الشتات اللبناني أو الانتشار اللبناني أو الاغتراب اللبناني يشير إلى المهاجرين اللبنانيين والمتحدرين منهم والذين هاجروا من لبنان طواعية أو كرها ويقيمون الآن في بلدان أخرى.
يقدر الشتات بين 12 إلى أكثر من 18 مليون شخص أي أكثر من تعداد سكان لبنان نفسه الذي يبلغ أربعة ملايين.
وقد اُقيم تمثال في بيروت لتكريم المغتربين اللبنانيين وهو تمثال المغترب اللبناني وقد صنعت نسخ طبق الأصل منه في فيراكروز بالمكسيك، وبريتش كولومبيا بكندا، وبريزبان بأستراليا،[1] وأكرا بغانا.[2]
يعتنق أغلب لبنانيي المهجر الديانة المسيحية كما ويعتبر لبنانيي المهجر اغنياء ومتعلمون ومؤثرين سياسيًا.[3] وقد أسفرت عن الهجرة اللبنانية اقامة شبكات تجارية في جميع أنحاء العالم.[4] ونتيجة لذلك، تصل التحويلات المالية من اللبنانيين في الخارج لأفراد الأسرة داخل البلاد بمجموع 8.4 مليار دولار[5]
تنظيم الهجرة
عمد المتصرّف مظفر باشا إلى "تنظيم" الهجرة عبر وضعه سلسلة من الشروط على مغادري أرض المتصرفيّة. فألزم المهاجر أن يحمل "جواز سفر"، والمسافر "تذكرة سفر". وكانت الدولة العثمانية قد وضعت عام 1866 نظام "الباسبورطات". وحصر مظفر باشا أمر الموافقة بالهجرة أو السفر بـ "الحكومة اللبنانية" وحدها، كما حدّد شروط الانتقال إلى الخارج على الشكل الآتي:
- "العلم والخبر" يأخذه كلّ مسافر من شيخ قريته ويتضمّن إقراراً بعدم وجود دعاوى بحقّه (يشبه اليوم السجل العدلي).
- "الكفالة" يقدّم كلّ مسافر كفالة إلى حكومته بمعرفة شيخ صلح قريته (تشبه الكفالة المصرفيّة).
- "العريضة"، وهي أشبه بالطلب، تُرفع إلى مقام المتصرفيّة للحصول على باسبورط أو تذكرة سفر.
- "الرسم القانوني" البالغ عشرة غروش صاغ، واليوم يستوفى رسم مماثل يعتمد فيه رسم الطوابع.
- "الرقيم" وهو الاذن بالسفر، الذي يحصل عليه المسافر أو المهاجر من المتصرفيّة، فيقدّمه إلى "قومسيون بيروت" فيسهل سفره. و"الرقيم" يشبه اليوم الباسبور.
وعيّن مظفر باشا لجنة خاصّة مهمّتها التصديق على الكفالات المقدّمة من قبل الراغبين بالسفر. وطلب من شركات السفر العالميّة في مرفأ بيروت أن تعيّن لها وكيلاً في جبل لبنان لقطع التذاكر (اليوم تتولّى هذه المهمّة مكاتب السفر)، على أن تدفع هذه المكاتب رسماً مقداره خمسة فرنكات عن كلّ مهاجر أو مسافر لصندوق "الحكومة اللبنانيّة"، وعُيّن لهذا الغرض مندوب لشركة السفر الفرنسيّة "فابر" مقيم في مركز المتصرفيّة وهو اسكندر جلخ، ومندوب لشركة السفر في قائمقاميتي كسروان وجونية.
كما أقدم المتصرّف مظفر باشا على اتّخاذ قرار يقضي بأن يرافق المسافرين ضابط من شرطته، يساعدهم على إنجاز معاملاتهم في المرفأ وإيصالهم إلى السفينة واستقبال العائدين منهم، وذلك من أجل حمايتهم من التعدّيات عليهم في مرفأ بيروت.[6]
سوق المهاجر
راج في عهد المتصرفيّة سوق المهاجرة، فلم تبق مدينة أو قرية من جبل لبنان، إلا وهاجر من أهلها العدد الوفير. ولم يصمد في بعضها إلا الشيوخ العاجزين والنساء والأحداث القاصرين، و"أُفرغت بعض قرى الجبل إلا من بعض العجزة الذين لا يتعدّون العشرة أحياناً". كانت رسائل المهاجرين التي تصل إلى أقاربهم أو أصدقائهم في الوطن، عبر البريد أو بيد أحد العائدين، تحمل الأخبار المبالغ بها. وفي أغلب الأحيان كانت هذه الرسائل تُدعّم بالصور الفوتوغرافيّة، التي تُظهر ابن البلد باللباس الأجنبي المميّز، الذي تظهر عليه علامات الغنى والأناقة الجذّابة.
أول المهاجرين
تؤكّد معظم المصادر والمراجع التي تتحدّث عن طلائع الهجرة اللبنانيّة أنّ أوّل هجرة لبنانيّة معروفة حصلت في العام 1854، عندما أقدم ابن صليما أنطونيوس بشعلاني على السفر إلى الولايات المتّحدة الأميركية. ويذهب الدكتور فيليب حتّي إلى الجزم، بأنّ البشعلاني هو "المغترب الأوّل إلى العالم الجديد". وتكرّ بعد ذلك سبحة الاغتراب في مطلع عهد المتصرفيّة إلى مختلف دول أميركا الجنوبيّة (البرازيل والأرجنتين والمكسيك والتشيلي وكولومبيا) وإلى كندا وكوبا وبريطانيو أستراليا. ومن الأسماء المغتربة في تلك الفترة:من ذاكرة الغربة - موقع المغترب
- إلى بريطانيا: عبد الله طراد عام 1862 وكان قد سبقه عام 1855 سمعان أدلبي وزوجته.
- إلى الأرجنتين: حبيب النشابي من بشري 1868 وتبعه في العام 1880 أنطونيو عواد، مخايل ملحم السمعاني، اسكندر كرم ويوسف رفول.
- إلى كندا: إبراهيم أبو نادر من زحلة وسليم إلياس الأشقر وجوزيف جباوي عام 1881، وتبعهم أسد سويد، أديب فرج الله وحنّا المظلوم عام 1890.
- إلى المكسيك: رشيد كامل من بكفيا عام 1880، ومن ثمّ يعقوب صوما عواد من حصرون عام 1882.
- إلى التشيلي: نقولا سرور من طرابلس، وميشال شيخاني من بكفيا.
- إلى كولومبيا: عقل سكذر وفريد شاكر عام 1880.
- إلى كوبا: أنطوان فرح من عابا الكورة عام 1879 وتبعه ابنه نسيم عام 1884 فوردان كرم أبو حمد عام 1885.
- إلى أستراليا: نخلة ناصيف ومسعود النشابي وميشال يزبك ورشيد عريضة ورفول واكيم وهم من الشمال. وحنّا عبود من راشيا الوادي وطانيوس أبو خطار من زحلة وحنا الديك وجورج سكاف هاجروا جميعاً عام 1876.
السكان اللبنانيون في الشتات
مقالات ذات صلة
- لبنان
- قائمة أعلام اللبنانيين في الأوروغواي
- طالع مقالات عن المهجر والشتات في شمال إفريقيا والشرق الأوسط:
مراجع
- تمثال (المغترب اللبناني) .. في بريزبان الأسترالية المركز العربي للخدمات، 31 مارس 2010 نسخة محفوظة 9 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
- الجامعة الثقافية ازاحت الستار عن تمثال الصداقة الغانية اللبنانية في اكرا رادار نيوز، 17 مايو 2011 نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على موقع واي باك مشين.
- "The invisible occupation of Lebanon". كريسشان ساينس مونيتور. 18 May 2005. مؤرشف من الأصل في 26 يونيو 2018.
- Background Note: Lebanon "www.washingtoninstitute.org". Retrieved 3 December 2006. نسخة محفوظة 11 مارس 2012 على موقع واي باك مشين.
- البنك الدولي.[1] Retrieved June 21 2011. نسخة محفوظة 02 ديسمبر 2012 على موقع واي باك مشين.
- الهجرة الحديثة من لبنان، د. جهاد العقل، ص 29، 70، 71، 75، 76، 79، 93، 94، 227، 62، 59
وصلات خارجية
- الجامعة الثقافية اللبنانية
- مجلة المغترب
- الهجرة الخارجية والانتشار اللبناني في العالم مجلة الدفاع الوطني]