المذاهب الإسلامية مدارس عقدية وفقهية تندرج تحت الدين الإسلامي ؛ فيما تكون الاختلافات الفقهية ليست بالكبيرة بين المذاهب الإسلامية بشكل عام، إلا ان الاختلافات العقدية هي المؤثرة من الناحية الدينية والسياسية أساسا ومن ثم الاجتماعية.
الاختلافات المميزة للمذاهب
تنحصر الاختلافات العقدية في ثلاث محاور:
- محور الإمامة : ويعتبر التقسيم فيه بناء على عدد الأئمة الذي تؤمن فيه المذاهب الشيعية، ويتبع ذلك مباحث العصمة وغيرها.
- تقديس بعض الصحابة.
مذاهب سنية
هي تمثل معظم المسلمين وينتمي إليها الغالبية العظمى من المسلمين. وتستند إلى مصادر التشريع الإسلامي القرآن وسنة النبي محمد المتمثلة في الأحاديث النبوية المنسوبة إليه والصحيحة منها، ويأخذون الفقه عن الأئمة الأربعة، ويعتقدون بصحة خلافة الخلفاء الأربعة الأوائل: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، ويؤمنون بعدالة كل الصحابة، فالصحابة جميعهم عدول.
- المذهب الحنفي نسبة إلى أبو حنيفة النعمان
ترجع نسبة الحنفية إلى الإمام أبي حنيفة النعمان بن ثابت بن التيمي الكوفي، الذي ولد سنة 80 للهجرة وكان فقيها ورعا، عمل على مبدا القياس في مصادر الفقه والمقارنة بينها ومراجعة نصوص اسنادها ليزيد من معرفته في الشؤون الفقهية. ولقد طلبه المنصور ليسند إليه القضاء فرفضه خوفاً من أن يظلم أحد، فحبسه المنصور لرفضه وتوفى سنة 150 للهجرة.
- المذهب المالكي نسبة إلى مالك بن أنس.
وينسب المذهب إلى أبي عبد الله مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي، الذي ولد في المدينة سنة 93 للهجرة طلب العلم صغيرا فأخذ عن نافع مولى عبد الله بن عمر وغيره وتوفى في المدينة سنة 179 للهجرة ودفن بالبقيع.
- المذهب الشافعي نسبة إلى محمد بن إدريس الشافعي
ترجع نسبته إلى الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس القرشي الشافعي الذي كان يتيم الأب وولد سنة 150 للهجرة في غزة ثم عادت به أمه إلى مكة في عمر السنتين. توفى سنة 204 للهجرة وعمره أربع وخمسين سنة.
- المذهب الحنبلي نسبة إلى أحمد بن حنبل
يرجع إلى الإمام أحمد بن حنبل بن هلال الذهلي الشيباني، الذي ولد في العراق ببغداد سنة 164 للهجرة وتنقل بين الحجاز ودمشق واليمن، ونال قسطا من العلم الوفير والمعرفة وقد كان من أكبر تلاميذ الشافعي ببغداد ثم أصبح مجتهدا وقد برز على أقرانه بحفظ السنة النبوية والمسائل الفقهية عن استاذه وألف عنها في ذلك كتابه "المسند". توفى سنة 241 للهجرة وعمره سبعة و سبعون سنة.
ومع تعدد الأئمة إلا أنه لم يحصل اختلاف بين مذاهب أهل السنة في أمور الاعتقاد مثل (أصول الدين) وإنما كان اختلافهم في بعض الأحكام التشريعية، إما لعدم توفر دليل صريح من الكتاب والسنة، أو لضعف حديث بحيث لا تقوم بهِ حجة، أو لغيره من الأسباب.
مقالات ذات صلة
مؤسسو المذاهب السنية
المذهب | المؤسس | تاريخ الميلاد | تاريخ الوفاة | العمر | مكان الميلاد |
---|---|---|---|---|---|
المذهب الحنفي | أبو حنيفة النعمان | 80 هـ - 699 م | 150 هـ - 767 م | 70 سنة هجرية | مدينة الكوفة في العراق |
المذهب المالكي | مالك بن أنس | 93 هـ - 711 م | 179 هـ - 795 م | 86 سنة هجرية | المدينة المنورة |
المذهب الشافعي | محمد بن إدريس الشافعي | 150 هـ - 767 م | 204 هـ - 820 م | 54 سنة هجرية | مدينة غزة في فلسطين |
المذهب الحنبلي | أحمد بن حنبل | 164 هـ - 780 م | 241 هـ - 855 م | 77 سنة هجرية | مدينة بغداد في العراق |
مذهب الإباضية
- مقالة مفصلة: إباضية
يعتبر المذهب الإباضي أول مذهب يظهر على الساحة الإسلامية قبل مذاهب أهل السنة والجماعة (المالكية والشافعية والحنابلية والحنفية) ان اتساع دائرة المذهب الأباضي كدعوة إسلامية سياسية عامة جعل المذهب لا يكسب طابعا خاصا يغلب عليه مدرسة بعينها أو ينسب إلى مدينة بعينها كالبصرة، فَإِنَّ الباحث يتردد كثيرا قبل أَن يرسل حكما عاما يربط فيه المذهب بمركز التجمع الإباضي في البصرة، فقد كانت تجمعات مماثلة في كل من الكوفة ومكة والمدينة وخراسان عرف منها علماء بارزون مختارون، سجلت أقوالهم في الآثار المبكرة لعلماء "الإباضية".
واكتملت صورة المذهب وحررت أقواله وآرائه في صورتها النهائية في أواخر أَيَّام أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة، الذي خلف عبد الله بن أباض على إمامة أشياخ المذهب في البصرة، وهي مركز التجمع الأساسي لعلماء الإباضية؛ حتَّى قرابة نهاية القرن الثالث. وعنه حمله طلبته الذين وفدوا عليه من المغرب والمشرق إلى بلدانهم، التي أضحت (من بعد) مراكز "لدول إباضية"، لعبت دورا سياسيا خطيرا، في كل من جنوب الجزيرة وشرقها (اليمن، وحضرموت ثُمَّ سلطنة عمان وفي شمال أفريقيا: ليبيا، تونس، الجزائر).
وقد عرف هؤلاء التلاميذ باسم خاص تطلقه عليهم كتب السير والطبقات "الإباضية" هو اسم: "حملة العلم".
ظهر المذهب الإباضي في القرن الأول الهجري في البصرة، فهو أقدم المذاهب الإسلامية على الإطلاق وقد نشره عبد السلام الدولان والتسمية كما هو مشهور عند المذهب، جاءت من طرف الأمويين ونسبوه إلى عبد الله بن أباض وهو تابعي عاصر معاوية وتوفي في أواخر أيام عبد الملك بن مروان، وعلة التسمية تعود إلى المواقف الكلامية والجدالية والسياسية التي اشتهر بها عبد الله بن أباض في تلك الفترة.
أن الإباضية خرجوا على الدولة الأموية أو العباسية خروجا سياسيا وخروجا دينيا. ولم يكونوا راضين عن سياسة الأمويين.
الأباضية يعتقدون أن كل من نطق بكلمة الشهادة فهو مسلم لهُ ما للمسلمين وعليهِ ما عليهم فلا يستحلون دماء أحد من أهل القبلة إلا بالحق الذي بينته وحددته الشريعة الإسلامية كالردة وقتل النفس وما شابه ذلك. ولا يستحلون مال أحد إلا بالطرق التي رسمتها الشريعة الإسلامية للتعامل بين الناس: فريضة في كتاب الله، هبة عن تراض، بيع عن تراض وما في معناها. أما قتل الأبرياء وسبي الأطفال والنساء فقد حالت دونها كلمة التوحيد، ولا يستحلون هذا حتى من البغاة مهما بالغوا في مسلكهم الظالم.
مذاهب شيعية
المذاهب الشيعية هي المذاهب التي تؤمن بالإمامة بالنص السماوي ، وأتباعه يسمون شيعة علي
- المذهب الجعفري نسبة إلى جعفر الصادق: ينسب هذا المذهب إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب. ولد في سنة 83 للهجرة وهو الإمام السادس للشيعة الاثنى عشرية ولهُ عشرة أولاد 7 بنين و3 بنات. كان جعفر على جانب كبير من العلم والورع وله مؤلفات كثيرة منها (تفسير الأحلام)أقام بالمدينة ثم دخل العراق وبقى فيها. توفي الإمام في السنة العاشرة من حكم المنصور سنة 148 للهجرة ودفن في البقيع.
- المذهب الإسماعيلي نسبة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق: ينسب هذا المذهب إلى إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، يعتقد الشيعة الإسماعيلية أن الإمامة في نسله، إذ يعتقدون أنه لم يمت في حياة أبيه وإنما أقام جعفر الصادق جنازة وهمية لهُ حتى يُبعد نظر العباسيين عنه، وأن إسماعيل قد فر وأقام الدعوة في السر.
لذا فهم يعتقدون أن الإمامة ليست في نسل أخيه موسى الكاظم الذي استقر عليهِ إجماع الإمامية بعد موت جعفر، وساقوا الإمامة إلى محمد بن إسماعيل الملقب بالمكتوم.
- المذهب الزيدي نسبة إلى زيد بن علي: ترجع الزيدية نسبة إلى زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد سنة 75 للهجرة وتوفى في سنة 122 للهجرة، كان عالماً بالقرآن وسنة النبي محمد، وينسب إليه كتاب " المجموع الكبير " الذي يتحدث في علم الفقه والحديث وهو أحد أهم المراجع الفقهية الزيدية لأكثر من ألف عام لقربه من القرآن وسنة النبي محمد ولاحتوائه على الكثير جداً من أحاديث النبي محمد، ومناظراته لبقايا المتعصبين من أهل قريش في مسألة الكفاة في الزواج حيث تجده اعدل المذاهب وأقربها في هذه المسألة وغيرها إلى كتاب الله وسنة رسوله وكذا احتواء مجموعه على ردود على الشيعة الخارجين عليه والذين أطلق عليهم الروافض لرفضهم توليه إلا بسب "الشيخين" أي أبي بكر وعمر فرفض وقال لهم " أذهبوا فأنتم الرافضة. ومناظراته الفقهية مع الإمام أبي حنيفة النعمان الذي أحبه واعانه بالمال لما خرج على هشام بن عبد الملك بن مروان.