التلوث النووي يرجع تاريخه الحقيقي إلى أواخر الحرب العالمية الثانية عندما ألقيت أول قنبلة نووية على مدينة هيروشيما في سنة 1945 فقتلت وشوهت معظم سكانها، وحتى من نجوا منهم ظلوا يعانون من آثار الإشعاع النووي طول حياتهم، ومنذ ذلك الوقت تسابقت الدول الكبرى في تطوير القنابل النووية وفي إجراء التجارب عليها مما هدد جو الكرة الأرضية كله بالتلوث النووي، مما حمل الدولتين العظميين، وهما أمريكا والاتحاد السوفياتي على الاتفاق آي التوقف عن إجراء التجارب النووية في الجو والاكتفاء بإجرائها تحت الأرض، ولكن بقية الدول التي دخلت ميدان السباق النووي وهي بريطانيا وفرنسا والصين والهند لم تلتزم بهذا الاتفاق وأجريت تجاربها في الجو.
أخطار وأضرار التلوث النووي
الأخطار الصحية
للإشعاعات النووية تأثيرات آنية، وأخرى تظهر على المدى البعيد كما أن هذه التأثيرات لا تكون ملاحظة إلا إذا تجاوزت العتبة المسموح بها من الإشعاعات. من بين الآثار السلبية غير الملاحظة، هناك التغيرات التي تطرأ على جزيئة الـ DNA من انكسارات وتحولات في القواعد الآزوتية (طفرات). كما أن الإشعاعات النووية تؤدي إلى تفكيك جزيئة الماء داخل الجسم.
أخطار بيئية
للإشعاعات النووية كذلك آثارولا يتم ذلك سلبية على الكائنات الحية وعلى البيئة، وذلك حسب الجرعات وحسب الأنواع. ينتج هذا التلوث غالبا عن التجارب النووية، حيث تحمل الرياح الغبار المشع الذي يعتبر من الإشعاعات الاصطناعية، ليتساقط فوق عدة مناطق مجاورة، كما أن هذه العناصر المشعة تنتقل عبر السلاسل الغذائية، فتؤثر سلبا على الكائنات الحية.
على الرغم من المزايا الكثيرة للإشعاعات النووية للإنسان في عدة مجالات، إلا أن لها أضرار تفوق كل التوقعات على جميع الكائنات الحية وجميع الأوساط البيئية.
الحوادث النووية
من أبرز الأمثلة التي توضح أخطار التلوث النووي، نجد حادثة تشرنوبيل Tchernobyl في 26 أبريل 1986، والتي حدث خلالها انفجار مفاعل نووي لهذه المحطة مع اكتساح نواتج التفتت النووي للهواء والماء والتربة خاصة السيزيوم 137Cs واليود 131I.[1]
بعد انفجار المفاعل النووي الذي وقع في تشيرنوبيل، بفعل الرياح التي ساعدته غير مسار السحابة الإشعاعية النشاط ( مخلفات الانفجار النووي). وخلفت الانفجارات والحرائق تلك السحابة القاتلة من الإشعاعات النووية التي انتشرت في أوكرانيا وجارتيها روسيا البيضاء وروسيا حتى وصلت إلى Briansk رغم أنها بعيدة.
إشكالية النفايات النووية
تعد النفايات النووية نفايات خاصة، بسبب توفرها على عناصر إشعاعية النشاط تحتفظ بخاصية التناقص الإشعاعي رغم استعمالها السابق في ميدان إنتاج الطاقة النووية، وبالتالي تطرح اشكالية التخلص منها دون الإضرار بصحة الإنسان والأوساط البيئية.
أصناف النفايات النووية
يرتبط مستوى التلوث الذي قد تتسبب به النفايات النووية في صنف هذه الأخيرة والذي يرتبط بمستوى إشعاعها ومدته، حيث نجد:
نفايات ذات نشاط ضعيف جدا
ناتجة عن تفكيك المفاعلات النووية نسميها الصنفTFA (TRES FAIBLEMENT ACTIF).
نفايات ذات نشاط ضعيف إلى متوسط وعمر قصير
وهي ناجمة عن معدات المختبرات والمستشفيات والصناعات التي تعتمد النشاط الإشعاعي في عملها. ونسميها نفايات من الصنف A
نفايات ذات نشاط ضعيف وعمر طويل
ناتجة عن معدات معالجة اليورانيوم داخل المحطات النووية. ونضمها إلى الصنف B
نفايات ذات نشاط مرتفع وعمر طويل جدا (آلاف وملايين السنين)
ويكون مصدرها قلب المفاعل النووي وتشكل الصنف
إشكالية تدبير النفايات النووية
تختلف طريقة تدبير النفايات النووية حسب شدة نشاطها وعمره.
النفايات ذات النشاط الإشعاعي الضعيف والعمر القصير
تخضع للمعالجة ثم تُطرح في البيئة. تتمثل هذه المعالجة في وضع هذه النفايات في حاويات زجاجية إلى غاية انخفاض نسبة نشاطها الإشعاعي.
النفايات ذات النشاط الكبير والعمر الطويل
يتطلب التخلص منها إجراءات أكثر صرامة وقد تصل إلى حد تخزينها في الطبقات الجيولوجية على مستوى باطن الأرض.
مراجع
- "كارثة تشيرنوبيل". ويكيبيديا، الموسوعة الحرة. 2018-02-23. مؤرشف من الأصل في 11 ديسمبر 2019.