الميرزا محمد باقر بن محمد سليم الأسكوئي الحائري (1230 هـ - 1301 هـ). هو رجل دين ومرجع شيعي شيخي من أصول إيرانية (آذرية)، كان زعيماً دينياً للشيخيَّة، وهم شريحة كبيرة من الشيعة الإماميَّة، ينتسبون للشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي.(1) ترجم للأسكوئي، آغا بزرگ الطهراني في طبقات أعلام الشيعة قائلاً عنه: «هو الشيخ المولى محمد باقر بن محمد سليم القراچه داغي الأسكوئي، من علماء الشيخية وفضلائهم».[1]
محمد باقر الأسكوئي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 1230 هـ. أسكو، الدولة القاجارية. |
الوفاة | 27 رمضان 1301 هـ. كربلاء، الدولة العثمانية. |
الحياة العملية | |
التلامذة المشهورون | محمد بن عبد الله العيثان |
مولده ونشأته العلمية
ولد الأسكوئي عام 1230 هـ بإحدى نواحي مدينة أسكو في أذربيجان الإيرانيَّة، وبها ابتدأ دراسته على يد والده محمد سليم الأسكوئي؛ فدرس عنده مقدَّمات العلوم والمعارف الأدبية، ثم ارتحل إلى مدينة تبريز وأكمل دراسته في السطوح العالية من الفقه والأصول على يد أخواله كسليمان الأعرجي ومحمد الأعرجي.(2)
هجرته إلى العراق
بعد دراسته فترة في موطنه؛ عزم على السفر إلى النجف بعد موافقة والده وكان ذلك عام 1261 هـ. وفي النجف التحق بدروس مرتضى الأنصاري الذي كان المرجع الأعلى للشيعة آنذاك، وحرّر بقلمه أغلب تقريرات دروس أستاذه في الفقه والأصول من حجية القطع والظن وأصل البراءة والاستصحاب والتعادل والترجيحات وغيرها، وكل هذه التقريرات موجودة حتى الآن في مكتبة أسرته بمدينة كربلاء.
بعد حضوره فترة عند مرتضى الأنصاري وأخذه لإجازات مفصله في الرواية والدراية والاجتهاد منه؛ توجه إلى كربلاء حيث حضر هناك دروس حسن گوهر الحائري، ونال منه إجازات في الفقه والأصول والحكمة وعلوم المعقول والمنقول، ثم تسنَّم المرجعية بعد وفاة أستاذه حسن گوهر، ورجع إليه في التقليد جمع من أهالي كربلاء ونواحيها، إضافة إلى كثير من الشيعة في الكويت والأحساء والبحرين وأذربيجان وخراسان، وطبعت العديد من رسائله العلمية باللغتين الفارسية والعربية.
تلامذته
بعد وفاة أستاذه الميرزا حسن كوهر أسس أكبر حوزة علمية في كربلاء وكان يحضر فيها الكثير من طلبة العلم من العرب والعجم وقد تخرج من تلك الحوزة علماء عظماء ومجتهدين كبار حتى بقيت شهرتهم العلمية إلى اليوم على ألسن العامة ومنهم:-
1- ميرزا إسماعيل حجة الإسلام ابن العلامة ميرزا محمد حجة الإسلام.
2- ميرزا علي تقي أغا الطباطبائي.
3- ميرزا موسى آغا ثقة الإسلام وهو والد ميرزا محمد آغا ثقة الإسلام.
4- سيد مصطفى الحائري الإسكوئي.
5- الشيخ موسى بوخمسين الأحسائي.
6- الشيخ محمد بن عيثان الأحسائي.
خصاله الحميدة
كان ميرزا محمد باقر الإسكوئي يؤم صلاة الجماعة في أوقاتها الثلاثة في الساحة المتسعه قبيل ضريح الحسين بن علي والذي يطلق عليه أيضا تسمية "الصحن المطهر" على جمع غفير من المأمومين والعلماء والفضلاء وشيعة أهل البيت، كان زاهداً تقياً عالماً عاملاً مصراً على أداء النوافل والمستحبات وكان على الدوام قائم الليل صائم النهار ولم يفت منه في السفر والحضر أي نوافل ليليه أو نهاريه وكان كثير الصمت والسكوت فإن لم يسأله سائل لا يتكلم وإذا رد وأجاب كان مختصراً مفيداً وكان ضحكه التبسم وعلى الدوام كان في حاله من التأمل والتفكر ولسانه مشغولاً بذكر الله وعينه باكية من خشية ومحبة الله ومصائب أهل البيت فكان حسن الخلق وسيع الصدر.
مع أن الكثير من الحقوق الشرعية كانت تصل إليه من بقاع الأرض إلا أنه لم يكن يحتفظ بها لليلة واحدة إلا من باب الضرورة بل كان يوزعها على الفور بين طلاب العلوم الدينية والمستحقين لها ومع هذا كله فإنه عند وفاته كان مديوناً بمبالغ كبيرة ولم توفّ هذه الديون إلا بعد بيع بيته وكتبه.
مؤلفات
كان لميرزا محمد باقر الإسكوئي أقوالاً حكمية وقلماً قوياً وكل من إطلغ على مؤلفاته القيمة في الفقه والأصول والحكمة الإلهية شهد أن كتاباته هي في أعلى درجات الفصاحة والبلاغة ومن حيث المضمون والمعنى هي إلى حد قل نظيرها في عالم العلم والإسلام. له مؤلفات كثيرة كتبها في مختلف العلوم والمعارف الإسلامية وقد تلق قسم كبير منها في أيام حياته وقضية التلف هي كالتالي:- أنّ أحد تجار مدينة تبريز أخذ منه مجموعة من رسائله وهي تحتوي أجوبة وردود مختلف المسائل الفقهية والحكمية، والشاملة لتفسير بعض الآيات الكريمة، وشرح شذرات من أحاديث أهل البيت -عليهم السلام- وكان حجم الكتاب بضخامة وحجم كتاب (جامع الشّتات) للمرحوم ميرزا أبو القاسم القمي فأخذ التاجر المذكور هذا الكتاب ليقوم بطبعه، ولكن للأسف فإن هذا الكتاب تلف في يده، ولم نعثر له إلى اليوم أثراً أو دليلاً، وفي الحقيقة فإن الكتاب المذكور يعتبر نسخة منحصرة بفرد. فيما يلي مجموعة من تأليفات ميرزا محمد باقر الإسكوئي:
|
|
وفاته
توفي ميرزا محمد باقر الإسكوئي عن عمر يناهز السبعين عاماً وذلك في صبيحة يوم العاشر من شهر صفر لعام 1301 من الهجرة النبوية وذلك بمدينة كربلاء فكان يوم وفاته يوماً مهيباً وحزيناً وكئيباً على أهالي كربلاء المقدسة وتوابعها، وكانوا في بكاء وعويل على فراق عالِمهم الكبير.
الهوامش
- 1 - انقسم الشيخية إلى قسمين؛ الكرمانيَّة وهم أتباع محمد كريم خان الكرماني، والاسكوئية أتباع حسن گوهر الحائري الذين صاروا يعرفون فيما بعد بالإحقاقية نسبة إلى موسى الإحقاقي. وأتباع القسم الثاني بشكل عام يرفضون لقب (الشيخية) ويصرُّون على أنَّهم لا يختلفون عقائدياً مع بقية الشيعة الإثني عشريَّة، وهم أقرب إلى بقية الشيعة من القسم الأول.
- 2 - تُقَسِّم الدراسات في الحوزات لأربعة مراحل هي بالترتيب: المقدمات، السطوح الوسطى، السطوح العالية، البحث الخارج. (اقرأ: شرح لنظام الحوزات موقع الحوزة العلمية الزينبية)
مراجع
- الطهراني, آغا بزرگ. طبقات أعلام الشيعة - ج10. صفحة 183.
- الطهراني, آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج21. صفحة 283. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
- الطهراني, آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج21. صفحة 120. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
- الطهراني, آغا بزرگ. الذريعة إلى تصانيف الشيعة - ج22. صفحة 257. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
مصادر
- قرنان من الاجتهاد والمرجعية. عبد الرسول الإحقاقي، طبع الكويت، عام 1994، منشورات مكتبة الإمام الصادق.
- طبقات أعلام الشيعة. آغا بزرگ الطهراني، طبع بيروت - لبنان، تاريخ الطبع مفقود، منشورات دار إحياء التراث العربي.
- معجم المؤلفين. عمر كحالة، طبع بيروت - لبنان، تاريخ الطبع مفقود، منشورات دار إحياء التراث العربي.
- الذريعة إلى تصانيف الشيعة. آغا بزرگ الطهراني، طبع بيروت - لبنان، 1403 هـ / 1983 م، منشورات دار الأضواء.