقع التاريخية والأثرية كقلعة مارد وبحيرة دومة الجندل ومسجد عمر بن الخطاب، وتتميز بوفرة مياهها وعذوبتها.[2]
مدينة دومة الجندل | |
---|---|
مسجد عمر بن الخطاب بدومة الجندل
| |
علم | شعار |
تقسيم إداري | |
البلد | السعودية |
منطقة | منطقة الجوف |
خصائص جغرافية | |
السكان | |
التعداد السكاني | 49,646 نسمة (إحصاء 2010) |
معلومات أخرى | |
التوقيت | +3 |
التوقيت الصيفي | +3 غرينيتش |
أصل التسمية
وقد ورد ذكر دومة الجندل في النصوص الآشورية منذ القرن الثامن قبل الميلاد باسم (أدوماتو) و (أدومو). وذكر الإخباريون والجغرافيون العرب أن اسم دومة مشتق من اسم دوماء بن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، ونسبت إلى الجندل، لأن حصنها مارد شيد من الجندل أي الصخر، وورد ذكرها في التوراة باسم (دومة) وذكرت في جغرافية بطيليموس تحت اسم (دوماثا)، وذكرت عند بلينوس باسم دوماتا (1[3]).
وقد سميت دومة بجوف آل عمرو نسبة إلى سكانها الأقدمين، وهم بنو عمرو، من قبيلة طيء حيث كانت طيء تسكن في جنوبي الجزيرة، ثم انتقلت إلى دومة شمالي الجزيرة. ويشار إليها أيضا باسم "جوف السرحان". وكذلك "بوادي النفاخ".
ويستعمل اسم "الجوف" للدلالة على المنطقة عموما، ويستعمل اسم دومة الجندل خصوصاً لهذه المحافظة.
وقد ورد ذكر دومة الجندل في شعر المتنبي باسم "عقدة الجوف"، وهي تعني الأرض كثيرة النخيل، حيث اشتهرت دومة الجندل بكثرة نخيلها.
وجابت بسيطة جوب الرداء بين النعام وبين المهــا
إلى عقدة الجوف حتى شفت بما الجراوي بعض الصدى[4]
الموقع والحدود
تقع محافظة دومة الجندل جنوب غرب مدينة سكاكا في السعودية على صخور تنتمي إلى الدرع العربي، وهي من أهم المناطق الجيولوجية بالمملكة وتبعد عن العاصمة السعودية الرياض حوالي 900 كم وعن العاصمة المقدسة مكة المكرمة حوالي 1220 كم وهي من أهم المواقع التاريخية والأثرية والحضارية في المملكة العربية السعودية حيث تحتضن قلعة مارد ومسجد عمر بن الخطاب.
مناخ دومة الجندل
مناخ مدينة دومة الجندل بصورة عامة صحراوي قاري بارد شتاء وحار جاف صيفا، ومتوسط درجة الحرارة العظمى فيه 42 درجات مئوية في الصيف ومتوسط درجة الحرارة شتاء 8.5 درجة مئوية وشهر يوليو هو أكثر أشهر السنة حرارة في الجوف، بينما تنخفض الحرارة في شهر يناير الذي يعتبر أكثر أشهر السنة برودة، حيث تصل إلى ما بين درجتين وسبع درجات تحت الصفر، ويصل متوسط سقوط الأمطار إلى 200 ميليمتر تقريباً.
عدد السكان
بلغ عدد السكان حسب التعداد السكاني 1431هـ (2010م) 49,646 نسمة.[5]
التاريخ والآثار
ظهرت مدينة دومة الجندل (الجوف) في العهد الآشوري كما أن هناك نصوص مكتوبة تتحدث عنها تعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد، كما تشير المصادر الأشورية إلى دومة الجندل بـ* أدوماتو * أدمو * وكذلك وقوعها ضمن ممتلكات قبيلة قيدار العربية.
ولقد عاصرت مدينة دومة الجندل (الجوف) التاريخ منذ أقدم أزمانه، وبالتحديد منذ أيام الآشوريين. وورد ذكرها في كثير من الكتب التاريخية، وفي أشعار بعض كبار الشعراء مما يدل على المكانة التي كانت تحتلها كإحدى بوابات شبه الجزيرة العربية، وعقدة مواصلات ما بين سوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية، وتدل الآثار الكثيرة الموجودة في مدينة دومة الجندل (الجوف)، والتي عنيت إدارة الآثار بدراستها وتسجيلها واستقرائها، على الدول والأقوام الذين تعاقبوا على الجوف كالأشوريين والأنباط كما أن ملكة تدمر الشهيرة زنوبيا غزتها ولكنها عجزت عن الاستيلاء عليها بسبب مناعة تحصينها، وحكمها امرؤ القيس متخذا منها قاعدة له، وامتد نفوذه شمالاً حتى الأردن.
وفي العام التاسع للهجرة بعث الرسول صلى الله علية وسلم خالد بن الوليد إلى دومة الجندل الذي استطاع فتحها وأسر حاكمها اكيدر بن عبد الملك السكوني وأخذه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة فاسلم أكيدر حيث أعاده صلى الله عليه وسلم إلى دومة الجندل وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ارتد أكيدر عن الإسلام وترك دومة الجندل.
ولقد ظلت بعد ذلك ممرا للجيوش والقوافل التجارية المتجهة إلى بلاد الشام والعراق ونظرا لموقعها الاستراتيجي الهام وردت في معظم الكتب التاريخية والجغرافية العربية كما وضع عدد من الرحالة الأوروبيين كتباً أوردوا فيها مدينة دومة الجندل (الجوف) وحللوا الأحداث التاريخية التي مرت بها منذ أيام الأشوريين وحتى انضمامها إلى الملك عبد العزيز.
وتبدأ الإشارة إلى دومة الجندل في القرن الثالث الميلادي في عهد الملكة العربية الشهيرة "زنوبيا " التي حكمت تدمر ما بين 267-277م ويبدو أن هذه الملكة غزت دومة الجندل ولكن قلعة المدينة كانت حصينة بحيث لم تتمكن الملكة من اقتحامها فارتدت خالية وقالت قولتها المشهورة تمرد مارد وعز الأبلق الأمر الذي يدل على أنه كان في دومة الجندل حكم قوي. وفيها وقعت غزوة دومة الجندل في حياة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) في السنة الخامسة للهجرة [6]، كما دارت بعد عدة سنوات معركة دومة الجندل في عهد أبي بكر الصديق.
المواقع التراثية والسياحية
قلعة مارد
- مقالة مفصلة: قلعة مارد
تعتبر أهم القلاع الأثرية في شمال المملكة العربية السعودية وتسمى أيضا حصن مارد، وقد بنيت من الحجارة على مرتفع يطل على دومة الجندل القديمة من الجهة الجنوبية، بارتفاع 2000 قدم تقريبا، ويعتقد أن القلعة قد بنيت في الألف الثانية أو الثالثة قبل الميلاد، وقد أعيد بناء بعض أجزاء من القلعة وذلك لطول فترة استخدامها أما الجزء الأكبر منها فقد ظل على حالته القديمة، وتتكون القلعة من الداخل من مجموعة من الغرف بالإضافة إلى أربعة أبراج في جهات القلعة الأربعة وكانت تستخدم للمراقبة، كما يوجد في داخل القلعة بئر عميق لا تزال في حالة جيدة وكانت ذات أهمية للموجودين داخل القلعة خاصة في وقت الحصار بالإضافة إلى البئر في أسفل القلعة أما من الخارج فهناك سور فيه فتحات للمراقبة ولها برجان بارتفاع 12م، وبشكل عام فإن القلعة تتألف من طبقات إحداها للحرس والثانية للرماية، والثالثة للمراقبة وهكذا، وكلمة مارد مشتقة من القدرة والامتناع وتعني كل شيء تمرد واستعصى كما تضم أيضا صنم (ود).
مسجد عمر بن الخطاب
- مقالة مفصلة: مسجد عمر بن الخطاب (الجوف)
يقع هذا المسجد في وسط المدينة القديمة وهو ملاصق لحي الدرع من الجهة الجنوبية ويعتبر من أهم المساجد الأثرية في المملكة العربية السعودية، حيث أنه يمثل استمرارية لنمط تخطيط المساجد الأولى في الإسلام، وينسب للخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، ويقال أنه بناه سنة 17 للهجرة أثناء توجهه إلى البيت المقدس، إلا أن أحد كبار الباحثين السعوديين يرى أن نسبة المسجد إلى الخليفة الثاني غير مؤيد بدليل، ومهما يكن من الأمر فإن الناس قد تعارفوا على إطلاق اسم عمر بن الخطاب على المسجد، وقد بني المسجد من الحجر، ورمم أكثر من مرة، كما تتبع للمسجد مئذنة بنيت من الحجر بارتفاع حوالي 7.12م حيث يقول أحد المؤرخين السعوديين أنها أول مأذنة في الإسلام.
سور دومة الجندل
يقع في الطرف الغربي من مدينة دومة الجندل وقد تم الكشف عنه في عام 1406م من قبل وكالة الآثار والمتاحف ويبلغ ارتفاع السور حوالي 4.5 م وهو مبني من الحجر بأسلوب يشبه بناء قلعة مارد ويوجد بالسور أبراج مستطيلة الشكل لها فتحتان وهذه الأبراج ملحقة بالسور وهو مدعم بجدار من الطين من الداخل.
بحيرة دومة الجندل
- مقالة مفصلة: بحيرة دومة الجندل
تقع البحيرة في الجهة الشرقية من دومة الجندل وتكونت نتيجة تصريف مياه الأمطار والمزارع الموجودة داخل المحافظة وهي بازدياد نتيجة المياه التي يضخها مشروع الري والصرف وتعد هذه البحيرة في حال استثمارها على مستوى سياحي من أكبر الأماكن السياحية التي تجذب زوار المحافظة لها.
سوق دومة الجندل
- مقالة مفصلة: سوق دومة الجندل
هو واحد من أوائل أسواق العرب ذات المكانة الثقافية والاقتصادية الكبيرة في الإسلام، يقع أسفل قلعة مارد، وهو عبارة عن محلات مبنية من الحجر، ويعقد السوق في أول أيام شهر ربيع الأول حتى منتصف الشهر من كل سنة.[7][8]
مقالات ذات صلة
المصادر
- Abdulaziz010100@, عبدالعزيز المشيطي (القريات) (2019-07-08). "45 مشاركاً في مشروع المسح الديموغرافي بـ«دومة الجندل»". Okaz. مؤرشف من الأصل في 13 ديسمبر 201910 يوليو 2019.
- كتاب الجوف الإنسان والأرض والتاريخ تأليف: نواف ذوبيان الراشد
- الانصاري, عبدالرحمن (1429هـ-2008م). [فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية الرياض]. الرياض: دار القوافل للنشر والتوزيع.
- الشمري, حصة (1425هـ). [الطبعة الثانية الجوف]. الجوف: مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية.
- مصلحة الإحصاءت العامة والمعلومات ـ التعداد العام للسكان والمساكن 1431هـ (2010م)
- كتاب هذا الحبيب يا محب ص 195 تأليف: أبو بكر الجزائري
- Visit Saudi - Homepage - تصفح: نسخة محفوظة 19 سبتمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- "سوق دُومة الجندل من خلال المصادر التاريخية والجغرافية والأدبية وبعض المراجع المتخصصة". اخبارية طبرجل الإلكترونية. مؤرشف من الأصل في 17 فبراير 201918 فبراير 2019.