سلاجقة الروم هي سلطنة للسلاجقة الأتراك وجدت في القرون الوسطى في الفترة مابين 1077 إلى 1307 وكانت عاصمتهم في البداية إزنيق ثم انتقلت إلى قونية. وبما أن السلطة كانت متنقلة كثيراً، فقد لعبت العديد من المدن دور العاصمة في فترات من تاريخ السلطنة مثل قيصرية وسيواس. امتدت السلطنة في أوجها عبر وسط الأناضول، لتمتد من شواطئ أنطاليا وألانيا على البحر الأبيض المتوسط إلى سينوب على البحر الأسود، وفي الشرق صهرت معها العديد من القبائل التركية لتصل إلى بحيرة وان وفي الغرب أصبحت حدودها قرب دينيزلي ومداخل بحر إيجة.
سلاجقة الروم | ||||||
---|---|---|---|---|---|---|
سلاجقة الروم | ||||||
سلاجقة الروم | ||||||
علم | ||||||
السلطنة سنة 1240.
| ||||||
عاصمة | إزنيق قونية |
|||||
نظام الحكم | سلطنة | |||||
اللغة الرسمية | اليونانية | |||||
السلطان | ||||||
| ||||||
التاريخ | ||||||
| ||||||
المساحة | ||||||
المساحة | 400.000 كيلومتر مربع |
الاسم
اشتق اسم الروم من اسم الإمبراطورية الرومانية، وقد دعى السلاجقة على أراضيهم اسم الروم لإنها اسست على أراضي اعتبرت لفترة طويلة بأنها رومانية (بيزنطية).[1] وقد دعيت هذه الدولة أحياناً باسم سلطنة قونية أو سلطنة أيقونية حسب المصادر الغربية القديمة.[2]
التأسيس
تعد سلالة سلاجقة الروم فرع من السلاجقة الكبار. وبعد معركة ملاذكرد 1071 م. وهزيمة الروم، بسط السلاجقة سيطرتهم على الأناضول، وتمكن مؤسس الدولة قتلمش بن أرسلان وهو من أقرباء الحاكم السلجوقي طغرل بك من تأسيس الدولة. ونجح بعد ذلك ابنه سليمان بن قتلمش (1077-1086 م.) وهو أحد أبناء عمومة جلال الدولة ملك شاه ومنافس سابق على عرش السلاجقة العظام من بسط سيطرته على غرب الأناضول، واستطاع في سنة 1075 من احتلال بعض الأراضي البيزنطية مثل إزنيق وأزميت وبعد سنتين من ذلك أعلن نفسه سلطاناً سلجوقياً مستقلا عن دولة السلاجقة المركزية متخذاً من إزنيق عاصمة له.[3]
وسع سليمان أراضي مملكته وامتدت حتى القرب من انطاكية، لكنه قتل في عام 1086 في انطاكية على يدي حاكم سوريا تتش بن ألب أرسلان واسر ابنه قلج أرسلان الأول وأرسل إلى سجنه في أصفهان، مالبث أن أطلق سراحه بعد وفاة ملكشاه في سنة 1092 ليعلن نفسه وريثاً لوالده على أراضي سلاجقة الروم. حاول قلج أرسلان الأول التصدي للحملة الصليبية الأولى لكنه هزم في معركة ضورليم الأولى لينكفئ في جنوب وسط الأناضول. وجعل من نيقية عاصمة لمملكته. وفي عام 1107 حاول التقدم باتجاه الشرق للسيطرة على الموصل لكنه مات في نفس العام الذي بدأ فيه حربه ضد محمد بن ملكشاه
بعد وفاة قلج أرسلان بقي كرسي السلطنة فارغاً، إلى أن أطلق سراح ابنه ملك شاه بن قلج أرسلان من سجن في اصفهان، تسلّم السلطنة بعد وفاة ملك شاه ركن الدين مسعود، والذي نقل العاصمة إلى قونية في سنة 1116، والذي نجح في احتلالها بمساعدة الدانشمنديون، وحتى وفاته سنة 1156 كان قد تحكم بمعظم أرضي وسط الأناضول. كما نجح ابنه قلج أرسلان الثاني من السيطرة على باقي الأراضي حول سيواس وملطية من الدانشمنديون. كما هزم البيزنطيين في معركة ميريكافالون في سنة 1176 موجهاً ضربة كبيرة إلى القوة الرئيسية في المنطقة. كما احتل الجيش الألماني قونية سنة 1190 لفترة قصيرة من الوقت في الحملة الصليبية الثالثة.
أصبح سلاجقة الروم الممثلين الوحيدين للسلاجقة بعد موت آخر سلاطين السلاجقة طغرل الثالث في سنة 1194. نجح كيخسرو الأول الأول في استعادة قونية من أيدي الصليبين سنة 1205 وسيطر على أنطاليا في سنة 1207. ووصلت قوة وسلطة سلاجقة الروم إلى ذروتها في عهد كيكاوس الأول وكيقباد الأول، فقد نجح في احتلال سينوب على البحر الأسود سنة 1207 وجعل إمبراطورية تريبزوند تابعة له، كما أخضع مملكة أرمينيا الصغرى، لكنه اضطر في سنة 1218 لتسليمها للأيويبين. تابع كيقباد السيطرة على أراضٍ على طول البحر الأبيض المتوسط طوال اربع سنوات بين 1221-1225. كما أرسل في سنة 1220 حملة عبرت البحر الأسود ليهزم المنكوجيكيون ويشكل تهديداً للأرتقيين.[4]
الازدهار والنمو
ازدهرت السلطنة بشكل كبير في أواخر القرن الثاني عشر وأوائل القرن الثالث عشر، عندما سيطرت على الموانئ الرئيسية للإمبراطورية البيزنطية على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود. وقد عززت برامج بناء كاروانسرا في انطاليا تجارة الدولة، حيث يسرت تدفق البضائع من إيران ووسط آسيا. كما أن العلاقة التجارية مع جمهورية جنوة كانت قوية خلال هذه الفترة، وبالتالي سمحت زيادة ثروة السلطنة من دمج القبائل التركية المتواجدة شرق الأناضول بعد معركة ملاذكرد مثل الدانشمنديون والأرتقيون وبنو سلدق والمنكوجكيون. كما قاوم سلاجقة الروم الحملات الصليبية بنجاح، لكنها لم تستطع الصمود في وجه تقدم المغول. لينتج عن معركة جبل كوسي أن يصبح السلاجقة تابعين لخانات المغول.[5] وعلى الرغم من جهود السلاطنة للحفاظ على سلامة الدولة، إلا أن قوة السلطنة تفككت خلال النصف الثاني من القرن 13th واختفت تماماً في العقد الأول من القرن الرابع عشر.
الانتكاس والسقوط
بدأ كيخسرو الثاني حكمه بالسيطرة على منطقة ديار بكر، لكنه واجه في سنة 1239 تصاعد ثورة شعبية بقيادة بابا عشق. تم قمع الثورة بعد ثلاث سنوات إلا أن السلطة والجيش ضعفت نتيجة هذه الاشتباكات، وفي ظل هذه الظروف وجب عليه أيضاً مجابه تهديدات التوسع المغولي. احتل المغول أرضروم في سنة 1243، وقد هزم في سنة 1243 في معركة جبل كوسي بقيادة بايجو، لينتج عن هذه المعركة أن يقسم على طاعة المغول ليبدأ عهد الخضوع لسلطة المغول.[5] توفي السلطان كيخسرو الثاني في سنة 1246 لتبدأ بوفاته فترة الحكم الثلاثي ثم الثنائي حتى سنة 1260.
قسمت مملكة السلاجقة بين أولاد كيخسرو الثاني الثلاث. حكم ابنه الأكبر كيكاوس الثاني المناطق غربي نهر كزليلرماك، فث حين حكم شقيقيه قلج أرسلان الرابع وكيقباد الثاني المناطق شرقي النهر تحت أمرة خانات المغول. في سنة 1256 هزم بايجو كيكاوس الثاني بالقرب من آق سراي وبذلك أصبحت كل الأناضول خاضعة لسلطة المغول. فر كيكاوس الثاني من قونية إلى القرم ومات هناك سنة 1279. أما أخوه قلج أرسلان فقد نفذ فيه الخان أحمد حكم الإعدام في سنة 1265 في حين كان كيقباد الثاني قد مات قبله في سنة 1256. وهكذا آلت الأمور إلى أن يصيبح كيخسرو الثالث الحاكم الاسمي للإناضول مع سلطة فعلية للمغول.
بدأت السلطنة السلجوقية تتقسم إلى إمارات والتي بدأت تنأى بنفسها عن تحكم السلاجقة والمغول. في عام 1277 داهمت جيوش الظاهر بيبرس الأناضول استجابة لنداء قبائل الأناضول ونجح في هزيمة المغول، ليجبرهم على التخلي عن السيطرة على سلاطنة السلاجقة، لكن نظراً لضعف قبائل الأناضول وعدم قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم انسحب راجعاً إلى مصر ليعود التحكم المغولي على الأناضول من جديد.
وصل الأمر في أواخر حكم كيخسرو الثالث بأن يحكم فعلياً أراضي حول قونية فقط. وقد بدأت بعض القبائل التركية بالظهور (ومن بينهم العثمانيين) وحكم مدن إلا أن ولائهم الاسمي بقي للسلطان السلجوقي حيث كانت تنتهي الخطبة بالدعاء له. عانت السلطنة النزاعات الداخلية من جديد بعد إعدام كيخسرو الثالث سنة 1284 والتي استمرت حتى سنة 1303 عندما نجح غياث الدين مسعود من إعلان نفسه سلطان على السلاجقة في مدينة قيسرية لكنه سرعان ماقتل في سنة 1307 كذلك قتل ابنه مسعود الثالث بعد فترة قصيرة. حاول أحد الأقارب البعيدين أعلان نفسه أمير سلجوقي على قونية لكنه هزم في سنة 1328 على يدي أمراء قرمان. استمر اعتماد النقود المصكوكة باسم السلطان السلجوقي لفترة أطول من فترة بقاء الحكم السلجوقي لتستخدم خلال الحكم العثماني في القرن الرابع عشر
الثقافة والمجتمع
تعتبر سلالة سلاجقة الروم امتداد للسلاجقة العظام، لذلك كان لهم نفس التنظيم السياسي والديني والثقافي، لذلك تأثر الفن والأدب والعمارة السلجوقي بنظيره الفارسي،[6][7] وقد كانوا يستخدمون اللغة الفارسية كلغة مؤسساتية.[8] بالإضافة إلى التأثير الفارسي فإن جوار سلاجقة الروم مع البيزنطيين كان له تأثير كبير. كما أن الأرستقراطية الإغريقية كانوا جزءاً من الطبقة الأرستقراطية السلجوقية والذين كانوا باعداد كبيرة ضمن السلطنة.[9][10]
نجح سلاجقة الروم من تعديل نماذج العمارة للكارونسرا والمدارس والمساجد من نمط البناء الفارسي الذي يستعمل القرميد والجص إلى استخدام الحجار.[11] واستخدمت الكاروانسرا، كمحطات راحة ونقاط للتجارة والدفاع عن القوافل، وقدبنيت مءات الخانات خلال الفترة السلاجوقية في الأناضول.[12] كانت مستوحاة من العمارة السلجوقية والأرمنية.[13] بذلك شكلت عمارة الأناضول نمذج عمارة من أكثر المنشآت تميزا وإثارة للإعجاب في تاريخ العمارة الإسلامية.
بنيت أكبر كاروانسرا في سنة 1229 في قرية سلطان خان الواقعة على الطريق بين قونية وآق سراي وبلغت مساحته حوالي 3900 متر مربع. كما أن هناك كاروانسرا آخر حمل اسم سلطان خان يقع على الطريق بين قيسرية وسيفاس.
قائمة الحكام
الحاكم | الحياة | الحكم | |
---|---|---|---|
1 | أرسلان بن سلجوق | ....-.... | ....-.... |
2 | قتلمش بن أرسلان | ....-.... | 1060–1064 |
3 | سليمان بن قتلمش | ....-.... | 1077–1086 |
4 | قلج أرسلان الأول | ....-.... | 1092–1107 |
5 | ملك شاه بن قلج أرسلان | ....-.... | 1107–1116 |
6 | مسعود بن قلج أرسلان | ....-.... | 1116–1156 |
7 | قلج أرسلان الثاني | ....-.... | 1156–1192 |
9 | كيخسرو الأول | ....-.... | 1192–1196 |
10 | سليمان الثاني بن قلج أرسلان | ....-.... | 1196–1204 |
11 | قلج أرسلان بن سليمان شاه | ....-.... | 1204–1205 |
92 | كيخسرو الأول | ....-.... | 1205–1211 |
12 | كيكاؤس بن كيخسرو | ....-.... | 1211–1220 |
13 | كيقباد الأول (علاء الدين كيقباد بن كيخسرو) | ....-.... | 1220–1237 |
14 | كيخسرو بن كيقباذ | ....-.... | 1237–1246 |
15 | كيكاوس الثاني بن كيخسرو الثاني | ....-.... | 1246–1260 |
16 | قلج أرسلان الرابع بن كيخسرو | ....-.... | 1248–1265 |
17 | كيقباد الثاني (علاء الدين كيقباد بن كيخسرو الثاني) | ....-.... | 1249–1257 |
18 | كيخسرو الثالث بن قلج أرسلان | ....-.... | 1265–1284 |
19 | مسعود الثاني بن كيكاؤس | ....-.... | 1284–1296 |
20 | كيقباد الثالث (علاء الدين كيقباد بن فراموزس) | ....-.... | 1298–1302 |
21 | مسعود الثاني بن كيكاؤس | ....-.... | 1303–1308 |
مراجع
- Alexander Kazhdan, “Rūm” The Oxford Dictionary of Byzantium (Oxford University Press, 1991), vol. 3, p. 1816.
- Encyclopedia Brittanica:.of Anatolia by crusaders in 1097; hemmed in between the Byzantine Greeks on the west and by the crusader states in Syria on the east, the Seljuq Turks organized their Anatolian domain as the sultanate of Rūm. Though its population included Christians, Armenians, Greeks, Syrians, and Iranian Muslims, Rūm was considered to be “Turkey” by its contemporaries. Sultanate of Rūm - تصفح: نسخة محفوظة 22 ديسمبر 2014 على موقع واي باك مشين.
- Sicker, Martin, The Islamic world in ascendancy: from the Arab conquests to the siege of Vienna , (Greenwood Publishing Group, 2000), 63-64.
- A.C.S. Peacock, "The Saljūq Campaign against the Crimea and the Expansionist Policy of the Early Reign of 'Alā' al-Dīn Kayqubād" Journal of the Royal Asiatic Society, Vol. 16 (2006), pp. 133-149.
- John Joseph Saunders, The History of the Mongol Conquests, (University of Pennsylvania Press, 1971), 79.
- Saljuqs: Saljuqs of Anatolia, Robert Hillenbrand, The Dictionary of Art, Vol.27, Ed. Jane Turner, (Macmillan Publishers Limited, 1996), 632.
- A Rome of One's Own: Reflections on Cultural Geography and Identity in the Lands of Rum, Cemal Kafadar,Muqarnas, Volume 24 History and Ideology: Architectural Heritage of the "Lands of Rum", Ed. Gülru Necipoğlu, (Brill, 2007), 21.
- Masters, [edited by] Gábor Ágoston, Bruce (2009). "Unlike%20the%20Seljuks,%20whose%20language%20of%20administration%20was%20Persian,%20the%20Karamanids%20and%20other"&f=false Encyclopedia of the Ottoman Empire. New York, NY: Facts On File. صفحة 40. . مؤرشف من "Unlike%20the%20Seljuks,%20whose%20language%20of%20administration%20was%20Persian,%20the%20Karamanids%20and%20other"&f=false الأصل في 08 ديسمبر 2019.
- Saint-Guillain, edited by Judith Herrin, Guillaume (2010). "romanie+byzantine+et+pays+rum"&hl=el&source=gbs_navlinks_s Identities and allegiances in the eastern Mediterranean after 1204. Farnham, Surrey: Ashgate. صفحات 181–191. . مؤرشف من "romanie+byzantine+et+pays+rum"&hl=el&source=gbs_navlinks_s الأصل في 29 فبراير 2020.
- A sultan in Constantinople:the feasts of Ghiyath al-Din Kay-Khusraw I, Dimitri Korobeinikov, Eat, drink, and be merry (Luke 12:19) - food and wine in Byzantium, ed. Leslie Brubaker and Kallirroe Linardou,(Ashgate Publishing, 2007), 96 - تصفح: نسخة محفوظة 29 فبراير 2020 على موقع واي باك مشين.
- West Asia:1000-1500, Sheila Blair and Jonathan Bloom, Atlas of World Art, Ed. John Onians, (Laurence King Publishing, 2004), 130.
- Architecture(Muhammadan), H. Saladin,Encyclopaedia of Religion and Ethics, Vol.1, Ed. James Hastings and John Alexander, (Charles Scribner's son, 1908), 753.
- Armenia during the Seljuk and Mongol Periods, Robert Bedrosian, The Armenian People From Ancient to Modern Times: The Dynastic Periods from Antiquity to the Fourteenth Century, Vol. I, Ed. Richard Hovannisian, (St. Martin's Press, 1999), 250.
- Islam Kunst und Architektur
- السلاجقة الروم