الرئيسيةعريقبحث

منكر ونكير

ملكان يسألان العبد بعد الوفاة سؤال القبر بحسب معتقد المسلمين

☰ جدول المحتويات


منكر ونكير بحسب المعتقد الإسلامي هما اثنان من الملائكة يحاسبان المرء في قبره بسؤاله عن ربه ونبيه.

الإشارات الدينية

يستدل المسلمون على وجود هذين الملكين في القرآن والسنة بما يلي:[1] ذكر القرآن الكريم: ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ۝ [2] (سورة غافر، الآية46). وورد في كتب الحديث الصحاح لدى السنة مثل كتابي مسلم[3] والبخاري على لسان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم «إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل لمحمد صلى الله عليه وسلم فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة فيراهما جميعا قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح في قبره ثم رجع إلى حديث أنس قال: وأما المنافق والكافر فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس فيقال لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين»

تناقلت الأخبار الصحيحة وهو ما اتفق عليه اصحاب المذاهب الإسلامية الصحيحة أن الله ينزل على نزيل القبر الجديد ملكين يقومون بمحاسبته في قبره فيسألانه عن ربه ودينه ونبيه وكتابه وامامة وعمره وماله، فأن أجاب بالحق استقبل من قبل الملائكة بالريح والريحان وكان قبره روضة من رياض الجنة وأن تلجج لسانه بالإجابة تكشف له منزله بالنار وأستقبلته الملائكة بنزل من حميم.

وبالتالي فإن منكراً ونكيراً هما الملكان اللذان يسألان العباد بعد خروجهم من الدنيا، وسبب تسميتهما هو نكارة العبد المسؤول لهما وعدم معرفته ورؤيته في السابق لمثل شكلهما.

وأما صفتهما فهما أسودان أزرقان كما ثبتت الأحاديث بذلك، ذكر ابن حجر في الفتح رواية عن الطبراني في الأوسط في بيان صفتهما قال فيها: أعينهما مثل قدور النحاس وأنيابهما مثل صياصي البقر وأصواتهما مثل الرعد، قال ونحوه لعبد الرزاق من مرسل عمرو بن دينار وزاد يحفران بأنيابهما ويطآن في شعورهما معهما مرزبة لو اجتمع عليها أهل أمتي لم يقلوها.

وأما عذاب القبر فيقع على الروح والجسد كما رجح ابن تيمية، وقد ثبتت النصوص المفيدة لعذاب القبر ولقدرة الله.

وأما اسوداد وجه من مات على الكفر عند موته فلا يوجد فيه نصاً، علماً بأنه يذكر الناس وقوعه كثيراً، ولكن الثابت في النص هو اسوداد وجهه يوم القيامة يوم تبيض وجوه وتسود وجوه كذا قال ابن كثير والقرطبي، ويدل له قول الله: وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ {الزمر:60} [4][5].

وصفهما

عن ابن عباس في خبر الإسراء : أن النبي : قال يا جبريل وما ذاك ؟ قال : منكر ونكير يأتيان كل إنسان من البشر حين يوضع في قبره وحيدا، فقلت: يا جبريل، صفهما لي، قال:نعم من غير أن أذكر لك طولهما وعرضهما، ذكر ذلك منهما افظع من ذلك، غير أن اصواتهما كالرعد القاصف واعينهما كالبرق الخاطف وأنيابهما كالصياصى لهب النار في أفواههما، ومناخرهما ومسامعهما، ويكسحان الأرض باشعارهما ويحفران الأرض باظفارهما، مع كل واحد منهما عمود من حديد، لو اجتمع عليه من في الأرض ماحركوه، ياتيان الإنسان إذا وضع في قبره، وترك وحيدا يسلكان روحه في جسده بإذن الله، ثم يقعدانه في قبره فينتهرانه انتهارا يتقعقع منه عظامه وتزول اعضاؤه من مفاصله فيخر مغشيا عليه، ثم يقعدانه فيقولان له: يا هذا ذهبت عنك الدنيا وافضيت إلى معادك فاخبرنا من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فان كان مؤمنا بالله لقنه الله حجته، فيقول :الله ربي، ونبي محمد، وديني الإسلام، فينتهرانه عند ذلك انتهارا يرى أن أوصاله تفرقت وعروقه قد تقطعت ويقولان له: يا هذا تثبت انظر ما تقول، فيثبته الله عنده بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة في قوله تعالى: ((يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة)) ويلقنه الأمان ويدرأ عنه الفزع فلا يخافهما، فاذا فعل ذلك بعبده المؤمن استأنس إليهما واقبل عليهما بالخصومة يخاصمهما ويقول: تهددني كيما اشك في ربي وتريدان أن اتخذ غيره وليا وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وهو ربي وربكما ورب كل شيء، ونبي محمد وديني الإسلام ؟ ثم ينتهرانه ويسالانه عن ذلك فيقول: ربي الله فاطر السموات والأرض، واياه كنت أعبد ولم اشرك به شيئا ولم اتخذ غيره أحدا ربا افتريداني أن ترداني عن معرفة ربي وعبادتي اياه؟ نعم هو الله الذي لا إله إلا هو: قال: فإذا قال ذلك ثلاث مرات مجاوبة لهما تواضعا له حتى يستأنس إليهما انس ما كان في الدنيا إلى أهل وده ويضحكان اليه، ويقولان له: صدقت وبررت أقّر الله عينيك وثبتك ابشر بالجنة وبكرامة الله، ثم يدفع عنه قبره هكذا وهكذا فيتسع عليه مد البصر ويفتحان له بابا إلى الجنة فيدخل عليه من روح الجنة وطيب ريحهاونضرتها في قبره ما يتعرف به من كرامة الله، فاذا راى ذلك استيقن بالفوز فحمد الله، ثم يفرشان له فراشا من استبراق الجنة ويضعان له مصباحا من نور عند راسه ومصباحا من نور عند رجليه يزهران في قبره ثم تدخل عليه ريح أخرى، فحين يشمها يغشاه النعاس فينام، فيقولان له:ارقد رقدة العروس قرير العين، لا خوف عليك ولاحزن، ثم يمثلان عمله الصالح في أحسن ما يرى من صورة، واطيب ريح فيكون عند راسه، ويقولان :هذا عملك وكلامك الطيب قد مّثله الله لك في أحسن ما ترى من صورة واطيب ريح ليؤنسك في قبرك فلا تكون وحيداويدرأ عنك هوام الأرض وكل دابة وكل اذى فلا يخذلك في قبرك ولا في شيء من مواطن القيامة حتى تدخل الجنة برحمة الله، فنم سعيدا طوبى لك وحسن مآب، ثم يسلمان عليه ويطيران عنه [6].

مواضيع متعلقة

مراجع

  1. تفسير ابن كثير للآية 46 من سورة غافر - تصفح: نسخة محفوظة 06 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  2. القرآن الكريم، سورة غافر، الآية 46
  3. صحيح مسلم، رقم 2870، عن أنس بن مالك.
  4. كتاب الروح لابن قيم الجوزية
  5. كتاب شرح الطحاوية
  6. كتاب الأسراء والمعراج لابن العباس

موسوعات ذات صلة :