الرئيسيةعريقبحث

جبريل

مَلَك مكلف لإنزال الوحي على الأنبياء في الإسلام

☰ جدول المحتويات


هذه المقالة عن الملك جبريل من وجهه النظر الإسلامية؛ إن كنت تبحث عن وجهه النظر المسيحية، فانظر جبرائيل.
نقش يبين اسم الملاك جبريل وفق التسمية الإسلامية.

يؤمن المسلمون بأن جبريل (وتكتب وتنطق كما في بعض القراءات القرآنية هكذا: جبرائيل) هو ملك سماوي مخلوق من نور نزل بالوحي على الأنبياء بأمر الله كما هو الحال مع القرآن الذي نزل به على الرسول محمد بن عبد الله، ومعنى كلمة جبريل فهي عبد الله، أخرج البخاري عن عكرمة قال: جبر وميك وسراف[1]: عبد؛ إيل: الله.[2] وفي قول آخر جبريل أو جبرائيل معناها بالعبرية رجل الله فكلمة جبرَ تعني رجل وكلمة إيل تعني الله، فهو كخادم الله الخاص.

ألقابه وأعماله المعروفة

ومن ألقابه: الروح الأمين وروح من أمر الله وهو الملاك الذي نزل بالرسالات على الرسل وهو الذي آزر موسى وشجعه يوم الزينة، وهو الذي بشر سحرة فرعون بقوله موعدكم العصر في الجنة بعد أن صلبهم فرعون في جذوع النخل وكان مع بني إسرائيل وهم يعبرون البحر المنشق، وهو الذي ربى السامري صغيرا فرأى التراب في قاع البحر تدب فيه الحياة فقبض قبضة من أثره وخلطها على حلي بني إسرائيل فأخرج لهم السامري عجلا جسدا له خوار، وهو الذي نتق الجبل فوق بني إسرائيل وهو الذي بشر مريم بولادة المسيح، فقد ورد في القرآن ﴿ فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا ۝ سورة مريم الآية 17 وفي آية أخرى ﴿ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا ۝ سورة مريم الآية 19.

جبريل مع النبي محمد والمسلمين

" أول ما بدأ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حُبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنّث فيه الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزوّد لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحقّ وهو في غار حراء، فجاءه الملك (جبريل) فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقاريء. قال: فأخذني فغطّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقاريء، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقاريء، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ۝ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ۝ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ۝ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ۝ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ۝ [8] سورة العلق, الآيات 1-5. "

ذكره في القرآن

نص القرآن والسنة النبوية على جملة من صفات جبريل، فقد ورد في القرآن ذكر شيء من صفة خلقه، فوصفه الله بالقوة فقال عنه: ﴿ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ۝ [9] سورة التكوير، الآية 20.

وقال عنه كذلك: ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ۝ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ۝ [10] سورة النجم, الآيتين 5 و6.

قال ابن كثير تعليقاً على آية النجم: (ذُو مِرَّةٍ) أي ذو قوة قاله مجاهد والحسن وابن زيد، وقال ابن عباس: ذو منظر حسن، وقال قتادة: ذو خلق طويل حسن، ولا منافاة بين القولين فإنه ذو منظر حسن وقوة شديدة[11].

ونقل القرطبي في تفسيره عن الكلبي: (وكان من شدة جبريل أنه اقتلع مدائن قوم لوط من الأرض السفلى فحملها على جناحه حتى رفعها إلى السماء حتى سمع أهل السماء نبح كلابهم وصياح ديكتهم ثم قلبها) ثم ساق قصصاً تدل على شدة جبريل وقوته لا تعدو عن أن تكون من الإسرائيليات[12].

وجاء في البداية والنهاية لابن كثير: وقد ورد في صفة جبريل أمر عظيم قال الله ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ۝ [13] قالوا كان من شدة قوته أنه رفع مدائن قوم لوط وكن سبعاً، بمن فيها من الأمم وكانوا قريباً من أربعمائة ألف، وما معهم من الدواب والحيوان وما لتلك المدن من الأراضي والمعتملات والعمارات وغير ذلك، رفع ذلك كله على طرف جناحه حتى بلغ بهن عنان السماء حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم وصياح ديكتهم ثم قلبها فجعل عاليها سافلها فهذا هو شديد القوى[14].

وذكر في القرآن الكريم باسمه صراحة في سورتي البقرة والتحريم:

  • ﴿ قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ۝ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ ۝ [15] سورة البقرة, الآيتين 97 و98.
  • ﴿ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ۝ [16] سورة التحريم, الآية 4.

ما جاء في السنة عن جبريل

ما جاء في طريقة إنزال الوحي

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

" إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء للسماء صلصلة كجر السلسلة على الصفا، فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل، حتى إذا جاءهم جبريل فزع عن قلوبهم. قال : فيقولون : يا جبريل

ماذا قال ربك ؟ فيقول : الحق، فيقولون : الحق، الحق "

رواه أبي داود وصححه الألباني.

ما جاء في خشوعه عليه السلام

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

" مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى، وجبريل كالحلس البالي من خشية الله تعالى "

صححه الألباني في صحيح الجامع.

ما جاء في أنه من خير الملائكة

وجبريل أيضاً من خير الملائكة، فلقد شهد جبريل بدراً

"جاء جبريل فقال: ما تعدون من شهد بدرا فيكم؟ قلت: خيارنا، قال وكذلك من شهد بدرا من الملائكة هم عندنا خيار الملائكة"

صححه الألباني في صحيح الجامع.

ما جاء في عظمة خلقته

قال النبي صلى الله عليه وسلم:

"رأيت جبريل له ستمائة جناح"

صححه الألباني في صحيح الجامع.

"عن مسروق قال كنت متكئا عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة، ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية: من زعم أن محمدا رأى ربه، فقد أعظم الفرية على الله، والله يقول: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب). وكنت متكئا فجلست فقلت: يا أم المؤمنين، أنظرنيي ولا تعجليني، أليس الله تعالى يقول:

(ولقد رآه نزلة أخرى). (ولقد رآه بالأفق المبين) قالت: أنا والله أول من سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا قال: إنما ذلك جبريل وما رأيته في الصورة التي خلق فيها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض. ومن زعم أن محمدا كتم شيئا مما أنزل الله عليه، فقد أعظم الفرية على الله، يقول الله: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) ومن زعم أنه يعلم ما في غد، فقد أعظم الفرية على الله والله يقول: (لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله)"

رواه الترمذي وصححه الألباني.

ما جاء في جماله وبهاءه عليه السلام

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه:

"{مَاَ كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} قالَ رأَى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ جبريلَ في حُلَّةٍ من رَفرَفٍ قد ملأَ ما بينَ السَّماءِ والأرضِ"

رواه الترمذي وصححه الألباني.

جبريل في المسيحية

وفي العقيدة المسيحية الكاثوليكية جبرائيل هي تسمية جبريل. اشتق اسمه من العبرية גַבְרִיאֵל غَافْرِيأَلْ أو غَافْرِي آلْ أي الرجل القوي لله.

مقالات ذات صلة

مراجع

موسوعات ذات صلة :