مسرحية مصرع كليوباترا من أجمل المسرحيات التي كتبها أمير الشعراء أحمد شوقي وهي مسرحية شعرية تدور حول الأيام الأخيرة في حياة الملكة كليوبترا في الإسكندرية وموقعة أكتيوم البحرية.
مصرع كليوباترا | |
---|---|
مسرحية مصرع كيلوبترا
| |
النوع الفني | شعرية |
المؤلف | أحمد شوقي |
بلد المنشأ | مصر |
بطولة | كليوباترا، انطونيوس، أكتافيوس |
علي الرغم من اختلاف نظرة المؤرخين حول شخصية الملكة كليوبترا آخر من حكم مصر من البطالمة إلا إن أحمد شوقي وضع رؤية خاصة لحياتها؛ فنري التاريخ يرسمها بصورة ملكة مصرية غلبتها محن الدهر أو ملكة لاهية لاهثة وراء الهوى لم تأبه لدولتها ولا شعبها، فحينا نجده يرفعها ويمجدها ويبرأها، وحينا آخر ينزل عليها لعناته وإنها امرأة عرفت بالجمال الفتان اعتلت العرش واستخدمت جمالها في الوصول لما تريد وضجت حياتها بالكثير من مواقع حربية وأساطيل بحرية وعشق وغرام وهروب وأخيرا انتحار.
مصرع كليوبترا وأحمد شوقي
أراد شوقي أن يظهر كليوباترا بصورة ملكة وطنية تخشى على شعبها وتسعى لمصلحة بلدها وتحب مصر وتخلص لها، وأراد تمجيدها حيث ظلمها المؤرخون الغربيون، حين أظهروها في صورة غانية لاهية لا تعنيها مصلحة مصر وقدموها في صورة ينقصها الولاء للوطن الذي تحكمه.
الأحداث
حكمت كليوباترا مصر مع أخيها الأصغر بعد أن أعانها يوليوس قيصر على ارتقاء العرش، ولما مات أخوها زارت روما واحتفل بها قيصر، فلما قُتِل تنازع الحكم في روما أنطونيوس وأوكتافيوس، فوقفت كليوباترا بينهما موقف الحياد، فلما انتصر أنطونيوس وتولى الحكم دعاها إلى روما، وحين رآها وقع في غرامها وتزوجها، ثم انشغل بها عن الحكم، فتضاءلت مكانته السياسية والحربية، ثم عاد إلى روما، وتزوج أخت منافسه أوكتافيوس، ولكن الحنين عاوده إلى الإسكندرية فعاد إليها، وأثار ذلك غضب أوكتافيوس فأنذره بالحرب، وفي سنة 30 ق.م، اشتبك أوكتافيوس وأنطونيوس في معركة بحرية تسمى موقعة أكتيوم قرب الإسكندرية وفيها وقفت كليوباترا بجانب أنطونيوس، ولكنها انسحبت في أثناء القتال فضعف جانبه، وانتصر أوكتافيوس عليه، وأرسلت إلى أنطونيوس من يخبره بموتها فأغمد سيفه في قلبه، ولما علم بكذب الخبر أمر أن ينقل إليها ليموت بين يديها. وخشيت كليوباترا أن يأسرها أكتافيوس فانتحرت وتركت بنتين من أنطونيوس وولدًا من يوليوس قيصر.
من المسرحية
حوار بين الملكة ووصيفتها
- شرميون (وصيفة الملكة):
الجماهيرُ يا مليكَةُ بالشطِّ | يموجونَ في حبورٍ وبِشْرٍ | |
سَرَّهُمْ ما لَقِيتِ في أكْتيُومَا | من ظهورٍ على العدوِّ ونَصْرٍ | |
لا يقولونَ أو يعيدونَ إلا | نبأً باتَ في المدينةِ يسري |
- الملكة:
يالإِفْكِ الرجالِ ماذا أذاعوا؟ | كَذِبٌ ما رَوَوْا صُراحٌ لعَمْرِي | |
أيُّ نصْرٍ لقيتُ حتَّى أقاموا | أَلْسُنَ الناسِ في مديحي وشُكْري؟ | |
ظَفَرٌ فِي فَمِ الأمَاني حُلْوٌ | ليتَ منه لنا قُلَامةَ ظُفْرِ | |
وغدًا يعلَمُ الحقيقةَ قومي | ليسَ شَيْءٌ على الشعوبِ بسِرِّ |
- شرميون (وصيفة الملكة):
رَبَّةَ التَّاجِ ذلكَ الصُّنعُ صُنعِي | أنا وَحدِي وذلكَ المَكْرُ مَكْرِي | |
كَثُرَتْ أمْس في الإيابِ الأقاويلُ | وظَنَّ الظنونَ مَنْ ليسَ يَدْرِي | |
فأَذَعْتُ الذي أذَعْتُ عنِ النَّصرِ | وأَسْمَعْتُ كلَّ كوخٍ وقَصْرِ | |
خِفْتُ في خَاطِرِي عليكِ الجماهيرَ | وأشفقْتُ من عِدًى لكِ كُثرِ | |
فاغفِري جُرأَتِي فيا رُبَّ ذَنْبٍ | يَتْعَبُ العُذْرُ فيه مَهَّدْتُ عُذْرِي |
- الملكة:
شرميون اهْدَئِي فما أنتِ إلا | مَلَكٌ صِيغَ من حنانٍ وبِرِّ | |
أنتِ لي خادمٌ ولكِنْ كأنَّا | في المُلِمَّاتِ أهلُ قربَى وصِهْرِ | |
إنَّما الخادمُ الوفيُّ منَ الأهلِ | وأدْنَى في حالِ عسْرٍ ويُسْرِ | |
اسْمَعِي الآن كيفَ كان بلائي | وانظري كيف الشدائد صَبْري | |
كنتُ في مركبي وبينَ جنودي | أَزِنُ الحربَ والأمورَ بفِكري | |
قُلْتُ: روما تصَدَّعَتْ فتَرَى شطرًا | منَ القومِ في عداوَةِ شطْرِ | |
بطلاها تقاسَما الفُلْكَ والجيشَ | وشَبَّا الوَغى ببَحْرٍ وبَرِّ | |
وإذا فرَّقَ الرُّعاةَ اختلافٌ | عَلَّمُوا هارِبَ الذئابِ التَّجَرِّ | |
فَتَأَمَّلْتُ حالتي مَليا | وتدبَّرْت أَمْر صَحْوي وسُكْرِي | |
وتَبَيَّنْتُ أن رُوما إذا زالتْ | عن البحر لم يسُدْ فيه غيري | |
كنتُ في عاصِفٍ سَلَلْتُ شراعي | منه فانْسَلَّتِ البَوارِجُ إثْرِي | |
خَلَصَتْ من رَحَى القتالِ ومِمَّا | يلحقُ السُّفْنَ من دمارٍ وأسْرِ | |
موقفٌ يُعْجِبُ العُلا كُنْتُ فيه | بِنْتَ مصرَ وكُنْتُ ملكةَ مِصْر |
- شرميون:
اهْدَئِي فما أنتِ إلا | مَلَكٌ صِيغَ من حنانٍ وبِرِّ | |
أنتِ لي خادمٌ ولكِنْ كأنَّا | في المُلِمَّاتِ أهلُ قربَى وصِهْرِ | |
إنَّما الخادمُ الوفيُّ منَ الأهلِ | وأدْنَى في حالِ عسْرٍ ويُسْرِ |