مغامرات سفير عربي في إسكندينافيا منذ ألف عام هو عنوان كتاب من القطع المتوسط صادر عن مكتبة العبيكان، من تعريب أحمد عبد السلام البقالي. اعتمد الكاتب على رسالة ابن فضلان لسامي الدهان، وأكلة الموتى لمايكل كريتون.
قصة الكتاب
أرسل ملك الصقالبة (ألمش بن يالطور) إلى أمير المؤمنين المقتدر رسالة يسأله فيها أن يوفد إليه من يفقه في الدين، ويعرّفه شرائع الإسلام، ويبني له مسجداً؛ فبعث إليه سفيراً عالماً رقيقاً حاضر البديهة من سكان المدن المسالمين.
وبعد ثلاث سنوات عاد ذلك السفير دون أن ينجز مهمته، حيث إن جماعة من الفايكنغ الإسكندينافيين سكان الشمال الهمج المتوحشين عشاق الحرب اعترضوا طريقه وخطفوه أسيراً إلى بلادهم غير المتحضرة.
إنها قصة شجاعة وإنسانية تصل إلى ذروة الروعة حينما ينضم ذلك العربي إلى مختطفيه في قتالهم للمخلوقات المرعبة المفزعة المكسوة أجسادهم بالشعر، الزاحفة الخارجة من الكهوف لتقتل ضحاياها وتأكلهم.
إنها رواية شيقة ماتعة، وقصة أحداث من التراث العربي تضعها مكتبة العبيكان بين أيديكم.
الناشر
قصة أحمد عبد السلام البقالي مع أحمد بن فضلان
وقع في يد الكاتب كتاب مستعمل عنوانه أكلة الأموات للكاتب مايكل كرايتن، ومما جاء في مقدمة هذا الكتاب (يعتبر مخطوط ابن فضلان أقدم تسجيل معروف، كتبه شاهد عيان، عن حياة ومجتمع الفايكنغ الإسكندنافيين؛ فهو وثيقة فريدة من نوعها، تصف بدقة متناهية أحداثاً وقعت منذ أكثر من ألف سنة، ولم يصلنا المخطوط كاملاً عبر تلك الفترة الزمنية الهائلة فله هو الآخر قصة لا تقل غرابة عن النص نفسه).
مصادر القصة (انظر الفقرة التالية) متعددة، وهي بعدة لغات (العربية، اللاتينية، الألمانية، الفرنسية، الدانمركية، السويدية والإنجليزية). وقد تصدى لمهمة تحقيق وتنسيق هذه المصادر المتعددة للقصة عدة أشخاص لهم بصمة مميزة أوردهم الكاتب وذكر دور كل منهم بكل أمانة. ولكن الكاتب شعر أن هناك نقص في النسخة العربية (رسالة ابن فضلان لسامي الدهان) والنسخة الإنجليزية (أكلة الأموات لمايكل كرايتن) مما دفعه إلى إخراج هذا الكتاب (مغامرات سفير عربي) ليجمع فيها النصين بكل فن واحتراف.
قراءة الكتاب متعة حقيقية للجميع.
مصادر القصة
عندما عاد ابن فضلان إلى بغداد سجل تجاربه في شكل تقرير رسمي للخليفة. وقد اختفى ذلك المخطوط الأصلي منذ زمن طويل. وقد بقيت قطع محفوظة منه في مصادر أخرى متأخرة، من أهمها معجم ياقوت: ابن عبد الله الجغرافي، والذي تضمن مقتطفات حرفية من مخطوط ابن فضلان.
اكتشفت قطعة من المخطوط في روسيا سنة 1817 م، ونشرت بالألمانية في أكاديمية سان بيتر سبورغ سنة 1823. وتتضمن هذه القطعة بعض المقاطع التي سبق أن نشرها ج.ل. رازموسين سنة 1814. وقد اشتغل على مخطوط وجده في كوبنهاغن، ضع منذئد وكان مجهول الأصل.
في سنة 1878 تم العثور على مخطوطين جديدين بين مجموعة كتب قديمة خاصة بالسير جان إيمرسون السفير البريطاني بالقسطنطينية بعد وفاته، ولا يعرف أحد من أين حصل عليهما ولا متى. وأحدهما كتاب جغرافي بالعربية لأحمد الطوسي 1047 ميلادي. وهو أقرب زمنياً من أي مخطوط آخر إلى أصل ابن فضلان. ورغم ذلك فالباحثون يعتقدون أن كتاب الطوسي أقل المصادر جدارة بالثقة، فهو مليء بالأخطاء والتناقضات الصريحة.
المخطوط الثاني فهو لأمين الرازمي، ويرجع تاريخه التقريبي إلى 1585 وهو مكتوب باللاتينية ومترجم رأساً من الأصل العربي لابن فضلان. ويحتوي على بعض المعلومات عن الأتراك الأغوز، وعلى فقرات تتعلق بالمعارك مع غيلان الضباب لا توجد في مصادر أخرى.
في سنة 1934 عثر على نص مترجم إلى لاتينية العصر الوسيط في دير كسيموس قرب تسالونيكا شمال شرق اليونان. ويتضمن تعاليق إضافية عن علاق ابن فضلان بالخليفة وتجاربه مع غيلان الضباب ببلاد الشمال.