كان زياد جراح (11 مايو 1975 – 11 سبتمبر 2001) أحد أعضاء القاعدة وأحد مرتكبي هجمات 11 سبتمبر. بدوره كطيار مختطف لطائرة يونايتد إيرلاينز، الرحلة رقم 93، حيث تحطمت الطائرة في حقل منطقة ريفية بالقرب من شانكسفيل، بنسلفانيا—بعد انتفاضة ركاب—كجزء من الهجمات المنسقة.
زياد جراح | |
---|---|
زياد جراح | |
جراح في عام 2001
| |
معلومات شخصية | |
اسم الولادة | زياد سمير جراح |
الميلاد | 11 مايو 1975 بيروت، لبنان |
الوفاة | 11 سبتمبر 2001 (عن عمر ناهز 26 عاماً) مقاطعة سومرست، بنسلفانيا، الولايات المتحدة |
سبب الوفاة | تحطمت طائرة يونايتد إيرلاينز الرحلة 93 عمداً |
الجنسية | لبناني |
عضو في | خلية هامبورغ |
الشريك | آيسل شنغون (صديقته) |
أقرباء | علي الجراح (ابن عم) |
الحياة العملية | |
المدرسة الأم | جامعة غرايفسفالد جامعة هامبورغ للعلوم التطبيقية |
انتقل جراح إلى ألمانيا في عام 1996 بعد تنشئة ثرية وعلمانية. وقد شارك في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر بينما كان يدرس في جامعة هامبورغ للعلوم التطبيقية في أواخر تسعينيات القرن الماضي، والتقى محمد عطا ومروان الشحي ورمزي بن الشيبة، ليشكلوا في 1998 ما يُعرف الآن بخلية هامبورغ. تم تجنيد جراح من قِبل أسامة بن لادن للهجمات في عام 1999. من بين الخاطفين، تفرد هو بكونه قريباً من عائلته وصديقته. ويقال إنه كان المختطف الوحيد الذي كان لديه مخاوف كبيرة بشأن القيام بهذه الهجمات.[1]
وصل جراح إلى الولايات المتحدة في يونيو 2000، حيث تدرب في مركز التدريب الجوي لفلوريدا في الفترة من يونيو 2000 إلى يناير 2001، بعد انتقاله إلى فلوريدا من نيوجيرسي.
وفي 7 سبتمبر 2001، سافر جراح من فورت لودرديل إلى نيوآرك. في 11 سبتمبر، استقل جراح طائرة يونايتد إيرلاينز، الرحلة رقم 93، حيث يُعتقد أنه أخذ محل قائد الطائرة، مع بقية فريقه من الخاطفين، والذي ضم سعيد الغامدي وأحمد النعمي وأحمد الحزنوي، الذين حاولوا معاً توجيه الطائرة لترتطم بمبنى الكابيتول الأمريكي، لكن المحاولة فشلت عندما انتفض المسافرون ضد الخاطفين.
الحياة المبكرة والتعليم
ولد جراح في بيروت، لبنان لعائلة ثرية. نشأ في الحي الإسلامي في المدينة، الطريق الجديدة، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس تلك المنطقة. كان والديه من المسلمين السنة، على الرغم من أنهم عاشوا نمط حياة علماني. لقد أراد دائماً في طفولته أن يقود الطائرات، لكن عائلته لم تشجع هذه الفكرة. فقد صرح والده بعد أسبوع من الهجمات لصحيفة وول ستريت جورنال، "لقد منعته من أن يصبح طيار"، واستطرد موضحاً، "لدي ابن واحد فقط، وكنت أخاف أن تسقط به الطائرة".[2]
بينما كان جراح لا يزال يعيش في اليمن، وفقا لعائلته، من 1995 إلى 1996، استأجر شخص بنفس الاسم شقة في بروكلين، نيويورك. وادعى أصحاب العقار أنه نفسه زياد جراح كما في صور مكتب التحقيقات الفدرالي.[3]
في ربيع عام 1996، انتقل جراح إلى ألمانيا مع ابن عمه سالم. كانوا هناك لأخذ شهادة دورة في اللغة الألمانية في جامعة غرايفسفالد المطلوبة من الأجانب الذين يدرسون في ألمانيا الذين لا يتكلمون اللغة. وفي أثناء تقاسم شقة مع ابن عمه، أفيد أنه حضر المراقص والحفلات الشاطئية، وانخفض حضوره إلى المسجد. التقى بآيسل شنغون، أمرأة ألمانية المولد من أصل تركي تدرس طب الأسنان، وأصبح الاثنان صديقان حميمان. كانوا يتواعدون من آن لآخر حتى الفترة المتبقية من حياته وعاشوا معا لفترة وجيزة، مما أزعج أصدقائه الأكثر تدينا.[4]
في عام 1997، غادر جراح غرايفسفالد وبدلا من ذلك بدأ بدراسة هندسة الطيران في جامعة العلوم التطبيقية في هامبورغ، بينما كان يعمل في متجر فولكسفاغن للطلاء يقع بالقرب من فولفسبورغ. أثناء وجوده في هامبورغ، استأجر شقة من روزماري كانل، والتي رسمت له صورة كان سيحضرها لأمه في ديسمبر كهدية.[5]
يذكر تقرير لجنة 9/11 أن جراح كان عضوا في خلية هامبورغ جنبا إلى جنب مع محمد عطا والآخرين. غير أنه لم يعش مع أي من الآخرين، ويمكن تأكيد أنه قد التقى بأحداً منهم في هامبورغ في مناسبة واحدة: حفل زفاف سعيد بحجي في مسجد القدس. ولا يعرف مدى علاقاته مع الآخرين.
التدريب في أفغانستان
في أواخر عام 1999 قرر جراح ومحمد عطا ومروان الشحي وسعيد بحجي ورمزي بن الشيبة السفر إلى الشيشان لمحاربة الجنود الروس. أقنعهم خالد المصري ومحمدو ولد صلاحي في اللحظة الأخيرة بالسفر لأفغانستان للقاء أسامة بن لادن وتدريبهم على الهجمات الإرهابية.[6] وقيل لهم إنهم كانوا في مهمة سرية للغاية وأُمروا بالعودة إلى ألمانيا بعد العملية والتسجيل في مدرسة طيران. في أكتوبر 1999، تم تصوير زياد جراح في حفل زفاف سعيد بحجي مع خاطفين آخرين في 11 سبتمبر، بما فيهم مروان الشحي.[7]
في عام 2006، نشر فيديو يُظهر جراح مع محمد عطا،[8] لا يزال ملتحًا، ويقرأ وصيته في يناير 2000. بعد فترة وجيزة، حلق جراح لحيته وبدأ في التصرف بطريقة أكثر علمانية، وفقا لشنغون. حاول العديد من الخاطفين المستقبليين إخفاء تطرفهم واختلطوا مع السكان. لإخفاء رحلاتهم إلى أفغانستان (التي قد تقلق المسؤولين الأمنيين في المطارات الدولية) أفاد جراح أن جواز سفره سرق في فبراير 2000 وحصل على نسخة فارغة تماماً كما فعل الخاطفون عطا والشحي في الشهر السابق.
انسحب جراح من الجامعة وبدأ في البحث عن مدارس الطيران. وادعى أن هذا كان لتحقيق حلم طفولته بأن يكون طيارًا. بعد البحث في العديد من البلدان، قرر أن أيا من مدارس الطيران في أوروبا كانت مرضية كفاية وبناءاً على نصيحة صديق الطفولة، استعد للانتقال إلى الولايات المتحدة.
في الولايات المتحدة
يبدو أن جراح دخل إلى الولايات المتحدة الأمريكية في سبع مناسبات منفصلة، أكثر من أي مختطف آخر. في 25 مايو 2000، تقدم بطلب وحصل على تأشيرة B-1/B-2 (زيارة أعمال/سياحة) من الولايات المتحدة لمدة خمس سنوات في برلين. في 27 يونيو 2000، ذهب إلى الولايات المتحدة للمرة الأولى، ووصل إلى مطار نيوآرك الدولي ثم سافر إلى ولاية فلوريدا. حيث التحق بدوام كامل في مركز فلوريدا للتدريب على الطيران في فينيس. لم يتقدم جراح بطلب تغيير حالته من تأشيرة سياحية إلى تأشيرة طالب وبذلك يخالف وضع هجرته.[9]
وقد التحق جراح بمدرسة الطيران لمدة ستة أشهر، من يونيو 2000 إلى 15 يناير 2001. وفي مدرسة الطيران؛ يتذكره كثير من زملائه باعتزاز، واصفين إياه بأنه طيب وجدير بالثقة، ويتذكرونه وهو يشرب البيرة في بعض الأحيان.[10] كان جراح فريداً من بين الخاطفين لأنه لم يعيش مع أي مختطف آخر بل عاش مع طالب ألماني يدعى تورشتن بيرمان. لم يلاحظ بيرمان أن جراح يتصرف بشكل ديني خاص أو سياسياً علناً. كان جراح يقوم أحياناً بالعودة إلى ألمانيا لزيارة صديقته التركية، وهو يتصل بها أو يراسلها بالبريد الإلكتروني كل يوم تقريباً.
وكان جراح قد حصل على رخصته ليحلق على متن طائرة صغيرة في أغسطس 2000، وبدأ التدريب لتسيير الطائرات الكبيرة في وقت لاحق من ذلك العام.[11] سافر إلى صنعاء لزيارة عائلته، ثم إلى ألمانيا لزيارة صديقته شنغون. ثم أعادها معه إلى الولايات المتحدة في زيارة مدتها عشرة أيام، حتى أنها حضرت معه جلسة في مدرسة الطيران. وفي أواخر يناير 2001، سافر مرة أخرى إلى صنعاء لزيارة والده الذي كان مريضاً ثم زار صديقته شنغون في ألمانيا. وعاد إلى الولايات المتحدة مرة أخرى في أواخر فبراير، وكان سلوكه مختلفًا بشكل ملحوظ عن الخاطفين الآخرين الذين قطعوا كل العلاقات العائلية والرومانسية.[12]
في طريق عودته إلى الولايات المتحدة، مرّ عبر الإمارات العربية المتحدة، وفقًا لمسؤولين في ذلك البلد، حيث أُبلغ في البداية أن السلطات قد أجرت مقابلة معه في 30 يناير 2001، بناء على طلب وكالة المخابرات المركزية.[13] ويُزعم أنه اعترف بأنه ذهب إلى أفغانستان وباكستان،[13][14] على الرغم من أن وكالة المخابرات المركزية قد نفت هذا الادعاء ولم يذكره تقرير لجنة 11 سبتمبر. وصرحت أيضا مدرسة الطيران في فلوريدا أن جراح كان يدرس في المدرسة هناك حتى 15 يناير 2001.[15]
في 6 مايو، سجل جراح في مركز اللياقة البدنية US1 لمدة شهرين، وهو صالة رياضية في دانيا بيتش، فلوريدا—قام لاحقا بتجديد عضويته لمدة شهرين إضافيين—وفي نهاية المطاف كان لديه دروس في القتال قريب المدى مع بيرت رودريغيز.[16][17] ويعتقد أنه في وقت ما في ذلك الشهر انتقل أحمد الحزنوي، الذي وصل في 8 يونيو، للعيش مع جراح. استأجر جراح شقة جديدة في لاودرديل باي ذا سي بعد أن أعطى كلاً منهم للمالك نسخةً من جوازات سفرهم الألمانية، والتي سلمها لاحقاً إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي.[18]
في 25 يونيو، أخذ جراح الحزناوي إلى مستشفى الصليب المقدس في فورت لودرديل بفلوريدا، بناء على نصيحة من المالك تشارلز ليزا له. تم علاج حزناوي من قبل الطبيب كريستوس تسوناس، الذي أعطاه مضادات حيوية لجرح صغير على ساقه اليسرى. وبينما أخبر الموظفين أنه صدم في حقيبة سفر،[19] ذكرت وسائل الإعلام لفترة وجيزة أنها علامة على مرض الجمرة الخبيثة (الأنثراكس)، على أمل إظهار صلة بهجمات الجمرة الخبيثة عام 2001، على الرغم من أن مكتب التحقيقات الفيدرالي تصدى للشائعات في وقت لاحق، مشيرا إلى أن "الاختبار الشامل لم يدعم أن الأنثراكس كان موجودًا في أي مكان كان الخاطفون فيه."[20]
في منتصف يوليو 2001، تجمع بعض الخاطفين وأعضاء خلية هامبورغ بالقرب من سالو، إسبانيا، لفترة تتراوح بين بضعة أيام تصل إلى بضعة أسابيع. ويبدو أن هناك توترًا بين جراح وعطا حول المؤامرة في مراحلها الاخيرة. وقد اشتكى عطا لبن الشيبة من صعوبة التفاهم مع الجراح وخوفه من انسحابه بالكامل من المؤامرة. في 25 يوليو، سافر جراح إلى ألمانيا على تذكرة ذهاب فقط، والتقى مرة أخرى بصديقته وهي المرة الأخيرة التي رأته فيها. وفي وقت لاحق، التقى ببن الشيبة الذي أقنع جراح بخوض هذه العملية.[21] عاد جراح إلى الولايات المتحدة في 5 أغسطس، على الرغم من أن مصادر أخرى تشير إلى أنه خضع لاختبار الطيران في 2 أغسطس، بعد أن غاب عن حفل زفاف أخته للقيام بذلك.[22] وفي 27 أغسطس، دخل إلى فندق في لوريل، بميريلاند، على بعد ميل واحد فقط من فالنسيا حيث كان أربعة خاطفين آخرين يقيمون هناك.[23] وفي 7 سبتمبر 2001، حلّق جميع الخاطفين الأربعة على متن الرحلة رقم 93 من فورت لودرديل إلى مطار نيوآرك الدولي على خطوط سبيريت الجوية.[24]
في الساعات الأولى من صباح يوم 9 سبتمبر 2001، تم توقيف جراح لتجاوزه أكثر من السرعة المقررة في ولاية ماريلاند وحصل على مخالفة.[25][26] اتصل جراح بوالديه لاحقا في ذلك اليوم، مشيراً إلى أنه تلقى الحوالة البريدية التي أرسلوها قبل خمسة أيام.[27] أخبرهم أنه يعتزم رؤيتهم في 22 سبتمبر في حفل زفاف ابن عمه.[27]
وفي 10 سبتمبر، أمضى جراح أمسيته الأخيرة في كتابة رسالة إلى آيسل شنغون، كان قد وضع معها خطط الزواج. تم تفسير هذه الرسالة على نطاق واسع على أنها مذكرة انتحار. الرسالة لم تصل إلى "شنغون"؛ وقد دخلت تحت حيز حماية الشهود بعد وقت قصير من وقوع الاعتداءات وكانت شقتها دون حراسة. أعيدت الرسالة إلى الولايات المتحدة من خلال الخدمات البريدية، حيث تم اكتشافها وتسليمها إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي.[28][29]
اشتملت المذكرة على عبارات "فعلت ما كان يفترض أن أفعله" و"يجب أن تكوني فخورة جداً، لأنه شرف وسوف ترين النتيجة وسيكون الجميع سعداء."
وفقا لأحد المصادر، أقام جراح قمرة قيادة وهمية مصنوعة من علب الكرتون في شقته قبل وقوع الهجمات مباشرةً.[17]
الهجمات
في صباح 11 سبتمبر 2001، استقل جراح وسعيد الغامدي وأحمد النعمي وأحمد الحزنوي طائرة يونايتد إيرلاينز الرحلة رقم 93 من مطار نيوآرك الدولي عند البوابة A17 دون وقوع أي حادث، وجلسوا في مقاعد الدرجة الأولى بالقرب من قمرة القيادة. وقبل صعود الطائرة اتصل زياد جراح بصديقته، آيسل شنغون، من هاتف عام في المطار، مكرراً عبارة "أحبك" مراراً وتكراراً. وبسبب تأخر الرحلة، أقلعت الطائرة في الساعة 8:41 صباحا، قبل خمس دقائق من تحطم طائرة الخطوط الجوية الأمريكية، الرحلة رقم 11 في مركز التجارة العالمي. وقد تم إخطار الطيار والطاقم بالاختطافين الأولين في ذاك اليوم، وقيل لهما أن يكونا في حالة تأهب. وفي غضون دقائق، حوالي الساعة 9:28 صباحًا، تم اختطاف الرحلة 93 أيضًا. وذكرت لجنة 9/11 أن جراح كان الطيار.
وقد سمع صوت الطيار عن طريق مراقبة الحركة الجوية لإبلاغ الركاب بالبقاء جالسين. يعلن جراح عبر الراديو "سيداتي وسادتي: هنا الكابتن. من فضلك اجلس واستمر بالجلوس. لدينا قنبلة على متن الطائرة. لذا اجلسوا".[30] في الساعة 9:39 صباحاً، أعلن الطيار: "هنا الكابتن. أود منكم أن تبقوا جالسين، هناك قنبلة على متن الطائرة وسوف تعود إلى المطار، ولدينا مطالبنا [بنبرة غير واضحة]. الرجاء البقاء هادئين".[31]
وتشير اثنتان على الأقل من المكالمات الهاتفية التي قام بها الركاب إلى أن جميع الخاطفين الذين رأوهم كانوا يرتدون عصابات حمراء، وأشاروا إلى أن أحد الرجال، يعتقد أنه إما "أحمد الحزناوي" أو "أحمد النامي"، كان مربوط حزام ناسف حول جذعه، وادعى أن هناك قنبلة داخله. وقد علم الركاب على متن الطائرة مصير الطائرات المختطفة الأخرى من خلال المكالمات الهاتفية. قرر البعض التصرف خوفا من أن تستخدم طائرتهم أيضا كقذيفة. أحبطت انتفاضة الركاب خطط الإرهابيين، لكنها فشلت في إنقاذ الطائرة. وفقا لتحليل 8 أغسطس 2003، في تحليل تسجيل الطائرة في قمرة القيادة من قبل محققو الولايات المتحدة، حاولت مجموعة من الركاب اقتحام قمرة القيادة. بدأ طيار الخاطفين، جراح، يوجه الطائرة يمينا ويسارا في محاولة لإفقاد المهاجمين التوازن. عندما فشل في ذلك، وقام جراح بأنزال مقدمة الطائرة ثانية الي الامام والخلف. في الساعة العاشرة ودقيقة واحدة أوقف جراح المناورات في الساعة 10.00.03.[32] بعد خمس ثوان، سأل: " هل حانت اللحظة؟ هل سنحطمها؟" ورد خاطف آخر قائلاً: " كلا. ليس بعد. عندما يأتون جميعا سننهي كل شيء".[33] التقط مسجل الصوت بتسجيل صوت الركاب باستخدام عربة الطعام لفتح باب قمرة القيادة.[32] توقف جراح عن المناورات العنيفة في الساعة 10:01:00 وتلا تكبيرات عدة مرات. ثم سأل مختطفاً آخر: "هل ننهي هذا؟ هل نضعها أرضا؟" أجاب الخاطف الآخر: "نعم، أجل، ابدأ، وحطمها".[32] [34] تحطمت الطائرة خارج شانكسفيل، ولاية بنسلفانيا، في الساعة 10:03:11، على بعد 125 ميلاً (200 كلم) من واشنطن العاصمة توفي جميع من كانوا على متنها.
بعد 11 سبتمبر، قامت صديقة جراح، شنغون، بتقديم تقرير لشخص مفقود في بوخوم. أصبح جراح مشتبهاً حيث وجد عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي اسم "زياد جراحي" في بيان الرحلة (الحرف الإضافية في النهاية، خطأ إملائي محتمل).[3]
ادعاءات حول هوية خاطئة
كانت هناك ادعاءات بأن جراح لم يكن خاطف أو أنه لم يكن موجوداً على متن الطائرة وقد سُرقت هويته. وقد أشير إلى أن سلوكه انحرف عن الشكل الذي قدمه الخاطفون الآخرون وأن الركاب أبلغوا عن ثلاثة وليسوا أربعة خاطفين. ومع ذلك، فإن ظهور فيديو في أكتوبر 2006 في 18 يناير 2000، يظهر أن جراح يسجل وصيته إلى جانب محمد عطا قد ألقى بظلال من الشك على مثل هذه الادعاءات.[8]
بعد وقت قصير من هجمات 11 سبتمبر، ادعت العائلة والأصدقاء أن جراح لم يظهر نفس (الاستياء اتجاه السياسة المشتعلة) أو (الاتجاه المحافظ) مثل محمد عطا. لم يثر عن خلفية قناعات دينية ولم يعتنق أسلوب حياة محافظ بشكل واضح. ووصف الموظفون في مدرسة الطيران بأنه (شخص طبيعي). اتصل جراح بعائلته قبل يومين، وصديقته آيسل شنغون قبل ثلاث ساعات من الصعود على متن الرحلة 93 لشركة يونايتد ايرلاينز؛ ووصفت شنغون المحادثة بينهم بأنها "مبهجة" و"طبيعية". وزعمت أيضًا أنه لم يذكر أبدًا أسماء أي من الخاطفين الآخرين.[22] وفي اتصاله قبل يومين من الهجوم، أخبر جراح عائلته أنه سيعود إلى منزله لحضور حفل زفاف ابن عمه. "لا يبدو هذا منطقيا"، زعم عمه جمال وقال انه حتى اشترى بدلة جديدة لهذه المناسبة. زعمت عائلة جراح في لبنان في سبتمبر 2001 أنه راكب بريء على متن الطائرة.[3] عمه جمال جراح وهو حاليا نائب في البرلمان اللبناني وعُين وزير في 18 ديسمبر عام 2016، وعضو في تيار المستقبل، وهو حزب سياسي موال للسعودية بقيادة سعد الحريري. في 2 يناير 2012، وفي مقابلة تلفزيونية على تلفزيون المستقبل نفى النائب جمال جراح تورط ابن أخيه في هجمات 9-11، مشيراً إلى انها مؤامرة.
وفي 23 أكتوبر 2001، زعم جون أشكروفت أن جراح تقاسم شقة في هامبورغ مع محمد عطا ومروان الشحي،[35] رغم أن السلطات الألمانية أخبرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز في نفس اليوم أنه ليس لديها أي دليل على أن أي من شقق جراح الثلاث في هامبورغ كانت مرتبطة مع الخاطفين الآخرين. وصرح مسؤول كبير بالشرطة الألمانية، "إن المعلومات الوحيدة التي نربطها بين الثلاثة المشتبه بهم في هامبورغ هي تأكيد مكتب التحقيقات الفيدرالي على وجود صلة."[22] عندما ظهر شريط فيديو يُظهر عطا وجراح معا في أفغانستان ومن الواضح أنه يربط جراح بأعضاء خلية هامبورغ في أكتوبر 2006.[8]
واختتمت لجنة 9/11 بدون تحديد أن جراح كان مختطفاً على متن الطائرة عندما تحطمت في شانكسفيل بولاية بنسلفانيا.[36]
في أكتوبر 2006، تم نشر شريط فيديو للقاعدة يظهر فيه جراح ومحمد عطا يسجلان وصيتهما في يناير 2000 في قاعدة مزارع تارناك التابعة لأسامة بن لادن بالقرب من قندهار.[8]
في الثقافة الشعبية
تم تصوير شخصية جراح من قبل الممثل البريطاني خالد عبد الله في فيلم يونايتد 93، والممثل الإيراني دومينيك رينز في فيلم الرحلة 93، وصور جراح على انه الشخصية الرئيسية في فيلم خلية هامبورغ، الذي يؤديه الممثل كريم صالح.
ملاحظات
- ^ ما لم يتم الحصول على مصادر أخرى، البيانات الواردة في هذا المقال تأتي في المقام الأول من تقرير لجنة 9/11.[37] وعندما يكون هناك اختلاف كبير في التقرير حول الحقائق المهمة في حياة جراح، يتم ذكر ذلك صراحةً.
- ^ وقد تكهنت مصادر مختلفة بأن البيت الأبيض كان هدفا للرحلة 93. تقرير لجنة 9/11، استناداً إلى معلومات مستمدة من استجواب خالد شيخ محمد، يؤكد بثقة أنه في الواقع مبنى الكابيتول هو المستهدف. وكذلك قبل أن يتم القبض عليه، أخبر شيخ محمد، ومعه بن الشيبة مراسل قناة الجزيرة (الذي تم تعصيب عينيه إلى مخبأه) في عام 2002 أن الهدف الرابع كان في الواقع مبنى الكابيتول.[38]
- ^ هذا الرواية، في تقرير لجنة 9/11، تُقدم فقط من شهادة العضو المنتمي إلى القاعدة رمزي بن الشيبة.
انظر أيضاً
مراجع
- Cronología: 11S y el cine. Peliculas sobre los atentados de las Torres Gemelas - تصفح: نسخة محفوظة 19 يناير 2019 على موقع واي باك مشين.
- Walker, Marcus (September 18, 2001). "A Student's Dreams Or a Terrorist's Plot?" (September 18, 2001). Wallstreet Journal. Wallstreet Journal. مؤرشف من الأصل في 28 نوفمبر 201828 نوفمبر 2018.
- Neuffer, Elizabeth (October 25, 2001). "Hijack Suspect Lived a Life, or a Lie". The Boston Globe. مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 2001.
- The 9/11 Commission Report: Final Report of the National Commission on Terrorist Attacks Upon the United States. 2004. صفحة 163. مؤرشف من الأصل في 30 أبريل 2014.
- THE STORY OF ZIAD JARRAH. CBC News (Aired October 10, 2001, Update January 19, 2005, Retrieved on September 13, 2006) نسخة محفوظة 31 مايو 2013 على موقع واي باك مشين.
- The 9/11 Commission Report: Final Report of the National Commission on Terrorist Attacks Upon the United States. 2004. صفحات 165–166.
- "Wedding video shows Sept. 11 hijackers, plotters". يو إس إيه توداي. Associated Press. 2003-05-07. مؤرشف من الأصل في 13 سبتمبر 2009.
- "Watch the video: Osama Bin Laden's HQ". The Times. London. 2006-10-01. مؤرشف من الأصل في 02 أكتوبر 2006.
- "Staff Monograph on 9/11 and Terrorist Travel" ( كتاب إلكتروني PDF ). 9/11 Commission. 2004. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 12 أبريل 2019.
- 9-11 Report. p. 163. Retrieved on 2006-09-19. نسخة محفوظة 09 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- "The 9/11 Commission Report: Final Report of the National Commission on Terrorist Attacks Upon the United States" ( كتاب إلكتروني PDF ). 2004. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 28 مايو 2019. p. 224
- "The 9/11 Commission Report: Final Report of the National Commission on Terrorist Attacks Upon the United States" ( كتاب إلكتروني PDF ). 2004. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 28 مايو 2019. p. 227
- MacVicar, Sheila; Caroline Faraj (2002-08-01). "September 11 hijacker questioned in January 2001". CNN. مؤرشف من الأصل في 1 مايو 201308 سبتمبر 2006.
- Crewdson, John (2001-12-13). "Hijacker held, freed before Sept. 11 attack". شيكاغو تريبيون.
- Longman, Jere (2002-08-04). Among the Heroes. Simon & Schuster. صفحات 101–102. .
- Serrano, Richard A.; John-thor Dahlburg (September 20, 2001). "Officials Told of 'Major Assault' Plans". لوس أنجلوس تايمز. مؤرشف من الأصل في 23 سبتمبر 2001.
- Roddy, Dennis B. (October 28, 2001). "Flight 93: Forty lives, one destiny". Pittsburgh Post-Gazette. PG Publishing. مؤرشف من الأصل في November 2, 2001November 2, 2001.
- Viglucci, Andres; Manny Garcia (September 15, 2001). "Hijack plotters used S. Florida as a cradle for conspiracy". ميامي هيرالد. مؤرشف من الأصل في 16 سبتمبر 200108 سبتمبر 2006.
- Fainaru, Steve; Ceci Connolly (March 29, 2002). "Memo on Florida Case Roils Anthrax Probe". واشنطن بوست. مؤرشف من الأصل في 31 مارس 200908 سبتمبر 2006.
- "Report raises question of anthrax, hijacker link". Cable News Network. March 23, 2002. مؤرشف من الأصل في 28 أغسطس 201808 سبتمبر 2006.
- "The 9/11 Commission Report: Final Report of the National Commission on Terrorist Attacks Upon the United States" ( كتاب إلكتروني PDF ). 2004. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 28 مايو 2019. p. 246
- Williams, Carol J. (October 23, 2001). "Friends of terror suspect say allegations make no sense". لوس أنجلوس تايمز. مؤرشف من الأصل في 03 فبراير 200208 سبتمبر 2006.
- "PHOTOS: Life of a 9/11 Hijacker". CBC News. October 10, 2001. مؤرشف من الأصل في 23 يناير 200523 يناير 2005.
- "Statement for the Record, FBI Director Robert S. Mueller III". Joint Intelligence Committee Inquiry. مؤرشف من الأصل في 21 فبراير 201913 سبتمبر 2006.
- The 9/11 Commission Report: Final Report of the National Commission on Terrorist Attacks Upon the United States. 2004. صفحة 253.
- "Video of Ziad Jarrah traffic stop". September 9, 2001. مؤرشف من الأصل في 20 ديسمبر 200726 أبريل 2014.
- [1] CBC News نسخة محفوظة 31 مايو 2013 على موقع واي باك مشين.
- Williams, Carol J. (2001-11-18). "Love Letter Written by Suspected Hijacker Reportedly Surfaces". لوس أنجلوس تايمز. مؤرشف من الأصل في 04 يونيو 200408 سبتمبر 2006.
- "Final Note to Aysel from Jarrah". CBC News. 2005-01-19. مؤرشف من الأصل في 24 فبراير 200524 فبراير 2005.
- Hirschkorn, Phil (April 12, 2006). "On tape, passengers heard trying to retake cockpit". CNN. مؤرشف من الأصل في 1 مايو 201923 يونيو 2008.
- The 9/11 Commission Report: Final Report of the National Commission on Terrorist Attacks Upon the United States. 2004. صفحة 29.
- "We Have Some Planes". 9/11 Commission Report. National Commission on Terrorist Attacks Upon the United States. 2004. مؤرشف من الأصل في 04 ديسمبر 201930 مايو 2008.
- "United Airlines Flight No.93 Cockpit Voice Recorder Transcript" ( كتاب إلكتروني PDF ). CNN. April 12, 2006. مؤرشف من الأصل ( كتاب إلكتروني PDF ) في 16 نوفمبر 2013July 4, 2009.
- Flight 93: The Story, the Aftermath, and the Legacy of American Courage on 9/11, pp 104–105
- Eggen, Dan (October 23, 2001). "German Fugitives Sought in Attack Investigation". The Washington Post. مؤرشف من الأصل في 31 مارس 200908 سبتمبر 2006.
- The 9/11 Commission Report: Final Report of the National Commission on Terrorist Attacks Upon the United States. 2004. صفحة 14.
- لجنة هجمات 11/09 (ريتشارد بن فينيست; فريد فيشر فيلدينغ; جيمي غورليك; سليد غورتون; لي هاملتون; توماس كين; بوب كيري; جون ليمان; تيموثي رومر; جيمس ر. تومسون) (2004). The 9/11 Commission Report: Final Report of the National Commission on Terrorist Attacks Upon the United States. W.W. Norton & Company. (ردمك ), also available online - تصفح: نسخة محفوظة August 7, 2010, على موقع واي باك مشين.
- "Al-Qaeda 'plotted nuclear attacks". BBC News. British Broadcasting Corporation. 2002-09-08. مؤرشف من الأصل في 10 أبريل 201909 أكتوبر 2010.