الرئيسيةعريقبحث

ولاية (إسلام)


☰ جدول المحتويات


لمعانٍ أخرى، انظر ولاية (توضيح).
عبارة «الله ولي التوفيق» بخط الثلث المزخرف
عبارة «علي ولي الله» على عملة صفوية

الأولياء الصالحون أو الولي الصالح أو الولاية مصطلح إسلامي أكد عليه القرآن في عدد من الآيات وبحسب المعتقدات الإسلامية فقد ذكر الله لنفسه الولاية على المؤمنين فيما يرجع إلى أمر دينهم من تشريع الشريعة والهداية والإرشاد والتوفيق ونحو ذلك:

  • ﴿ اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ۝ 
  • ﴿ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ۝ 
  • ﴿ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ۝ 
  • وفي هذا المعنى قوله تعالى : ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ۝ 

فهذا ما ذكره الله من ولاية نفسه في كلامه، ويرجع محصلها إلى ولاية التكوين وولاية التشريع، وإن شئت سميتهما بالولاية الحقيقية والولاية الاعتبارية.[1]

الولاية

الولایة فی اللغة

قال ابن المعصوم : الولایة بالفتح و الکسر النصرة و المحبة و قیل هي بهذا المعني بالفتح و اما بالکسر فهي بمعنی الأمارة.[2] و في المجلد الرابع من کتابه یصرح بأن الولایة بالفتح و الکسر لغتان بمعنی النصرة و الإعانة و بالکسر فقط بمعني السلطان حکاه الجوهري عن ابن السکیت و قال السیبویه الولایة بالفتح و الکسر مثل الامارة و النقابة لأنه اسم لما تولّیه [3] أصل هذه اللغة یعني "الولي" اطلق بمعان کثیرة منها المحب و التابع و المعین و الناصر و الصدیق و العتیق و کل من یتولی الانسان و ینضم الیه و یکون من جملة اتباعه و الناصرین له فهو ولیه [4] و فی الاخیر یشیر بکلام ابن الاثیر فی النهایة، کأن الولایة تشعر بالتدبیر و القدرة و الفعل[5] یقول الطریحی فی تفسیر آیه 44 سورة الکهف: الولایة هي الربوبیة و الولایة ایضاً النصرة و بالکسر الامارة مصدر ولیت و یقال هما لغتان بمعنی الدولة و فی النهایة: هی بالفتح المحبة و بالکسر التولیة و السلطان و مثله الولاء بالکسر عن ابن السکیت. والولي: الوالي و کل من ولي أمر أحد فهو ولیه و الولي الذي یدیر الامر یقال ولي المرأة إذا کان یرید نکاحها و السلطان ولي امر الرعیة و منه قول الکمیت في حق علي ابن أبي طالب (علیه السلام) و نعم ولي الأمر بعد ولیه و منتجع التقوی و نعم المقرب [6] قال العلامة الطباطبائي: الولایة فی الاصل ملک تدبیر أمر الشيء. مولی الصغیر أو المجنون أو المعتوه هو الذی یملک تدبیر امورهم و امور اموالهم. ثم استعمل و کثر استعماله فی مورد الحب لکونه یستلزم غالباً تصرف کل من المتحابین فی امور الآخر لافضائه الی التقرب و التأثر عن ارادة المحبوب و سائر شؤونه الروحیة فلا یخلو الحب عن تصرف المحبوب فی امور المحب فی حیاته [7] و الولایة بمعنی قرب المحبة و الخلطة تجمع الفائدتین اعنی فائدة النصرة و الامتزاج الروحي فهو المراد[8] قال الراغب في المفردات: الولاء بفتح الواو و التوالي بمعنی أن يحصل شيئان فصاعداً حصولا ليس بينهما ما ليس منهما، و يستعار ذلك للقرب من حيث المكان و من حيث النسبة و من حيث الصداقة و النصرة و الاعتقاد، و الولاية النصرة، و الولاية تولي الأمر، و قيل: الولاية و الولاية بالفتح و الكسر واحدة نحو الدلالة و حقيقته تولي الأمر، و الولي و المولى يستعملان في ذلك، كل واحد منهما يقال في معني الفاعل أي الموالي بكسر اللام و معني المفعول أي الموالى بفتح اللام يقال للمؤمن: هو ولی الله عز و جل و لم يرد مولاه، و قد يقال: الله ولی المؤمنين و مولاهم. و قولهم: تولى إذا عدي بنفسه اقتضى معني الولاية و حصوله في أقرب المواضع منه يقال: وليت سمعي كذا، و وليت عيني كذا، و وليت وجهي كذا أقبلت به عليه قال الله عز و جل: "فلنولينك قبلة ترضاها، فول وجهك شطر المسجد الحرام، و حيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره" و إذا عدي بعن لفظا أو تقديرا اقتضى معنى الإعراض و ترك قربه [9]

الولایة هی الإمامة

أن الإمامة خلافة الله عز و جل.[10] سبق أن معنى الإمامة حقيقة وراء حقائق النبوة و الرسالة و الخلافة. قال ابن المعصوم: قیل الولي هو المطلع علی الحقائق الإلهیة و معرفة ذاته تعالی و صفاته و أفعاله کشفاً و شهوداً من الله خاصة من غیر واسطة ملك أو بشر. و قیل من ثبتت له الولایة التی توجب لصاحبها التصرف فی العالم العنصري و تدبیره بإصلاح فساده و إظهار الکمالات فیه لاختصاص صاحبها بعنایة إلهیة، توجب له قوة فی نفسه یمنعها الاشتغال بالبدن عن الاتصال بالعالم العلوي و اکتساب العلم الغیبي فی حالة الصحة و الیقظه بل تجمع بین الامرین لما فیها من القوة التی تسع الجانبین و الولایة بهذا المعنی مرادفة للإمامة عندنا.[11] و مفتاحها العبودية، كما يدل عليه قوله تعالى: ﴿ إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ ۝ ﴾.[12]،أي اللائقين للولاية.[13] حسب تعبیر العلامة الطباطبائي: من اخذه الله لتدبیر امره و اقبل الیه بالربوبیه و هو اسلم وجهه لربه و فی کل شؤونه و ابعاد وجوده کان هو عبدا حقیقةً لأنه من كان عبدا في نفسه و عبدا في فکره و ارادته و عمله، فهو العبد حقيقة. ومن اتخذه الله عبدا اقبل اليه بالربوبية التی هی الولاية، اعني تولی الربّ أمر عبده.

إذا تحقق فی العبادة مسألتین فیصیر عابد تلک العبادة ولیاً: اولاً ان تکون عبادته خالصة لله و ثانیاً أن تکون عبادته حباً له تعالی. فقوله تعالی: ﴿ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ۝ ﴾.[14] و به يظهر أن إتباع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و محبة الله متلازمان فمن إتبع النبي أحبه الله و لا يحب الله عبدا إلا إذا كان متبعا لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم). ولکن بالنظر إلى موقع الآیه، فهي جاءت بعد الآيات الناهية عن اتخاذ الكفار أولياء و ارتباطها بما قبلها یشیر لنا إن هذا الحبّ هی الولاية لكونها تستدعي في تحققها تحقق الحب بين الإنسان و بين من يتولّى. بشهادة أنّ الآية ناظرة إلى دعوة الناس باتباع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و لإنّ لا ولاية إلا باتباع و ولاية الله لا یتحقق و لايتم الا باتّباع نبيه في دينه كما قال تعالى: "ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها و لا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا و إن الظالمين بعضهم أولياء بعض و الله ولی المتقین. إلتفت فی الآیه کیف جمع فی کلامه بین التبعیة و الولایة و إنتقل من معني الإتباع إلى معني الولاية کما في الآية الحبّ فی سورة آل عمران انتقل من معني الحب الی معني اتّباع نبیه. هذا یفهمنا اولاً انّ الولایة و الاتباع متلازمان و ثانیاً من الواجب على من يدعي ولاية الله و حبّه أن يتّبع الرسول حتى ينتهي ذلك إلى ولاية الله و حبّه.[15]

أنواع الولاية

ولاية الإمام

مراجع

  1. الميزان في تفسير القرآن، محمد حسين الطباطبائي، ج6، ص13
  2. سید علی خان المدني،ابن المعصوم، ریاض السالکین في شرح صحيفة السجادیة ج1، ص 104 وج 2، ص141
  3. سید علی خان المدنی،ابن المعصوم، ریاض السالکین في شرح صحيفة السجادیة ج4، ص145
  4. سید علی خان المدنی، ابن المعصوم، ریاض السالکین في شرح صحيفة السجادیة ج4، ص152
  5. سید علی خان المدنی،ابن المعصوم، ریاض السالکین في شرح صحيفة السجادیة ج5، ص227
  6. الطریحی، مجمع البحرین، ج4، ص 553-554 مع تلخیص.
  7. محمد حسین، طباطبائی،المیزان فی تفسیر القرآن، ج3، ص 151
  8. محمد حسین، طباطبائی، المیزان فی تفسیر القرآن،ج5،ص269
  9. محمد حسین، طباطبائی، المیزان فی تفسیر القرآن،ج5، ص213
  10. طبرسی،مجمع البيان ج1، ص341
  11. سید علی خان المدنی، ریاض السالکین، ج1، ص 407
  12. سورة الأعراف7 : 196.
  13. محمد حسین،الطباطبائی، المیزان فی تفسیرالقرآن،ج1، ص160
  14. سورة آل عمران3: 31.
  15. محمد حسین، طباطبایی،المیزان في تفسیر القرآن، ج3، ص 79 مع التلخیص و التصرف

موسوعات ذات صلة :