بعل هو أحد الآلهة في بلاد الشام وآسيا الصغرى، وفي اللغات السامية تأتي على شكل لقب أو تأتي كاسم نكرة ويستدل من أنها تعني: السيد أو الملك،"[1] إلا أن نصوص أوغاريت تبين أن (بعل) المقصود فيها إله محدد الصفات هو هداد، لكنها تورد كلمة بعل أيضًا كاسم نكرة بمعنى سيد، كقولهم بعلكم بمعنى سيدكم، ويؤنث كقولهم (بعلة بت) سيدة البيت. وهذا ليس مقصورًا على كلمة بعل، فكلمة (إل/ إيل) تستعمل أيضًا كاسم علم (إيل أبو الآلهة) واسم نكرة ليعني إله، ويؤنث (إيلة) أي إلهة ويجمع (إيلم) وهذا يستعدي التعامل مع كل حالة ورود كلمة بعل وفق سياقها، ويشبه ذلك استعمالنا كلمة رب المستعملة عادةً للدلالة على(الله) بمعنى السيد، كقولنا رب المنزل.
الإله بعل
وبعل أهم إله لدى الكنعانيين. وكانوا يعتبرونه الإله المحارب، لهذا صوروه مسلحاً. وكان الفينيقيون يعتبرونه إله الشمس، وقد نقلوا معهم عبادته لقرطاج بشمال أفريقيا حيث أطلقوا عليه الإله بعل هامون.
ومن آلهتهم أيضًا عشتار وبلوخ وأدونيس. وكان بعل إله الزوابع والأمطار والخصوبة، وورد اسمه في التناخ وفي القرآن , سورة الصافات: ﴿ أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ﴾.
عبد ملك بني إسرائيل آخاب بتزيين من زوجته الكنعانيه بعل وتبعه بني إسرائيل في زمن نبي الله الياس فنهاهم عن ذلك فلم يجيبوه فعذب الله بني إسرائيل بانقطاع المطر وهو تذكير لهم بانه هو الاله الحقيقي الذي يرزق الناس بالأمطار
الأبعال الكنعانية
أشهرها (بعل صور) الذي عرف لاحقًا (بملقرت - ملك قرت) أي ملك المدينة وتدل عليه أيضًا قصة إيليا وكهنة بعل في التوراة، ويرجح أنه نفسه بعل زمن مملكة إسرائيل المعبود على جبال الكرمل والذي اعتبر لاحقاً موازياً لإله دمشق وبعلبك (هدّاد - جوبيتر هليوبوليتانس)
- (بعل شميم أوشمين) رب السماء، يظهر اسمه منتشراً من سوريا إلى سردينيا ومن الألف الأول قبل الميلاد إلى منتصف الألف الأول بعدي الميلاد، واعتبر موازيًا (لإيل عليون).
- (بعل هدّاد) وأهم ظهور للاسم في المنقوشة ثنائية اللغة في طيبة حيث يترجم الاسم الآرامي إلى الإغريقية (زفس مجيستوس كورونيوس).
بعل في الأساطير الأوغاريتية
بعل في أساطير أوغاريت السورية، من أهم وظائفه الدفاع عن البشر والآلهة، فهو في الملحمة الموسومة باسمه، بطل الآلهة وقاتل التنين (يم) وهو الرزّاق واهب المطر وصوته الرعد وعد الخصب، وهو المخلص الذي يحكم من جبل صافون (جبل الأقرع) ويرد اسمه بصيغ عدة، (عليان بعل) القدير، (زبل بعل أرص) أمير بعل الأرض و(بعل عنت محرثت) بعل الأرض المحروثة، (إيل هدد) الإله ،أو (صغر هدد) الصغير أو (زبل بعل غلم) الأمير بعل الشاب، ويوصف بعل بابن (دجن)، أما (عنات) فهي أخته.
بعل في المصادر الكلاسيكية
استمرت عبادة (بعل هدّاد) الإله السوري في العهدين الإغريقي وروماني، واعتبر موازياً للإله (زفس جوبيتر) وانتشرت عبادته حتى وصلت روما نفسها تحت اسم (جوبيتر هليوبوليتانس) و(جوبيتر دوليخانوس- دوليخ)، ومن أهم مراكز عبادته كانت في سورية بهذه الفترة هيرابوليس أي منبج وكذلك ديلوس. هذا وقد سمي (زفس كيرونيس) و (زفس كاسيوس) موازياً للإله (بعل صافون) وقد قدّم له سلوقس نيكاتور القرابين على جبل كاسيوس (جبل الأقرع) في سوريا ويصادف عيد (بعل صافون) يوم الثالث والعشرين من نيسان (نفس تاريخ عيد القديس جرجس)، أما في روما فقد عبد (هدّاد) و(هدّاد أكروبيتس - الجبل) و(ملكيبرودوس) ملك يبرود - قرب دمشق - في معبد الآلهة السورية على سفحتل جانيكولوم في روما.
كما أنه هناك بعل حمون أو عمون أو آمون، الذي عُبد في شمال أفريقيا. وهناك شخصيات مثل هنبعل (حنبعل) يشير اسمه للإله بعل الكنعاني.
كما أن بعل باللغة العربية تعني الزوج. كما تستخدم كلمة بعل في الحديث عن أنواع الري، فالزراعة البعلية هي أحد أنواع الزراعة التي تعتمد على مياه الأمطار (التي يرسلها بعل) في ري المحاصيل.
مقالة ذات صلة
مراجع
- Serge Lancel, Carthage, a History, p. 194.
مصادر
- بعل هداد: دراسة في التاريخ الديني السوري 1993، د.حسني حداد، د.سليم مجاعص