ميرتشا إلياده (9 مارس 1907 - 22 أبريل 1986) كان رومانيًا ومؤرخ أديان وكاتب قصص خيالية وفيلسوفًا وأستاذًا في جامعة شيكاغو. كان مفسرًا رائدًا للتجارب الدينية، إذ أسس نماذج في الدراسات الدينية استمرت حتى يومنا هذا. أثبتت نظريته القائلة بأن الظهورات الكشفية المقدّسة تشكل أساس الدين، وتقسم التجربة الإنسانية للواقع إلى مكان وزمان مقدسين ومدنسين، فعاليتها بشكل واضح. من أهم إسهاماته في الدراسات الدينية نظريته حول «العودة الأبدية»، التي تنص على أن الأساطير والطقوس لا تحيي ذكرى الظهورات الكشفية المقدّسة فحسب، بل وتشارك فيها فعليًا، على الأقل من وجهة نظر المتدينين.[3]
ميرتشا إلياده | |
---|---|
(بالرومانية: Mircea Eliade) | |
معلومات شخصية | |
الميلاد | 13 مارس 1907 بوخارست |
الوفاة | 22 أبريل 1986 (79 سنة) شيكاغو |
سبب الوفاة | الأمراض الدماغية الوعائية |
مكان الدفن | اوك وودس مقبرة |
مواطنة | مملكة رومانيا جمهورية رومانيا الاشتراكية الولايات المتحدة |
عضو في | أكاديمية بلجيكا الملكية للغة الفرنسية وآدابها[1]، والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم |
الحياة العملية | |
المدرسة الأم | جامعة بوخارست |
طلاب الدكتوراه | بروس لينكولن |
المهنة | عالم إنسان، ودبلوماسي، ومؤرخ الدين، ومؤرخ، وصحفي، وروائي، وفيلسوف، وكاتب مقالات، وكاتب مسرحي، وتربوي، وأستاذ جامعي، وناقد أدبي، وكاتب سير، وكاتب أساطير، وكاتب يوميات |
اللغات | الفرنسية، والإنجليزية، والرومانية[2]، والألمانية، والإيطالية، والفارسية |
مجال العمل | دراسة العقائد الدينية |
موظف في | جامعة شيكاغو، وجامعة بوخارست |
تأثر بـ | أونوريه دي بلزاك |
الجوائز | |
التوقيع | |
المواقع | |
IMDB | صفحته على IMDB |
تُعتبر أعماله الأدبية من الأنماط الخيالية العجائبية والسير الذاتية. أشهرها روايات «الليالي البنغالية»، «الغابة المحرمة»، «إيزابيل ومياه الشيطان»، «رواية مراهق قصير النظر»، الروايتان القصيرتان «الآنسة كريستينا» و«شباب بلا شباب»، «سر الدكتور هونيغبرغر»، و«مع الفتيات الغجريات».
في وقت مبكر من حياته، كان إلياده صحفيًا وكاتبًا، وهو تلميذ للفيلسوف والصحفي الروماني اليميني المتطرف ناي إيونسكو، وعضوًا في جمعية كرايتيريون الأدبية. في الأربعينات من القرن العشرين، شغل منصب الملحق الثقافي في المملكة المتحدة والبرتغال. عبر إلياده عدة مرات خلال أواخر ثلاثينيات القرن العشرين، علنًا عن دعمه للحرس الحديدي، وهو منظمة سياسية فاشية ومعادية للسامية. تعرضت مشاركته السياسية في ذلك الوقت، إلى جانب ارتباطاته اليمينية المتطرفة الأخرى، لانتقادات متكررة بعد الحرب العالمية الثانية.
اشتهر إلياده بسعة اطلاعه، وكان يجيد التحدث بخمس لغات (الرومانية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإنجليزية) ويجيد القراءة بثلاث لغات أخرى (العبرية والفارسية والسنسكريتية). انتخب عضوًا في الأكاديمية الرومانية بعد وفاته.
سيرته الذاتية
مرحلة الطفولة
ولد في بوخارست، وكان ابن ضابط القوات البرية الرومانية جورجي إلياده (الذي كان اسم شهرته الأصلي يريميا)[4][5] وجينا فاسيليسكو. كان جورجي إلياده أرثوذكسيًا، وسجل ميلاد ابنه قبل أربعة أيام من التاريخ الفعلي، ليتزامن مع عيد الشهداء الأربعين في التقويم الليتورجي.[6] كان لدى ميرتشا إلياده أخت تُدعى كورينا، وهي والدة عالم العلامات سورين ألكسندريسكو. انتقلت عائلته بين تيكوتشي وبوخارست، واستقرت في النهاية في العاصمة في عام 1914 واشترت منزلًا في شارع ميلودي، بالقرب من بيازا روزيتي، حيث أمضى ميرتشا أغلب فترة مراهقته.[7]
احتفظ إلياده بذكريات طفولته، وكتب في وقت لاحق من حياته عن تأثير مختلف الأحداث واللقاءات غير العادية عليه. في إحدى المرات أثناء الحملة الرومانية للحرب العالمية الأولى، عندما كان إلياده في سن العاشرة تقريبًا، شهد قصف بوخارست من قبل مناطيد زبلين الألمانية والقوى الوطنية في العاصمة المحتلة وسط أنباء أن رومانيا كانت قادرة على وقف تقدم القوى المركزية في مولدافيا.[8]
المراهقة والظهور لاول مرة
بعد الانتهاء من تعليمه الابتدائي في مدرسة في شارع مانتوليزا، التحق إلياده بكلية سبيرو هاريت الوطنية في نفس صف أرشافي أكتريان وهيغ أكتريان و بيتر فيفورانو. من بين زملائه الآخرين الفيلسوف المستقبلي كونستانتين نويكا وصديق نويكا، مؤرخ الفنون المستقبلي باربو بريزيانو. عندما كان طفلاً، كان إلياده مفتونًا بالعالم الطبيعي، الذي شكل أولى محاولاته الأدبية، وكذلك بالفولكلور الروماني والإيمان المسيحي. أثناء نشأته، كان يهدف إلى إيجاد وتسجيل ما اعتقد أنه المصدر المشترك لجميع التقاليد الدينية. قاده اهتمامه بممارسة الرياضة والمغامرات إلى احتراف تسلق الجبال والملاحة الشراعية، وانضم أيضًا إلى الكشافة الرومانية.[9]
صمم وأبحر بقارب على نهر الدانوب مع مجموعة من الأصدقاء، من تولتشيا إلى البحر الأسود. نأى إلياده عن البيئة التعليمية، وأصبح غير راضٍ عن الانضباط المطلوب ومهووسًا بفكرة أنه كان أقبح وأقل رجولةً من زملائه. بغرض تقوية إرادته، كان يجبر نفسه على ابتلاع الحشرات وينام أربع إلى خمس ساعات فقط في الليلة الواحدة. في إحدى الفترات، فشل إلياده بأربع مواد، من بينها دراسة اللغة الرومانية.[10]
بدلاً من ذلك، أصبح مهتمًا بالعلوم الطبيعية والكيمياء، وكذلك التنجيم، وكتب مقالات قصيرة في علم الحشرات. على الرغم من قلق والده من أنه كان في خطر فقدان بصره الذي كان ضعيفًا بالفعل، كان إلياده يقرأ بحماس. كان أحد كتابه المفضلين أونوريه دي بلزاك، ودرس أعماله بعناية. ألمّ إلياده أيضًا بالقصص القصيرة الحديثة لجيوفاني بابيني ودراسات علم الإنسان الاجتماعي لجيمس جورج فريزر.
الدراسات الجامعية و الإقامة الهندية
بين عامي 1925 و 1928، التحق بكلية الفلسفة والآداب بجامعة بوخارست في عام 1928، وحصل على شهادته من خلال دراسة حول الفيلسوف الإيطالي الحديث توماسو كامبانيلا. في عام 1927، سافر إلياده إلى إيطاليا، حيث التقى ببابيني وتعاون مع الباحث جوزيبي توتشي.[11]
خلال سنوات دراسته، التقى إلياده بناي إيونسكو، الذي ألقى محاضرات في المنطق، ليصبح أحد تلاميذه وأصدقائه. انجذب بشكل خاص إلى أفكار إيونسكو الراديكالية واهتمامه بالدين، ما دل على الانفصال في التقليد العقلاني الذي يمثله كبار الأكاديميين مثل قسطنطين رولزديوليسكو-موترو وديمتري غوستي وتيودور فيانو.[12]
بدأت الأعمال العلمية لإلياده بعد فترة طويلة من الدراسة في الهند البريطانية، بجامعة كلكتا. عندما وجد أن مهراجا كاسيمبازار كان راعيًا للعلماء الأوروبيين ليدرسوا في الهند، تقدم إلياده بطلب ومُنح بدلًا لمدة أربع سنوات، وتضاعف لاحقًا بواسطة منحة رومانية. في خريف عام 1928، أبحر إلى كلكتا لدراسة اللغة السنسكريتية والفلسفة تحت يدي سوريندراناث داسغوبتا، وهو خريج جامعة كامبريدج البنغالية وأستاذ بجامعة كلكتا، ومؤلف كتاب «تاريخ الفلسفة الهندية» المؤلف من خمسة مجلدات. قبل وصوله إلى شبه القارة الهندية، قام إلياده أيضًا بزيارة قصيرة لمصر. وبمجرد وصوله إلى الهند، زار عدة مناطق فيها، وقضى فترة قصيرة في الأشرم في جبال الهيمالايا.[13]
مراجع
- http://www.arllfb.be/composition/successions.html — تاريخ الاطلاع: 1 نوفمبر 2015
- http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb119016520 — تاريخ الاطلاع: 10 أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
- Wendy Doniger, "Foreword to the 2004 Edition", Eliade, Shamanism, p.xiii
- Biografie, in Handoca
- Silviu Mihai, "A doua viaţă a lui Mircea Eliade" ("Mircea Eliade's Second Life"), in Cotidianul, February 6, 2006; retrieved July 31, 2007 باللغة الرومانية نسخة محفوظة 18 مايو 2011 على موقع واي باك مشين.
- Călinescu, p.956
- Sergio Vila-Sanjuán, "Paseo por el Bucarest de Mircea Eliade" ("Passing through Mircea Eliade's Bucharest"), in La Vanguardia, May 30, 2007 باللغة الإسبانية; retrieved January 16, 2008 نسخة محفوظة 8 يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
- Ion Hadârcă, "Mircea Eliade la începuturi" ("Mircea Eliade at His Beginnings") - تصفح: نسخة محفوظة 2007-11-08 على موقع واي باك مشين., in Revista Sud-Est, 1/2007; retrieved January 21, 2008 باللغة الرومانية
- Veronica Marinescu, " 'Am luat din întâmplarile vieţii tot ce este mai frumos', spune cercetatorul operei brâncuşiene" (" 'I Took the Best Out of Life's Occurrences', Says Researcher of Brancusi's Work") - تصفح: نسخة محفوظة 2018-05-26 على موقع واي باك مشين., interview with Barbu Brezianu, in Curierul Naţional, March 13, 2004; retrieved February 22, 2008 باللغة الرومانية
- Maria Vlădescu, "100 de ani de cercetaşi" ("100 Years of Scouting"), in Evenimentul Zilei, August 2, 2007
- Călinescu, p.954, 955; Nastasă, p.76
- McGuire, p.150; Nastasă, p.237
- Ginu Kamani, "A Terrible Hurt: The Untold Story behind the Publishing of Maitreyi Devi", at the University of Chicago Press website; retrieved July 16, 2007 نسخة محفوظة 8 يوليو 2019 على موقع واي باك مشين.
روابط خارجية
- ميرتشا إلياده على موقع IMDb (الإنجليزية)
- ميرتشا إلياده على موقع Munzinger IBA (الألمانية)
- ميرتشا إلياده على موقع AlloCiné (الفرنسية)
- ميرتشا إلياده على موقع AllMovie (الإنجليزية)
- ميرتشا إلياده على موقع المكتبة المفتوحة (الإنجليزية)