الرئيسيةعريقبحث

وجدي ملاط

سياسي لبناني

☰ جدول المحتويات


وجدي ملَّاط (2 نوفمبر 1919-17 أبريل 2010) كان فقيهًا في القانون ورجل دولة ومؤلف لبناني، كما كان أول رئيس للمجلس الدستوري في لبنان منذ عام 1994 حتى عام 1997، وقد استقال من المجلس بسبب إدارة الانتخابات البرلمانية لعام 1996.

وجدي ملاط
وجدي ملاط.jpg

معلومات شخصية
تاريخ الميلاد 22 نوفمبر 1919 
تاريخ الوفاة 17 أبريل 2010 (90 سنة)  
مواطنة Flag of Lebanon.svg لبنان 
أبناء شبلي ملاط (سياسي) 
الحياة العملية
المدرسة الأم جامعة القديس يوسف 
المهنة سياسي 

حياته السابقة

وجدى ملَّاط من مواليد 22 نوفمبر 1919 وقد كان سليل عائلة من الشعراء من مدينة بعبدا -عاصمة جبل لبنان العثماني-، كان عمه تامر (1856-1914) قاضيًا في العهد العثماني وشاعراً معروفاً وقف علانيةً ضد تعسف وفساد واصا باشا مفوض محافظ جبل لبنان،[1] تنحدر والدة وجدي ملاط -ماري شكر الله- من عائلة من الأطباء المتعلمين في القسطنطينية، وقد احتُفِل بوالده شبلي (1875-1961) باعتباره "شاعر الأرز" في القاهرة والإسكندرية وبغداد ودمشق وحلب وحيفا واستمتع بصداقات وثيقة في جميع أنحاء المنطقة من الأمير عبد الله من شرق الأردن إلى أول رئيس للبنان المستقلة بشارة الخوري.[2]

تعليمه وحياته العملية السابقة

تم تعليم وجدي ملاط في الكلية اليسوعية في بيروت، ثم درس للحصول على شهادة عليا في اللاتينية بينما حصل على درجة الماجستير في القانون من جامعة القديس يوسف،[3] وقد أصبح العديد من زملائه في الفصل قادة فكريين وسياسيين لاحقين في لبنان، وكان من بين أساتذته شكري كارداهي، وقد تم ربط وجدي ملاط في وقت مبكر بالتجربة الفريدة بين الحربين لليبرالية في بلاد الشام، خاصة مصر، التي عاشها مباشرة بسبب الصداقة الوثيقة بين والده وزعيم الحركة الوطنية المصرية سعد زغلول،[4] كممثل شاب للوفد اللبناني لليونسكو، الذي عقد مؤتمرا مبكرا في بيروت في عام 1948، قام بتكوين صداقات مع شخصيات بارزة مثل طه حسين ولويس ماسينيون في رحلته إلى باريس استعدادًا للاجتماع.[5]

محامٍ ووزير

بعد تدريب مهني قانوني مع محامين لبنانيين بارزين أمثال إدموند جاسبار ويوسف السودة أسس مكتب ملاط للمحاماة في عام 1949، وكمحامٍ فقد دافع عن القضايا التي احتفل بها في المرافعة اللبنانية الحديثة، وفاز بانتصارات قضائية تاريخية نيابة عن الفاتيكان والكنيسة المارونية في بيروت، وفي عام 1972 تم انتخابه رئيسًا لنقابة المحامين في بيروت، كما أسس أول منظمة عربية لحقوق الإنسان في عام 1974 مع محامين عرب بارزين مثل عبد الرحمن اليوسفي وهو سجين رأي ورئيس وزراء المغرب لاحقًا.

وفي زمن السلم كان وجدي ملاط شخصية مؤثرة في لبنان من خلال الاحترام الذي أعرب عنه له قادة الفصائل المختلفة ومعرفته الحميمة بالمشهد السياسي اللبناني، وفي عام 1964 تم تعيينه وزيراً للشؤون الاجتماعية من قبل الرئيس اللبناني شارل حلو لكنه استقال بعد عام بسبب الفصل التعسفي للقضاة البارزين تحت ستار محاربة الفساد.[3]

خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) رفض أن ينحاز إلى أي جانب مكرراً كرهه للعنف في حين شجب الأعمال الوحشية التي ارتكبتها مختلف الفصائل اللبنانية وتجاوزات التدخل الأجنبي، تم أخذ شعاره خلال الحرب الطويلة من مقولة نسبت إلى المفكر الإنساني لعصر النهضة إيراسموس: "ليكون غيلفي بين الجبيلين، وجبلين بين الجويلز" وهي الفصائل الراسخة في الحروب الأهلية الإيطالية في القرن الثالث عشر، وفيما بين القيادة اللبنانية حافظ وجدي على صداقة وثيقة مع ريمون إدي وكمال جنبلاط وموسى الصدر والرؤساء المتعاقبين للكنيسة المارونية.[6]

كان اغتيال كمال جنبلاط في عام 1977 بمثابة صدمة خاصة بسبب تقاربهم الأدبي والمهني والترابط الخاص الذي تطور عبر قرن ونصف من الروابط العائلية الوثيقة، وفي عام 2009 نشر ديوان (مجموعة شعرية) من الشعر غير المعروف حتى الآن من قبل عمه الكبير تامر يشمل قصائد نصيب جنبلاط زعيم الجبل اللبناني في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.[7]

كما شعر بالفزع بسبب الاختطاف في ليبيا بعد فترة وجيزة من الإمام موسى الصدر، وقد توصَّل إلى حل وسط تاريخي مع الصدر -رئيس الطائفة الشيعية اللبنانية- بشأن نزاع على الأرض في بيروت حيث يقف مركز الإمام الصدر الآن، رفع مكتبه في وقتٍ لاحق القضية ضد معمر القذافي مما أدى إلى إصدار لائحة اتهام واعتقال بحق الديكتاتور الليبي ومساعديه.[8]

كان معارضًا قويًا لحرب إسرائيل على لبنان عام 1982 وقدم الصيغة الدستورية التي وضعت حداً نهائيًا لمحاولة إضفاء الشرعية على الغزو الإسرائيلي المعروف باسم "اتفاقية 17 مايو[9] ولقد كان مرتبطًا بمجتمع العالم العربي فيما وصفه بأنه "عروبة بيضاء" وهو ما يعارضه باستمرار الأنظمة العسكرية الدكتاتورية المظلمة في جميع أنحاء العالم العربي.[10]

رئيس المجلس الدستوري

في عام 1994 تم انتخاب وجدي ملاط بأغلبية كبيرة في البرلمان اللبناني لعضوية المجلس الدستوري المُنشأ حديثًا ثم من قبل أقرانه في المجلس كرئيس له، وفي غضون عامين أصبح المجلس الدستوري المؤسسة الأكثر احترامًا في البلاد بسبب قراراته المستقلة والمبدئية بشدة،[11] استقال ملاط من المجلس بسبب العبث غير العادل بالانتخابات البرلمانية في 3 أبريل 1997،[3] وبينما لم يصرِّح عن الأسباب الكاملة لاستقالته لتجنب المزيد من الصدمات في البلاد فقد قال في مقابلة تلفزيونية نادرة إن "المجلس الدستوري جاء إلى لبنان قبل 25 عامًا من وقته"،[3][12] أكسبه نمط استقالته من المناصب الحكومية العليا سمعة رجل دولة كان أكثر حرصًا على حماية كرامة الوظيفة العامة من كسبها في المقام الأول.[13]

التقاعد والإرث

قام بتطوير مواهبه الأدبية النادرة في سنواته الأخيرة في العديد من الكتب بما في ذلك الكتاب الأكثر مبيعًا على مختلف مناصبه السياسية والمهنية بعنوان "مواقف" باللغتين العربية والفرنسية، وملخص مرجعي وافي مكون من حوالي 700 صفحة على علامة من والده على الشعر العربي المعاصر :شاعر الأرز: مدرسة للهوية الوطنية"،[3] كما أنه ترك آلاف الصفحات في الدراسات القانونية والموجزات ومخطوطة مشروحة بالكامل لديوان تامر المستعاد.

حياته الشخصية

ولأنه كرس تعليم أسرته كشاغله الرئيسي فقد ظل على درجة عالية من الخصوصية خلال حياته المهنية كرجل قانون ورجل أدب وسياسي، وخلال فترة ولايته كأقوى قاضٍ في البلاد رفض جميع الدعوات إلى الوظائف الاجتماعية، وفي عام 1956 تزوج من نهاد دياب وأنجب أربعة أطفال: منال وشبلي وريا وجنان، وأصبح له سبعة أحفاد.

كتب

  • شبلي الملاط شاعر الأرز مدرسة الطلاق الوطني (شاعر الأرز: مدرسة للهوية الوطنية)، مطبعة جوزيف رايدي، بيروت 1999، بالعربية مع مقدمات باللغتين الإنجليزية والفرنسية
  • مواقع مواقف، دار النهار، بيروت 2005، باللغتين العربية والفرنسية
  • التعديل الأخير، تامر ملاط، مجمع قصائد وأشعار (مجموعة من القصائد المفقودة)، بيروت، الفاكس الخاص طبعة 2009، باللغة العربية.

روابط خارجية

مراجع

  1. Tamer Mallat's verses on Wasa Basha (ruled 1883-1892) are celebrated to date in Lebanon as the expression of courage in the face of corruption: "They say: Wasa has passed away, I responded, for I knew/Let coins ring off the marble of his grave, and I guarantee you he will come back to life." The verses, said upon Wasa's death in 1892, appear in the Diwan of the two brother poets, Diwan al-Mallat, Al-matba'a al-adabiyya, Beirut 1925, p.17. On 19 April 2010, the Lebanese daily al-Nahar's obituary of Wajdi Mallat concluded with the last verse, and the elegy of Amal Haddad, the president of the بيروت bar association started with reference to the verses.
  2. See the poems said on the various occasions in Shibli Mallat, Diwan (part 2), Beirut 1952, pp.55-140.
  3. "Ex-Constitutional Council head Mallat dies". The Daily Star (Lebanon). 19 April 2010. Retrieved 2 May 2010. نسخة محفوظة 5 يناير 2007 على موقع واي باك مشين.
  4. Wajdi Mallat, "Chibli Mallat (Life and Works 1875-1961)", English introduction to Shibli al-Mallat, Sha'er al-arz, madrasat al-talaqi al-watani (Chibli Mallat, The Poet of the Cedars: A school for national identity), Raidi Press, Beirut 1999, p.90.
  5. Wajdi Mallat, "Risalat al-unesco (Unesco's call)", Mawaqef-Positions, Dar al-Nahar, Beirut 2005, pp.152-54.
  6. See correspondence with Raymond Eddé over the Constitutional Council in Wajdi Mallat, "Raymond Eddé et le Conseil Constitutionnel", Mawaqef-Positions, pp. 301-2; on Kamal Jumblatt, pp. 247-49; photograph with Musa al-Sadr, id., p.144f; texts on Maronite patriarch Nasrallah Boutros Khoreiche, id., pp. 266-88; 299-300. Al-Nahar's obituary on 19 April 2010 mentions that "in early summer 1970,...Kamal Jumblatt suggested him in the last common meeting of the Lebanese political parties as unanimity candidate for the Lebanese presidency." The official elegy of Maronite Patriarch Nasrallah Boutros Sfeir on 19 April 2010 also mentioned Jumblatt and Mallat's closeness. In an article published in al-Nahar on 29 April 2010, lawyer Bassam Amin al-Halabi relates his eye-witnessing two occasions, in 1970 and in 1976, when Jumblatt proposed Wajdi Mallat for president.
  7. Tamer Mallat, Majmu'at qasa'ed wa ash'ar (Collection of lost poems), Beirut facsimile edition 2009, pp. 7-9, 26-29.
  8. Gaddafi charged for cleric kidnap", BBC News, 27 August 2008.
  9. In an obituary published in his party's newspaper al-Anba on 19 April, Lebanese leader وليد جنبلاط criticized the short memory of Lebanese officialdom on the role of Wajdi Mallat, who "provided the legal and constitutional argument for cancelling the [May 17] agreement in the Lebanese Parliament." "Tashyi' wajdi mallat fi ba'abda (Wajdi Mallat's funerals in Baabda)", al-Hayat, 20 April 2010, L'Orient-Le Jour, 20 April 2010.
  10. "Al-'uruba al-bayda", a concept coined by Wajdi Mallat and developed in شبلي ملاط (سياسي), "White Arabism", Bitterlemons.org, 3.3.2005, then extensively discussed, see e.g. Joseph Braude, "Arab nationalists react to Saddam's trial", The New Republic, posted 12.12.2005.
  11. See in addition to the considerable controversy over the resignation of its president, which was carried out in the press for the following two weeks, the chronicles on Lebanese law for the years 1995, 1996 and 1997, including English translations of some of the Council's decisions, in Eugene Cotran and Chibli Mallat eds, Yearbook of Islamic and Middle Eastern Law, Kluwer Law International, London, 1994-1996, vols.1-3. Discussion of the resignation in vol.3, 'Lebanon', pp.221-27.
  12. Lebanese Broadcasting Corporation (LBC) interview with Gisèle Khoury, in the program "Hiwar al 'umr (a life conversation)", 27 January 1999. In an obituary published on the front page of the Lebanese daily al-Nahar on 19 April 2010, Lebanese Minister of Justice Ibrahim Najjar mentioned that Mallat felt "there was an obstacle between him and some members of the Council,...who were keen on pleasing political figures."
  13. Statement of Ahmad al-Zein, in LBC interview "Hiwar al 'umr (a life conversation)", 27 January 1999.

موسوعات ذات صلة :