شهاب الدين أحمد بن يحيى بن جهبل هو أحد علماء أهل السنة والجماعة الذين أفتوا بضلال ابن تيمية كما نص على ذلك محمد بن شاكر الكتبي (تلميذ ابن تيمية) في كتابه عيون التواريخ.[1][2] وكان شيخ دار الحديث الظاهرية، تولاها مدة، وبعد وفاته تولاها الذهبي.[ملحوظة 1]
| ||
---|---|---|
معلومات شخصية | ||
الاسم الكامل | شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محيي الدين يحيى بن تاج الدين إسماعيل بن طاهر بن نصر الله بن جهبل | |
تاريخ الميلاد | 670 هـ | |
تاريخ الوفاة | 733 هـ وقيل سنة 729 هـ | |
الإقامة | القدس ودمشق | |
المذهب الفقهي | شافعي | |
العقيدة | أهل السنة والجماعة، أشعرية | |
الحياة العملية | ||
الحقبة | العصر الذهبي للإسلام | |
ينتمي إلى | سوريا | |
الاهتمامات | الفقه، أصول الفقه، أصول الدين، علم الكلام | |
تأثر بـ | فخر الدين بن عساكر |
أقوال العلماء فيه
- قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: «العلامة قدوة المسلمين شهاب الدين أبو العباس أحمد ين يحيى ابن الشيخ الإمام تاج الدين إسماعيل بن طاهر بن نصر الله ابن جهبل الحلبي الدمشقي الشافعي. مولده في أول سنة سبعين وسمع من: الفخر علي، وابن الزين، والفاروثي، وإسماعيل بن المقدسي، وابن الوكيل، وابن النقيب، وولى تدريس الصلاحية ببيت المقدس مدّة، وأفتى، واشتغل، ثم تركها وسكن دمشق، وحج غير مرة. ولى مشيخة الظاهرية، انتقل إلى تدريس البادرائية، وله محاسن وفضائل، وبسطة في الفروع، وفيه خير وتعبّد. توفى في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة. شيَّعه الخلق، والله تعالى يرحمه.»[3]
وقال عنه في تاريخ الإسلام: «ابن جهبل، العلامة، مفتي المسلمين؛ شهاب الدين أبو العباس أحمد بن يحيى بن الشيخ الإمام تاج الدين إسماعيل بن طاهر بن نصر الله بن جهبل الحلبي، ثم الدمشقي الشافعي. مولده في أول سنة سبعين، وسمع من الفخر علي، وابن الزين، والفاروئي، واشتغل على ابن المقدسي، وابن الوكيل، وابن النقيب. وولى تدريس الصلاحية ببيت المقدس مدة، وأفتى واشتغل، ثم تركها وسكن دمشق وحج غير مرة، ثم ولي مشيخة الظاهرية، ثم نقل إلى تدريس البادرائية. وله محاسن وفضائل وبسطة في الفروع، وفيه خير وتعبد، توفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة وشيعه الخلق والله تعالى يرحمه.»[4]
- وقال عنه ابن كثير في البداية والنهاية: «الشيخ الإمام الفاضل مفتي المسلمين شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محيي الدين يحيى بن تاج الدين إسماعيل بن طاهر بن نصر الله بن جهبل الحلبي الأصل ثم الدمشقي الشافعي، كان من أعيان الفقهاء، ولد سنة سبعين وستمائة واشتغل بالعلم ولزم المشايخ ولزم الشيخ الصدر بن الوكيل، ودرس بالصلاحية[ملحوظة 2] بالقدس، ثم تركها إلى دمشق فباشر مشيخة دار الحديث الظاهرية مدة، ثم ولي مشيخة البادرائية فترك الظاهرية وأقام بتدريس البادرائية إلى أن مات، ولم يأخذ معلوما من واحدة منهما، توفي يوم الخميس بعد العصر تاسع جمادى الآخرة وصلي عليه بعد الصلاة ودفن بالصوفية، وكانت جنازته حافلة.»[5]
- وقال عنه ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة: «أحمد بن يحيى بن إسماعيل بن طاهر بن نصر بن جهبل الحلبي ثم الدمشقي الشافعي ولد سنة 670 وتفقه على المقدسي وابن الوكيل وابن النقيب وسمع الحديث من الفخر والفاروثي وغيرهما وولّي تدريس الصالحية بالقدس مدة ثم تركها وسكن دمشق ودرس بالبادرائية بدمشق بعد الشيخ برهان الدين وولّي مشيخة الحديث بالظاهرية ثم تركها فأخذها الذهبي. قال ابن كثير: كان من أعيان الفقهاء ولم يأخذ معلوماً من البادرائية ولا من الظاهرية. وقال الذهبي: كان فيه خير وتعبد وله محاسن وفضائل وفطنة في العلم بالفروع. وقال ابن الكتبي: كان عالماً ورعاً ولما مرض تصدّق كثيراً حتى بثيابه ومات في جمادى الآخرة سنة 733 قلت حدثنا بالسماع شيخنا البرهان الشامي.»[6]
- وقال عنه صلاح الدين الصفدي في الوافي بالوفيات: «أحمد بن يحيى بن إسماعيل بن طاهر بن نصر بن جهبل العلامة المفتي شهاب الدين أبو العباس بن الشيخ الإمام تاج الدين الحلبي ثم الدمشقي الشافعي. مولده سنة سبعين وستمائة. سمع من الفخر علي وابن الزين والفاروثي واشتغل على ابن المقدسي وابن الوكيل وابن النقيب وولي تدريس الصلاحية بالقدس مدة وأفتى واشتغل ثم تركها وسكن دمشق وحج غير مرة ثم ولي مشيخة الظاهرية وتدريس الباذرائية بعد الشيخ برهان الدين؛ وله محاسن ومكارم وفضائل وخير وعبد وبسطة في الفروع وتوفي رحمه الله تعالى سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة.»[7]
- وقال عنه ابن قاضي شهبة في طبقات الشافعية: «أحمد بن يحيى بن إسماعيل بن طاهر بن نصر الله بن جهبل الشيخ العالم شهاب الدين أبو العباس الحلبي الأصل الدمشقي المعروف بابن جهبل ولد سنة سبعين وستمائة وسمع من جماعة واشتغل بالعلم ولزم الشيخ صدر الدين ابن المرحل وأخذ عن الشيخ شرف الدين المقدسي وغيره أيضا ودرس في الصلاحية في القدس مدة ثم تركها وتحول إلى دمشق فباشر مشيخة دار الحديث الظاهرية ثم ولي تدريس البادرائية بعد وفاة الشيخ برهان الدين فترك المشيخة المذكورة واستمر في تدريس البادرائية إلى أن مات قال ابن كثير: ولم يأخذ معلوما من واحدة منهما، قال: وكان من أعيان الفقهاء وفضلائهم. وقال السبكي: درس وأفتى وشغل مدة بالعلم في القدس ودمشق وحدث سمع منه الحافظ علم الدين البرزالي، قال: ووقفت له على تصنيف في نفي الجهة ردا على ابن تيمية لا بأس به وسرده بمجموعة في الطبقات الكبرى في نحو كراستين توفي في دمشق في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة ودفن في مقابر الصوفية.»[8]
- وقال عنه تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى: «أحمد بن يحيى بن إسماعيل الشيخ شهاب الدين ابن جهبل الكلابي الحلبي الأصل سمع من أبي الفرج عبد الرحمن بن الزين المقدسي وأبي الحسن بن البخاري وعمر بن عبد المنعم بن القواس وأحمد بن هبة الله بن عساكر وغيرهم. ودرس وأفتى وشغل بالعلم مدة بالقدس ودمشق وولي تدريس البادرائية بدمشق وحدث. وسمع منه الحافظ علم الدين القاسم بن محمد البرزالي. مات سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة. ووقفت له على تصنيف صنفه في نفي الجهة ردا على ابن تيمية لا بأس به....»[9]
جزء من رسالته في الرد على ابن تيمية
" | بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله العظيم شأنه، القوي سلطانه، القاهر ملكوته، الباهر جبروته، الغني عن كل شيء، وكل شيء مفتقر إليه، فلا معول لشيء من الكائنات إلا عليه. أرسل محمدا بالمحجة البيضاء، والملة الزهراء، فأتى بأوضح البراهين، ونور محجة السالكين، ووصف ربه تعالى بصفات الجلال، ونفى عنه ما لا يليق بالكبرياء والكمال، فتعالى الله الكبير المتعال عما يقوله أهل الغي والضلال، لا يحمله العرش؛ بل العرش وحملته محمولون بلطيف قدرته، مقهورون في قبضته، أحاط بكل شيء علما، وأحصى كل شيء عددا، مطلع على هواجس الضمائر، وحركات الخواطر، فسبحانه ما أعظم شأنه، وأعز سلطانه {يسأله من في السماوات والأرض} لافتقارهم إليه {كل يوم هو في شأن} لاقتداره عليه. والصلاة والسلام على سيدنا مُحَمَّد خاتم أنبيائه، ومبلغ أنبائه، وعلى آله وصحبه، وسلم.
أما بعد: فالذي دعا إلى تسطير هذه النبذة ما وقع في هذه المدة، مما علقه بعضهم في إثبات الجهة، واغتر بها من لم يرسخ له في التعليم قدم، ولم يتعلق بأذيال المعرفة، ولا كبحه لجام الفهم، ولا استبصر بنور الحكمة، فأحببت أن أذكر عقيدة أهل السنة والجماعة، ثم أبين فساد ما ذكره، مع أنه لم يدع دعوى إلا نقضها، ولا أطد قاعدة إلا هدمها، ثم أستدل على عقيدة أهل السنة، وما يتعلق بذلك، وهأنا أذكر قبل ذلك مقدمة يستضاء بها في هذا المكان، فأقول وبالله المستعان: مذهب الحشوية في إثبات الجهة، مذهب واه ساقط، يظهر فساده من مجرد تصوره؛ حتى قالت الأئمة: لولا اغترار العامة بهم؛ لما صرف إليهم عنان الفكر، ولا قطر القلم في الرد عليهم، وهم فريقان: فريق لا يتحاشى في إظهار الحشو {ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون} وفريق يتستر بمذهب السلف لسحت يأكله، أو حطام يأخذه، أو هوى يجمع عليه الطغام الجهلة، والرعاع السفلة؛ لعلمه أن إبليس ليس له دأب إلا خذلان أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ ولذلك لا يجمع قلوب العامة إلا على بدعة وضلالة، يهدم بها الدين، ويفسد بها اليقين، فلم يسمع في التواريخ أنه خزاه الله جمع غير خوارج، أو رافضة، أو ملاحدة، أو قرامطة، وأما السنة والجماعة؛ فلا تجتمع إلا على كتاب الله المبين، وحبله المتين، وفي هذا الفريق من يكذب على السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ويزعم أنهم يقولون بمقالته، ولو أنفق ملء الأرض ذهبا ما استطاع أن يروج عليهم كلمة تصدق دعواه، وتستر هذا الفريق بالسلف؛ حفظا لرياسته، والحطام الذي يجتليه {يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم} وهؤلاء يتحلون بالرياء والتقشف، فيجعلون الروث مفضضا، والكنيف مبيضا، ويزهدون في الذرة ليحصلوا الدرة. أظهروا للناس نسكا ** وعلى المنقوش داروا ومذهب السلف: إنما هو التوحيد والتنزيه، دون التجسيم والتشبيه، والمبتدعة تزعم أنها على مذهب السلف. وكل يدعون وصال ليلى ** وليلى لا تقر لهم بذاكا وكيف يعتقد في السلف أنهم يعتقدون التشبيه، أو يسكنون عند ظهور أهل البدع، وقد قال الله: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون} وقال الله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه} وقال الله تعالى: {لتبين للناس ما نزل إليهم}. ولقد كانت الصحابة رضي الله عنهم لا يخوضون في شيء من هذه الأشياء؛ لعلمهم أن حفظ الدهماء[ملحوظة 3] أهم الأمور، مع أن سيوف حججهم مرهفة، ورماحها مشحوذة؛ ولذلك لما نبغت الخوارج؛ واثبهم حبر الأمة وعالمها، وابنا عم رسولها؛ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وعبد الله بن عباس فاهتدى البعض بالمناظرة وأصر الباقون عنادا فتسلط عليهم السيف...[9] |
" |
ملاحظات
- أسسها الظاهر بيبرس، وكانت حتى عهد قريب مقر «دار الكتب الظاهرية»، وأما الآن فمقر المجمع العلمي العربي بدمشق المحروسة.
- المدرسة الصلاحية بالقدس أوقفها السلطان صلاح الدين الأيوبي للفقهاء الشافعية سنة 588 (محمد كرد علي: خطط الشام 6 / 122).
- عامة الناس وسوادهم الأعظم.
المصادر والمراجع
- محمد بن شاكر الكتبي: عيون التواريخ، ص: 179. - تصفح: نسخة محفوظة 19 فبراير 2013 على موقع واي باك مشين.
- "الإمام شهاب الدين بن جهبل - موقع أهل السنة والجماعة". مؤرشف من الأصل في 09 مارس 2020.
- سير أعلام النبلاء - الجزء المفقود، وبهامشه أحكام الرجال من ميزان الاعتدال في نقد الرجال، طبعة كاملة تشتمل على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الأربعة والجزء المفقود من السير. قدم له الدكتور: سيد حسين العفاني؛ حققه وخرج أحاديثه: خيري سعيد، الجزء السابع عشر، الجزء المفقود وهو تمام السير، المكتبة التوفيقية، ص: 546-547.
- ذيل تاريخ الإسلام، اعتنى به: مازن بن سالم باوزير، ص: 391.
- البداية والنهاية لابن كثير. - تصفح: نسخة محفوظة 27 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر العسقلاني. - تصفح: نسخة محفوظة 27 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- الوافي بالوفيات للصفدي. - تصفح: نسخة محفوظة 27 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (1/122). - تصفح: نسخة محفوظة 27 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- طبقات الشافعية الكبرى للتاج السبكي. - تصفح: نسخة محفوظة 28 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.