المقدمة
الخرطوم هي عاصمة السودان وحاضرة ولاية الخرطوم، تقع عند نقطة التقاء النيل الأبيض بالنيل الأزرق (المقرن)، ليُشكلا معاً شمالاً نهر النيل. وهي مركز الحكم في السودان حيث يوجد فيها مقر رئيس الجمهورية و الحكومة، ورئاسة الوزارات المركزية المختلفة وقيادة القوات المسلحة السودانية والبعثات الدبلوماسية الأجنبية من سفارات وقنصليات، ومقر بعض المنظمات الإقليمية العربية و الإفريقية
ومعظم المؤسسات السياسية للدولة. و هي قلب أفريقيا بالنسبة لخطوط الطيران،وذلك لمرور خطوط الطيران التي تقطع شمال القارة تجاه جنوبها وتلك التي تمر عبر غرب القارة وشرقها يرجع تاريخ تأسيس الخرطوم كعاصمة، إلى العقود الأولى من القرن التاسع عشر أثناء فترة الحكم العثماني المصري في السودان حيثُ أتخذت عاصمة للبلاد، إلا أن تاريخها كموقع استيطان بشري أبعد من ذلك بكثير فقد تواجد فيها الإنسان منذ العصر الحجري، كما كان موقعها موطن حضارة قديمة عُرفت بمملكة علوة وشهد القرن الماضي أول مرحلة من مراحل ازدهارها عندما شيّدت العمارة في العهد البريطاني المصري علي النسق المعماري الإنجليزي والذي لا يزال ماثلاً للعيان في الأبنية القديمة بجامعة الخرطوم وبعض المرافق الحكومية المطلة على النيل وتحول بعضها إلى متاحف مفتوحة للجمهور، وفي بعض الجسور القديمة المقامة على نهر النيل والتي تربطها بما يحيط بها من مناطق حضرية. يبلغ عدد سكان مدينة الخرطوم 2,682,431 نسمة، وهي بذلك سادس مدينة من حيث عدد السكان في إفريقيا (ولا يشمل الرقم باقي سكان العاصمة المثلثة البالغ عددهم 5,172,000 تقريباً)
مقالة مختارة
مقرن النيلين يلتقي النيل الأزرق بالنيل الأبيض رافدا نهر النيل في نقطة بالخرطوم تعرف جغرافيا بالمقرن ويطلق عليها الخرطوميون اسم مقرن النيلين، أو المقرن اختصاراً، وهي واحدة من أجمل مناطق العاصمة المثلثة السودانية حيث تقع بالقرب منها أهم معالم مدينتي الخرطوم و أم درمان على الضفة الغربية للنيل الأبيض ومن بينها متحف السودان القومي ، و قاعة الصداقة في الخرطوم، و مسجد النيلين والمسرح القومي ومبنى البرلمان في أم درمان. وتعتبر نقطة التقاء النيلين في حد ذاتها ظاهرة طبيعة جديرة بالمشاهدة حيث تلتقي مياه النيل الأزرق المشبعة بالطمي والداكنة الزرقة عند مشاهدتها من مكان مرتفع بمياه النيل الأبيض شبه الصافية وتسير جنباً إلى جنب قبل أن تختلط لتشكل نهرا واحدا.
تاريخ الخرطوم
يعود تاريخ الخرطوم كمستوطنة بشرية إلى عصور سحيقة حيث أكدت المستحثات على أن الإنسان قد استوطن في موقع الخرطوم الحالي منذ سنة 400 قبل الميلاد، وتم العثور على أدوات تعود إلى العصر الحجري في منطقة خور أبو عنجة في مدينة أم درمان الحالية القريبة من الخرطوم، إضافة إلى بقايا أثرية لمستوطنات يرجع تاريخها إلى عهد مملكتي نبتة ومروي في الفترة من 750 قبل الميلاد إلى 350 بعد الميلاد. وتقول مصادر أخرى ترجع في تاريخها إلى القرن السادس عشر الميلادي بأن المكان الذي تقوم عليه الآن الخرطوم كان عبارة عن أحراش وغابات، وكان يبعد عن مدينة سوبا عاصمة مملكة علوة، إحدى الممالك المسيحية القديمة في السودان، حوالي 24 كيلومتر (15 ميل). وفي القرن السادس عشر قام سكان جزيرة توتي التي تقع في مجري نهر النيل المقابل للمكان - وكانوا ينتمون إلى قبيلة (المحس) النوبية - بزراعة المكان، قبل أن يقيم فيه أحد فقهائهم ويدعى الشيخ أرباب العقائد مدرسة لتعليم القرآن ويتحول تدريجياً إلى منطقة سكنية. تأسست الخرطوم كمدينة على يد الجيش التركي المصري في عهد الخديوي محمد على باشا عندما ارسل جيشه لضم السودان إلى مُلكه بقياده ابنه الثالث إسماعيل كامل باشا عام 1821م، واتخذها الأتراك في البداية معسكراً لجيوشهم ثم تحولت إلى عاصمة لهم في عهد عثمان جركس باشا البرنجي عام 1824م وذلك بعد تعيينه حكمدارا (حاكماً) على السودان خلفا للحكمدار محمد بك خسرو الدفتردار.
جغرافيا الخرطوم
تقع الخرطوم في منتصف المساحة المأهولة في السودان تقريباً شمال شرق وسط البلاد بين خط العرض 16 درجة شمالاَ وخط العرض 15 درجة جنوباَ وخطي الطول 21 درجة غرباً و24 درجة شرقاَ، وتتمدد مساحتها البالغة 20736 كيلو متر (12884 ميل ) مربع بين الضفة الغربية لنهر النيل الأزرق من الناحيتين الشرقية والشمالية والضفة الشرقية للنيل الأبيض من الغرب وسهل الجزيرة تجاه الجنوب وهي المنطقة القابلة لتمدد المدينة عمرانياً. وتتوسط الخرطوم ولايات كسلا والقضارف و ولاية النيل وولاية الجزيرة وولاية النيل الأبيض وولاية شمال كردفان.وهي أيضأ قريبة من ولايات النيل الأزرق والشمالية وسنار وجنوب كردفان وتفصلها عن ولايات دار فور الكبرى ارض صحراوية وشبه صحراوية جرداء فقط.
التربية والتعليم
تعتبر الخرطوم قطباً مهماً للتعليم العالي في السودان، حيث تتركز فيها الجامعات والمعاهد العليا.وقد شهدت إنشاء أول مدرسة نظامية للسودان وأول كلية جامعية هي كلية غوردون التذكارية التي تحول فيما بعد إلى جامعة. كما يوجد بها العديد من المدارس بما في ذلك مدارس الجاليات الأجنبية المقيمة فيها. وتستضيف الخرطوم المعهد الدولي لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، الذي تم تأسيسه بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
عرفت الخرطوم التعليم منذ إنشائها على يد فقهاء مدارس الخلاوي فقد تزامن تاريخ تأسيسها مع قيام المدارس القرآنية فيها والتي انحصر دورها على التعاليم المرتبطة بالعقيدة من تحفيظ سور القرآن وتفسيرها ومباديء الفقه وقواعد اللغة العربية وأساسيات الحساب. وفي العهد التركي المصري تم افتتاح عدة مدارس نظامية حديثة في السودان من بينها مدرسة الخرطوم الابتدائية التي افتتحت سنة 1855 م، لتعليم أبناء الموظفين الأتراك تحت اشراف العالم رفاعة رافع الطهطاوي الذي نفي إلى السودان آنذاك، ومنذ ذلك الحين انتشرت المدارس في المدينة على إختلاف مراحلها ومناهج التدريس فيها. ويمكن تقسيم المدارس في الخرطوم إلى مدارس عامة حكومية أصبح لبعضها شهرة على نطاق السودان وأخرى خاصة يديرها القطاع الخاص وتشمل هذه الفئة مدارس الجاليات الأجنبية والتي ساهم بعضها بقدر كبير في مجال التعليم بالمدينة مثل مدارس البعثة المصرية وأكبرها مدرسة جمال عبد الناصر الثانوية ومدارس الكلية القبطية ومدارس كمبوني ومدرسة الراهبات والمدارس العالمية. وازداد عدد هذه المدارس في نهاية القرن الماضي ليشمل مدارس تدرس بلغات غير اللغتين العربية والإنجليزية السائدتين في المجال التعليمي في الخرطوم ومن بينها المدرسة الأرمنية والمدرسة التركية .
مقالات جديدة
مقالات جديدة أو طورت حديثا :