محمد بخيت بن حسين المطيعي الحنفي (1271 هـ - 1354 هـ / 1854م / 1935م) الصعيدي ثم القاهري الفقيه المفسر الأصولي المنطقي الفيلسوف المحقق المدقق، ولد في القطيعة " بالقاف" من أعمال أسيوط بصعيد مصر، وهو الذي غير أسمها إلى المطيعة "بالميم" تفاؤلاً فأشتهرت بذلك، وعائلته على المذهب المالكي وهو أول من تحنف منهم.
محمد بخيت المطيعي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | سنة 1854 أسيوط |
تاريخ الوفاة | سنة 1935 (80–81 سنة) |
الحياة العملية | |
المدرسة الأم | جامعة الأزهر |
التلامذة المشهورون | محمد يوسف الشريقي |
المهنة | عالم عقيدة، وقاضي شرعي |
دراسته ووظائفه
التحق بالجامع الأزهر لطلب العلم وهو صغير السن، وأجتهد في طلب العلم وكان ذا فكرة وقادة، وذهن ثاقب وحفظ جيد، فبرع في العلوم العقلية والنقلية، وتقدم على أقرانه، وأشتهر ذكرهِ وذاع صيتهِ ووقع عليه الإقبال من الناس، وتوظف في وظائف القضاء في مصر ثم بالإسكندرية، ثم عين عضواً في المحكمة الشرعية ثم محكمة الاستئناف في الإسكندرية، ثم عين بمنصب المفتي في الديار المصرية، وكان مواظباً على التدريس حتى في فترة الوظيفة، حتى إنه لما كان موظفا في الإسكندرية وبينها وبين القاهرة أربع ساعات في سكة القطار الحديد كان يحضر كل يوم منها إلى القاهرة لإلقاء الدرس، ثم يعود إليها[1].
أساتذته
وتتلمذ على كبار الشيوخ في الأزهر وخارجه، وكان منهم الشيخ محمد عليش، وعبد الرحمن الشربيني، والشيخ أحمد الرفاعي المالكي المتوفي عام 1325 هـ، وأحمد منة الله، والسقا، ومحمد الخضري المصري، وحسن الطويل، ومحمد البهوتي، وعبد الرحمن البحراوي، ومحمد الفضالي الجرواتي، والسيد جمال الدين الأفغاني، وغيرهم. وكذلك التقى ببديع الزمان سعيد النورسي. نال شهادة العَالِمية من الدرجة الأولى في عام 1294هـ، وأنعم عليه بكسوة التشريفة من الدرجة الثالثة مكافأة له على نبوغه وفضله[2].
من صفاته وسجاياه
كان فضيلته - رحمه الله - نابغة عصره وإمام دهره، ووسم بأنه حلال المشكلات ورجل المعضلات، وكان مبرزًا في علم الأصول واستنباط الأحكام الشرعية، وكان شديد التمسك بالحق ينسى مصالحه الخاصة في سبيل نصرة الحق، وكان لا ينقطع عن تدريس العلوم الشرعية النقلية والعقلية لطلبة العلم الشريف في أي مكان حلَّ فيه، وقد درَّس الكتب المطولة في علوم التفسير والحديث والفقه وأصول الفقه والتوحيد والفلسفة والمنطق وغيرها[2].
أسلوبه مع طلبة العلم
كان المطيعي ذا خلق حسن، سهلا في التدريس، واسع الصدر جدا، يتحمل من الطلبة كثرة السؤال مع خروج بعضهم عن الموضوع، وربما بقي الطالب يجادله ساعة حتى يذهب الدرس كله في الجدال والأخذ والرد، وهو لا يتكدر ولا يتألم، متواضعاً مع الطلبة ويمازحهم في الدرس، وكان حلو النادرة مقبول الفكاهة، لا تمر به طرفة فيسكت عنها أًصلا، حتى أشتهرت طرائفه بين الناس، وكان محبا للطلبة الغرباء ميالاً إليهم، بحيث لم يكونوا يقبلون على غيره، إذا لم يروا صدرا رحبا معهم سواه، حتى كان آخر أيامه لا يعمر درسه إلا الأغراب من الأتراك والهنود والعراقيين والأكراد وغيرهم. وكان يواسي الفقراء والطلبة الأغراب ويمدهم بالمال ويساعدهم، ويترددون إلى بيته فيجالسهم في مجلسه ويحسن اليهم. وقد تخرج على فضيلته كثير من أفاضل العلماء الذين نفعوا الناس بعلمهم، وقد وصلت طبقات من تخرج عليه من الطلبة إلى الطبقة الرابعة أو بعدها، وممن تخرج عليه السيد عبد الله بن الصديق الغماري، والشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف الأستاذ السابق بكلية الشريعة وغيرهم.
منجزاته وأعماله
كان يكثر من مطالعة الكتب الأجنبية المترجمة وكتب المعاصرين ويقرأ من الصحف الأجنبية والمحلية، كما كان يقتني الكتب بكثرة، ويدفع فيها الأموال الطائلة، حتى جمع مكتبة ضخمة. وكان عضوا بلجنة الخمسين (50) التي وضعت دستور 1923، وهو أول من أقترح إضافة المادة الخاصة بأن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.
وكان له دور في صدور قانون تقاعد مفتي الديار المصرية عند سن الستين، حيث أن بعض الأغنياء قد بنى مسجدا وأوقفه لله، فأحتاجت الحكومة لموضع هذا المسجد، فاستفتت مفتي الديار المصرية الشيخ المطيعي، فقال لهم: إذا وافقكم ربه فلا مانع، فكلموا ذلك الغني فوافق، فرجعوا إليه ليصدر فتواه، وقالوا له إن ربه قد وافق، فقال ومن ربه؟ قالوا: فلان الباشا، قال: ليس هو صاحبه الآن، فإنه أوقفه لله، وصار لله تعالى، فهو ربه الذي قلت لكم إن وافقكم فاهدموه.
وهذه الحادثة هي التي كانت سببا في عزله من الإفتاء، فإن رئيس الوزراء وقتئذ وهو نسيم باشا قال فيه كلاما فبلغه، فقال الشيخ نحن لا نعبأ بكلام العيال أو نحو هذا، فبلغت إلى الوزير، فقال: سوف يعلم من العيال، فاجتمع بمجلس الوزراء وأصدر قانونا يقضي بإحالة المفتي على المعاش إذا بلغ السن القانوني، وكان المفتي غير داخل في هذا القانون قبل ذلك، فلما صادقت الحكومة على هذا القرار وكان هو قد جاوز السن المقرر عزل وأحيل إلى المعاش.
ومن أقواله : جواز تولي السلطة شخصا غير مسلما في بلد مسلم في رسالتهِ (إرشاد الأمة إلى إحكام الحكم بين أهل الذمة).
من مؤلفاته[2]
|
|
هوامش
- موقع الأزهر في الف عام - تصفح: نسخة محفوظة 08 2يناير7 على موقع واي باك مشين.
- موقع دار الإفتاء المصرية - تصفح: نسخة محفوظة 12 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
انظر أيضاً
مصادر
- الأعلام - للزركلي(6 /50).
- البحر العميق في مرويات ابن الصديق للحافظ أحمد بن الصديق الغماري (1/200)
- د. محمد الجوادي في كتابه " اصحاب المشيختين: سيرة حياة خمسة من علماء الازهر جمعوا بين مشيخة الازهر والافتاء" . مكتبة الشروق الدولية .القاهرة 2008.
- الفكر السامي في تاريخ الفقه الإسلامي لمحمد بن الحسن الحجوي ( 4/ 38).
- الكنز الثمين لفرج سليمان فؤاد ص (118 - 120).
- صفوة العصر لزكي فهمي ص (501 - 504).
- فهارس المكتبة الأزهرية.
- مجلة الأزهر المجلد السابع ص 73.
سبقه: بكري الصدفي |
مفتو الديار المصرية الرابع (1334 هـ - 1338 هـ / 1915 - 1920) |
لحقه: محمد إسماعيل البرديسي |