الدعارة في السنغال قانونيّة ومنظمة في بعض المناطق؛ لذا تتميزُ السنغال بكونها البلد الوحيد في أفريقيا التي لا تُضفي شرعية على الدعارة فحسب بل تعملُ السلطات جاهدةً على تنظيمها.[1][2] تفرض السلطات شرطًا وحيدًا خلال عملها على تنظيم دور العمل بالجنس وهو العمل بحذر وبدون طغيان. بشكلٍ عام؛ ظهرت فكرة شرعنة الدعارة في السنغال في عام 1966.[3] تُشير تقديرات برنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز إلى أنّ هناك أكثر من 20.000 بغيّة في البلاد؛[4] فيمَا يبلغُ متوسط عمر عامل الجنس في السنغال 28 سنة بالنسبة للإناث.[5]
انتشرت بعضُ التقارير التي تُفيد بأنّ الشرطة وقوات الأمن تبتزّ الداعرات مُقابلَ المال والرشاوى؛ بل تُشدد الرقابة على الميدان من أجلِ إلقاء القبض على غير المسجلات والحصول على مُقابل. جديرٌ بالذكرِ هنا أنّ دولة السنغال قد اكتسبت سمعة سيئة في هذا الإطار وصارت قِبلة للسياحة الجنسية منذ 1970 ثمّ تضاعفَ الأمر ما بعد الـ 2000.[6][7][8][9]
الوضع القانوني
قُنّنت الدعارة في السنغال منذ عام 1969 حيثُ كان – ولا زالَ – يُسمح للبغيّ بمزاولة عملها طالما تتحاوزُ الـ 21 سنة وتخضع لفحص طبي منتظم وتتوفرُ على وثيقة طبيّة تؤكد خضوعها للفحص بشكلٍ دوري.[10][11][12][13] تبلغُ نسبة عدد البغايا المسجلين ما بينَ 8% حتّى 25%.[14]
الالتماس هو محظور بموجب المادة 318 من قانون العقوبات؛ كما يُحظر مشاركة طرف ثالث في مهنة الدعارة مثلَ القوادة أو صاحبة البيت وذلك حسب ما جاءَ في الفصول 323 - 325.[15]
البغايا الأجانب هم عرضة للاعتقال ونفس الأمر ينطبقُ على القوادين والبغايا القاصرات اللاتي يُستعملنَ عادةً من قِبلِ القوادين الكبار. تبلغُ العقوبة القصوى لشراء قاصر وإجبارها على امتهانِ الدعارة السجن خمس سنوات وغرامة مالية قدرها 4 مليون فرنك أفريقي (حوالي 7600 دولار أمريكي)؛ ولكنّ هذا القانون يظل حبرًا على ورق ويُطبق في حالات نادرة فقط.
المخاوف الصحية
نُظمّت الدعارة في عام 1969 في محاولة للحد من انتشار الأمراض المنقولة جنسيًا من خلال إجبار الداعرات على القيام بالفحوصات الطبية اللازمة والخضوع للعلاج في حالة ما كانت النتائج سلبيّة. تعملُ الشرطة بشكلٍ دوري على مراقبة العاملين في مجال الجنس لضمان قيامهم بالفحوصات الطبية المُنتظمة.[16] بشكلٍ أكثر دقة؛ يجبُ على البغي في دولة السنغال إجراء كشف طبي مرتين في الشهر أو مرة واحدة على الأقل في إحدى العيادات المُعترف بها من قِبل الدولة ويجبُ عليها الحصول على دفتر صحي يُؤكد هذا كما يُفرض عليها حملهُ معها لتقديمه للشرطة حال رغبت في التأكد من ذلك.[17] ذكرَ برنامج الأمم المتحدة أنّ 6.6% من الداعرات مُصابينَ بفيروس نقص المناعة البشرية المُكتسب؛[18] فيمَا 9.7% منهم مُصابونَ بالزهري وذلك حسبَ إحصائيات عام 2016.[19]
الاتجار بالجنس
تُعد السنغال بلدًا مُصدرًا للبغي كما تُعد دولة مُصدرة للنساء والأطفال ضحايا الاتجار بالجنس بل يتعرضُ الفتيان السنغاليون كذلكَ للاتجار بالجنس. لكن وبالرغمِ من ذلك فإنّ الاتجار الداخلي أكثرُ انتشارًا من الاتجار عبر الحدود الوطنية حيثُ تشيرُ التقارير إلى أن معظم ضحايا الاتجار بالبشر قد استغلوا داخلَ السنغال لا خارجها ولا سيما في الجنوب الشرقي. تُنقل النساء ضحايا هذه الظاهرة بالدرجة الأولى إلى غرب أفريقيا كما تُنقلنَ إلى دول مثلَ فرنسا، بلجيكا وألمانيا وبلدان أخرى للعملِ في «مهنة» السياحة الجِنسيّة.[20]
تُفيد بعض التقارير إلى أنّ دخول البغايا الأجانب في البلاد صار منظمًا ففي عام 2016؛ أدانَ قاضٍ أربعة متاجرين بالجنس بتهمة القوادة فيما تمكّن خامسٌ منَ الهرب. حُكم على الأربع بأحكام سجن تراوحت بين سنتين إلى ثلاث سنوات معَ بعض الغرامات الماليّة. على المستوى الدولي؛ يُصنّف مكتب مراقبة ومكافحة الاتجار التابع لوزارة الخارجية الأمريكية دولة السنغال في «القائمة الثانية» وهي قائمة تضمّ دولًا «مُتقدمة» نوعًا ما في هذا المجال.
المراجع
- Look, Anne. "Senegal Vigilant Against HIV/AIDS Despite Success". Voanews.com. مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 201812 مارس 2017.
- "Senegal draws tourists with sun, sea and sex". Pri.org. مؤرشف من الأصل في 12 يونيو 201812 مارس 2017.
- "Senegal: where "card-carrying" sex workers are legal". AIDS Anal Afr. 5 (3): 10–11. 1 June 1995. PMID 12289033.
- "Sex workers: Population size estimate - Number, 2016". www.aidsinfoonline.org. UNAIDS. مؤرشف من الأصل في 18 أكتوبر 201821 يوليو 2018.
- Dept, International Monetary (1 January 2013). "Senegal: Poverty Reduction Strategy Paper". International Monetary Fund. مؤرشف من الأصل في 28 يناير 202012 مارس 2017.
- "Female Sex Tourism In Senegal Attracts Women Who Will Pay For Romance". Newsone.com. 29 April 2010. مؤرشف من الأصل في 26 أغسطس 201812 مارس 2017.
- Lau, Maya (8 September 2011). "Senegalese Sex Tourism". The Huffington Post. مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 201712 مارس 2017.
- Tamale, Sylvia (23 June 2011). African Sexualities: A Reader. Fahamu/Pambazuka. . مؤرشف من الأصل في 28 يناير 202012 مارس 2017 – عبر Google Books.
- "Trafficking in Persons Report" ( كتاب إلكتروني PDF ). state.gov. Bureau of Democracy, Human Rights and Labor. 2009. صفحات 252–4. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 9 يناير 201920 يونيو 2017.
- "2008 Human Rights Report: Senegal". US Department of State. 25 February 2009. مؤرشف من الأصل في 19 يناير 2012.
- Chi Mgbako; Laura A. Smith (2011). "Sex Work and Human Rights in Africa". Fordham International Law Journal. 33. مؤرشف من الأصل في 28 يناير 202013 مارس 2017.
- "Sex work is legalised in Senegal". Nswp.org. 27 April 2015. مؤرشف من الأصل في 3 مايو 201912 مارس 2017.
- "Senegal". State.gov. مؤرشف من الأصل في 20 يوليو 201812 مارس 2017.
- "Sex Work Law - Countries". Sexuality, Poverty and Law (باللغة الإنجليزية). مؤرشف من الأصل في 2 مايو 201911 مارس 2018.
- PENAL.pdf "Code Penal Senegal" ( كتاب إلكتروني PDF ). Equal Rights Trust. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 5 يوليو 201612 مارس 2018.
- "Sex work is legalised in Senegal". Global Network of Sex Work Projects (باللغة الإنجليزية). 27 April 2015. مؤرشف من الأصل في 3 مايو 201912 مارس 2018.
- Ebin, Victoria. "Sex Workers Promote AIDS Awareness in Senegal". Population Reference Bureau. مؤرشف من الأصل في 21 أكتوبر 201712 مارس 2018.
- "HIV prevalence amongst sex workers". www.aidsinfoonline.org. UNAIDS. 2016. مؤرشف من الأصل في 22 يوليو 201822 يوليو 2018.
- "Active syphilis among sex workers - Percent, 2016". www.aidsinfoonline.org. UNAIDS. مؤرشف من الأصل في 23 يوليو 201822 يوليو 2018.
- "Senegal 2017 Trafficking in Persons Report". U.S. Department of State. مؤرشف من الأصل في 20 يوليو 201811 مارس 2018. تتضمن هذه المقالة نصًا من هذا المصدر المُتاح في الملكية العامة.