الرئيسيةعريقبحث

محاولة اغتيال علي خامنئي 1981


☰ جدول المحتويات


وقد وقعت محاولة اغتيال آية الله علي خامنئي في 27 يونيو 1981، عندما كان يلقي الخطاب في صلاة مسجد أبوذر، انفجرت القنبلة في مسجّل الشريط الذي كان موجها أمامه، وأصيبت ذراعه وحباله الصوتية ورئته إصابات خطيرة وانقطعت عدد من العروق وعصبات من يده اليمنى فأُصيبت يده بالشلل التّـام.[1]

محاولة اغتيال علي خامنئي 1981
Ayatolla Ali Khamenei in Hospital after Assassination Attempt by khamenei.ir03.jpg
 

المكان مسجد أبوذر، طهران،  إيران
البلد Flag of Iran.svg إيران 
التاريخ 27 يونيو 1981
المشاركين حركة مجاهدي خلق، مجموعة الفرقان
الوفيات 0  
الإصابات 1  
المشتبه بهم مسعود تقي زاده، محمد جواد قديري، عروج أمير خان زاده

خلفية

بعد عودة آية الله روح الله الخميني من المنفي إلى إيران والتي أدت إلى انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 مـ، قام بعض المجموعات والحرکات المعارضة للثورة ومبادئها، بالأنشطة التخريبية تجاه الثورة واغتيال أهم شخصياتها ومنظّريها. التفجيرات والاشتباكات المسلحة المتفرقة والاستعدادات لتنفيذ الاغتيالات واسعة النطاق بدأت منذ باكر يوم 19 يونيو 1981 . في يوم 22 يونيو 1981 تم تفجير قنبلة في قاعة محطة القطارات في وقت نزول وصعود الركاب إلى القطار مما أدى إلى مقتل 7 اشخاص وما يزيد عن 50 جريح. في اليوم التالي 23 يونيو 1981 بفضل ذكاء المواطنين تم كشف قنبلة قوية بجانب معهد فني للبنات في طهران وتفكيكه.[2] في الحقيقة بدأت عملية تصفية كبار المسؤولين السارين علي نهج الخميني من قبل منظمة مجاهدي خلق في يوم 26 يونيو 1981 بتفجير قنبلة كانت قد وضعت في جهاز تسجيل علي المنصة الخشبية الذي كان آية الله الخامنئي واقفا خلفا يلقي بمحاضرته في مسجد أبوذر في طهران.[2] ومن ضمن هذه المحاولات کان تفجير هفت تير الذي وقع في المقر الرئيسي للحزب الجمهوري الإسلامي في طهران وأدي إلی مقتل ثلاثة وسبعون مسؤولاً بالحزب الجمهوري الإسلامي، ومن بينهم قاضي القضاة آية الله محمد بهشتي.[3][4][5] وفي حادثة أخرى التي وقعت في 30 أغسطس عام 1981، تمّ اغتيال الرئيس محمد علي رجائي و کذلك رئيس الوزراء محمد جواد باهنر وثلاثة آخرين بعد انفجار حقيبة في قاعة المؤتمرات لمجلس الدفاع الأعلى في إيران من قبل ناشط في حركة مجاهدي خلق[6].

أيضا في أوائل عام 1980، حاولت مجاهدين خلق اغتيال أكثر من 70 من رجال الدين والسياسيين الإيرانيين. واستمرّت الاغتيالات واستهدفت أهم شخصيات الثورة الإسلامية إلی أن وصل الدور إلی علي الخامنئي الذي کان أمام جمعة طهران وممثل آية الله الخميني في المجلس الأعلی للدفاع الوطني آنذاك.

خطبة الخامنئي قبل يوم من الحدث

في 26 يونيو المقارن ليوم الجمعة التي قد أجريت فيها الانتخابات النصفية لمجلس الشوري الإسلامي في 19 مدينة، ترافقت الانتخابات بحضور واسع النطاق من الشعب الإيراني في مراسيم صلاة الجمعة والمظاهرات وهتافات مختلف أطياف الشعب إعلانا لمخالفتهم لرئيس الجمهورية المؤقّته أبو الحسن بني صدر وحركة مجاهدي خلق. في ذلك اليوم كان آية الله علي الخامنئي إماما لصلاة الجمعة بطهران وقدّم خلالها تحليلا حول أداء هذه الحرکة مخاطبا قادة منظمة مجاهدي خلق[2]:

«لي أنا معرفةٌ بسوابقهم و نقاط ضعفهم وإنّهم يعلمون بأنّنا نعرف ماهيتهم وأنا أقول لهم: "بأنّكم فضحتم أنفسكم أمام التاريخ وانحرفتم مما كنتم تدعون به... فأنتم يا مجاهدوا خلق تقومون بمواجهة الرجعية كما تزعمون علي حساب مواجهة الحكومة الإسلامية. الرجعية في منطق الإسلام أو في منطق الماركسية؟ الرجعية في الإسلام يعني الإرتداد وإنكم أنتم الرجعيين.»

كما ناشد الخامنئي في خطبته الشباب المناصرين للمنظمة ودعاهم إلي التفكير والانتباه والتدقيق في الحقائق وقبول النصائح ممّن يريدون لهم الخير والصلاح وحذّرهم من السير وراء خطئ قادة المنظمة. بعد أن تم إلقاء القبض علي سودابه سديفي مستشارة بني صدر وأدلائه بالاعترافات قالت خلال اعترافاتها بأن بني صدر بعد أن تم إعفائه من الرئاسة الجمهورية واختفائه، أرسل رسالة إلي مسعود رجوي بأنه " ينبغي ضرب رؤوسهم (رؤوس الحكومة الاسلامية) و لم يكن أي حل غير هذا.[2][7]

حدث

بعد خمسة أيام من إقالة بني صدر، كانت أخبار اليوم تتعلق بالحرب العراقية الإيرانية وتمرد حركة مجاهدي خلق بعد إعلان النزاع المسلح في 27 يونيو 1981،[8] عندما عاد علي خامنئي من خط المواجهة للحرب وزار آية الله الخميني، ذهب إلى مسجد أبوذر لإلقاء خطاب للمصلين هناك كما كان مقررا له ليوم السبت. يقع مسجد أبوذر في أقصي الأحياء الجنوبية بطهران و كان آيت الله الخامنئي يلقي محاضرات أسبوعية وجلسات المسائلة والإجابة في هذا المسجد بعد إقامة صلاة الظهر والعصر.[2] في ذلك الوقت كان خامنئي ممثل آية الله الخميني في المجلس الأعلى للدفاع الوطني وكذلك أمام جمعة طهران. بعد إقامة صلاة الظهر، بدأ آية الله خامنئي لإلقاء محاضرة للمصلين الذين كتبوا أسئلتهم على ورقة وأرسلوها إليه. بعد بضعة دقائق تم استقرار مسجل الشريط مع الأوراق على المنصة الخشبية الذي كان الخامنئي واقفا خلفها ليلقي بمحاضرته[2]، من قبل الشاب الذي اضغط على زر التشغيل. بعد دقيقة صوت مكبرات الصوت أصبح مثل الصافرة وفجأة انفجر مسجل الشريط.[9] تقول التقارير بأنه لم تنفجر القنبلة كلها بل جزءا منها.[10][11]

إصابات

اليد اليمنی للخامنئي أصيب بالشلل التام جراء التفجير

وفقا للأخبار التي نشرت في ذلك الوقت، أدي التفجير إلی إصابة آية الله الخامنئي في أعلي الكتف وساقة اليمني وانكسر عظم الترقوة وانقطعت عدد من العروق وعصبات من يده اليمني فأُصيبت يده بالشلل التّـام.[2][12][11]

ردود الأفعال

روح الله الخميني

قال روح الله الخميني خلال رسالة موجهه إلي علي الخامنئي: "إن اغتيال الشخصيات الثورية يؤدي إلي مضاعفة المقاومة في صفوف الشعب." و ضمن إشارته ضمنيا إلي مسؤولية المنافقين في هذه الفعلة وحول جوانب وآثارها، كتب هكذا:

«اعداء الثورة الذين استهدفتكم أنتم الذي تكون من سلالة رسول الله ومن جيل الحسين بن علي ولم يكن ذنبكم إلّا خدمة الإسلام وبلدنا الإسلامي و كونكم جنديّا وفيّا في جبهات الحرب ومعلّما في المحراب وخطيبا متمكّنا في صلاة الجمعة والجماعات ومرشدا عطوفا في ساحة الثورة، لم يتمتعوا حتي بقليل من البصيرة السياسية حيث قاموا دون تأني باغتراف هذه الجريمة بعد أقوالكم في المجلس وصلاة الجمعة وأمام الشعب. و إنهم استهدفوا شخصا تكون أصداء دعوته إلي الصلاح و السداد رنانا في أذان مسلمي العالم ... . ألم يحين الآن أن ينفصلوا الشباب الأعزاء المخدوعين من شراك خيانات هؤلاء و لم يضحوا بأرواح آبائهم و أمهاتهم و شبابنا الأعزاء للمطامع هؤلاء الخيانية وأن يحذروهم من المشاركة في جرائمهم؟ إنني أهنئك يا خامنئي العزيز على خدمتك لهذا الشعب المظلوم ومشاركتك في جبهات الحرب بالرغم من زيك العلمائي، وأسأل الله أن يمنحك السلامة لتمضي في خدمة الإسلام والمسلمين.[2][10][13]»

مسؤولو النظام

رئيس المحكمة العليا في البلاد محمد بهشتي، محمد علي رجائي رئيس الوزراء، ومجلس الشوري الإسلامي وسائر المؤسسات الثورية و حسين علي المنتظري أدانوا هذه الجريمة ضمن إرسال خطابات منفصلة وأشاروا تلويحا إلي مسؤولية حركة مجاهدي خلق بمحاولة اغتيال الخامنئي.[2]

منفذون

بعد وقوع الحدث أدان هذه الجريمة کلٌّ من رئيس المحكمة العليا في البلاد محمد بهشتي، محمد علي رجائي رئيس الوزراء، ومجلس الشوري الإسلامي وسائر المؤسسات الثورية و حسين علي المنتظري، ضمن إرسال خطابات منفصلة وأشاروا بشکل ضمني إلي مسؤولية حركة مجاهدي خلق بمحاولة اغتيال الخامنئي.[2] لكن لم تعلن منظمة مجاهدي خلق مسؤوليتها تجاه العملية. و حتي كانت قد كتبت بقلم سحري علي أجزاء من جهاز التسجيل الصوتي هذه الكلمات "هدية من جماعة فرقان"[14][15][16] و انتشرت كراسة بتوقيع هذه الجماعة حول محاولة الاغتيال هذه[17] وذلك في الوقت الذي كان المؤسس والاعضاء الرئيسيين لهذه الجماعة يقبعون في السجون بعد أن تم تحديد هويتهم في عام 1979 و1980.[18] و لم يكن لهذه الجماعة في عام 1981 أي تنظيما نشطا داخل البلاد كي يتمكن أن يقوم بتنفيذ أي عمل مسلح.

في بعض اليبانات والكراسات التي أصدرتها هذه الجماعة كانت قد أثنت علي مؤسسي المنظمة وإيديولوجيتها وأعلنت عن دعمها لمنظمة مجاهدي خلق. و هنالك العديد من الوثائق تثبت علاقات تنظيمية كانت تربط منظمة مجاهدي خلق مع جماعة فرقان.[19][20] لكن كان من الواضح أن منظمة مجاهدي خلق في بداية عملياته المسلّحة في يونيو 1981 قامت بطرح عنوان جماعة فرقان وانتشار البيانات المزورة والوهمية باسم هذه الجماعة سعيا لإخفاء وجهها الإرهابي وبا الإضافة إلي تشتيت انتباه الرأي العام وكان ذلك يضلل المسؤولين الأمنيين والقوي الأمنية من متابعة آثارهم.[21]

صرح مساعد المدعي العام لمحكمة الثورة في ذكرياته بأنّ "جواد قديري كان مخطط تفجير مسجد أبوذر.[22][23] أن المدعو جواد قديري من قدامي الأعضاء في منظمة مجاهدي خلق ومن مخترقي اللجنة الثورية المستقرة في الدائرة الثانية في الجيش بعد أن قام بمحاولة الاغتيال الفاشلة بحق آية الله علي الخامنئي هرب إلي خارج البلاد. في عام 1985 أعلن اسم جواد قديري ضمن قائمة أعضاء المجلس المركزي للمنظمة ك"عضو مركزي".[22] في ذلك الوقت نشرت الجرائد في أخبارها ردود الأفعال الشعبية لمختلف الأطياف والجماعات السياسية التي كانت قد ألقت بمسؤولية تفجير مسجد أبوذر علي منظمة مجاهدي خلق.[2]

بعد ذلك أيضا في بيان للوزراة الخارجية الأمريكية حول منظمة مجاهدي خلق اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية أن إصابة آية الله الخامنئي كان من ضمن مجموعة من الأعمال الإرهابية لمنظمة مجاهدي خلق. والمنظمة أيضا في رفضها هذه الحقيقة أعلنت مجددا بأن محاولة اغتيال الخامنئي "كان قبل بدء مجاهدي خلق المواجهة المسلحة" وجماعة فرقان هي التي نفذت هذه العملية ولا تمت لمنظة مجاهدي خلق أية صلة بهذا العمل".[24] ومن الواضح جدا أن المنظمة نظرا إلي الأسباب السياسية والحقوقية والدعائية، رغم إعلانها عن مسؤوليتها إزاء العديد من أعمالها الإرهابية التي قامت بها بعد ذلك إلا أنها لا تزال لا تريد ولا يمكن لها أن تعلن بمسؤوليتها عن حادث تفجير يوم 26 يونيو 1981.[2]

مقالات ذات صلة

وصلات خارجية

مصادر

  1. نافذة على التاريخ-السيرة الذاتية لعلي الخامنئي-موقع مکتب سماحة آيةالله العظمی السيد علي الخامنئي-6 فبراير 2010 نسخة محفوظة 11 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
  2. حادث التفجير في مسجد أبوذر في طهران-الموقع الإعلامي لضحايا الإرهاب- 27 يونيو 2017 نسخة محفوظة 23 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  3. "Religion in Iran – Terror and Repression", Atheism (FAQ), About, مؤرشف من الأصل في 05 يوليو 2014
  4. "Eighties club", The Daily News, June 1981, مؤرشف من الأصل في 03 أكتوبر 2018
  5. "Iran ABC News broadcast", The Vanderbilt Television News Archive, مؤرشف من الأصل في 07 أغسطس 2016
  6. Facts on File Yearbook 1981
  7. اعترافات صادمة للنائب السابق للبرلمان وزوجته في مؤتمر صحفي، طلب بني صدر من المنافقين: اغتالوا قادة الحزب الجمهوري الإسلامي!-موقع روزشمار- 4 مارس 2017 نسخة محفوظة 21 أكتوبر 2018 على موقع واي باك مشين.
  8. Maloney, Suzanne (2015). Iran's Political Economy since the Revolution. Cambridge University Press. صفحة 152.  . مؤرشف من الأصل في 11 أكتوبر 2017.
  9. Kahlili, Reza (2013). A Time to Betray: A Gripping True Spy Story of Betrayal, Fear, and Courage. Threshold Editions; Reprint edition. صفحة 155.  . مؤرشف من الأصل في 6 أبريل 2017.
  10. "خامنئي"...ظهور جديد مثير لـ"المرشد"-وكالة أنباء سبوتنيك-8 فبراير 2017 نسخة محفوظة 8 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
  11. بعد إسقاط طائرة قرب مقره.. تعرف على تاريخ خامنئى مع محاولات الاغتيال-جريدة اليوم السابع- 24 ديسمبر 2016 نسخة محفوظة 25 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
  12. السيد علي الحسيني الخامنئي-السومرية نيوز نسخة محفوظة 5 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  13. صحيفة كيهان- ص15 بتاريخ 29 يونيو 1981
  14. غفاري, مصطفی. "تقرير عن عملية الاغتيال 27 June 1981". Khamenei.ir. مؤرشف من الأصل في 3 أكتوبر 2018.
  15. کاتب, موظف. "مراجعة اغتيال آية الله خامنئي قبل 28 عاما". AsrIran. مؤرشف من الأصل في 30 أغسطس 2018.
  16. صحيفة كيهان- ص:3- بتاريخ 28 يونيو 1981
  17. جعفريان- رسول، الحرکات و المنظمات الدينية - السياسية في إيران (وصول محمد رضا شاه إلی السلطة حتی انتصار الثورة الإسلامية) خلال السنوات (1320-1357) - ص: 927
  18. جعفريان- رسول، الحرکات و المنظمات الدينية - السياسية في إيران (وصول محمد رضا شاه إلی السلطة حتی انتصار الثورة الإسلامية) خلال السنوات (1320-1357) - ص: 569
  19. قديري، جواد- ذکريات- ص 198 و 204
  20. مجموعة من الباحثين- شغب "14 اسفند" 1359، صعود وسقوط معادية الثورة- تاريخ النشر:1981- ص 85-86
  21. کتاب شغب "14 اسفند" 1359، صعود وسقوط معادية الثورة- تاريخ النشر:1981- ص 100
  22. من هو جواد قديري-موقع "خدمت" الخبري- تاريخ النشر: 27 يونيو 2010 نسخة محفوظة 06 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  23. قديري، جواد- ذکريات- ص 179
  24. کتاب "الديمقراطية المغدورة"- ص- 133

موسوعات ذات صلة :