آية الله العظمى[3] الشيخ محمد السند(1382 هـ - الآن). مرجع دين شيعي بحراني ولد في شهر رجب من العام 1382 هـ (الموافق 1961 ميلادي) في المنامة بالبحرين. وبعد إكماله الدراسة الثانوية سافر للدراسة في لندن، فأتم الدراسة التأهيلية للهندسة، في عام 1400 هـ توجه للدراسة الدينية في قم. ومؤخراً غادر إلى النجف، ويسكن فيها، ويمارس التدريس في جامع عمران بن شاهين.
| |||
---|---|---|---|
معلومات شخصية | |||
اسم الولادة | خالد حميد منصور سند | ||
الميلاد | نوفمبر 1961
ولد سماحته في شهر رجب من سنة 1382 هـ الموافق 1961 م في البحرين، وكان أبوه يدعى بالحاج حميد من تجار البحرين ومن المحبين للائمة الأطهار (عليهم السلام) وكانت له علاقة خاصة مع سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام). كان سماحته متميزاً في مقتبل عمره بالذكاء والفطنة، حتى أنه ابتدأ دراسته الابتدائية في السن الرابعة والنصف من عمره، وحيث إن هذا السن لم يكن متوافقا مع السن القانوني للدارسة قُدم له امتحان ذكاء خاص وعلى أثره قبل للشروع في الداسة مع صغر سنه، حتى أتم دراسته الثانوية في البحرين وكان عمره خمسة عشر ونصف سنة. وفي جميع فترة دراسته كان من المتميزين والمتفوقين، وبالإضافة إلى اشتغاله بالدراسة كانت له نشاطات دينية كاقامة صلاة الجماعة في المدرسة وغيرها من النشاطات الدينية. دراسته الأكاديميةوبعد أخذه شهادة الدبلوم توجه عن طريق بعثة دراسية إلى لندن في كلية (ديويد گيم) للدراسات العليا قسم الهندسة، وبنبوغه المتميز حصل على شهادة فوق الدبلوم من الكلية المذكورة في مدة سنة واحدة، وفي السنة الثانية أخذ مواداً إضافية والتحق بالكلية التخصصية المسماة (بالامبريال). وكان في هذه المرحلة مجدا في دراسته، وفي أواخر السنة الثانية أخذ يتفكر بجد فيما يوجه على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) من الإدعات والإشكالات والتهريجات التي لا منشأ لها إلا الصد عن هذا المذهب، والحال أن أفضل الاجوبة وأقواها موجود في تراث هذا المذهب الغني فيذب بها هذه الادعات والاشكالات. وانطلاقاً من هذا التفكير عزم على ترك دراسته الأكاديمية في جامعات (انجلترا) والذهاب إلى مدينة قم التي تعد مركزا من مراكز العلوم الدينية التابعة لأهل البيت (عليهم السلام). وقد كانت هذه فكرة متبلورة عنده من السابق إلا أنها اشتدت وتبلورت أكثر فأكثر في فترة دراسته في بلاد الغربة، وكان منشأ ذلك هو الروحية الولائية التي خامرت لحمه ودمه من زمن طفولته فكان يلمس بها مظلومية شيعة أهل البيت (عليهم السلام) وغربة الإمام صاحب العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف). وقد لاحظ النشاطات الثقافية لأعداء مذهب أهل البيت (عليهم السلام) والشبهات التي كانت تلقى بين الشباب والطلبة الجامعيين، وكان يعتقد اعتقادا تاما بوجود جميع أجوبة هذه الشبهات في مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ومنها صمم على ترك الجامعة والدخول إلى الحوزة العملية لدراسة علوم ومعارف أهل البيت (عليهم السلام)، حتى يستطيع الدفاع والذب عن تلك الشبهات. وقد اعترضه الكثير من أصدقائه وأساتذته، وأكثرهم معارضة له أستاذ من اليهود لما لمس منه من النبوغ والاستعداد حتى عرض عليه أن يتكفل له بجميع ما يحتاجه في دارسته في لندن، إلا أنه لم يتسطع أن يحول بينه وبين ما يصبو إليه من أن يسلك طريق خدمة الامام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف). وكان فكره الشاغل حينها هو كيفية ذهابه إلى قم وتحقيقه ذلك العزم عمليا. حتى سنحت له الفرصة في الذكرى السنوية الأولى من انتصار الثورة الإسلامية في إيران، حيث دعا مجموعة من الطلبة الجامعيين في طهران مجموعة من الطلبة الجامعيين في لندن للمشاركة في مؤتمر فكري وعلى أثرها جاء من لندن إلى طهران. ومن شوقه الشديد لم يذهب إلى ذلك المؤتمر بل توجه مباشرة من مطار طهران إلى مدينة قم. دراسته الحوزويةوفي بداية مجئيه إلى قم في سنة 1400 هـ واجه صعوبات ومشاكل كثيرة، إلا أنه بارتباطه ببعض العلماء تجاوز تلك المراحل القانوينة حتى تأتى له البقاء في بعض المداسة العلمية. وكان له نهم شديد جدا فكان يشتغل ليله ونهاره وأيام التحصيل والتعطيل في طلب العلوم، وكان يتفادى كل ما يعيقه عن طلب العلم والتحصيل، حتى أنهى دراسة مرحلة المقدمات والسطوح والسطوح العالية (بما يوازي البكلورياس والماجستير في الدراسات الأكاديمية) في ثلاث سنوات ونصف أي عند نهاية العام 1403 هـ، وذلك لمواصلته التحصيل بكثافة بحيث كانت مستوعبة للعطل الصيفية وغيرها، بل حتى في الساعات المسائية من يومه الدرسي، فدرس الكتب الحوزية المقررة في العلوم الأدبية من النحو والصرف والبلاغة والعروض، ودرس المتون القديمة مثل شرح النظام والمطول والشمسية ومغني اللبيب، ودرس كذلك المنطق والفقه والأصول، وعلم الهيئة والفلك. وبعد اتمامه دروس السطح العالي التحق ببحوث الخارج فاستفاد من المراجع والآيات العظام بحضوره تحت منبرهم الكريم وتلقيهم العلوم على يدهم، ومن همته العالية أنه لم يكتف من هؤلاء الأعاظم على ملازمة حضور الدرس بل كان يتردد عليهم في غير أوقات الدرس وفي ايام التعطيل لزيادة الاستفادة من فيضهم، فكانت كل سنة من استفادته من كل واحد من هؤلاء الأعاظم تعادل سنتين. كما أنه كان يحضر البحوث التعطيلية لآية العظمى السيد محمد الروحاني في خلل الصلاة والقواعد الفقهية كما شارك في جلسة الاستفتاء لكل من آية الله العظمى السيد محمد الروحاني ، وآية الله العظمى الشيخ الميرزا جواد التبريزي مدة ثلاث سنوات. ولم يغفل عن آية الله السيد الخونساري المقيم في طهران فكان يقصده في أيام التعطيل إلى طهران للاستفادة من فيضه وعلمه. مضافا الي الحضور في درس الأعلام وملازمتهم في أيام التعطيل، فقد استفاد من أشرطة دروس بعض أساتذة الحوزة العلمية بما يعادل اربعة عشر الف ساعة، وكان يراجع ذلك الأستاذ بعد الاستماع اإلى الشريط ليتداول معه المطالب المسموعة منه. أساتذتهحضر مرحلة البحث الخارج عند كل من:
- تتلمذ في بحوث الفلسفة، والعرفان عند كل من:
التدريسثم شرع في أواخر أيام حضوره عند الأعلام بعد ذلك بتدريس بحث الخارج في الفقه والأصول (الدراسات العليا) منذ عام 1414 هـ في مدينة قم (آنذانك). ومنذ شروعه إلى الآن في تدريس الخارج أكمل دورة أصولية في 15 سنة وشرع في الثانية، وأتم كتاب الطهارة من الفقه وشرع في كتاب الصلاة. وكان يلقي درس الخارج في أيام التعطيل الاسبوعية وغيرها من التعطيلات، في المسائل المستحدثة والفقه السياسي وكتاب النكاح ودروتين في كتاب الحج أحدهما مختصرة والأخرى مفصلة. وإضافة إلى بحثه في الفقه والأصول اشتغل بالبحوث العقائدية وخصوصا مبحث الإمامة، وبحث بالبحوث الرجالية والبحوث التفسيرية وكان حاصل ذلك كتب قيمة متداولة بين المحققين وطلاب العلوم الدينية مشتملة على نكات وانظار كثيرة. وفي المجالين الفلسفي والعرفاني فقد درس الاسفار والإشارات والشفا والمنظومة والفصوص لدي الخبرة من اساتذة الفنين، وبلغ الي مستوي عاليه فيهما حيث بدأ بتدريس تلك الكتب وتنقيحها سنين عديدة، وليس يكتفي بتدريسها بل في حين انه يبين آراء ومعطيات الفكر البشري وجهودهم في سبيل الوصول الي الحقائق ويقررها باحسن التقرير، ولكن هذا لا يمنعه من البحث فيها ونقدها ومحاكمتها اعتمادا على التراث الوحياني الذي هو فوق الإطار العقلاني المحدود بما لانهاية له، فان تلك الاراء لا يخرج عن كونها نتاج فكر محدود بشري قابل للخطأ والصواب. وهو دام ظله يعتبر المطالب الأصيلة والعميقة الموجودة في الآيات وروايات أهل البيت عليهم السلام أهم منبع علمي للتحقيق، ويصر بأن التدقيق فيها مع الغض عن الحجية التعبدية المتوقفة علي اثبات صحة الصدور - يؤدي الي توسعة افق الفكر والعقل الي مساحات عالية جدا لم يكن ليلتفت إليها لولا التراث الوحياني، مع أنه يستكشف ويستنبط منه براهين عقلية متعددة، ويعتقد بأن أفضل منبع لفهم المطالب العقلية والعلمية هو التراث الوحياني، وأن الفكر البشري من دون استمداده وايصاله بخزان علم الله وترجمان وحيه لن يقدر على فهم المطالب المعرفية الدقيقة. ومن هنا يؤكد سماحته علي لزوم قرائة الايات والروايات قرائة عقلية عميقة دون القرائة الظنية التعبدية، ويوصي بمداولتها والتامل فيها، وأنه لن يتيسر الوصول الي الحكمة العملية والنظرية الا من خلال التدبر والتامل في ما وصل الينا من ولاة الملكوت وائمة السر والشهود. وانطلاقا من هذه الفكرة فقد شرع بتدريس كتاب الاحتجاج للطبرسي وبين المباحث المهمة المرتبطة بالفرق والاديان أثناءشرحه لروايات ذلك الكتاب، ثم بعد ذلك اخذ يدرّس الأصول من الكافي لثقة الإسلام الكليني اعلي الله مقامه الشريف. ومن همته العالية أن القليل - بل لايوجد - من طلبته من يستطيع أن يسايره في جميع برنامجه بحيث كان كل واحد من تلامذته يشارك في بعض برنامجه الدرسي دون البعض الآخر. وله على مدار السنة برنامجان؛ برنامج عام في ايام التحصيل وبرنامج خاص مع بعض طلبته المتميزين في ايام التعطيل، وكثيرما يكون نشاطه وعطاؤه في أيام التعطيل أكثر منه في أيام التحصيل. ومن خصوصيات بحثه في المعارف والأصول والفقه والتفسير والفلسفة اشتمالها على نظريات وابتكارات كثيرة في الوقت الذي لم يغفل فيه عن آراء ونظريات القدماء حيث استفاد منها وبنى عليها. وقد أنبرى سماحته لبيان كثير من النظريات الموجودة في القرآن وروايات أهل البيت عليهم السلام إضافة إلى بيان النظريات التي كانت موجودة عند اعاظم علماء الشيعة، وأبرزها بلغة واضحة ليظهر تلك الحقائق والنظريات التي يحملها تراث أهل البيت عليهم السلام وتراث أتباعهم للاستفادة منها في مجالاتها. وله نشاطات مختلفة مثل القاء المحاضرات في مدن ودول متعددة ومشاركات في مؤتمرات عالمية، وله أيضا مناظرات مع شخصيات مختلفة وقد حرر بعضها وطبع. طلابه
انتقاله إلى النجفوبعد الاشتغال بالتحصيل والتدريس مدة ثلاثين سنة في قم انتقل سماحته إلى مدينة العلم والأعلام النجف في ربيع الأول عام 1430 هـ ليواصل التدريس في حوزتها المباركة بطلب من بعض مراجعها العظام، ولما شخصه من وظيفة شرعية. مؤلفاته
دوره السياسيفي أواخر عام 2005 بينما كان محمد سند راجعاً من قم إلى البحرين، اعتقل فَورَ وصوله لمطار البحرين الدولي حيث وجهت له تهمة المساس بالأمن الوطني، فتسبب ذلك باشتباكات بين الموالين له، وقوات مكافحة الشغب في مطار البحرين الدولي حيث اعتقل. وكانت الأحداث بدأت بمظاهرات سلمية داخل المطار قامت إثرها قوات مكافحة الشغب بتفريق المتظاهرين بالضرب والاعتقال، وتسبب العنف بتكسير بعض مرافق المطار كالزجاج الأمامي ونحو ذلك. وأرجع مراقبون سياسيون أسباب الاعتقال إلى خطبة ألقاها في قرية السنابس طالب فيها الأمم المتحدة بإقالة الحكومة البحرينية واجراء استفتاء عام على غرار الاستفتاء الذي جرى في السبعينات. ويُعَد محمد سند من علماء الشيعة الذين عادوا فترة التسعينات إلى البحرين ضمن عودة مجمل المعارضين البحرينيين مع انطلاق المشروع الإصلاحي.[4] أصدرت وزارة الداخلية في البحرين قراراً بسحب جنسية السند، وقد شمل قرار سحب الجنسية من ثلاثة وثلاثين مُعارضاً سياسياً، مُبرّرين ذلك بتسببهم في الإضرار بأمن الدولة. وصلات خارجية
المصادر
موسوعات ذات صلة : |