محمد أنس هيثم سويد ويُعرف أيضًا باسمِ أنس سويد أو أليكس سويد،[1][2] هو مواطن سوري-أمريكي مُقيم في ليسبورغ بفرجينيا. اشتهرَ بعدما وجّهت لهُ الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة تُهمًا بالتجسس في تشرين الأول/أكتوبر 2011. يبلغُ سويد من العمر 47 سنة وقد اتُهمَ بتسريب معلومات ومعطيات حول المتظاهرين السوريين الأمريكيين في الولايات المتحدة ضدّ حكومة الرئيس السوري بشار الأسد الذي يُعتقد أنّ نظامهُ قد اعتقل وعذب عائلات المعارضين الذين يعيشون في الخارج والذين بلّغَ عنهم محمد أنس.[3][4]
محمد أنس هيثم سويد | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | القرن 20 سوريا |
الإقامة | ليسبورغ، الولايات المتحدة |
مواطنة | سوري |
الجنسية | سوريا الولايات المتحدة |
الحياة العملية | |
المهنة | رجل أعمال |
سنوات النشاط | 2011 - حاليًا |
سبب الشهرة | التجسس لصالح النظام السوري جمع بيانات ومعلومات حول المعارضين السوريين في الولايات المتحدة والوشاية بهم للحكومة السورية إبّان السنوات الأولى من الثورة |
خلال مرحلة الانتفاضة المدنيّة؛ قمعت الحكومة السورية بشكلٍ عنيفٍ جدًا المظاهرات السلميّة التي طالبت بإسقاط نظام الأسد الذي حكمَ سوريا منذ عقود. أدّت ردود الفعل التي وُصفت بالهمجيّة إلى سخطٍ عارمٍ وسطَ الشباب والمعارضين الذين يعيشون في المنفى والذين توحدوا هذه المرة من أجلِ مواجهة بشار ونظامه. حسب تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز فقد عملَ أنس على جمعِ أكبر عددٍ من المعلومات حولَ المعارضين في الخارج والذين تلقوا بشكلٍ شبه منتظم للمضايقات والتهديدات والترهيب وذلكَ من قبل أشخاص يعتقد على نطاقٍ واسعٍ أنهم وكلاء الحكومة السورية. بحلول الثالث من تشرين الأول/أكتوبر من نفسِ العام؛ أكّدت منظمة العفو الدولية في تقريرٍ لها «أنّها رصدت تعرّضَ المتظاهرين خارج سوريا لمضايقات من قبل السفارة السورية تارة ومن قِبل مسؤولين تابعين للنظام تارة أخرى.[5]»
الحياة المُبكّرة
هاجرَ أنس سويد إلى الولايات المتحدة قبل 20 عامًا حيثُ كانَ يتقاضى شهريًا 600 دولار قبل أن يحصلَ على 300.000 دولار في سنة واحدة بعدما عملَ معَ وكالة لشركة مرسيدس-بنز في فرجينيا.[6] في أعقاب الأزمة المالية؛ كادَ سويد يُعلن إفلاسه لكنّه نجحَ في تخطي الانكماش المالي من خلال المتاجرة في العقار بما في ذلك المنازل والقصور فضلًا عن متاجرته في السيارات.[7][8] جديرٌ بالذكر أنّ أنسَ سويد متزوج ولهُ توأم.[9]
أنشطة التجسس
نظّمَ السوريون في بلاد المهجر وخاصّة في الولايات المتحدة مسيرات ضد حكومة بشار في صيف 2011 طالبوا فيها بتحقيق الديموقراطية أو إسقاط النظام. حينّها لوحظَ رجل في منتصف العمر يحملُ كاميرا ويقودُ سيارة هامر حيثُ كانَ يعمل على توثيق هوية كل المشاركين في التظاهرات دونَ سبب. حسب ما نشرتهُ جريدة غلوب أند ميل فإنّ بلطجيّة النظام كانوا يضايقون أسر وعائلات المعارضين في الخارج لإجبارهم على العودة إلى دمشق بل إنّ الشبيحة أقبلوا على قتلِ والدِ منشقة سورية بعدما حصلوا على معلومات عنها وهي في الخارج.[10]
في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر 2011؛ وجهت النيابة العامّة في المنطقة الشرقية من ولاية فرجينيا وبالتحديدِ في الإسكندرية ستة تهم جنائية لأنس سويد؛ واحدة تتعلقُ بعملهِ كوكيلٍ للحكومة السورية بشكل سري وتهمتين تتعلقانِ بتقديم بيانات كاذبة حول شرائه لعددٍ من الأسلحة النارية بالإضافة إلى تهمتين تتعلقانِ بالكذب على المحكمة ومحاولة تضليلها فضلًا عن التهمة الأخطر وهي تسريب بيانات المواطنين لجهة أجنبيّة وتعريضِ حياتهم أو حياة أسرهم للخطر. حسب ما جاء في قانون العقوبات الأمريكي فإنّ عقوبة هذه التهم قد تصلُ للسجنِ 40 سنة: 15 سنة لتهمة التآمر، 15 سنة في تهمة حيازة أسلحة نارية دونَ الإفصاح عنها ثمّ 10 سنوات سجنًا نافذًا بتهمة تقديم بيانات كاذبة ومحاولة عرقلة سير العدالة.
في 12 أكتوبر من نفسِ العام؛ وجّهت وزارة العدل لائحة التهم رسميًا لأنس ثمّ أعلنت القبضَ عليه. ذكرت السلطات أنها عثرت في أعقاب اعتقاله داخل منزلهِ على سلاح من طراز أيه كيه-47 مع خمس خراطيش من الذخيرة واثنين من السترات الواقية من الرصاص فضلًا عن خودة كيفلر. نشرت وزارة العدل بيانًا جديدًا وضّحت فيه كيف تآمر سويد معَ النظام السوري من أجل تخويف المواطنين الذين شاركوا في الاحتجاجات ضدّ بشار فيما ذكرَ سفيرُ الولايات المتحدة في سوريا روبرت ستيفن فورد أن هناك أدلة متعددة تؤكدُ تعذيب الحكومة السورية لأسر أشخاص شاركوا في مظاهرات في الخارج.[11]
ضمّت لائحة الاتهام التي وُجّهت لسويد تآمره معَ إدارة المخابرات العامة (وكالات الاستخبارات والشرطة السرية) خاصّة بعدما عُثر على 20 تسجيل صوتي وبالفيديو للمحتجين في الخارج ضدّ النظام فضلًا عن جمعهِ لمعلومات أخرى عنهم بما في ذلك أرقام الهاتف، عناوين البريد الإلكتروني وغيرها من المعلومات الخاصّة وكانَ سويد قد أرسلَ بعددٍ من رسائل البريد الإلكتروني إلى المخابرات السورية في نيسان/أبريل واصفًا لهم بالدقة هويّات المحتجين في ولاية فرجينيا.[12] ليس هذا فقط؛ بل ضمّت لائحة الاتهام معلومات أخرى من قبيلِ أنّ سويد قد اجتمع مع المخابرات السورية والمسؤولين في نظام الأسد في حزيران/يونيو 2011 في رحلة ممولة من قبل الحكومة السورية نفسها.[13] بالعودة إلى لائحة التُهم؛ فقد وجهت له تهمتان تتعلقانِ بتقديم بيانات كاذبة على مكتب التحقيقات الفدرالي خلالَ المُقابلة التي أجراها معهُ في آب/أغسطس وكانَ سويد قد أبلغَ وكيلهُ أنّه قد يُغيّر من بعض الإجراءات لتجنبِ المزيد من التدقيق وخاصّة في مطار واشنطن دولس الدولي الذي كانَ يستخدمهُ أنس في تنقلاته الخارجيّة.[14]
علّقَ المتحدث باسمِ مجلس الأمن القومي حول الموضوع قائلًا: «هذه المحاولة اليائسة لرصد المتظاهرين في الولايات المتحدة تُظهر أن حكومة الأسد تعمدُ لتجربة أي وسيلة بهدفِ إسكات المتظاهرين السلميين ولكنّ جهودها هنا في الولايات المتحدة لن تُفيد في شيء لأنّ الشعب السوري يتوقُ للديمقراطية والحرية ... طالما بقي الأسد في السلطة؛ سنواصل العمل بالتنسيق مع الحلفاء الدوليين في جميع أنحاء العالم لزيادة الضغط على حكومته حتى يتنحى.» أمّا السفارة السورية في واشنطن فقد نشرت بيانًا قالت فيه: «هذهِ الاتهامات لا أساس لها من الصحة وغير مقبولة تماما وهي جزء من حملة التشويه والافتراءات ضد السفارة السورية في الولايات المتحدة» كما نفت ذات السفارة أية جلسة سرية جرت بين الأسد والسيد أنس سويد.
وقائع القضية
مثلَ سويد أمام المحكمة في تمامِ الساعة الثانيّة مساءًا من يوم الثاني عشر من أكتوبر من عام 2011 أمام قاضٍية تُدعى تيريزا بوكانان.[15] خلالَ جلسة المُحاكمة؛ ذكرَ دينيس فيتزباتريك المدعي العام الاتحادي أن سويد يُشكّل خطرًا على أمنِ السوريين-الأمريكيين في فرجينيا فيما طلبت القاضية احتجازهُ حتى الجلسة التي قٌرّرت يوم 14 أكتوبر. في الجلسة الثانية؛ ظهرَ سويد وهو يرتدي سترة صوفية وسروالَ جينز وقال أنَ السلطات لم تسمح لهُ بالاتصال بمحاميه هيثم فرج.[16]
أُفرج عنهُ في 18 تشرين الأول/أكتوبر 2011 بكفالة في انتظار جلسة المحاكمة الثالثة إلّا أنّ المدعي العام انتقدَ هذا القرار مؤكدًا على أنّ هيثم سويد قد يفر من البلاد خاصّة وبعدَ العثور على أدلة تُثبث اجتماعهُ مع الأسد فضلا عن إجرائه لاتصالات عديدة معَ أشخاص مجهولين من أجلِ إعداد حسابات مصرفية في بيرو وكذا العثور على حوالات مصرفية تُقدر بأزيد من 200.000 دولار وُضعت في البنك الفرنسي ومجموعة سيتي بنك التي أودعَ فيها 4.000 دولار مباشرة بعد أن أمضى أكثر من ساعة في السفارة السورية في واشنطن.[17] وعلى النقيض من ذلك؛ رحّب محامي المتهم بقرار القاضي واعتبرَ أنّ وضعَ سويد تحتَ الإقامة الجبرية كافية لضمانِ عدم اتصاله بأيّ شخص كما أنّه من المستحيل أن يفرَ من البلد باعتبار أنّه قد كوّن أسرته الصغيرة التي استقرت في الولايات المتحدة.
في 28 أكتوبر؛ عُقدت جلسة استماعٍ أخرى أمام قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية الذي أقرّ بأنه غير مذنب لكنّه حدّد موعدًا آخر للمحاكمة في الخامس من آذار/مارس 2012.[18][19] في جلسة الاستماع السادسة؛ عرضَ المدعي العام فيتزباتريك أدلة تُشير بوضوح إلى أن لسويد علاقات مع مسؤولين رفيعي المستوى في سوريا محذرًا النيابة العامّة من أنّ أنس سويد قد كذب وظلل مكتب التحقيقات الفدرالي وقد يفعلُ المثل في قاعةِ المحكمة كما طالبَ بإصدار مذكرة قانونية لاعتقاله لكلّ الجرائم التي تورط فيها كما لفتَ الانتباه إلى أن المتهم أنس هيثم سويد قد حصلَ مؤخرًا على جواز سفر سوري مما يُحيلهُ إلى الشك في إمكانيّة فراره. أمّا محامي الدفاع فذكرَ أنّ مُطالبات المدعي العام مبالغ فيها وأنّ سويد عضو في الاتحاد القومي للأسلحة ما يُفسر توفره على كل تلك الأسلحة.[20] أُدين سويد في 26 آذار/مارس 2012 واتُهم رسميًا بالعمالة لحكومة أجنبية.[21]
المراجع
- "Virginia Man Accused of Aiding His Native Syria in Trying to Stifle Dissent" (October 12, 2011). Main Justice. نسخة محفوظة 4 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- "Syrian-born American held for spying" (October 12, 2011). CNN. نسخة محفوظة 12 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Tim Mak, "Virginia man busted for spying for Syria" (October 12, 2011). Politico. نسخة محفوظة 28 يوليو 2013 على موقع واي باك مشين.
- J. David Goodman. "U.S. Accuses Virginia Man of Espionage at Syria Protests" (October 12, 2011). New York Times. نسخة محفوظة 19 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Matthew Barakat. "Man accused of spying on Syrian dissidents in US." Associated Press.
- "Va. man indicted on charges of spying for Syria" (October 12, 2011). CBS News/Associated Press. نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
- Greta Kreuz, "Mohamad Anas Haitham Soueid charged, accused of spying for Syrian government" (October 12, 2011). WJLA-TV. نسخة محفوظة 20 ديسمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
- "Syrian-American Pleads Not Guilty to Spying on Dissidents" (October 28, 2011). Naharnet. نسخة محفوظة 19 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- "Syrian government denies US spying allegations" (October 12, 2011). Associated Press. نسخة محفوظة 13 يناير 2020 على موقع واي باك مشين.
- Paul Loring. "Syria's bizarre and brutal plot to silence protests comes to the U.S" (October 13, 2011). The Globe and Mail نسخة محفوظة 26 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
- Josh Rogin, "Virginia man charged with spying on Syrian Americans" (October 12, 2011). Foreign Policy. نسخة محفوظة 28 يوليو 2013 على موقع واي باك مشين.
- "US citizen charged with spying on Syrian protesters for Assad regime" (October 12, 2011). Reuters. نسخة محفوظة 18 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- Evan Perez, "Syrian-American Accused of Spying on Protesters" (October 12, 2011). Wall Street Journal. نسخة محفوظة 19 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Associated Press. "Va. man accused of working for Syrian intelligence" (October 12, 2011).
- "Virginia Man Accused of Acting as Unregistered Agent of Syrian Government and Spying on Syrian Protestors in America" (press release) (October 12, 2011). United States Department of Justice, Office of Public Affairs. نسخة محفوظة 13 يوليو 2014 على موقع واي باك مشين.
- Alexa Vaughn, "Judge orders house arrest for Syrian American accused of spying" (October 19, 2011). Los Angeles Times. نسخة محفوظة 19 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- "Judge orders accused Syrian spy free on bail" (October 18, 2011). Associated Press.
- Alexa Vaughn, "No release for U.S. man accused of spying on Syrian dissidents" (October 28, 2011). Los Angeles Times. نسخة محفوظة 20 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Jeremy Pelofsky. "Syrian man pleads not guilty to U.S. spying charges" (October 28, 2011) Reuters. نسخة محفوظة 21 أبريل 2012 على موقع واي باك مشين.
- Terry Frieden and Carol Cratty. "Syrian-born American pleads not guilty to spying" (October 28, 2011). CNN.
- "FBI — Virginia Man Sentenced to 18 Months in Prison for Acting as Unregistered Agent for Syrian Government". Fbi.gov. مؤرشف من الأصل في 14 مارس 201621 يوليو 2012.