الرئيسيةعريقبحث

هوية فينيقية


☰ جدول المحتويات


خريطة لفينيقيا

الهوية الفينيقية[1][2][3][4] أو النزعة الفينيقية[5][6] هي شكل من أشكال القومية اللبنانية،[7] والتي انتشرت بين 1920 و1950. قالت الفينيقية بأن الشعب اللبناني ليس عربيا وأن اللبنانيين يتحدثون لغة مختلفة ولهم ثقافة مختلفة، منفصلة عن البلدان المحيطة في الشرق الأوسط. يدعي مناصرو هذه النظرية أن اللبنانيين هم من سلالة فينيقية لا عربية. ويقول بعضهم أن العربية اللبنانية ليست لهجة عربية بل لغة منفصلة.

خريطة لفينيقيا وطرق تجارتها المتوسطية.

نظريات أخرى حول الأصول المارونية تؤكد على أصول آرامية، أو آشورية، أو جراجمية.[8]

تتوازى النزعة الفينيقية مع نزعات مسيحية شرقية أخرى، مثل الآشورية النسطورية والفرعونية القبطية.[9] تتناقض هذه النزعات مع العروبة والقومية العربية.

المؤيدون

يزعم المؤيدون أن أرض لبنان كانت مأهولة بلا انقطاع منذ العصور الفينيقية، وأن السكان الحاليين ينحدرون من السكان الأصليين، مع بعض الاختلاط بسبب الهجرة على مر القرون. ويجادلون بأن التعريب يمثل مجرد تحول إلى اللغة العربية باعتبارها اللغة العامية للشعب اللبناني، وأنه وفقًا لهم، لم يحدث أي تحول فعلي للهوية العرقية. في ضوء هذا "الجدل القديم حول الهوية"،[10] يفضل بعض اللبنانيين رؤية لبنان والثقافة اللبنانية وأنفسهم كجزء من حضارة "البحر الأبيض المتوسط" و"الكنعانية".

يشير مؤيدو الاستمرارية الفينيقية بين المسيحيين الموارنة إلى أن الهوية الفينيقية، بما في ذلك عبادة الآلهة الفينيقية قبل المسيحية مثل بعل وإيل وعشتروت وأدون، ما زالت لها أدلة حتى منتصف القرن الرابع الميلادي، واستبدلت بالمسيحية تدريجياً فقط خلال القرنين الرابع والخامس. علاوة على ذلك، حدث كل هذا قبل قرون من الفتح العربي الإسلامي.[11]

الأصول الفينيقية لها جاذبية إضافية للطبقة الوسطى المسيحية، لأنها تعرض الفينيقيين كتجار، والمهاجر اللبناني كمغامر فينيقي في العصر الحديث، بينما بالنسبة للسنة فإنها مجرد طموحات خفية للإمبريالية الفرنسية، عازمة على تخريب الوحدة العربية.[12]

اختلاف وجهات النظر والنقد

صاغ الأستاذ الجامعي الهولندي ليونارد بيجل، في كتابه الصادر عام 1972 بعنوان "الأقليات في الشرق الأوسط: أهميتها كعامل سياسي في العالم العربي"، مصطلح "الشعوبية الجديدة" لتسمية المحاولات الحديثة لعمل قوميات بديلة غير عربية في الشرق الأوسط، على سبيل المثال الآرامية، الآشورية، القومية السورية الكبرى، القومية الكردية، البربرية، الفرعونية، الفينيقية.[13]

يقول المؤرخ كمال صليبي، وهو مسيحي بروتستانتي لبناني: "بين فينيقيا القديمة ولبنان في العصور الوسطى والحديثة، لا يوجد رابط تاريخي واضح".[14] احتضنت الهوية الفينيقية فينيقيا كأساس ثقافي بديل من خلال التغاضي عن 850 عامًا من التعريب. ويرى المؤرخ اللبناني عادل إسماعيل أن الهوية الفينيقية ناتجة عن "محاولة الإرساليات الأجنبية ولاسيما الكاثوليكية ضم المسيحيين اللبنانيين عضويا وفكريا إلى المجتمع الكاثوليكي الغربي".[2]

يمكن العثور على أقدم مفهوم للهوية اللبنانية الحديثة في كتابات المؤرخين في أوائل القرن التاسع عشر، عندما برزت هوية لبنانية تحت إمرة الشهابيين، "منفصلة ومتميزة عن بقية سوريا، موحدة الموارنة والدروز، جنبا إلى جنب مع الطوائف المسيحية والإسلامية الأخرى، في ظل حكومة واحدة."[15] كتب طنوس الشدياق (توفي عام 1861) أول تاريخ لجبل لبنان، الذي صور البلاد على أنها رابطة إقطاعية للموارنة والدروز والملكيين والسنة والشيعة تحت قيادة الشهابيين. يلاحظ كمال صليبي أن "معظم المسيحيين اللبنانيين، الراغبين في الانفصال عن العروبة وعلاقاتها الإسلامية، كانوا سعيدين عندما تم إخبارهم أن بلادهم هي الوريث الشرعي للتقاليد الفينيقية"، ويذكر أمثلة عن الكتاب المسيحيين مثل شارل قرم (توفي عام 1963)، الذي كتب بالفرنسية، وسعيد عقل، الذي حث على التخلي عن اللغة العربية الفصحى، مع أبجديتها، وحاول الكتابة باللغة العامية اللبنانية، باستخدام الأبجدية اللاتينية.

يعتقد النقاد أن الفينيقية هي أسطورة أصل تتجاهل التأثير الثقافي واللغوي العربي على اللبنانيين. ويعزوون الفينيقية إلى التأثيرات الطائفية على الثقافة اللبنانية ومحاولة الموارنة اللبنانيين للنأي بأنفسهم عن الثقافة والتقاليد العربية.

تم تلخيص الموقف المضاد بواسطة أسعد أبو خليل في القاموس التاريخي للبنان (1998):


من الناحية العرقية، لا يمكن تمييز اللبنانيين عن شعوب شرق البحر المتوسط. إنهم بلا شك خليط من السكان، ويعكس ذلك قرونا من الهجرات السكانية والاحتلال الأجنبي ... في حين أن العروبة ليست إثنية بل هي هوية ثقافية، مع ذلك فبعض القوميين العرب المتحمسين، في لبنان وفي أماكن أخرى، يتحدثون عن العروبة من الناحية العرقية والإثنية لتفضيل نسل محمد. ومن المفارقات أن القوميين اللبنانيين يتحدثون أيضًا عن الشعب اللبناني بعبارات عنصرية، مدعين أن اللبنانيين هم أحفاد "نقيون" للشعوب الفينيقية، الذين يعتبرونهم منفصلين عن السكان القدامى في المنطقة، بما في ذلك - بصورة غريبة - الكنعانيين.

خلصت الدراسات الحديثة التي أجرتها ميريام بالموث إلى أن جزءًا كبيرًا من تاريخ الفينيقيين قد تأثر بالأيديولوجيات السياسية وأنهم لم يكن لديهم هوية مشتركة عرفوا أنفسهم بها.[16]

مقالات ذات صلة

استشهادات

  1. حجازي (2013-01-01). "الهوية+الفينيقية"&source=bl&ots=mqodv4KqI-&sig=ACfU3U09QABd5T9Wut6cT53S3r5zQPiRpg&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwj3lZmZ6ufjAhVPDWMBHRAqAZ0Q6AEwCXoECAcQAQ لبنان من دويلات فينيقيا إلى فيدرالية الطوائف. Al Manhal.  . مؤرشف من الأصل في 2 يناير 2020.
  2. عزمي; السياسات, المركز العربي للأبحاث ودراسة (2018-01-01). "الهوية+الفينيقية"&source=bl&ots=p-1qnwMXq7&sig=ACfU3U2UUHLdmCwfyuKQ8GObJ73E6Qnj7w&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwj3lZmZ6ufjAhVPDWMBHRAqAZ0Q6AEwAnoECAkQAQ الطائفة، الطائفية، الطوائف المتخيلة. المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.  . مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
  3. د سليم (2019-06-27). "الهوية+الفينيقية"&source=bl&ots=G1TD4UMCEt&sig=ACfU3U0aOR0uDO4sfWexGEQAPzYBdqamFg&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwj3lZmZ6ufjAhVPDWMBHRAqAZ0Q6AEwBXoECAYQAQ قبسات في الفكر والثقافة والأيديولوجيا. E-Kutub Ltd.  . مؤرشف من الأصل في 2 يناير 2020.
  4. عزمي; السياسات, المركز العربي للأبحاث ودراسة (2007-01-01). "الهوية+الفينيقية"&source=bl&ots=3SEjijDJyY&sig=ACfU3U2HPucOqdIESZhdGpU42KIvXoRNFA&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwj3lZmZ6ufjAhVPDWMBHRAqAZ0Q6AEwCHoECAgQAQ في المسألة العربية: مقدمة لبيان ديمقراطي عربي. المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.  . مؤرشف من الأصل في 2 يناير 2020.
  5. برهان; السياسات, المركز العربي للأبحاث ودراسة (2015-01-01). "النزعة+الفينيقية"&source=bl&ots=F9Il2OaQ3O&sig=ACfU3U2WSpbluw6hmkRICS0FpUciFEqhtQ&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwio3p-g6ufjAhUdAGMBHblcB1oQ6AEwBXoECAgQAQ المحنة العربية: الدولة ضد الأمّة. المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.  . مؤرشف من الأصل في 2 يناير 2020.
  6. "النزعة+الفينيقية"&source=bl&ots=EsrY7gjhz8&sig=ACfU3U0jEhgMMqb_XijD_AfE3sQyC0gLKQ&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwio3p-g6ufjAhUdAGMBHblcB1oQ6AEwBnoECAkQAQ مجلة الفيصل: العدد 244. مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية. 1997-03-01. مؤرشف من الأصل في 2 يناير 2020.
  7. El-Husseini, Rola (2012). Pax Syriana: Elite Politics in Postwar Lebanon. Syracuse University Press. صفحة 199.  . مؤرشف من الأصل في 3 يناير 2020. Phoenicianism. The "Phoenicianist" discourse of Lebanese identity was adopted by Christian (primarily Maronite) intellectuals at the time of the creation of Greater Lebanon. The Maronites' stated goal of establishing a Christian refuge in the Middle East was instrumental in convincing the French authorities to designate Lebanon as a separate nation-state. The origin myth adopted by the Christian advocates involved a purportedly independent cultural legacy that was said to have existed in Lebanon since ancient times.
  8. Hybridity, Or the Cultural Logic of Globalization, 2005, Some scholars suggest that the Maronites are the descendants of "the worshippers of Adonis and Astarte," “Assyrians who emerged from Mesopotamia" (Melia, 1986, p. 154). Another theory claims that the Maronites are the descendants of an Arab Bedouin population, the Nabateans, who settled in the Levant during the pre-Christian era (Valognes, 1994, p. 369). A third theory, based on the work of the historian Theophanes, presents the Maronites as the heirs of an Anatolian or Iranian population, the Mardaites, who were allegedly militarily used by the Byzantines against the Arabs because of the Mardaites' outstanding fighting skills (Melia, 1986, p. 158; Nisan, 1992, p. 171; Valognes, 1994, p. 369). According to the fourth and last theory, the Maronites descend from the Phoenicians, a claim held by some Maronite (and other Christian Lebanese) intellectuals as a key building block of their identity, which some scholars dispute (Salibi, 1988; Tabar, 1994; Valognes, 1994), and others support (Gemayel, 1984a, b; Melia, 1986; Nisan, 1992). Chabry and Chabry (1987), among others (Melia, 1986; Nisan, 1992; Tabar, 1994; Valognes, 1994), argue that Maronite claims of a Phoenician heritage are not unfounded (p. 55), because the ethnic makeup of the Maronites is a mixture of Mardaite, Greco-Phoenician, Aramean, Franc, Armenian, and Arab dements (p. 305). In spite of this mixed origin, the Maronites are said to have maintained a presumably unchanging identity - fiercely autonomous from both Muslims and other Christians - remained "untamed in their ways of living and thinking" (Melia, 1986, p. 159; see also Nisan, 1992, p. 171).
  9. Hybridity, Or the Cultural Logic of Globalization, 2005, The Phoenician-roots theory parallels the belief among Copts in Egypt and Nestorians in Iraq, both Christian communities, that they have respectively Pharaonic and ancient Assyrian roots.
  10. In Lebanon DNA may yet heal rifts - تصفح: نسخة محفوظة 11 يناير 2009 على موقع واي باك مشين.
  11. "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 12 كانون الأول 20093 آب 2019.
  12. Salibi 1971:84.
  13. Leonard C. Biegel, Minderheden in Het Midden-Oosten: Hun Betekenis Als Politieke Factor in De Arabische Wereld, Van Loghum Slaterus, Deventer, 1972, (ردمك )
  14. Salibi, Salibi, A House of Many Mansions: The History of Lebanon Reconsidered, 1988:177; Salibi is equally critical of an "Arabian" cultural origin.
  15. Kamal S. Salibi, "The Lebanese Identity" Journal of Contemporary History 6.1, Nationalism and Separatism (1971:76-86).
  16. Quinn, Josephine (December 25, 2017). In search of the Phoenicians. Princeton University Press.  .

قراءة متعمقة

موسوعات ذات صلة :