هو المهدي لدين الله، أحمد بن يحيى المرتضى بن أحمد بن المرتضى بن المفضل بن منصور بن المفضل بن عبد الله بن علي بن القاسم بن يحيى بن الناصر أحمد بن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين. ولد في ذمار، باليمن، جنوبي صنعاء، سنة 763 هـ / 1362م. وتوفي ببلدة الظقير في جبل حجة غربي صنعاء، ودفن هناك، سنة 840 هـ / 1437م.
ابن المرتضى | |
---|---|
معلومات شخصية | |
تاريخ الميلاد | 763 هـ / 1362م |
تاريخ الوفاة | 840 هـ / 1437م |
اللقب | المهدي لدين الله |
الحياة العملية | |
العصر | القرن التاسع للهجرة |
المنطقة | صنعاء |
المهنة | عالم مسلم |
مجال العمل | الفقه الزيدي - الاعتزال |
تأثر بـ | القاضي علي بن أبي الخير - القاضي محمد بن يحيى المزحجي - الإمام الناصر صلاح الدين |
نشأته
قبل أن يبلغ الخامسة توفي والده، فاحتضنته أخته الدهماء (ت 827 هـ / 1424م)، وكانت مبرزة في العلوم الشرعية، ولها شرح على أهم كتب ابن المرتضى: عيون الأزهار في فقه الأئمة الأطهار، ومؤلفات أخرى في الفقه، والأصول، والكلام.
أخذ العلم عن علماء اليمن في عصره، ومنهم: أخوه الهادي بن يحيى، وخاله علي بن محمد بن علي، والقاضي محمد بن يحيى المزحجي - الذي أخذ عنه المنطق وأصول الفقه - والقاضي علي بن أبي الخير - الذي أخذ عنه أصول المعتزلة - وعلي بن صلاح، وابن النساج، والإمام الزيدي الناصر صلاح الدين.. وغيرهم من العلماء. ويعد ابن المرتضى أحد أبرز فقهاء المذهب الزيدي في تاريخ اليمن، ولا زال الناس يرجعون إلى كتبه إلى يومنا هذا في الفقه وفي الاعتزال.
ولايته
ابن المرتضى هو أحد أئمة الدولة الزيدية في اليمن، إذ تولاها لمدة عام، فبعد وفاة الإمام الناصر صلاح الدين (739 هـ / 1338م - 793 هـ / 1391م) اختلف الناس فيمن يبايعون له بالإمامة، فاختار العلماء ابن المرتضى فبايعوه بالإمامة سنة (793 هـ / 1391م).. بينما اختار الوزراء للإمامة المنصور علي بن صلاح الدين - ابن الإمام السابق -.
سجنه
و استمر النزاع بين الفريقين عاماً كاملاً، وفي سنة 794 هـ تغلب المنصور علي بن صلاح الدين على المهدي لدين الله أحمد ابن يحيى المرتضى، فعزله، وأودعه سجن قصر صنعاء، فظل سجيناً لأربع سنوات حتى تشفع فيه نفر من العلماء، منهم الهادي ابن إبراهيم الوزير، الذي كتب إلى المنصور قصيدة يتحدث فيها عن فضل ابن المرتضى، وتتشفع له، قال فيها:
فقلت له فداك أبي وأمي // تلطف بالقرابة والرحامة
فإن السيد المهدي منكم // بمنزلة تحق له الفخامة
فأفرج عنه، ليعكف ابن المرتضى بعدها على التصنيف، والتأليف، والتدريس، بقية عمره..
مؤلفاته
ألف ابن المرتضى خلال سنوات سجنه كتابه الفقهي الشهير: عيون الأزهار في فقه الأئمة الأطهار. وقد وصل عدد مؤلفاته إلى أربعين مؤلفاً - منها ما يقع في عدة مجلدات - صنفها في: الفقه وأصوله، والإعنزال، وعلم الكلام، والمنطق.. مع نصيب للحديث، والنحو، والتاريخ، والزهد.. وأشهر مؤلفاته على الإطلاق كتاب: المنية والأمل المعروف بطبقات المعتزلة.
ومن أشهر مصنفاته ومؤلفاته:
فقد ألف في أُصول الدين:
- نكت الفرائد في معرفة الملك الواحد
- القلائد وشرحها الدرر الفرائد
- الملل وشرحها الأمنية والأمل
- رياضة الأفهام في لطيف الكلام
- دامغ الأوهام شرح رياضة الأفهام
وألف في أُصول الفقه:
وفي الفقه:
- الأزهار
- الغيث المدرار شرح الأزهار في أربعة مجلدات
- البحر الزخار شرح الأزهار في مجلدين
وفي علم النحو:
- الكوكب الزاهر شرح مقدمة طاهر
- الشافية شرح الكافية
- المكلل بفرائد معاني المفصل
- تاج علوم الأدب في قانون كلام العرب
- أكليل التاج وجوهرة الوهاج
وفي الحديث:
- الأنوار في الآثار الناصة على مسائل الأزهار في مجلد لطيف
- القمر النوار في الرد على المرخصين في الملاهي والمزمار
وفي علم الطريقة:
وفي الفرائض:
وفي المنطق:
وفي التاريخ:
- الجواهر
- الدرر
- يواقيت السير شرح الدرر
وقد انتفع الناس بمصنفاته لاسيما الفقهية فإنّ عمدة زيدية اليمن في جميع جهاته على الأزهار وشرحه والبحر الزخار.
طبقات المعتزلة
صنف ابن المرنضى كتاباً في العقائد والفرق أسماه الملل والنحل، ثم شرحه في كتاب المنية والأمل في شرح كتاب الملل والنحل، وعندما طبع أول مرة - في حيدر آباد في الهند عام 1898 - طبع منه الجزء المتعلق بالمعتزلة فصار يعرف ب طبقات المعتزلة.
يميز ابن المرتضى في كتابه بين: الفرق الكفرية، والفرق الكتابية، والفرق الإسلامية.. ويعتبر أن الفرق الإسلامية عددها ست فرق:
- الشيعة، وفيها: الإمامية، والزيدية، والباطنية، والخوارج، والمعتزلة.
- المرجئة، وألحق بهم المجبرة.
- الكلابية.
- الأشعرية.
- الكرامية والعامة، وسماهم أهل التقليد.
- الحشوية، وسماهم أهل الجبر والتشبيه، وألحق بهم: الحنابلة، والظاهرية.
و ينتصر ابن المرتضى في كتابه للمعتزلة، ويذهب إلى أن الاعتزال يرجع إلى الصدر الأول للإسلام، فقد عدّ من الطبقة الأولى للمعتزلة: الخلفاء الأربعة، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود، وغيرهم.. ومن الطبقة الثانية: الحسن، والحسين، محمد ابن الحنفية، وسعيد بن المسيب، وغيرهم.. ومن الطبقة الثالثة: الحسن بن الحسن، وعبد الله بن الحسن، وأبا هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية - وهو الذي أخذ عنه واصل - ومن الطبقة الرابعة: غيلان الدمشقي، وواصل بن عطاء.. الخ.
و الذي يظهر من كلامه أنه يريد أن يعد معتزلياً كل من ذكر من الصحابة والتابعين قولاً يدل على أن الإنسان حر الإرادة، أو يدل على أنه يرى الحُسن والقبح العقليين، فهو يستدل مثلاً على أن أبا بكر وابن مسعود يريان مذهب الاعتزال بأنهما قالا في المرأة المفوضة في مهرها برأيهما، أي أنهما يقولان بالحسن والقبح العقلييْن ولذا حكما بالرأي.. واستدل على أن ابن عباس من المعتزلة بانه ناظر القائلين بالجبر من الشاميين وألزمهم الحجة.
عقيدته
كان ابن المرتضى - كسائر الزيدية - قريباً من مذهب الاعتزال، وفي قضية الإمامة كان يتولى - كسائر الزيدية - أبو بكر وعمر، وعثمان بن عفان في السنين الأولى من حكمه، ويرى أفضلية علي على أبي بكر، ولكن يقول بجواز تقديم إمامة المفضول على الأفضل لاعتبارات سياسية وعملية.. ويقول بتأول بعض الصحابة تأويلاً خاطئاً لا يقدح في إسلامهم ولا في فضلهم، وهو يحكم بالخطأ القريب من الفسق على من قاتل علياً في موقعة الجمل، ويقول بفسق معاوية بن أبي سفيان، ولا يكفره.
أما الأصول الخمسة، التيب هي جماع مذهبه، والقريبة جداً من أصول المعتزلة الخمسة، فقد صاغها على النحو التالي:
- وجود القديم المحدِث بلا معاني (و هذا الأصل يقابل أصل التوحيد عند المعتزلة.
- المنزلة بين المنزلتين (أحد أصول المعتزلة، ويعني: أن مرنكب الكبيرة في منزلة وسط بين الكفر والإيمان).
- أن فعل العبد غير مخلوق فيه (و هذا الأصل يقابل أصل العدل عند المعتزلة، ومعناه: أن العبد حر مختار خالق لأفعاله).
- وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (أحد أصول المعتزلة الخمسة).
- تولي الصحابة والاختلاف في عثمان بعد الأحداث، وتفسيق معاوية وعمرو بن العاص.
انظر أيضاً
وصلات خارجية
- [1]: لتحميل كتاب المنية والأمل - باب المعتزلة
المصادر
- فجر الإسلام، أحمد أمين، ص 280، ط دار الكتب العلمية، س 2006.
- رسائل العدل والتوحيد، دراسة وتحقيق: محمد عمارة.
- تيارات الفكر الإسلامي، محمد عمارة.
- الزيدية، أحمد محمود صبحي.
- البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن التاسع، الإمام الشوكاني.