حصار درعا هي عملية عسكرية نفذها الجيش السوري في مدينة درعا ضد الجماعات الإرهابية بحسب الحكومة، بينما قالت المعارضة أنها حملة ضد المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية.
حصار درعا | |
---|---|
جزء من الاحتجاجات السورية 2011 | |
بقايا تمثال حافظ الأسد في مدينة درعا بعد تحطيم المُتظاهرين وإحراقهم له في "جمعة العزة" بتاريخ 25 مارس.
| |
معلومات عامة | |
المتحاربون | |
المتظاهرون | الفرقة الرابعة |
القوة | |
10,000 متظاهر | الفرقة الرابعة |
الخسائر | |
50[1]-220[2] قتيل 600 معتقل[3] |
25 قتيل و 177 جريح حسب ادعاء الجيش[4] 81 قتيل (ادعاء المعارضة)[5] |
البداية
بدأت حركة الاحتجاج ضد الحكومة السورية تتزايد بداية من 15 مارس، وتزامنت المظاهرات بالمدن الكبرى في أنحاء سوريا[6]، بدأت شرارة الانتفاضة بالقبض على المراهقين كتبوا شعارات معادية للنظام على أحد الحوائط في درعا[7]. فتجمع عدة آلاف من المتظاهرين في الحسكة ودرعا ودير الزور وحماة، وحسب تقارير الجماعات المناهضة فقد جرت عدة اشتباكات مع قوات الأمن. وفي يوم 18 مارس اندلعت أخطر الاضطرابات التي جرت في سوريا منذ عقود[8]. وظهرت دعوات على موقع فيس بوك ل"جمعة الكرامة" بعد صلاة الجمعة، فنزل إلى شوارع عدة مدن سورية الالاف من المتظاهرين للمطالبة بوقف الفساد في الحكومة[9]. فواجه المتظاهرين حملة قمع عنيفة من القوات الأمنية. وهتف المتظاهرون "الله سوريا حرية وبس" وشعارات أخرى ضد الفساد[10].
شيئا فشيئا أضحت درعا النقطة المحورية للانتفاضة، فخرج الآلاف إلى شوارع درعا في 20 آذار / مارس لليوم الثالث على التوالي يهتفون بشعارات تطالب بإلغاء قانون الطوارئ، فلقى شخص مصرعه وأصيب العشرات بجروح عندما فتحت قوات الامن النار على المحتجين[11]. وأحرق المتظاهرون مقر حزب البعث السوري في المُحافظة ومبنين آخرين لشكرتي اتصالات - سيرياتل المملوكة لرامي مخلوف وإم.تي.إن جروب[12]. استمرت المظاهرات في المحافظة لليوم الرابع دون توقف وامتدت إلى بلدات جاسم ونوى والشيخ مسكين المُجاورين لمدينة درعا،[13][14] وظهرت أيضا تقارير باحتجاجات في بانياس وحمص وحماة[15][16]. وحاولت الحكومة لتخفيف السخط الشعبي عليها بإطلاق سراح 15 سجيناً كانوا قد اعتقلوا في مظاهرات "جمعة الغضب"، ولكن الجماهير استمرت في التجمع عند المسجد العمري بدرعا وهم يرددون مطالبين بالإفراج عن جميع السجناء السياسيين ومحاكمة الذين أطلقوا عليهم النار وقتلوا المتظاهرين وإلغاء قانون الطوارئ السوري المستمر منذ 48 سنة وبالمزيد من الحريات وقطع دابر الفساد[17]. وكانت السلطات كانت قد أرسلت قبل بدء حملتها أرتالاً من المدرعات والدبابات لتحاصر مدن المحافظة حصاراً شديداً لتخويف المتظاهرين، كما قطعت معظم الاتصالات عن درعا.[14][18][19]
وفي يوم الجمعة 8 أبريل اجتاحت المظاهرات مجددا معظم أنحاء سوريا تحت شعار "جمعة الصمود". فقد انطلقت في مدينة درعا مظاهرات شارك فيها آلاف من الأشخاص الذين هاجموا مقر حزب البعث في المدينة وحطموا تمثالا لباسل الأسد، غير أن الأمن أطلق عليها النار فسقط ما لا يقل عن 17 قتيلا،[20] ولاحقاً قيل إن العدد وصل إلى 27 قتيلا.[21]. وقد قالت الحكومة أن الإرهابيون قتلوا 19 عسكريا وجرحوا 75 منهم[22][23].
الاجتياح
المرحلة الأولى
بدأت الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد في 25 أبريل بنشر الدبابات واقتحام درعا، فقتلت 25 شخصا على الأقل[24]. ورافق الدبابات العديد من القناصة الذين قدر عددهم ما بين المئات إلى 6000 قناص، وقد قطع الماء والكهرباء وخطوط الهاتف عن المدينة. وقال أحد السكان أن المتظاهرين أحرقوا سيارة عسكرية واخذوا جنديا رهينة عندهم[24]. كما أغلقت الحدود مع الأردن[25]. وهناك واحد على الاقل من كبار القادة العسكريين السوريين قد رفض المشاركة في تلك العملية[26]. وقال أحد سكان درعا لصحفيي وسائل الاعلام عبر الهاتف : "دعوا أوباما يأتي ويحتل سوريا وكذلك دعوا إسرائيل أن تأتي وتحتلنا، فليأت اليهود، جميعهم خير من بشار الأسد[27]." وقد قال المعارضون خلال حصار المدينة الكامل بأن القناصة على اسطح المنازل يستهدفون جميع الذكور الذين يحاولون الخروج إلى الشوارع، ولكن سمحوا للنساء فقط بالخروج إلى المخابز وفي أوقات محددة. وكذلك أفادت التقارير بأن الجيش قصف أجزاء من المدينة واستخدم الرشاشات الثقيلة ضد المتظاهرين. وقد ذكر الجيش أنه خلال العملية فقد تمكن من قتل عدة أفراد من الجماعات الإرهابية واعتقل العشرات منهم واستولى على أسلحة وهواتف نقالة بها شرائح أجنبية، كما ذكر الجيش أيضا بأن مسلحون مجهولون هاجموا نقاط تفتيش عسكرية ومنازل ضباط في المدينة.
بثت قناة الجزيرة في 28 أبريل لقطات لجنود جرحى يتلقون مساعدات من الأهالي أصيبوا من الوحدات الخاصة الموالية للنظام بعد رفضهم الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين. ونبهت القناة إنها لم تتمكن من التحقق بشكل مستقل من صحة الشريط لكنها قالت أنه جاء من "مصدر موثوق"[28]. ثم أفادت القناة ذاتها في 29 أبريل بأن في هذا اليوم قتل ما لا يقل عن 50 شخصا في أنحاء سوريا نتيجة لتعامل قوات الأمن مع الاحتجاجات التي انطلقت بعد صلاة الجمعة. خمسة عشر من الذين قتلوا كانوا بالقرب من محافظة درعا بعد محاولة آلاف المتظاهرين الدخول إلى المدينة المحاصرة فأطلقت قوات الأمن النار عليهم[29].
تعرض المسجد العمري في 30 أبريل الموجود بالجزء القديم من المدينة لعملية عسكرية، حيث كانت الاحتجاجات تنطلق منه كل الجمعة في تلك البلدة. ووفقا لشهادة أحد السكان فقد هاجمت الدبابات بقذائفها ورشاشاتها الثقيلة المسجد وشارك بتلك العملية ما لا يقل عن ثلاث هليكوبترات في إنزال مظليين على سطح المسجد. فقتل جراء هذا خلال الهجوم ستة أشخاص بينهم نجل إمام مسجد، واعتقل العشرات بمن فيهم الإمام نفسه، وقد توزع القناصة على سطح المسجد[30]. وخلال النهار أرسل شخص مجهول شريط فيديو يظهر فيه جنود يهاجمون ويقتلون بالذخيرة الحية متظاهرين عزل في مدينة الشيخ مسكين[31].
بدأ الجنود بالانسحاب من المدينة في يوم 5 مايو بعد انتهاء العملية العسكرية. وإن ظل بعضهم مع الدبابات لإبقاء الوضع في درعا تحت السيطرة. وفي نفس الوقت قالت تقارير أن هناك قوات ستنتشر حول محور آخر للمعارضة وهي مدينة بانياس الساحلية[4].
ردود الفعل
أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما تجاوز الحدود في استخدام العنف مع المتظاهرين[32]، وقالت الولايات المتحدة بأنها على استعداد لتجميد أصول مسؤولين سوريين في أمريكا[33]. وطالبت دول الاتحاد الأوروبي بما فيهم فرنسا والمملكة المتحدة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بفرض عقوبات دولية على سوريا بينما كان دعم روسيا والصين للحكومة السورية واضحا وكان البلدان على قناعة تامة بان سوريا مستهدفة من الخارج بمخطط خارجي يستهدف ضرب البلد واستهداف وحدته مما حدا بهما للوقوف إلى جانب سوريا في مجلس الامن [34]، وقالت سوريا انها ترد على انتفاضة اثارها الإسلاميون[35].
المراجع
- Syrian troops start withdrawal from Daraa - تصفح: نسخة محفوظة 04 نوفمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- 800 killed since Syrian protests began - group - تصفح: نسخة محفوظة 03 نوفمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
- "Five dead in 'Day of Defiance"06 مايو 2011.
- Syria troops crack down again
- "Syria protests: Rights group warns of 'Deraa massacre". BBC News. 5 May 2011. مؤرشف من الأصل في 22 مايو 201905 مايو 2011.
- "BBC News – Middle East unrest: Syria arrests Damascus protesters". BBC Online. 16 March 2011. مؤرشف من الأصل في 01 أكتوبر 201819 أبريل 2011.
- In Syria, Reports of Arrests Proliferate - تصفح: نسخة محفوظة 26 أكتوبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- Aljazeera. "Clashes erupt at protests in Syria". مؤرشف من الأصل في 06 أغسطس 201118 مارس 2011.
- "Violence flares at Syrian protest". Youtube/Al Jazeera. مؤرشف من الأصل في 11 يناير 201918 مارس 2011.
- "Middle East unrest: Two killed at protest in Syria". BBC News. 18 March 2011. مؤرشف من الأصل في 15 ديسمبر 201818 مارس 2011.
- Al-Jazeera (20 March 2011). "Syria to free child prisoners". مؤرشف من الأصل في 13 مايو 201120 مارس 2011.
- "Syrian protesters set fire to ruling party's headquarters, Palace of Justice". The Globe and Mail. Toronto. مؤرشف من الأصل في 10 فبراير 2017.
- بينما يستمر التوتر في درعا: توسع الاحتجاجات في جنوب سوريا. الجزيرة نت. تاريخ النشر: 21-03-2011. تاريخ الولوج 03-05-2011. نسخة محفوظة 14 ديسمبر 2011 على موقع واي باك مشين.
- استمرار التوتر في مدينة درعا السورية. البي بي سي العربية. تاريخ النشر: 22-03-2011. تاريخ الولوج 02-05-2011. نسخة محفوظة 21 يناير 2014 على موقع واي باك مشين.
- "US condemns Syria crackdown". Irish Times. 22 March 2011. مؤرشف من الأصل في 23 أكتوبر 201222 مارس 2011.
- "Protests spread to southern Syrian town Jassem". Ya Libnan. 21 March 2011. مؤرشف من الأصل في 28 مارس 201921 مارس 2011.
- "Officers Fire on Crowd as Syrian Protests Grow". NY Times. 20 March 2011. مؤرشف من الأصل في 29 مارس 201910 أبريل 2011.
- مظاهرات جديدة في مدينة درعا السورية لليوم الرابع. البي بي سي العربية. تاريخ النشر: 21-03-2011. تاريخ الولوج 01-05-2011. نسخة محفوظة 30 يناير 2014 على موقع واي باك مشين.
- تجدد الاحتجاجات في مدينة درعا السورية و"هيومن رايتس ووتش" تندد بالاستخدام المفرط للقوة. روسيا اليوم. تاريخ النشر: 21-03-2011. تاريخ الولوج 01-05-2011. نسخة محفوظة 19 يناير 2012 على موقع واي باك مشين.
- مقتل 17 شخصا بنيران قوات الامن في درعا السورية. روسيا اليوم. تاريخ النشر: 08-04-2011. تاريخ الولوج 09-05-2011. نسخة محفوظة 26 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- التلفزيون السوري:مجموعات مسلحة قتلت 19 شرطيا في درعا. روسيا اليوم. تاريخ النشر: 08-04-2011. تاريخ الولوج 09-05-2011. نسخة محفوظة 26 أبريل 2020 على موقع واي باك مشين.
- "At least 19 police killed in Syria clashes". 8 April 2011. مؤرشف من الأصل في 28 سبتمبر 201307 مايو 2011.
- "Syria unrest: Shooting erupts in seaport of Baniyas". BBC News. 10 April 2011. مؤرشف من الأصل في 30 مارس 201907 مايو 2011.
- Shadid, Anthony (25 April 2011). "Syria Escalates Crackdown as Tanks Go to Restive City". نيويورك تايمز. مؤرشف من الأصل في 07 ديسمبر 201826 أبريل 2011.
- "Syria seals border with Jordan: Amman". وكالة فرانس برس. 25 April 2011. مؤرشف من الأصل في 29 أبريل 201126 أبريل 2011.
- Carter, Chelsea (25 April 2011). "Deadly attack on protesters raises questions about Syria's stability". سي إن إن. مؤرشف من الأصل في 06 نوفمبر 201826 أبريل 2011.
- Syria crackdown on dissent harsher with troops, tanks, Arizona Daily Star, Tuesday, April 26, 2011 نسخة محفوظة 14 مارس 2020 على موقع واي باك مشين.
- "Syria Live Blog - April 28". Al Jazeera English. 28 April 2011. مؤرشف من الأصل في 20 أبريل 201228 أبريل 2011.
- "Scores killed on Syria's 'day of rage". Al Jazeera English. 29 April 2011. مؤرشف من الأصل في 02 سبتمبر 201130 أبريل 2011.
- "Syrian forces kill 62 as America tightens sanctions". Gulf News. 30 April 2011. مؤرشف من الأصل في 18 ديسمبر 201930 أبريل 2011.
- Daragahi, Borzou (30 April 2011). "Thousands protest in Damascus after Syrian crackdown". The Los Angeles Times. مؤرشف من الأصل في 09 يونيو 201130 أبريل 2011.
- "Obama Condemns Syria for 'Outrageous' Violence". صوت أمريكا. 22 April 2011. مؤرشف من الأصل في 03 يناير 201223 أبريل 2011.
- Richter, Paul (25 April 2011). "U.S. prepares to impose sanctions on Syria". لوس أنجلوس تايمز. مؤرشف من الأصل في 09 يونيو 201126 أبريل 2011.
- Charbonneau, Louis (25 April 2011). "EU powers push U.N. council to condemn Syria". رويترز. مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 201526 أبريل 2011.
- Barry Neild and agencies (26 April 2011). "Syrian regime's attacks on protesters escalate". London: Guardian. مؤرشف من الأصل في 07 يوليو 201326 أبريل 2011.