هلال أحمد الأشول عالم يمني أمريكي مدير مختبر الأبحاث الجزيئية لانحلال الأعصاب، المعهد التقني الفيدرالي العالي - سويسرا
نشأته وتعليمه
من حسن طالع الدكتور الأشول أنه نشأ في عائلة عرفت طريق الهجرة إلى البلدان المتقدمة مبكرا، فجده هاجر إلى بلاد العم سام سنة 1934، والتحق به والده سنة 1956، لكن نقص التعليم والارتباط القوي بالوطن، جعلا أفراد هذه الأسرة وعائلات يمنية كثيرة تظل جاليات رحالة غير مستقرة. ونظرا لتردي مستوى التعليم في العقود الماضية في اليمن السعيد، أجبر الأولاد على الرحيل أملا في الاستفادة والعودة إلى الوطن للإفادة. فالعقلية العربية محكومة إلى حد كبير بالرؤية الأفلاطونية القائلة "نذهب لنعود محملين بأنوار المعرفة لإنقاذ الآخرين من عتمة الجهل".
وعن هذا يقول الدكتور هلال: "منذ البداية كان الحافز لتعلمنا كيف نحصل على شهادات علمية وكيف نصل إلى مرحلة نقدر فيها على التأثير في المجتمع بشكل إيجابي، وهذا الإحساس يزيد ويتضاعف كلما زادت إمكانياتنا على فعل ذلك".
وعن نفسه يقول: "لم تكن المادة هدفا في حد ذاتها، ومنذ فترة غير قصيرة، أصبح الهاجس كيف أصل إلى التأثير على المحيط من حولي، وطبيعة الخدمة التي أقدمها للمجتمع". هذا على المستوى المجتمعي، وأما على المستوى الأكاديمي، يقول: "أشعر بأن لدينا القدرة على تغيير حياة الناس باستمرار، وذلك بمنحهم الفرصة في التمتع بحياة أفضل من خلال الأبحاث التي نقوم بها وفي مساعدة المجتمعات المحتاجة، وذلك إلى جانب وضع الاكتشافات والاختراعات".
رحلة التفوق العلمي
غادر الدكتور الأشول مدرسة الفاروق الثانوية بمدينة تعز، في سن الخامسة عشرة للالتحاق بجامعة نيويورك ، وحصل على البكالوريوس مع مرتبة الشرف، نال سنة 1999 شهادة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية. وأهله هذا التفوق العلمي القياسي للعمل بداية من سنة 2000 بمركز الأبحاث الطبية بنيويورك ضمن برنامج يعنى بالبحث عن أدوية لعلاج أمراض الشيخوخة كمرض بركنسون أو ما يسمى أيضا بشلل الرعاش، ومرض ألزهايمر ، وبعد فترة غير طويلة انتقل إلى جامعة هارفارد، وهي من أكبر جامعات العالم وأشهرها، حيث عمل باحثا في مجال علم الأعصاب.
حصل البروفيسور هلال الأشول على الدكتوراة عام 1999 من جامعة تكساس ومعهد سكريبس للأبحاث، عمل بعدها بمرتبة "زميل باحث" في معهد بيكوار للأبحاث الطبية في "لونج آيلاند نيويورك". في عام 2001 انتقل إلى الكلية الطبية بجامعة هارفارد ومستشفى بريجام والمرأة كزميل باحث في مركز الأمراض العصبية، حيث تمت ترقيته لاحقاً إلى مرتبة محاضر في علم الأعصاب (2001- 2004). في عام 2005 التحق الدكتور هلال الأشول بالمعهد التقني الفيدرالي العالي بسويسرا حيث يدير منذ ذلك التاريخ مختبر لأبحاث الأعصاب.
أبحاثة
تركز أبحاث بروفيسور الأشول على توضيح الآليات الجزيئية لمرضي الألزهايمر وباركنسون ووضع استراتيجيات علاجية جديدة لهما. يحصل مختبر الأشول على الدعم لإجراء الأبحاث من عدة مؤسسات ومنظمات عالمية وقد تم ترشيحه مؤخراً للحصول على جائزتين عالميتين مرموقتين هما جائزة حدود العلوم البشرية للباحثين الشباب وجائزة المجلس الأوروبي للبحث العلمي، وبلغت قيمتهما 2.5 مليون دولار منحت للدكتور الأشول لترجمة بعض أفكاره البحثية. نشر الأشول ثمانين بحثاً علمياً في مجلات علمية عالية المستوى ولديه ثلاث براءات اختراع في استراتيجيات جديدة لمنع تجمع البروتين وعلاج أمراض المناعة الذاتية والالتهابات، وتلقى أكثر من 100 دعوة لإلقاء محاضرات منذ عام 2002. كما أنه محكم وعضو هيئة تحرير في العديد من المجلات الدولية ووكالات التمويل.