مدرسة العشائر في اسطنبول هي مدرسة تأسست خلال تسعينيات القرن التاسع عشر عندما أخذ مجلس شورى الدولة العثمانية على عاتقه مبادرة لتوطين البدو ضمن أقاليمهم العربية بهدف تقوية ارتباطهم بالحكومة المركزية سياسياً وسهولة السيطرة عليهم عسكرياً والاستفادة منهم اقتصادياً ولهذا طرحت فكرة إنشاء مدرسة للعشائر في إستانبول لأول مرة في سنة 1892م وقد نسبت هذه الفكرة إلى السلطان عبد الحميد الثاني[1] وتؤكد الوثائق أن السلطان شخصياً تولى الاهتمام بالمدرسة وكان هو راعيها ومديرها الفخري.
الافتتاح
وحسب توجيهات السلطان فقد وضع عثمان نوري باشا مذكرة اقترح فيها إنشاء مدرسة للعشائر بتاريخ 21 حزيران 1892 م وفي 6 تموز أوكل الصدر الأعظم إلى وزارة المعارف التحضيرات اللازمة لفتح المدرسة وسرعان ما أرسلت التوجيهات إلى الولايات العثمانية في سورية العراق ليبيا وشبه الجزيرة العربية والأناضول لاختيار الطلاب وقد تم تهيئة كل متطلبات المدرسة من المكان والأثاث والمعلمين واللوائح والخطط والمناهج في فترة قياسية لم تتجاوز ثلاثة أشهر لأن السلطان كان عازماً على افتتاح المدرسة بالتزامن مع ذكرى المولد النبوي في 12 ربيع الأول 1310هجرية الموافق 4 تشرين الأول 1892م للاستفادة من القيمة الرمزية التي يمثلها هذا اليوم وهو ما تم بالفعل.
المنهاج
ونصت اللوائح التنظيمية للمدرسة على ان الهدف الأساسي من إنشاء المدرسة جاء من أجل تمكين أبناء القبائل من المشاركة في الازدهار المنبثق من المعرفة والثقافة وإلى مضاعفة ميلهم الفطري نحو حب الخلافة الإسلامية والسلطنة العثمانية فضلاً عن تقوية الولاء تجاه الدولة والواجبات الدينية الملقاة على عاتقهم... وعند الانتهاء يعود الطلبة إلى قبائلهم ليعملوا معلمين في المدارس التي يعتزم فتحها في بيئاتهم أو في بعض الخدمات المناسبة للدولة.
نظامها
وكانت مدرسة العشائر بمثابة مدرسة داخلية خاصة لتعليم أبناء زعماء القبائل العربية وعلى الرغم من ذلك فقد اتسعت دائرة القبول في المرحلة الثانية للدراسة لتشمل الأكراد و العرب ثم الألبان، وكانت مدة الدراسة فيها خمس سنوات للأولاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 16 عاماً، وكان يمنح لكل طالب مرتباً شهريا قدره 30 قرشاً.[2] ولكل طالب إجازة كانت تسمى “إجازة صلة الرحم” وهي إجازة مرة كل سنتين .. وأيضا كان يتم سفر الطالب على نفقة الدولة .. وكان الطلبة يدرسون فيها علوم الدين والدنيا بجانب التدريب العسكري[3] ويحصلون بعد ذلك على رتب عالية. كما يمكنهم كذلك أن يدخلوا المدرسة المُلكية -وهي مدنية- يدرسون فيها سنة ويحصلون بعدها على رتبة قائم مقام، ثم يعودون إلى بلادهم.
الطلاب
|
|
مراجع
- أعمال السلطان عبد الحميد الثاني في مجال التعليم | ترك برس - تصفح: نسخة محفوظة 18 يونيو 2018 على موقع واي باك مشين.
- جريدة الرياض | مدرسة العشائر في إستانبول - تصفح: نسخة محفوظة 17 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.
- Algerienturc – Histoire des Turcs en Algerie
- الجزيرة.نت - تصفح: نسخة محفوظة 05 يوليو 2018 على موقع واي باك مشين.
- العلامة أحمد وصفي زكريا (1983). قبائل الشام (الطبعة الثانية). دمشق: دار الفكر. صفحة 583.